پيامبر اعظم صلي الله عليه و آله و سلم از نگاه قرآن و اهل بيت عليهم السلام

مشخصات كتاب

عنوان قراردادي : نبي الرحمه من مناظر القرآن و اهل البيت

عنوان و نام پديدآور : پيامبر اعظم صلي الله عليه و آله و سلم از نگاه قرآن و اهل بيت عليهم السلام / محمدي ري شهري ؛ مترجم حميد رضا شيخي.

مشخصات نشر : قم: موسسه علمي فرهنگي دارالحديث، سازمان چاپ و نشر، 1385.

مشخصات ظاهري : 284 ص.

فروست : پژوهشكده علوم و معارف حديث ؛ 129.

شابك : 20000 ريال: 964-493-167-X ؛ 20000 ريال(چاپ دوم) ؛ 26000 ريال: چاپ سوم: 978-964-493-167-3

يادداشت : فارسي - عربي.

يادداشت : چاپ دوم: 1385.

يادداشت : عنوان ديگر: پيامبر اعظم از نگاه قرآن و اهل بيت.

يادداشت : كتابنامه: ص. [269] - 280؛ همچنين به صورت زيرنويس.

يادداشت : نمايه.

عنوان ديگر : پيامبر اعظم از نگاه قرآن و اهل بيت.

موضوع : محمد(ص)، پيامبر اسلام، 53 قبل از هجرت - 11ق. -- در قرآن

موضوع : محمد(ص)، پيامبر اسلام، 53 قبل از هجرت - 11ق. -- احاديث

موضوع : محمد(ص)، پيامبر اسلام، 53 قبل از هجرت - 11ق. -- احاديث اهل سنت

شناسه افزوده : شيخي، حميدرضا، 1337 -، مترجم

شناسه افزوده : موسسه علمي - فرهنگي دارالحديث. سازمان چاپ و نشر

شناسه افزوده : موسسه علمي - فرهنگي دارالحديث. پژوهشكده علوم و معارف حديث

رده بندي كنگره : BP22/9/م3پ9041 1385

رده بندي ديويي : 297/93

شماره كتابشناسي ملي : 1143786

ص: 1

[النص العربي]

الفصل الأوّل دَلائِلُ النُّبوَّةِ

1/ 1 شَهادةُ اللّهِ

اشارة

ص: 2

ص: 3

ص: 4

ص: 5

ص: 6

ص: 7

ص: 8

ص: 9

ص: 10

ص: 11

ص: 12

ص: 13

ص: 14

ص: 15

ص: 16

ص: 17

ص: 18

ص: 19

ص: 20

الكتاب

" لكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِما أَنْزَلَ إِلَيْكَ أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَ الْمَلائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَ كَفى بِاللَّهِ شَهِيداً". (1)

" هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَ دِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَ كَفى بِاللَّهِ شَهِيداً". (2)

" قُلْ كَفى بِاللَّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ إِنَّهُ كانَ بِعِبادِهِ خَبِيراً بَصِيراً". (3)

" قُلْ كَفى بِاللَّهِ بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ شَهِيداً يَعْلَمُ ما فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْباطِلِ وَ كَفَرُوا بِاللَّهِ أُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ". (4)

" أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَلا تَمْلِكُونَ لِي مِنَ اللَّهِ شَيْئاً هُوَ أَعْلَمُ بِما تُفِيضُونَ فِيهِ كَفى


1- النساء: 166.
2- الفتح: 28.
3- الإسراء: 96.
4- العنكبوت: 52.

ص: 21

ص: 22

بِهِ شَهِيداً بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ وَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ". (1)

" قُلْ أَيُّ شَيْ ءٍ أَكْبَرُ شَهادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ وَ أُوحِيَ إِلَيَّ هذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَ مَنْ بَلَغَ أَ إِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللَّهِ آلِهَةً أُخْرى قُلْ لا أَشْهَدُ قُلْ إِنَّما هُوَ إِلهٌ واحِدٌ وَ إِنَّنِي بَرِي ءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ". (2)

الحديث

1. الإمام الباقر عليه السلام في قَولِهِ تَعالى:" قُلْ أَيُّ شَيْ ءٍ أَكْبَرُ شَهادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ وَ أُوحِيَ إِلَيَّ هذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَ مَنْ بَلَغَ أَ إِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللَّهِ آلِهَةً أُخْرى قُلْ لا أَشْهَدُ قُلْ إِنَّما هُوَ إِلهٌ واحِدٌ وَ إِنَّنِي بَرِي ءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ": ذلك أنَّ مُشرِكي أهلِ مَكَّةَ قالوا: يا مُحمَّدُ، ما وَجَدَ اللّهُ رَسولًا يُرسِلُهُ غَيرَكَ؟! ما نَرى أحَدا يُصَدِّقُكَ بِالَّذي تَقولُ. وذلِكَ في أوَّلِ ما دَعاهُم وهُو يَومَئِذٍ بمَكَّةَ، قالوا: ولَقَد سَألنا عَنكَ اليَهودَ وَالنَّصارى فزَعَموا أ نَّهُ لَيسَ لَكَ ذِكرٌ عِندَهُم، فَأتِنا بمَن يَشهَدُ أ نَّكَ رَسولُ اللّهِ! قالَ رَسولُ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله:" اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ" الآية. (3)

2. المناقب لابن شهرآشوب عن الكلبي: أتى أهلُ مَكَّةَ النَّبِيَّ صلى اللّه عليه وآله فَقالوا: ما وَجَدَ اللّهُ رَسولًا غَيرَكَ؟! ما نَرى أحَدا يُصَدِّقُكَ فيما تَقولُ، ولَقَد سَألنا عَنكَ اليَهودَوَالنَّصارى فزَعَموا أ نَّه لَيسَ لَكَ عِندَهُم ذِكرٌ، فأرِنا مَن يَشهَدُ أ نَّكَ رَسولُ اللّهِ كما تَزعُمُ، فَنَزَلَ:" قُلْ أَيُّ شَيْ ءٍ أَكْبَرُ شَهادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ وَ أُوحِيَ إِلَيَّ هذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَ مَنْ بَلَغَ أَ إِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللَّهِ آلِهَةً أُخْرى قُلْ لا أَشْهَدُ قُلْ إِنَّما هُوَ إِلهٌ واحِدٌ وَ إِنَّنِي بَرِي ءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ" الآية. وقالوا:


1- الأحقاف: 8.
2- الأنعام: 19.
3- تفسير القمّي: ج 1 ص 195 عن أبي الجارود، بحار الأنوار: ج 18 ص 235 ح 78.

ص: 23

ص: 24

العَجَبُ أ نَّ اللّهَ تَعالى لَم يَجِد رَسولًا يُرسِلُهُ إلَى النّاسِ إلَّا يَتيمَ أبي طالِبٍ! فنَزَلَ:" الر تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْحَكِيمِ* أَ كانَ لِلنَّاسِ عَجَباً أَنْ أَوْحَيْنا إِلى رَجُلٍ مِنْهُمْ أَنْ أَنْذِرِ النَّاسَ وَ بَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ قالَ الْكافِرُونَ إِنَّ هذا لَساحِرٌ مُبِينٌ" الآيات (1). (2)


1- يونس: 1 و 2.
2- المناقب لابن شهرآشوب: ج 1 ص 50، مجمع البيان: ج 4 ص 436 نحوه وكلاهما نقلًا عن الكلبي، بحار الأنوار: ج 18 ص 234 ح 76؛ تفسير الثعلبي: ج 4 ص 140 نقلًا عن الكلبي وفيه صدره إلى" كما تزعم".

ص: 25

ص: 26

ص: 27

ص: 28

1/ 2 شَهادةُ أَنبياءِ اللّهِ

الكتاب

" وَ إِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ". (1)

" وَ إِذْ قالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يا بَنِي إِسْرائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْراةِ وَ مُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جاءَهُمْ بِالْبَيِّناتِ قالُوا هذا سِحْرٌ مُبِينٌ* وَ مَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَ هُوَ يُدْعى إِلَى الْإِسْلامِ وَ اللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ". (2)

" الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْراةِ وَ الْإِنْجِيلِ". (3)

انظر: البقرة: 89، 101، 129، 146، آل عمران: 81، 82.

الحديث

3. الإمام عليّ عليه السلام: إنَّ اللّهَ أخَذَ الميثاقَ عَلَى الأَنبِياءِ قَبلَ نَبِيِّنا صلى اللّه عليه وآله، أن يُخبِروا أُمَمَهُم بِمَبعَثِهِ ونَعتِهِ، وَيُبَشِّروهُم بِهِ، ويَأمُروهُم بِتَصديقِهِ. (4)

4. عنه عليه السلام في صِفَةِ مَبعَثِ النَّبيِّ صلى اللّه عليه و آله: إلى أن بَعَثَ اللّهُ سُبحانَهُ مُحَمَّدا رَسولَ اللّهِ صلى اللّه عليه و آله لإنجاز عدته و إتمام نبوته مَأخُوذا عَلَى النَّبِيِّينَ ميثاقُهُ، مَشهورَةً سِماتُهُ (5)

5. الطبقات الكبرى عن محمّد بن كعب: أوحَى اللّهُ إلى يَعقوبَ: إ نِّي أبعَثُ مِن ذُرِّيَّتِكَ


1- الشعراء: 196.
2- الصفّ: 6 و 7.
3- الأعراف: 157.
4- مجمع البيان: ج 2 ص 784 وروى الحديث أيضا ابن عبّاس وقتادة، بحارالأنوار: ج 11 ص 12.
5- نهج البلاغة: الخطبة 1.

ص: 29

ص: 30

مُلوكا وأنبِياءَ حَتَّى أبعَثَ النَّبِيَّ الحَرَمِيَّ الَّذي تَبني أُمَّتُهُ هَيكَلَ بَيتِ المَقدِسِ، وهُوَ خاتَمُ الأنبِياءِ، وَاسمُهُ أحمَدُ. (1)

6. رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله لَمّا سُئِلَ في بِدءِ أمرِهِ: ... دَعوَةُ أبي إبراهيمَ، وبُشرى عيسى، ورَأت أُمِّي أ نَّهُ يَخرُجُ مِنها نورٌ أضاءَت مِنها قُصورُ الشّامِ. (2)

7. الطبقات الكبرى عن الشّعبيّ في مَجَلَّةِ إبراهيمَ عليه السلام: إنَّهُ كائِنٌ مِن وُلدِكَ شُعوبٌ وشُعوبٌ؛ حَتَّى يَأتِيَ النَّبِيُّ الأُمِّيُّ الَّذي يَكونُ خاتَمَ الأنبِياءِ. (3)

8. الطبقات الكبرى عن عبد الحميد بن جعفر عن أبيه: كانَ الزُّبيرُ بنُ باطا وكانَ أعلَمَ اليَهودِ يَقولُ: إنِّي وَجَدتُ سِفرا كانَ أبي يَختِمُهُ عَلَيَّ، فيهِ ذِكرُ أحمَدَ؛ نَبيٍّ يَخرُجُ بِأرضِ القُرظِ صِفَتُهُ كَذا وكَذا، فَتَحَدَّثَ بِهِ الزُّبَيرُ بَعدَ أبيهِ وَالنَّبِيُّ صلى اللّه عليه وآله لَم يُبعَث، فَما هُوَ إلَّا أن سَمِعَ بِالنَّبيِّ صلى اللّه عليه وآله قَد خَرَجَ بِمَكّةَ حَتّى عَمَدَ إلى ذلِكَ السِّفرِ فَمَحاهُ، وكَتَمَ شَأنَ النَّبِيِّ صلى اللّه عليه وآله وقالَ: لَيسَ بِهِ! (4)

9. الإمام عليّ عليه السلام في مَبعَثِ النَّبيِّ صلى اللّه عليه وآله: إلى أن بَعَثَ اللّهُ سُبحانَهُ مُحَمَّدا رَسولَ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله ... مَأخُوذا عَلَى النَّبِيِّينَ ميثاقُهُ، مَشهورَةً سِماتُهُ، كَريماً ميلادُهُ. وأهلُ الأرضِ يَومَئِذٍ مِلَلٌ مُتَفَرِّقَةٌ، وأهواءٌ مُنتَشِرَةٌ، وَطَرائِقُ مُتَشَتِّتَةٌ، بَينَ مُشَبِّهٍ للّه بِخَلقِهِ، أو مُلحِدٍ فِي اسمِهِ، أو مُشيرٍ إلى غَيرِهِ. فَهداهُم بِهِ مِنَ الضَّلالَةِ، وأنقَذَهُم بِمَكانِهِ مِنَ الجَهالَةِ. ثُمَّ اختارَ سُبحانَهُ لِمُحَمَّدٍ صلى اللّه عليه وآله لِقاءَهُ، ورَضيَ لَهُ ما عِندَهُ وأكرَمَهُ عَن دارِ الدُّنيا ورَغِبَ بِهِ عَن مَقامِ البَلوى. فَقَبَضَهُ إلَيهِ كَريماً صلى اللّه عليه وآله. (5)


1- الطبقات الكبرى: ج 1 ص 163.
2- مسند ابن حنبل: ج 8 ص 295 ح 22324، المعجم الكبير: ج 8 ص 175 ح 7729 كلاهما عن أبي امامة، الدرّ المنثور: ج 1 ص 334؛ الخصال: ص 177 ح 236 عن أبي أمامة نحوه، بحار الأنوار: ج 16 ص 321 ح 9.
3- الطبقات الكبرى: ج 1 ص 163.
4- الطبقات الكبرى: ج 1 ص 159.
5- نهج البلاغة: الخطبة 1، بحار الأنوار: ج 16 ص 284 ح 134.

ص: 31

ص: 32

10. التوحيد في مُناظَرَةِ الإمامِ الرِّضا عليه السلام أصحابَ المِلَلِ وَالمَقالاتِ: قالَ رأسُ الجالوتِ: مِن أينَ تُثبِتُ نُبُوَّةَ مُحَمَّدٍ؟ قالَ الرِّضا عليه السلام: شَهِدَ بِنُبُوَّتِهِ صلى اللّه عليه وآله موسَى بنُ عِمرانَ، وعيسَى بنُ مَريمَ، وداوودُ خَليفَةُ اللّهِ عز و جل فِي الأرضِ.

قالَ لَهُ: أثبِت قَولَ موسَى بنِ عِمرانَ! قالَ الرِّضا عليه السلام: هَل تَعلَمُ يا يَهودِيُّ أ نَّ موسى أوصى بَني إسرائيلَ فَقالَ لَهُم: إنَّهُ سَيأتِيكُم نَبِيٌّ هوَ مِن إخوَتِكُم، فَبِهِ فَصَدِّقوا، ومِنهُ فَاسمَعوا، فَهَل تَعلَمُ أ نَّ لِبَني إسرائيلَ إخوَةً غَيرَ وُلدِ إسماعيلَ، إن كُنتَ تَعرِفُ قَرابَةَ إسرائيلَ مِن إسماعيلَ وَالنَّسَبَ الَّذي بَينَهُما مِن قِبَلِ إبراهيمَ عليه السلام؟ فَقالَ رأسُ الجالُوتِ: هذا قَولُ موسى لا نَدفَعُهُ.

فَقالَ لَهُ الرِّضا عليه السلام: هَل جاءَكُم مِن إخوَةِ بَني إسرائيلَ نَبيٌّ غَيرُ مُحَمَّدٍ صلى اللّه عليه وآله؟ قالَ: لا. قالَ الرِّضا عليه السلام: أوَلَيسَ قَد صَحَّ هذا عِندَكُم؟ قالَ: نَعَم، ولكِنِّي أُحِبُّ أن تُصَحِّحَهُ لي مِن التَّوراةِ.

فَقالَ لَهُ الرِّضا عليه السلام: هَل تُنكِرُ أ نَّ التَّوراةَ تَقولُ لَكُم: جاءَ النُّورُ مِن جَبَلِ طورِ سَيناءَ، وأضاءَ لَنا مِن جَبَلِ ساعِيرَ، وَاستَعلَنَ علَينا مِن جَبَلِ فارانَ؟ قالَ رأسُ الجالوتِ: أعرِفُ هذهِ الكَلِماتِ وما أعرِفُ تَفسيرَها.

قالَ الرِّضا عليه السلام: أنا اخبِرُكَ بِهِ، أ مَّا قَولُهُ: جاءَ النُّورُ مِن جَبَلِ طورِ سَيناءَ، فَذلِكَ وَحيُ اللّهِ تَبارَكَ وتَعالى الَّذي أنزَلَهُ عَلى موسى عليه السلام عَلى جَبَلِ طورِ سَيناءَ، وأ مّا قَولُهُ: وأضاءَ لَنا مِن جَبَلِ ساعِيرَ، فهُو الجَبَلُ الَّذي أوحَى اللّهُ عَزَّوجَلَّ إلى عيسَى بنِ مَريمَ عليه السلام وهُوَ عَلَيهِ، وأ مَّا قَولُهُ: وَاستَعلَنَ عَلَينا مِن جَبَلِ فارانَ، فَذلِكَ جَبَلٌ مِن جِبالِ مَكَّةَ، بَينَهُ وبَينَها يَومٌ.

ص: 33

ص: 34

[قالَ: (1)] وقالَ شَعيا النَّبيُّ عليه السلام فيما تَقولُ أنتَ وأصحابُكَ فِي التَّوراةِ: رَأيتُ راكِبَينِ أضاءَ لَهُما الأرضُ، أحَدُهُما راكِبٌ عَلى حِمارٍ، وَالآخَرُ عَلى جَمَلٍ، فَمَن راكِبُ الحِمارِ، ومَن راكِبُ الجَمَلِ؟ قالَ رأسُ الجالوتِ: لا أعرِفُهُما، فَخَبِّرني بِهِما! قالَ عليه السلام: أ مَّا راكِبُ الحِمارِ فَعيسى بنُ مَريَمَ، وأ مَّا راكِبُ الجَمَلِ فَمُحَمَّدٌ صلى اللّه عليه وآله، أتُنكِرُ هذا مِن التَّوراةِ؟ قالَ: لا ما انكِرُهُ. ثُمَّ قالَ الرِّضا عليه السلام: هَل تَعرِفُ حَيقوقَ النَّبيَّ عليه السلام؟ قالَ: نَعَم، إنَّي بِهِ لَعارِفٌ! قالَ عليه السلام: فَإنَّهُ قالَ وكِتابُكُم يَنطِقُ بهِ: جاءَ اللّهُ بِالبَيانِ مِن جَبَلِ فارانَ، وَامتَلَأتِ السَّماواتُ مِن تَسبيحِ أحمَدَ وأُمَّتِهِ، يَحمِلُ خَيلَهُ فِي البَحرِ كما يَحمِلُ فِي البَرِّ، يَأتينا بِكِتابٍ جَديدٍ بَعدَ خَرابِ بَيتِ المَقدِسِ يَعني بِالكتابِ القُرآنَ أتَعرِفُ هذا وتُؤمِنُ بِهِ؟ قالَ رأسُ الجالوتِ: قَد قالَ ذلِكَ حَيقوقُ عليه السلام ولا نُنكِرُ قَولَهُ.

قالَ الرِّضا عليه السلام: وقَد قالَ داوودُ عليه السلام في زَبورِهِ وأنتَ تَقرَأُ: اللهُمَّ ابعَث مُقيمَ السُّنَّةِ بَعدَ الفَترَةِ، فَهَل تَعرِفُ نَبِيّا أقامَ السُّنَّةَ بَعدَ الفَترَةِ غَيرَ مُحَمَّدٍ صلى اللّه عليه وآله؟ قالَ رأسُ الجالوتِ: هذا قولُ داوودَ نَعرِفُهُ ولا نَنكِرُهُ، وَلكِن عَنى بِذلِكَ عيسى عليه السلام، وأيّامُهُ هِيَ الفَترَةُ.

قالَ رأسُ الجالوتِ: هذا قَولُ داوودَ نَعرِفُهُ ولا نُنكِرُهُ، ولكِن عَنى بِذلِكَ عيسى عليه السلام، وأيَّامُهُ هِيَ الفَترَةُ.


1- سقط ما بين المعقوفين فى المصدر وأثبتناه من بحارالأنوار و قصص الأنبياء.

ص: 35

ص: 36

قالَ الرِّضا عليه السلام: جَهِلتَ، أنَّ عيسى لَم يُخالِفِ السُّنَّةَ، وقد كانَ مُوافِقا لِسُنَّةِ التَّوراةِ حَتَّى رَفَعَهُ اللّهُ إلَيهِ، وفي الإنجيلِ مَكتوبٌ: أنَّ ابنَ البَرَّةِ ذاهِبٌ وَ(الفارقليطا) جاءَ مِن بَعدِهِ، وهُوَ الَّذي يُخَفِّفُ الآصارَ، وَيُفَسِّرُ لَكُم كُلَّ شَي ءٍ، ويَشهَدُ لي كَما شَهِدتُ لَهُ، أنا جِئتُكُم بِالأمثالِ وهُو يأتِيكُم بِالتَّأويلِ، أتُؤمِنُ بِهذا فِي الإنجيلِ؟ قالَ: نَعَم، لا انكِرُهُ. (1)

11. الطبقات الكبرى عن كعب: إنَّ نَعتَ مُحَمَّدٍ صلى اللّه عليه وآله فِي التَّوراةِ: مُحَمَّدٌ عَبدِيَ المُختارُ، لا فَظٌّ ولا غَليظٌ، ولا صَخَّابٌ فِي الأسواقِ، ولا يَجزي بِالسَّيِّئَةِ السَّيِّئَةَ، ولكِن يَعفو ويَغفِرُ، مَولِدُهُ بِمَكَّةَ، ومُهاجَرُهُ بِالمَدينَةِ. (2)

12. الطبقات الكبرى عن أبي نملة: كانَت يَهودُ بَني قُرَيظَةَ يَدرُسونَ ذِكرَ رَسولِ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله في كُتُبِهِم، ويُعَلِّمونَهُ الوِلدانَ بِصِفَتِهِ وَاسمِهِ ومُهاجَرِهِ إلَينا، فَلَمَّا ظَهَرَ رَسولُ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله حَسَدوا وبَغَوا وقالوا: لَيسَ بِهِ! (3)

13. الطبقات الكبرى عن محمّد بن جعفر بن الزبير و محمّد بن عمارة بن غزيّة: قَدِمَ وَفدُ نَجرانَ وفيهِم أبُو الحارِثِ بنُ عَلقَمَةَ بنِ رَبيعَةَ، لَهُ عِلمٌ بِدينِهِم ورِئاسَةٌ، وكانَ أُسقُفَهُم وإمامَهُم وصاحِبَ مِدراسِهِم، ولَهُ فيهِم قَدرٌ، فعَثَرَت بِهِ بَغلَتُهُ، فَقالَ أخوهُ: تَعِسَ الأبعَدُ! يُريدُ رَسولَ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله، فَقالَ أبُو الحارِثِ: بَل تَعِستَ أنتَ، أتَشتِمُ رَجُلًا مِن المُرسَلينَ؟! إنَّهُ الَّذي بَشَّرَ بهِ عيسى، وإنَّهُ لَفِي التَّوراةِ! قالَ: فَما يَمنَعُكَ مِن دينِهِ؟ قالَ: شَرَّفَنا هؤلاءِ القَومُ وأكرَمونا ومَوَّلونا، وقَد أبَوا إلّا خِلافَهُ (4). (5)


1- التوحيد: ص 427، عيون أخبار الرضا: ج 1 ص 164 ح 1، الاحتجاج: ج 2 ص 414 ح 307 كلاهما نحوه وكلّها عن الحسن بن محمّد النوفلي، بحار الأنوار: ج 10 ص 307 ح 1.
2- الطبقات الكبرى: ج 1 ص 360.
3- المصدر السابق: ص 160.
4- في المصدر:" خلافة" و الصواب: ما أثبتناه.
5- المصدر السابق: ص 164.

ص: 37

ص: 38

ص: 39

ص: 40

ص: 41

ص: 42

ص: 43

ص: 44

ص: 45

ص: 46

ص: 47

ص: 48

ص: 49

ص: 50

1/ 3 شَهادَةُ مَن عِندَهُ عِلمُ الكِتابِ

الكتاب

" وَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلًا قُلْ كَفى بِاللَّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ". (1)

" أَ فَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَ يَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ وَ مِنْ قَبْلِهِ كِتابُ مُوسى إِماماً وَ رَحْمَةً أُولئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَ مَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ فَلا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَ لكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يُؤْمِنُونَ". (2)

الحديث

14. رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله:" أَ فَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ" أنا،" وَ يَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ" عَليٌّ. (3)

15. الإمام عليّ عليه السلام في قَولِهِ تَعالَى:" أَ فَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَ يَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ": رَسولُ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله الَّذي كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِن رَبِّهِ، وأنا الشَّاهِدُ لَهُ ومِنهُ. (4)

16. الإمام الرِّضا عن آبائه عن الإمام عليّ عليهم السلام: أ نَّهُ كانَ يَومُ الجُمُعةِ يَخطُبُ عَلَى المِنبَرِ، فَقالَ: وَالَّذي فَلَقَ الحَبَّةَ وبَرَأ النَّسَمَةَ ما مِن رَجُلٍ مِن قُرَيشٍ جَرَت عَلَيهِ المَواسي إلَّا وقَد نَزَلَت فيهِ آيَةٌ مِن كِتابِ اللّهِ عَزَّوجَلَّ، أعرِفُها كَما أعرِفُهُ. فَقامَ إلَيهِ رَجُلٌ فَقالَ: يا أميرَ المُؤمنينَ، ما آيَتُكَ الَّتي نَزَلَت فيكَ؟ فَقالَ: إذا سَألتَ فَافهَم، ولا عَلَيكَ ألَّا تَسألَ عَنها غَيري، أَقَرَأتَ سورَةَ هودٍ؟ قالَ: نَعَم يا أميرَ المُؤمِنينَ.


1- الرعد: 43.
2- هود: 17.
3- الدرّ المنثور: ج 4 ص 410، كنزالعمّال: ج 2 ص 439 ح 4440 كلاهما نقلًا عن ابن مردويه عن الإمام عليّ عليه السلام؛ بحار الأنوار: ج 35 ص 393 ح 17.
4- الأمالي للمفيد: ص 145 ح 5 عن عبّاد بن عبداللّه، بحار الأنوار: ج 35 ص 390 ح 9؛ كنز العمّال: ج 2 ص 439 ح 4441 نقلًا عن ابن أبي حاتم وابن مردويه وأبي نعيم في المعرفة.

ص: 51

ص: 52

قالَ: فَسَمِعتَ اللّهَ عَزَّوجَلَّ يَقولُ:" أَ فَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَ يَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ"؟ قالَ: نَعَم. قالَ: فَالَّذي عَلى بَيِّنَةٍ مِن رَبِّهِ مُحَمَّدٌ رَسولُ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله، وَالَّذي يَتلوهُ شاهِدٌ مِنهُ وهُو الشَّاهِدُ وهُوَ مِنهُ عَليُّ بنُ أبي طَالبٍ، وأنا الشَّاهِدُ وأنا مِنهُ صلى اللّه عليه وآله. (1)

17. الاحتجاج: سَألَ رَجُلٌ عَلِيَّ بنَ أبي طالِبٍ عليه السلام: فَقالَ لَهُ وأنا أسمَعُ: أخبِرني بِأفضَلِ مَنقَبَةٍ لَكَ. قالَ: ما أنزَلَ اللّهُ في كِتابِهِ. قالَ: وما أنزَلَ اللّهُ فيكَ؟ قالَ:" أَ فَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَ يَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ"، أنا الشَّاهِدُ مِن رَسولِ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله. (2)

18. بصائر الدرجات عن الأصبغ بن نباتة: قالَ أميرُ المُؤمنينَ عليه السلام: لَو كُسِرَت لي وِسادَةٌ (3) فَقَعَدتُ عَلَيها لَقَضَيتُ بَينَ أهلِ التَّوراةِ بِتَوراتِهِم، وأهلِ الإنجيلِ بِإنجيلِهِم، وأهلِ الزَّبورِ بِزَبورِهِم، وأهلِ الفُرقانِ بِفُرقانِهِم، بِقَضاءٍ يَصعَدُ إلَى اللّهِ يَزهَرُ (4).

وَاللّهِ، ما نَزَلَت آيَةٌ في كِتابِ اللّهِ في لَيلٍ أو نَهارٍ إلَّا وقَد عَلِمتُ فيمَن انزِلَت، ولا مِمَّن مَرَّ عَلى رَأسِهِ المَواسي مِن قُرَيشٍ إلَّا وقَد نَزَلَت فيهِ آيَةٌ مِن كِتابِ اللّهِ تَسوقُهُ إلَى الجَنَّةِ أو إلَى النَّارِ.

فَقامَ إلَيهِ رَجُلٌ فَقالَ: يا أميرَ المُؤمِنينَ، مَا الآيَةُ الَّتي نَزَلَت فيكَ؟ قالَ لَهُ: أما سَمِعتَ اللّهَ يَقولُ:" أَ فَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَ يَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ"؟ قالَ: رَسولُ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله على بَيّنَةٍ مِن رَبِّهِ، وأنا شاهِدٌ لَهُ فيهِ وأتلوهُ مَعَهُ. (5)


1- الأمالي للطوسي: ص 371 ح 800، بحار الأنوار: ج 35 ص 386 ح 2.
2- الاحتجاج: ج 1 ص 368 ح 65، كتاب سليم بن قيس: ج 1 ص 903 ح 60 كلاهما عن سليم بن قيس، بحار الأنوار: ج 35 ص 387 ح 4.
3- كَسرَ الوساد: ثنّاه واتّكأ عليه. والوساد: المِخدّة، المتّكأُ، وكلّ ما يوضع تحت الرأس وإن كان من تراب أو حجارة(المعجم الوسيط: ج 2 ص 787 و ص 1031" و سد").
4- زَهَرَ: تَلْألَأ(القاموس المحيط: ج 2 ص 43" زهر"). وهو كناية عن إحكامه بحيث لايعتريه الزلل والخطأ.
5- بصائر الدرجات: ص 132 ح 2، بحار الأنوار: ج 35 ص 387 ح 5.

ص: 53

ص: 54

19. كشف اليقين عن عبّاد بن عبد اللّه الأسديّ: سَمِعتُ عَلِيَّا عليه السلام يَقولُ وهُوَ عَلَى المِنبَرِ: ما مِن رَجُلٍ مِن قُرَيشٍ إلَّا قَد نَزَلَت فيهِ آيَةٌ أو آيَتانِ. فَقالَ رَجُلٌ مِمَّن تَحتَهُ: فَما نَزَلَ فيكَ أنتَ؟ فغَضِبَ ثُمَّ قالَ: أما إنَّكَ لَو لَم تَسألني عَلى رُؤوسِ القَومِ ما حَدَّثتُكَ. وَيحَكَ! هَل تَقرَأُ سورَةَ هودٍ؟ ثُمَّ قَرَأ عَلِيٌّ عليه السلام" أَ فَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَ يَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ" رَسولُ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله عَلى بَيّنَةٍ، وأنا الشَّاهِدُ مِنهُ. (1)

20. الإمام الباقر عليه السلام: الَّذي عَلى بَيِّنَةٍ مِن رَبِّهِ رَسولُ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله، وَالَّذي تَلاهُ مِن بَعدِهِ الشَّاهِدُ مِنهُ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام، ثُمَّ أوصياؤهُ واحِدٌ بَعدَ واحِدٍ. (2)

21. بحار الأنوار عن عبداللّه بن عطاء: كُنتُ جالِسا مَعَ أبي جَعفَرٍ عليه السلام في مَسجِدِ النَّبِيِّ صلى اللّه عليه وآله فَرَأيتُ ابنَ عَبدِاللّهِ بنِ سَلامٍ جالِسا في ناحِيَةٍ، فَقُلتُ لِأبي جَعفَرٍ عليه السلام: زَعَموا أ نَّ أبا هذا الَّذي عِندَهُ عِلمُ الكِتابِ. فَقالَ: لا، إنَّما ذاكَ أميرُ المُؤمِنينَ عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ عليه السلام. نَزَلَ فيهِ:" أَ فَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَ يَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ"؛ فَالنَّبِيُّ صلى اللّه عليه وآله عَلى بَيِّنَةٍ مِن رَبِّهِ، وأميرُالمُؤمِنينَ عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ شاهِدٌ مِنهُ. (3)

1/ 4 معرفةُ عُلَماءِ بَنو إسرائيلَ وإيمانُ عِدَّة مِن عُلماءِ أَهلِ الكِتابِ

الكتاب

" وَ إِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ* أَ وَ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ آيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَماءُ بَنِي إِسْرائِيلَ". (4)


1- كشف اليقين: ص 363 ح 430، كشف الغمّة: ج 1 ص 315، بحار الأنوار: ج 35 ص 392 ح 15. قال العلّامة المجلسيّ رحمه اللّه في ذيل الحديث: قال ابن البطريق في المستدرك: روَى الحافظ أبو نعيم بإسناده إلى عَبّادٍ مثله، وَروى أبو مريم مثله، والصباح بن يحيى وعبداللّه بن عبد القدّوس عن الأعمش عن المنهال بن عمرٍو مثله. وقال أيضا في ذيل الحديث بعنوان" بيان": روى العلّامة مثل ذلك من طريق الجمهور، وقال السيّد ابن طاووس في كتاب سعد السعود: وقد روى انّ المقصود بقوله جلّ جلاله:" شاهِدٌ مِنْهُ" هو عليّ بن أبي طالب عليه السلام، وروى محمّدُ بن العبّاس بن مروان في كتابه، من ستّة وستّين طريقا بأسانيدها(بحار الأنوار: ج 35 ص 393).
2- تفسير العيّاشي: ج 2 ص 142 ح 12 عن بريد بن معاوية العجلي، بحار الأنوار: ج 35 ص 388 ح 6.
3- بحار الأنوار: ج 35 ص 391 ح 13 نقلًا عن تفسير فرات.
4- الشعراء: 196 و 197.

ص: 55

ص: 56

" وَ لَمَّا جاءَهُمْ كِتابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِما مَعَهُمْ وَ كانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جاءَهُمْ ما عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكافِرِينَ". (1)

" وَ إِذا سَمِعُوا ما أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنا آمَنَّا فَاكْتُبْنا مَعَ الشَّاهِدِينَ* وَ ما لَنا لا نُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَ ما جاءَنا مِنَ الْحَقِّ وَ نَطْمَعُ أَنْ يُدْخِلَنا رَبُّنا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ". (2)

" قُلْ أَ رَأَيْتُمْ إِنْ كانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَ كَفَرْتُمْ بِهِ وَ شَهِدَ شاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ عَلى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَ اسْتَكْبَرْتُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ". (3)

الحديث

22. تفسير القمّي: وَأمَّا قَولُهُ:" الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَعْرِفُونَهُ كَما يَعْرِفُونَ أَبْناءَهُمْ" (4)* الآيَة، فَإنَّ عُمَرَ بنَ الخَطَّابِ قالَ لِعَبدِاللّهِ بنِ سَلامٍ: هَل تَعرِفونَ مُحَمَّدا في كِتابِكُم؟ قالَ: نَعَم، وَاللّهِ نَعرِفُهُ بِالنَّعتِ الَّذي نَعَتَ اللّهُ لَنا إذا رَأيناهُ فيكُم، كَما يَعرِفُ أحَدُنا ابنَهُ إذا رَآهُ مَعَ الغِلمانِ، وَالَّذي يَحلِفُ بهِ ابنُ سَلامٍ لِأنَّا بِمُحَمَّدٍ هذا أشَدُّ مَعرِفَةً مِنِّي بِابنِي. (5)

23. الطبقات الكبرى عن ابن عبّاس: بَعَثَت قُرَيشٌ النَّضرَ بنَ الحارِثِ بنِ عَلقَمةَ وعُقبَةَ بنَ أبي مُعَيطٍ وغَيرَهُما إلى يَهودِ يَثرِبَ وقالوا لَهُم: سَلوهُم عَن مُحَمَّدٍ. فَقَدِموا المَدينَةَ فَقالوا: أتَيناكُم لِأمرٍ حَدَثَ فينا؛ مِنَّا غُلامٌ يَتيمٌ حَقيرٌ يَقولُ قَولًا عَظيما، يَزعُمُ أ نَّهُ رَسولُ الرَّحمنِ، ولا نَعرِفُ الرَّحمنَ إلَّا رَحمانَ اليَمامَةِ!


1- البقرة: 89.
2- المائدة: 83 و 84.
3- الأحقاف: 10.
4- البقرة: 146، الأنعام: 20.
5- تفسير القمّي: ج 1 ص 195، بحار الأنوار: ج 15 ص 180 ح 2.

ص: 57

ص: 58

قالوا: صِفوا لَنا صِفَتَهُ، فَوَصَفوا لَهُم، قالوا: فَمَن تَبِعَهُ مِنكُم؟ قالوا: سَفِلَتُنا، فَضَحِكَ حَبرٌ مِنهُم، وقالَ: هذا النَّبيُّ الَّذي نَجِدُ نَعتَهُ ونَجِدُ قَومَهُ أشَدَّ النَّاسِ لَهُ عَداوةً. (1)

1/ 5 شَهادَةُ العِلمِ وَالعالِمِ

الكتاب

" وَ يَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَ يَهْدِي إِلى صِراطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ". (2)

" وَ لِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَ إِنَّ اللَّهَ لَهادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ". (3)

" وَ ما كُنْتَ تَتْلُوا مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتابٍ وَ لا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذاً لَارْتابَ الْمُبْطِلُونَ". (4)

" وَ كَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ وَ لَا الْإِيمانُ وَ لكِنْ جَعَلْناهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشاءُ مِنْ عِبادِنا وَ إِنَّكَ لَتَهْدِي إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ". (5)

الحديث

24. رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله: العِلمُ حَياةُ الإسلامِ وَعِمادُ الإِيمانِ. (6)


1- الطبقات الكبرى: ج 1 ص 165، الدرّ المنثور: ج 3 ص 579.
2- سبأ: 6.
3- الحجّ: 54.
4- العنكبوت: 48.
5- الشورى: 52.
6- كنز العمّال: ج 10 ص 181 ح 28944 نقلًا عن أبي الشيخ عن ابن عبّاس.

ص: 59

25. الإمام عليّ عليه السلام: الإِيمانُ وَالعِلمُ أخَوانِ تَوأمانِ، ورَفيقانِ لا يَفتَرِقانِ. (1)

26. الإمام الرِّضا عليه السلام مِن مُحاوَراتِهِ مَعَ أهلِ الأَديانِ، في إثباتِ نُبُوَّةِ مُحَمَّدٍ صلى اللّه عليه وآله: ومِن آياتِهِ أ نَّهُ كانَ يَتيما فَقيرا راعِيا أجيرا، لَم يَتَعَلَّم كِتابا ولَم يَختَلِف إلى مُعَلِّمٍ، ثُمَّ جاءَ بِالقُرآنِ الَّذي فيهِ قِصَصُ الأنبِياءِ عليهم السلام وأخبارُهُم حَرفا حَرفا، وأخبارُ مَن مَضى ومَن بَقِيَ إلى يَومِ القِيامَةِ. (2)


1- غرر الحكم: ح 1785، عيون الحكم والمواعظ: ص 22 ح 154 وفيه" العمل" بدل" العلم".
2- عيون أخبار الرِّضا: ج 1 ص 167 ح 1، التوحيد: ص 429 ح 1، الاحتجاج: ج 2 ص 418 ح 307 كلّها عن الحسن بن محمّد النوفلي، بحار الأنوار: ج 10 ص 309 ح 1.

ص: 60

ص: 61

ص: 62

ص: 63

ص: 64

ص: 65

ص: 66

1/ 6 المُباهَلةُ

الكتاب

" فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُمْ وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكاذِبِينَ". (1)

الحديث

27. تفسير القمّي بَعدَ ذِكرِ آيَةِ المُباهَلَةِ: فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله: فَباهِلوني، فَإن كُنتُ صَادِقاً أنزَلتُ اللَّعنَةَ عَلَيكُمُ، وإن كُنتُ كاذِباً نَزَلَت عَلَيَّ.

فَقالوا: أنصَفتَ. فَتَواعَدوا لِلمُباهَلَةِ، فَلَمّا رَجَعوا إلى مَنازِلِهِم، قالَ رُؤساؤُهُم؛ السيِّدُ وَالعاقِبُ وَالأهتَمُ: إن باهَلَنا بِقَومِهِ باهَلناهُ، فَإِنَّهُ لَيسَ بِنَبيٍّ، وإن باهَلَنا بِأهلِ بَيتِهِ خاصَّةً فَلا نُباهِلُهُ؛ فَإِنَّه لا يَقدِمُ عَلى أهلِ بَيتِهِ إلَّا وهُوَ صادِقٌ، فَلَمَّا أصبَحوا جَاؤوا إلى رَسولِ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله ومَعَهُ أميرُ المُؤمِنينَ وفَاطِمَةُ وَالحَسَنُ وَالحُسَينُ صَلَواتُ اللّهِ عَلَيهِم.

فَقالَ النَّصارى: مَن هؤلاءِ؟ فَقيلَ لَهُم: هذَا ابنُ عَمِّهِ ووَصِيُّهُ وخَتَنُهُ عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ، وهذِهِ بِنتُهُ فاطِمَةُ، وهذانِ ابناهُ الحَسَنُ وَالحُسَينُ عليهم السلام، فَعَرَفوا وقالوا لِرَسولِ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله: نُعطيكَ الرِّضا فَاعفِنا مِنَ المُباهَلَةِ، فَصالَحَهُم رَسولُ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله عَلَى الجِزيَةِ وَانصَرَفوا. (2)

28. الأمالي للطوسي عن عبدالرّحمن بن كثير عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عن الحسن بن عليّ عليهم السلام في بَيانِ قَولِهِ تَعالى:" نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ ...": أخرَجَ رَسولُ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله مِنَ الأَنفُسِ مَعَهُ أبي، ومِنَ البَنينَ إيَّايَ وأخي، ومِنَ النِّساءِ أُمِّي فاطِمَةَ


1- آل عمران: 61.
2- تفسير القمّي: ج 1 ص 104.

ص: 67

ص: 68

مِنَ النَّاسِ جَميعا، فَنَحنُ أهلُهُ ولَحمُهُ ودَمُهُ ونَفسُهُ، ونَحنُ مِنهُ، وهُوَ مِنَّا. (1)

29. دلائل النُّبوّة عن جابر: قَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ صلى اللّه عليه وآله العاقِبُ وَالطَّيِّبُ فَدَعاهُما إلَى الإِسلامِ، فَقالا: أسلَمنا يا مُحَمَّدُ قَبلَكَ! قالَ: كَذَبتُما، إن شِئتُما أخبَرتُكُما ما يَمنَعُكُما مِنَ الإِسلامِ.

قالوا: فَهاتِ أنبِئنا.

قالَ: حُبُّ الصَّليبِ وشُربُ الخَمرِ وأكلُ لَحمِ الخِنزيرِ.

قالَ جابِرٌ: فَدَعاهُما إلَى المُلاعَنَةِ، فَواعَداهُ عَلى أن يُغادِياهُ بِالغَداةِ، فَغَدا رَسولُ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله وأخَذَ بِيَدِ عَلِيٍّ وفاطِمَةَ وَالحَسَنِ وَالحُسَينِ عليهم السلام، ثُمَّ أرسَلَ إلَيهِما فَأَبَيا أن يُجيباهُ وأقَرَّا لَهُ، فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله: وَالَّذي بَعَثَني بِالحَقِّ، لَو فَعَلا لَأَمطَرَ الوادِي عَلَيهِما ناراً. قالَ جابِرٌ: فيهِم نَزَلَت:" فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُمْ وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَكُمْ" (2).

قالَ الشَّعبِيُّ: قالَ جابِرٌ:" وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَكُمْ" رَسولُ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله وعَلِيٌّ عليه السلام،" أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ" الحَسَنُ وَالحُسَينُ عليهماالسلام،" وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُمْ" فاطِمَةُ عليهاالسلام (3).

30. الكشّاف للزّمخشري: رُوِيَ أنَّهُم لَمَّا دَعاهُم إلَى المُباهَلَةِ قالوا: حَتَّى نَرجِعَ ونَنظُرَ، فَلَمَّا تَخالَوا قالوا لِلعاقِبِ، وكانَ ذا رَأيِهِم: يا عَبدَ المَسيحِ، ما تَرى؟ فَقالَ: وَاللّهِ لَقَد عَرَفتُم يا مَعشَرَ النَّصارى أنَّ مُحَمَّداً نَبِيٌّ مُرسَلٌ، ولَقَد جاءَكُم بِالفَصلِ مِن أمرِ صاحِبِكُم. وَاللّهِ، ما باهَلَ قَومٌ نَبِيّا قَطُّ فَعاشَ كَبيرُهُم ولا نَبَتَ


1- الأمالي للطوسيّ: ص 564 ح 1174، بحار الأنوار: ج 10 ص 141 ح 5؛ ينابيع المودّة: ج 1 ص 165 ح 1.
2- آل عمران: 61.
3- دلائل النبوّة لأبي نعيم: ج 2 ص 353 ح 244، المناقب لابن المغازليّ: ص 263 ح 310 عن جابر بن عبداللّه؛ العمدة: ص 190 ح 291، الطرائف: ص 46 ح 38، بحار الأنوار: ج 21 ص 341 ح 7 نقلًا عن الخرائج والجرائح.

ص: 69

ص: 70

صَغيرُهُم، ولَئِن فَعَلتُم لَتَهلِكُنَّ، فَإِن أبَيتُم إلَّا إلفَ دينِكُم وَالإِقامَةَ عَلى ما أنتُم عَلَيهِ فَوادِعوا الرَّجُلَ وَانصَرِفوا إلى بِلادِكُم.

فَأَتى رَسولُ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله وَقَد غَدا مُحتَضِناً الحُسَينَ آخِذاً بِيَدِ الحَسَنِ وفاطِمَةُ تَمشي خَلفَهُ وعَلِيٌّ خَلفَها وهُوَ يَقولُ: إذا أنَا دَعَوتُ فَأَمِّنوا، فَقالَ أُسقُفُ نَجرانَ: يا مَعشَرَ النَّصارى، إنَّي لَأَرى وُجوهاً لَو شاءَ اللّهُ أن يُزيلَ جَبَلًا مِن مَكانِهِ لَأَزالَهُ بِها، فَلا تُباهِلوا فَتَهلِكوا ولا يَبقى عَلى وَجهِ الأَرضِ نَصرانِيٌّ إلى يَومِ القِيامَةِ، فَقالوا: يا أبَا القاسِمِ، رَأَينا ألّا نُباهِلَكَ وأن نُقِرَّكَ عَلى دينِكَ ونَثبُتَ عَلى دينِنا.

قالَ: فَإِذا أبَيتُمُ المُباهَلَةَ فَأَسلِموا يَكُن لَكُم ما لِلمُسلِمينَ وعَلَيكُم ما عَلَيهِم، فَأَبَوا. قالَ: فَإِنِّي اناجِزُكُم.

فَقالوا: ما لَنا بِحَربِ العَرَبِ طاقَةٌ، ولكِن نُصالِحُكَ عَلى أن لا تَغزونا ولا تُخيفَنا ولا تَرُدَّنا عَن دينِنا عَلى أن نُؤَدِّيَ إلَيكَ كُلَّ عامٍ ألفَي حُلَّةٍ، ألفاً في صَفَرٍ، وألفاً في رَجَبٍ، وثَلاثينَ دِرعاً عادِيَّةً مِن حَديدٍ.

فَصالَحَهُم عَلى ذلِكَ، وقالَ: وَالَّذي نَفسي بِيَدِهِ، إنَّ الهَلاكَ قَد تَدَلّى عَلى أهلِ نَجرانَ، ولَو لاعَنوا لَمُسِخوا قِرَدَةً وخَنازيرَ، وَلَاضطَرَمَ عَلَيهِمُ الوادي ناراً، وَلَاستَأصَلَ اللّهُ نَجرانَ وأهلَهُ حَتَّى الطَّيرَ عَلى رُؤوسِ الشَّجَرِ، ولَما حالَ الحَولُ عَلَى النَّصارى كُلِّهِم حَتّى يَهلِكوا ....

ثُمَّ قالَ الزّمخشَريُ: وقَدّمَهُم فِي الذِّكرِ عَلَى الأَنفُسِ لِيُنَبِّهَ عَلى لُطفِ مَكانِهم وقُربِ مَنزِلَتِهِم، وليُؤذِنَ بِأَنّهُم مُقدَّمونَ عَلَى الأَنفُسِ مُفدَونَ بِها، وفيهِ دَليلٌ لا شَي ءَ أقوى مِنهُ عَلى فَضلِ أصحابِ الكِساءِ عليهم السلام. (1)


1- الكشّاف: ج 1 ص 193، وراجع تفسير الطبريّ: ج 3 ص 299، تفسير الفخر الرازيّ: ج 8 ص 88 وقال في ذيل الرواية: واعلم أنّ هذه الرواية كالمتّفق على صحّتها عند أهل التفسير والحديث، الإرشاد: ج 1 ص 166، مجمع البيان: ج 2 ص 762، تفسير القمّيّ: ج 1 ص 104.

ص: 71

ص: 72

الفصل الثاني فَلسَفةُ النُبوَّةِ

2/ 1 الدَّعوةُ إلَى اللّهِ

الكتاب

" يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً وَ مُبَشِّراً وَ نَذِيراً* وَ داعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَ سِراجاً مُنِيراً". (1)

" قُلْ هذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللَّهِ عَلى بَصِيرَةٍ أَنَا وَ مَنِ اتَّبَعَنِي وَ سُبْحانَ اللَّهِ وَ ما أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ". (2)

" ادْعُ إِلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَ الْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَ جادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ". (3)

" يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَ لِلرَّسُولِ إِذا دَعاكُمْ لِما يُحْيِيكُمْ وَ اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ


1- الأحزاب: 45 46.
2- يوسف: 108.
3- النحل: 125.

ص: 73

ص: 74

الْمَرْءِ وَ قَلْبِهِ وَ أَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ". (1)

" يا قَوْمَنا أَجِيبُوا داعِيَ اللَّهِ وَ آمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَ يُجِرْكُمْ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ* وَ مَنْ لا يُجِبْ داعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ وَ لَيْسَ لَهُ مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءُ أُولئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ". (2)

الحديث

31. رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله في وَجهِ تَسميِتِهِ بِالدّاعِي: وَأمَّا الدَّاعي، فَإِنِّي أدعُو النَّاسَ إلى دينِ رَبِّي عَزَّوجَلَّ. (3)

32. الإمام عليّ عليه السلام: رَحِمَ اللّهُ امرَأً سَمِعَ حُكما فَوَعى، ودُعِيَ إلى رَشادٍ فَدَنا، وأخَذَ بِحُجزَةِ هادٍ فَنَجا. (4)

33. عنه عليه السلام: ناظِرُ قَلبِ (5) اللَّبيبِ بِهِ يُبصِرُ أمَدَهُ، ويَعرِفُ غَورَهُ ونَجدَهُ، داعٍ دَعا، وراعٍ رَعى، فَاستَجيبوا لِلدَّاعي، وَاتَّبِعُوا الرَّاعِيَ. (6)

34. الإمام عليّ عليه السلام: سُبحانَكَ خالِقا ومَعبودا! بِحُسنِ بَلائِكَ عِندَ خَلقِكَ. خَلَقتَ دارا، وجَعَلتَ فيها مَأدُبَةً؛ مَشرَبا ومَطعَما وأزواجا وخَدَما وقُصورا وأنهارا وزُروعا وثِمارا. ثُمَّ أرسَلتَ داعِيا يَدعو إلَيها، فَلَا الدَّاعِيَ أجابوا، ولا فيما رَغَّبتَ رَغِبوا، ولا إلى ما شَوَّقتَ إلَيهِ اشتاقُوا! أقبَلوا عَلى جيفَةٍ قَدِ افتَضَحوا بِأكلِها، وَاصطَلَحوا


1- الأنفال: 24.
2- الأحقاف: 31 و 32.
3- معاني الأخبار: ص 52 ح 2، علل الشرائع: ص 127 ح 1، الأمالي للصدوق: ص 256 ح 279 كلّها عن عبداللّه بن الحسن عن آبائه عن جدّه الإمام الحسن، بحار الأنوار: ج 16 ص 94 ح 28.
4- نهج البلاغة: الخطبة 76، بحار الأنوار: ج 69 ص 310 ح 31.
5- ناظِرُ القلب: استعارة من ناظر العين، وهو النقطة السوداء منها. والمراد: بصيرة القلب(كما في هامش المصدر).
6- نهج البلاغة: الخطبة 154، بحار الأنوار: ج 29 ص 600 ح 20.

ص: 75

ص: 76

عَلى حُبِّها. (1)

2/ 2 التَّكاملُ

الكتاب

" وَ ما قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قالُوا ما أَنْزَلَ اللَّهُ عَلى بَشَرٍ مِنْ شَيْ ءٍ". (2)

الحديث

35. الإمام الصّادق عليه السلام لِلزِّنديقِ الَّذي سَأَلَهُ: مِن أينَ أثبَتَّ الأنبِياءَ وَالرُّسُلَ؟: إنَّا لَمَّا أثبَتنا أنَّ لَنا خالِقا صانِعا مُتَعالِيا عَنَّا وعَن جَميعِ ما خَلَقَ، وكانَ ذلِكَ الصَّانِعُ حَكيما مُتَعاليا، لَم يَجُز أن يُشاهِدَهُ خَلقُهُ، ولا يُلامِسوهُ، فَيُباشِرَهُم ويُباشِروهُ، ويُحاجَّهُم ويُحاجُّوهُ، ثَبَتَ أنَّ لَهُ سُفَراءَ في خَلقِهِ يُعَبِّرونَ عَنهُ إلى خَلقِهِ وعِبادِهِ، ويَدُلُّونَهُم عَلى مَصالِحِهِم ومَنافِعِهِم، وما بِهِ بَقاؤُهُم وفي تَركِهِ فَناؤُهُم.

فَثَبَتَ الآمِرونَ وَالنَّاهونَ عَنِ الحَكيمِ العَليمِ في خَلقِهِ، وَالمُعَبِّرونَ عَنهُ جَلَّ وعَزَّ، وهُمُ الأنبِياءُ عليهم السلام و صَفوَتُهُ مِن خَلقِهِ؛ حُكَماءَ مُؤَدَّبينَ بِالحِكمَةِ، مَبعوثينَ بِها، غَيرَ مُشارِكينَ لِلنَّاسِ عَلى مُشارَكَتِهِم لَهُم فِي الخَلقِ وَالتَّركيبِ في شَي ءٍ مِن أحوالِهِم، مُؤَيَّدينَ مِن عِندِ الحَكيمِ العَليمِ بِالحِكمَةِ. (3)

36. الإمام الرِّضا عليه السلام في عِلَّةِ وُجوبِ مَعرِفَةِ الرُّسُلِ وَالإِقرارِ بِهِم وَالإِذعانِ لَهُم بِالطّاعَةِ:


1- نهج البلاغة: الخطبة 109، بحار الأنوار: ج 59 ص 175 ح 6.
2- الأنعام: 91.
3- الكافي: ج 1 ص 168 ح 1، التوحيد: ص 249 ح 1، علل الشرائع: ص 120 ح 3 كلّها عن هشام بن الحكم، الاحتجاج: ج 2 ص 213 ح 223، بحار الأنوار: ج 11 ص 29 ح 20.

ص: 77

ص: 78

لَمّا لَم يَكتَف في خَلقِهِم وقُواهُم ما يَثبُتونَ بِهِ لِمُباشَرةِ الصّانِعِ تَعالى حَتّى يُكَلِّمَهُم ويُشافِهَهُم، وكانَ الصّانِعُ مُتَعالِيا عَن أن يُرى، وكانَ ضَعفُهُم وعَجزُهُم عَن إدراكِهِ ظاهِرا، لَم يَكُن بُدٌّ لَهُم مِن رَسولٍ بَينَهُ وبَينَهُم مَعصومٍ يُؤَدِّي إلَيهِم أمرَهُ ونَهيَهُ وأدَبَهُ، ويَقِفُهُم عَلى ما يَكونُ بِهِ اجتِلابُ مَنافِعِهِم ودَفعُ مَضارِّهِم، إذ لَم يَكُن في خَلقِهِم ما يَعرِفونَ بِهِ ما يَحتاجونَ إلَيهِ مَنافِعَهُم ومَضارَّهُم.

فَلَو لَم يَجِب عَلَيهِم مَعرِفَتُهُ وطاعَتُهُ لَم يَكُن لَهُم في مَجي ءِ الرَّسولِ مَنفَعَةٌ وَلا سَدُّ حاجَةٍ، ولَكانَ يَكونُ إتيانُهُ عَبَثا لِغَيرِ مَنفَعَةٍ ولا صَلاحٍ، ولَيس هذا مِن صِفَةِ الحَكيمِ الَّذي أتقَنَ كُلَّ شَي ءٍ. (1)

2/ 3 رَفعُ الاختلافِ

الكتاب

" كانَ النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَ مُنْذِرِينَ وَ أَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَ مَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُمُ الْبَيِّناتُ بَغْياً بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَ اللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ". (2)

" وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَ لا تَفَرَّقُوا وَ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْداءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْواناً وَ كُنْتُمْ عَلى شَفا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْها كَذلِكَ يُبَيِّنُ


1- علل الشرائع: ص 253، عيون أخبار الرضا: ج 1 ص 107 وفيه" لأنه لما يكن في خلقهم وقواهم ما يكملوا المصالحهم" بدل" لما لم يكتف في خلقهم وقواهم ما يثبتون به لمباشرة الصانع عزوجل حتى يكلمهم ويشافههم"، بحار الأنوار: ج 11 ص 40 ح 40 نحوه.
2- البقرة: 213.

ص: 79

ص: 80

اللَّهُ لَكُمْ آياتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ". (1)

" وَ ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَ هُدىً وَ رَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ". (2)

الحديث

37. الإمام عليّ عليه السلام: انظُروا إلى مَواقِعِ نِعَمِ اللّهِ عَلَيهِم حينَ بَعَثَ إلَيهِم رَسولًا فَعَقَدَ بِمِلَّتِهِ طاعَتَهُم، وجَمَعَ عَلى دَعوَتِهِ أُلفَتَهُم؛ كَيفَ نَشَرَتِ النِّعمَةُ عَلَيهِم جَناحَ كَرامَتِها، وأسالَت لَهُم جَداوِلَ نَعيمِها، وَالتَفَّتِ المِلَّةُ بِهِم في عَوائِدِ بَرَكَتِها، فَأصبَحوا في نِعمَتِها غَرِقِينَ! (3)

2/ 4 الحُرِّيّةُ

الكتاب

" وَ يَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَ الْأَغْلالَ الَّتِي كانَتْ عَلَيْهِمْ". (4)

" وَ لَقَدْ بَعَثْنا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَ اجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَ مِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ". (5)

" وَ الَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوها وَ أَنابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرى فَبَشِّرْ عِبادِ". (6)

انظر: الأنبياء: 25، يس: 6 8.

الحديث

38. رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله مِن كِتابِهِ إلى أهالي نَجرانَ: بِسمِ إلهِ إبراهيمَ وإسحاقَ ويَعقوبَ،


1- آل عمران: 103.
2- النحل: 64.
3- نهج البلاغة: الخطبة 192، بحار الأنوار: ج 14 ص 473 ح 37، وانظر تمام الكلام.
4- الأعراف: 157.
5- النحل: 36.
6- الزمر: 17.

ص: 81

ص: 82

مِن مُحَمَّدٍ رَسولِ اللّهِ إلى أُسقُفِ نَجرانَ وأهلِ نَجرانَ، إن أسلَمتُم فَإنِّي أحمَدُ اللّهَ إلَيكُمُ إلهَ إبراهيمَ وإسحاقَ ويَعقوبَ. أمَّا بَعدُ، فَإنِّي أدعوكُم إلى عِبادَةِ اللّهِ مِن عِبادَةِ العِبادِ، وأدعوكُم إلى وَلايَةِ اللّهِ مِن وَلايَةِ العِبادِ. (1)

39. عنه صلى اللّه عليه وآله: إنَّ اللّهَ بَعَثَني أن أقتُلَ جَميعَ مُلوكِ الدُّنيا، وأجُرَّ المُلكَ إلَيكُم، فَأجِيبوني إلى ما أدعوكُم إلَيهِ تَملِكوا بِهَا العَرَبَ، وتَدينُ لَكُم بِهَا العَجَمُ، وتَكونوا مُلوكا فِي الجَنَّةِ. (2)

40. عنه صلى اللّه عليه وآله لَمَّا جَمَعَ خاصَّةَ أهلِهِ فِي ابتِداءِ الدَّعوَةِ وبَيَّنَ لَهُم آيَةَ النُّبُوَّةِ: يا بَني عَبدِ المُطَّلِبِ، إنَّ اللّهَ بَعَثَني إلَى الخَلقِ كافَّةً وبَعَثَني إلَيكُم خاصَّةً، فَقالَ عَزَّوجَلَّ:" وَ أَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ" (3)، وأنا أدعوكُم إلى كَلِمَتَينِ خَفيفَتَينِ عَلَى اللِّسانِ، ثَقيلَتَينِ فِي الميزانِ، تَملِكونَ بِهِمَا العَرَبَ وَالعَجَمَ، وتَنقادُ لَكُم بِهِمَا الأُمَمُ، وتَدخُلونَ بِهِما الجَنَّةَ، وتَنجونَ بِهِما مِنَ النَّارِ: شَهادَةُ أن لا إلهَ إلَّا اللّهُ وأ نِّي رَسولُ اللّهِ. (4)

41. الطبقات الكبرى: لَمّا رَأت قُرَيشٌ ظُهورَ الإسلامِ وجُلوسَ المُسلِمينَ حَولَ الكَعبَةِسُقِطَ في أيديهِم، فَمَشَوا إلى أبي طالِبٍ ... قالوا: فأرسِل إلَيهِ فَلنُعطِهِ النَّصَفَ، فَأرسَلَ إلَيهِ أبو طالِبٍ، فَجاءَ رَسولُ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله فَقالَ: يَابنَ أخي، هؤلاءِ عُمومَتُكَ وأشرافُ قَومِكَ وقَد أرادوا يُنصِفونَكَ، فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله: قولوا أسمَع.

قالوا: تَدَعُنا وآلهتَنا، ونَدَعُكَ وإلهَكَ .... فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله: أرَأيتُم إن أعطَيتُكُم هذِهِ هَل أنتُم مُعطِيَّ كَلِمَةً إن أنتُم تَكَلَّمتُم بِها مَلَكتُم بِهَا العَرَبَ ودانَت لَكُم بِهَا العَجَمُ؟


1- تفسير الآلوسي: ج 3 ص 186، الدرّ المنثور: ج 2 ص 229 كلاهما نقلًا عن البيهقي في الدلائل عن سلمة بن عبد يشوع عن أبيه عن جدّه؛ بحار الأنوار: ج 21 ص 285.
2- تفسير القمّي: ج 1 ص 276 عن أبي الجارود عن الإمام الباقر عليه السلام، بحار الأنوار: ج 18 ص 234 ح 77.
3- الشعراء: 214.
4- الإرشاد: ج 1 ص 49، كشف اليقين: ص 49، إعلام الورى: ج 1 ص 322.

ص: 83

ص: 84

فَقالَ أبو جَهلٍ: إنَّ هذِهِ لَكَلِمَةٌ مُربِحَةٌ، نَعَم وأبيكَ لَنَقولَنَّها وعَشرَ أمثالِها! قالَ: قولوا: لا إلهَ إلَّا اللّهُ. فَاشمَأزُّوا ونَفَروا مِنها وغَضِبوا وقاموا. (1)

42. الطبقات الكبرى: أقامَ رَسولُ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله بِمَكَّةَ ثَلاثَ سِنينَ مِن أوَّلِ نُبُوَّتهِ مُستَخفِيا، ثُمَّ أعلَنَ فِي الرَّابِعَةِ، فَدَعَا النَّاسَ إلَى الإسلامِ عَشرَ سِنينَ ... حَتَّى إنَّهُ لَيَسألُ عَنِ القَبائِلِ ومَنازِلِها قَبيلَةً قَبيلَةً ويَقولُ: يا أيُّهَا النّاسُ، قُولوا: لا إلهَ إلَّا اللّهُ تُفلِحوا، وتَملِكوا بِهَا العَرَبَ، وتَذِلَّ لَكُمُ العَجَمُ، وإذا آمَنتُم كُنتُم مُلوكا فِي الجَنَّةِ. وأبو لَهَبٍ وَراءَهُ يَقولُ: لا تُطيعوهُ؛ فَإنَّهُ صابِئٌ كاذِبٌ! (2)

43. الإمام عليّ عليه السلام: فَبَعَثَ اللّهُ مُحَمَّدا صلى اللّه عليه وآله بِالحَقِّ؛ لِيُخرِجَ عِبادَهُ مِن عِبادَةِ الأوثانِ إلى عِبادَتِهِ، ومِن طاعَةِ الشَّيطانِ إلى طاعَتِهِ، بِقُرآنٍ قَد بَيَّنَهُ وأحكَمَهُ، لِيَعلَمَ العِبادُ رَبَّهُم إذ جَهِلوهُ، وَليُقِرُّوا بِهِ بَعدَ إذ جَحَدوهُ، وَليُثبِتوهُ بَعدَ إذ أنكَروهُ. (3)

44. عنه عليه السلام: إنَّ اللّهَ تَبارَكَ وتَعالى بَعَثَ مُحَمَّدا صلى اللّه عليه وآله بِالحَقِّ؛ لِيُخرِجَ عِبادَهُ مِن عِبادَةِ عِبادِهِ إلى عِبادَتِهِ، ومِن عُهودِ عِبادِهِ إلى عُهودِهِ، ومِن طاعَةِ عِبادِهِ إلى طاعَتِهِ، ومِن وَلايَةِ عِبادِهِ إلى وَلايَتِهِ. (4)

45. الإمام الباقر عليه السلام في رِسالَتِهِ إلى بَعضِ خُلَفاءِ بَني أُمَيَّةَ: ومِن ذلِكَ ما ضُيِّعَ الجِهادُ الَّذي فَضَّلَهُ اللّهُ عَزَّوجلَّ عَلَى الأعمالِ ... اشتَرَطَ عَلَيهِم فيهِ حِفظَ الحُدودِ، وأوَّلُ ذلكَ الدُّعاءُ إلى طاعَةِ اللّهِ عز و جل مِن طاعَةِ العِبادِ، وإلى عِبادَةِ اللّهِ مِن عِبادَةِ العِبادِ، وإلى وَلايَةِ اللّهِ مِن وَلايَةِ العِبادِ. (5)

راجع: ص 98(إحياء كلّ القيم).


1- الطبقات الكبرى: ج 1 ص 202 عن عبداللّه بن ثعلبة بن صغير العذري، تفسير الطبري: ج 5 الجزء 7 ص 310، الدرّ المنثور: ج 3 ص 338 كلاهما نقلًا عن السدّي نحوه.
2- الطبقات الكبرى: ج 1 ص 216.
3- نهج البلاغة: الخطبة 147، بحار الأنوار: ج 18 ص 221 ح 55.
4- الكافي: ج 8 ص 386 ح 586، فلاح السائل: ص 372 ح 248، بحار الأنوار: ج 77 ص 365 ح 34.
5- الكافي: ج 5 ص 3 ح 4، وسائل الشيعة: ج 11 ص 6 ح 8.

ص: 85

ص: 86

ص: 87

ص: 88

ص: 89

ص: 90

ص: 91

ص: 92

2/ 5 النُّورُ وَالهِدايةُ

الكتاب

" يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوانَهُ سُبُلَ السَّلامِ وَ يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَ يَهْدِيهِمْ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ". (1)

" وَ لَقَدْ أَرْسَلْنا مُوسى بِآياتِنا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ وَ ذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ". (2)

" الر كِتابٌ أَنْزَلْناهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلى صِراطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ". (3)

الحديث

46. الإمام عليّ عليه السلام في صِفَةِ النَّبيِّ صلى اللّه عليه وآله: اختارَهُ مِن شَجَرَةِ الأنبِياءِ، ومِشكاةِ الضِّياءِ، وذُؤابَةِ العَلياءِ، وسُرَّةِ البَطحاءِ، ومَصابيحِ الظُّلمَةِ، ويَنابيعِ الحِكمَةِ. (4)

47. عنه عليه السلام في صِفَةِ الإِسلامِ: فيهِ مَرابيعُ النِّعَمِ، ومَصابيحُ الظُّلَمِ، لا تُفتَحُ الخَيراتُ إلَّا بِمَفاتيحِهِ، ولا تُكشَفُ الظُّلُماتُ إلَّا بِمَصابيحِهِ. (5)


1- المائدة: 16.
2- إبراهيم: 5.
3- إبراهيم: 1.
4- نهج البلاغة: الخطبة 108، بحار الأنوار: ج 16 ص 381 ح 94.
5- نهج البلاغة: الخطبة 152، بحار الأنوار: ج 32 ص 39 ح 25.

ص: 93

ص: 94

2/ 6 التربية والتعليم

الكتاب

" هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِهِ وَ يُزَكِّيهِمْ وَ يُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ إِنْ كانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ". (1)

" رَبَّنا وَ ابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِكَ وَ يُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ يُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ". (2)

انظر: البقرة: 151، آل عمران: 164.

الحديث

48. الإمام عليّ عليه السلام: بَعَثَ إلَى الجِنِّ وَالإنسِ رُسُلَهُ لِيَكشِفوا لَهُم عَن غِطائِها، ولِيُحَذِّروهُم مِن ضَرَّائِها، ولِيَضرِبوا لَهُم أمثالَها، ولِيُبَصِّروهُم عُيوبَها، ولِيَهجُموا عَلَيهِم بِمُعتَبَرٍ مِن تَصرُّفِ مَصاحِّها وأسقامِها، وحَلالِها وحَرامِها، وما أعَدَّ اللّهُ لِلمُطيعينَ مِنهُم وَالعُصاةِ مِن جَنَّةٍ ونارٍ، وكَرامَةٍ وهَوانٍ. (3)

49. الإمام الكاظم عليه السلام: ما بَعَثَ اللّهُ أنبِياءَهُ ورُسُلَهُ إلى عِبادِهِ إلَّا لِيَعقِلوا عَنِ اللّهِ، فَأحسَنُهُمُ استِجابَةً أحسَنُهُم مَعرِفَةً، وأعلَمُهُم بِأمرِ اللّهِ أحسَنُهُم عَقلًا، وأكملُهم عَقلًا أرفَعُهُم دَرَجَةً فِي الدُّنيا وَالآخِرَةِ. (4)


1- الجمعة: 2.
2- البقرة: 129.
3- نهج البلاغة: الخطبة 183.
4- الكافي: ج 1 ص 16 ح 12، تحف العقول: ص 386 كلاهما عن هشام بن الحكم، بحار الأنوار: ج 1 ص 136 ح 30.

ص: 95

ص: 96

2/ 7 تَزكيةُ الأَخلاقِ

الكتاب

" هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِهِ وَ يُزَكِّيهِمْ". (1)

" وَ يُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ يُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ". (2)

الحديث

50. رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله: بُعِثتُ بِمَكارِمِ الأخلاقِ ومَحاسِنِها. (3)

51. عنه صلى اللّه عليه وآله: إنَّما بُعِثتُ لِأُتَمِّمَ مَكارِمَ الأخلاقِ. (4)

52. عنه صلى اللّه عليه وآله: إنَّما بُعِثتُ لِأُتمِّمَ حُسنَ الأخلاقِ. (5)

53. عنه صلى اللّه عليه وآله: بُعِثتُ لِأُتمِّمَ صالِحَ الأخلاقِ. (6)

54. عنه صلى اللّه عليه وآله: إنَّ اللّهَ بَعَثَني بِتَمامِ مَكارِمِ الأخلاقِ، وكَمالِ مَحاسِنِ الأفعالِ. (7)


1- الجمعة: 2.
2- البقرة: 129.
3- بحار الأنوار: ج 16 ص 287 ح 142.
4- السنن الكبرى: ج 10 ص 323 ح 20782 عن أبي هريرة، كنز العمّال: ج 11 ص 420 ح 31969.
5- الطبقات الكبرى: ج 1 ص 193 عن مالك بن أنس، كنز العمّال: ج 3 ص 16 ح 5218.
6- المستدرك على الصحيحين: ج 2 ص 670 ح 4221، الطبقات الكبرى: ج 1 ص 192 كلاهما عن أبي هريرة، السنن الكبرى: ج 10 ص 323 ح 20783 عن صالح بن عجلان، كنز العمّال: ج 11 ص 425 ح 31996.
7- المعجم الأوسط: ج 7 ص 74 ح 6895، تفسير القرطبي: ج 18 ص 227 وفيه" إنّ اللّه بعثني لأُتمّم مكارم الأخلاق"، كنز العمّال: ج 11 ص 415 ح 31947.

ص: 97

ص: 98

2/ 8 قِيامُ النَّاسِ بِالقِسطِ

الكتاب

" لَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلَنا بِالْبَيِّناتِ وَ أَنْزَلْنا مَعَهُمُ الْكِتابَ وَ الْمِيزانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَ أَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَ مَنافِعُ لِلنَّاسِ وَ لِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَ رُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ". (1)

الحديث

55. الإمام عليّ عليه السلام في صِفَةِ اللّهِ سُبحانَهُ: الَّذي صَدَقَ في ميعادِهِ، وَارتَفَعَ عَن ظُلمِ عِبادِهِ، وقامَ بالقِسطِ في خَلقِهِ، وعَدَلَ عَلَيهِم في حُكمِهِ. (2)

56. عنه عليه السلام في صِفَةِ أهلِ الذِّكرِ: يَأمُرونَ بِالقِسطِ ويَأتَمِرونَ بِهِ، ويَنهَونَ عَنِ المُنكَرِ ويَتَناهَونَ عَنهُ. (3)

2/ 9 إحياءُ كُلِّ القيمِ

الكتاب

" الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْراةِ وَ الْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَ يَنْهاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَ يُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّباتِ وَ يُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبائِثَ وَ يَضَعُ


1- الحديد: 25.
2- نهج البلاغة: الخطبة 185، الاحتجاج: ج 1 ص 480 ح 117، بحار الأنوار: ج 4 ص 261 ح 9.
3- نهج البلاغة: الخطبة 222، بحار الأنوار: ج 69 ص 325 ح 39.

ص: 99

ص: 100

عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَ الْأَغْلالَ الَّتِي كانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَ عَزَّرُوهُ وَ نَصَرُوهُ وَ اتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ". (1)

الحديث

57. الإمام الرضا عليه السلام: فِي الإنجيلِ مَكتوبٌ: إنَّ ابنَ البَرَّةِ ذاهِبٌ وَ(الفارقليطا) جاءَ مِن بَعدِهِ، وهُوَ الَّذي يُخَفِّفُ الآصارَ، ويُفَسِّرُ لَكُم كُلَّ شَي ءٍ، ويَشهَدُ لي كَما شَهِدتُ لَهُ، أنا جِئتُكُم بِالأمثالِ وهُوَ يَأتيكُم بِالتَّأويلِ. (2)

التّفسير:

يقول العلّامة الطباطبائيّ قدس سره في تفسير قوله تعالى:" الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ ...":" قال الرّاغب في المفردات: الإصر: عقد الشّي ء وحبسه بقهره، يقال: أصَرته فهو مأصور، والمأصَر والمأصِر بفتح الصّادِ وكسرها: محبس السّفينة، قال اللّه تعالى:" وَ يَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ" (3) أي الامور الّتي تثبّطهم وتقيّدهم عن الخيرات، وعن الوصول إلى الثّواب، وعلى ذلك:" وَ لا تَحْمِلْ عَلَيْنا إِصْراً" (4) وقيل: ثِقلًا، وتحقيقه ما ذكرت. انتهى. (5) والأغلال جمع غلّ، وهو مايُقيَّد به ....

وذكره صلى اللّه عليه وآله بهذه الأوصاف الثّلاث: الرّسول النّبيّ الامّيّ، ولم يجتمع له في موضع من كلامه تعالى إلّا في هذه الآية والآية التّالية، مع قوله تعالى بعده:" الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْراةِ وَ الْإِنْجِيلِ" تدلّ على أ نّه صلى اللّه عليه وآله كان مذكورا فيهما معرّفا بهذه الأوصاف الثّلاث.


1- الأعراف: 157.
2- التوحيد: ص 428 ح 1، عيون أخبار الرضا: ج 1 ص 164 ح 1، الاحتجاج: ج 2 ص 414 ح 307 كلاهما نحوه وكلّها عن الحسن بن محمّد النوفلي، بحار الأنوار: ج 10 ص 307 ح 1.
3- الأعراف: 157.
4- البقرة: 286.
5- مفردات ألفاظ القرآن: ص 78.

ص: 101

ص: 102

ولولا أنّ الغرض من توصيفه بهذه الثّلاث هو تعريفه بما كانوا يعرفونه به من النّعوت المذكورة له في كتابَيهم، لما كانت لذكر الثّلاث الرّسول، النّبيّ، الامّيّ وخاصّة الصّفة الثّالثة نكتة ظاهرة.

وكذلك ظاهر الآية يدلّ أو يُشعر بأنّ قوله:" يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَ يَنْهاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ" إلى آخر الامور الخمسة الّتي وصفه صلى اللّه عليه وآله بها في الآية من علائمه المذكورة في الكتابَين، وهي مع ذلك من مختصّات النّبيّ صلى اللّه عليه وآله وملّته البيضاء؛ فإنّ الامم الصّالحة وإن كانوا يقومون بوظيفة الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر كما ذكره تعالى من أهل الكتاب في قوله:" لَيْسُوا سَواءً مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ أُمَّةٌ قائِمَةٌ إلى أن قال وَ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ يَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَ يُسارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ وَ أُولئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ" (1)، وكذلك تحليل الطّيّبات وتحريم الخبائث في الجملة من جملة الفطريّات الّتي أجمع عليها الأديان الإلهيّة، وقد قال تعالى:" قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبادِهِ وَ الطَّيِّباتِ مِنَ الرِّزْقِ" (2)، وكذلك وضع الإصر والأغلال وإن كان ممّا يوجد في الجملة في شريعة عيسى عليه السلام كما يدلّ عليه قوله فيما حكى اللّه عنه في القرآن الكريم:" وَ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْراةِ وَ لِأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ" (3)، ويشعر به قوله خطابا لبني إسرائيل:" قَدْ جِئْتُكُمْ بِالْحِكْمَةِ وَ لِأُبَيِّنَ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ" (4) إلّا أ نّه لايرتاب ذو ريبٍ في أنّ الدِّين الّذي جاء به محمّد صلى اللّه عليه وآله بكتابٍ من عند اللّه مصدّق لما بين يديه من الكتب السّماويّة وهو دين الإسلام هو الدّين الوحيد الّذي نفخ في جثمان الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر كلّ ما يسعه من روح الحياة، وبلغ به من حدّ الدّعوة الخالية إلى درجة الجهاد في سبيل اللّه بالأموال والنفوس، وهو الدّين الوحيد الّذي أحصى جميع


1- آل عمران: 113 و 114.
2- الأعراف: 32.
3- آل عمران: 50.
4- الزخرف: 63.

ص: 103

ص: 104

ما يتعلّق به حياة الإنسان من الشّؤون والأعمال ثمّ قسّمها إلى طيّبات فأحلّها، وإلى خبائث فحرّمها، ولا يعادله في تفصيل القوانين المشرّعة أيّ شريعة دينيّة وقانون اجتماعيّ، وهو الدّين الّذي نسخ جميع الأحكام الشّاقّة الموضوعة على أهل الكتاب واليهود خاصّة، وما تكلّفها علماؤهم وابتدعها أحبارهم ورهبانهم من الأحكام المبتدعة". (1)

2/ 10 إتمامُ الحجَّةِ

الكتاب

" رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَ مُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَ كانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً". (2)

" وَ لَوْ لا أَنْ تُصِيبَهُمْ مُصِيبَةٌ بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَيَقُولُوا رَبَّنا لَوْ لا أَرْسَلْتَ إِلَيْنا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آياتِكَ وَ نَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ". (3)

" وَ قالُوا لَوْ لا يَأْتِينا بِآيَةٍ مِنْ رَبِّهِ أَ وَ لَمْ تَأْتِهِمْ بَيِّنَةُ ما فِي الصُّحُفِ الْأُولى". (4)

الحديث

58. رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله: بَعَثَ إلَيهِمُ الرُّسُلَ؛ لِتكونَ لَهُ الحُجَّةُ البالِغَةُ عَلى خَلقِهِ، وَيكونَ رُسُلُهُ إلَيهِم شُهَداءَ عَلَيهِم، وَابتَعَثَ فيهِمُ النَّبيِّينَ مُبَشِّرينَ ومُنذِرينَ؛ لِيَهلِكَ مَن هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ، ويَحيا مَن حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ، ولِيَعقِلَ العِبادُ عَن رَبِّهِم ما جَهِلوهُ، فَيَعرِفوهُ بِرُبوبِيَّتِهِ


1- الميزان في تفسير القرآن: ج 8 ص 280.
2- النساء: 165.
3- القصص: 47.
4- طه: 133.

ص: 105

ص: 106

بَعدَ ما أنكَروا، ويُوحِّدوهُ بِالإلهِيِّةِ بَعدَ ما عَضَدوا. (1)

59. الإمام عليّ عليه السلام: وأشهَدُ أنَّ مُحَمَّدا صلى اللّه عليه وآله عَبدُهُ ورَسولُهُ، أرسَلَهُ لِاءنفاذِ أمرِهِ، وإنهاءِ عُذرِهِ، وتَقديمِ نُذُرِهِ. (2)

60. الإمام عليّ عليه السلام: بَعَثَ اللّهُ رُسُلَهُ بِما خَصَّهُم بِهِ مِن وَحيهِ، وجَعلَهُم حُجَّةً لَهُ عَلى خَلقِهِ؛ لِئَلَّا تَجِبَ الحُجَّةُ لَهُم بِتَركِ الإعذارِ إلَيهِم، فَدَعاهُم بِلِسانِ الصِّدقِ إلى سَبيلِ الحَقِّ. (3)

61. الإمام الصّادق عليه السلام لَمّا سُئِلَ عَن فَلسَفَةِ النُّبُوَّةِ: لِئَلَّا يَكونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللّهِ حُجَّةٌ مِن بَعدِ الرُّسُلِ، ولَئِلَّا يَقولوا: ماجاءَنا مِن بَشيرٍ ولا نَذيرٍ، ولِيَكونَ حُجَّةُ اللّهُ عَلَيهِم، ألا تَسمَعُ اللّهَ عَزَّوجَلَّ يَقولُ حِكايَةً عَن خَزَنَةِ جَهَنَّمَ وَاحتِجاجِهِم عَلى أهلِ النَّارِ بِالأنبِياءِ وَالرُّسُلِ:" أَ لَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ* قالُوا بَلى قَدْ جاءَنا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنا وَ قُلْنا ما نَزَّلَ اللَّهُ مِنْ شَيْ ءٍ ..." (4)؟! (5)


1- التوحيد: ص 45 ح 4 عن إسحاق بن غالب عن الإمام الصادق عن أبيه عليهماالسلام، علل الشرائع: ص 120 ح 1 عن إسحاق بن غالب عن الإمام الصادق عليه السلام نحوه، بحار الأنوار: ج 4 ص 288 ح 19.
2- نهج البلاغة: الخطبة 83.
3- نهج البلاغة: الخطبة 144، بحار الأنوار: ج 5 ص 315 ح 11.
4- المُلك: 9 و 10.
5- علل الشرائع: ص 121 ح 4 عن أبي بصير، بحار الأنوار: ج 11 ص 39 ح 37.

ص: 107

ص: 108

الفصل الثالث خَتمُ النُّبوَّةِ

الكتاب

" ما كانَ مُحَمَّدٌ أَبا أَحَدٍ مِنْ رِجالِكُمْ وَ لكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَ خاتَمَ النَّبِيِّينَ وَ كانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْ ءٍ عَلِيماً". (1)

الحديث

62. رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله: أوَّلُ الأنبِياءِ آدَمُ، وآخِرُهُم مُحَمَّدٌ صلى اللّه عليه وآله. (2)

63. عنه صلى اللّه عليه وآله: مَثَلي فِي النَّبيِّينَ كَمَثَلِ رَجُلٍ بَنى دارا فَأحسَنَها وأكمَلَها وجَمَّلَها وتَرَكَ مِنها مَوضِعَ لَبِنَةٍ، فَجَعَلَ النَّاسُ يَطوفونَ بِالبِناءِ ويَعجَبونَ مِنهُ ويَقولونَ: لَو تَمَّ مَوضِعُ تِلكَ اللَّبِنَةِ! وأنا فِي النَّبِيِّينَ بِموضِعِ تِلكَ اللَّبِنَةِ. (3)


1- الأحزاب: 40.
2- الأوائل للطبراني: ص 39 ح 13 عن أبي ذرّ، كنز العمّال: ج 11 ص 480 ح 32269.
3- سنن الترمذي: ج 5 ص 586 ح 3613 عن ابيّ بن كعب، مسند ابن حنبل: ج 4 ص 21 ح 11067، المصنّف لابن أبي شيبة: ج 7 ص 439 ح 131 كلاهما عن أبي سعيد نحوه، كنز العمّال: ج 11 ص 422 ح 31981.

ص: 109

ص: 110

64. عنه صلى اللّه عليه وآله: إنَّما بُعِثتُ فاتِحا وخاتِما. (1)

65. عنه صلى اللّه عليه وآله: إنَّهُ سَيَكونُ في أُمَّتي كَذَّابونَ ثَلاثونَ كُلُّهُم يَزعُمُ أ نَّهُ نَبِيٌّ، وأنا خاتَمُ النَّبِيِّينَ لا نَبِيَّ بَعدي. (2)

66. عنه صلى اللّه عليه وآله: أيُّهَا النَّاسُ، إنَّهُ لا نَبِيَّ بَعدي، ولا سُنَّةَ بَعدَ سُنَّتي، فَمَنِ ادَّعى ذلِكَ فَدَعواهُ وبِدعَتُهُ فِي النَّارِ. (3)

67. عنه صلى اللّه عليه وآله: أنا العاقِبُ الَّذي لَيسَ بَعدَهُ نَبِيٌّ. (4)

68. عنه صلى اللّه عليه وآله: أنا خاتَمُ النَّبِيِّينَ. (5)

69. الإمام عليّ عليه السلام في مَبعَثِ النَّبِيِّ صلى اللّه عليه وآله: إلى أن بَعَثَ اللّهُ سُبحانَهُ مُحَمَّدا رَسولَ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله لِاءنجازِ عِدَتِهِ، وإتمامِ نُبُوَّتِهِ. (6)

70. عنه عليه السلام في صِفَةِ النَّبِيِّ صلى اللّه عليه وآله: أمينُ وَحيِهِ، وخاتَمُ رُسُلِهِ، وبَشيرُ رَحمَتِهِ، ونَذيرُ نِقمَتِهِ. (7)

71. الإمام الصّادق عليه السلام: إنَّ اللّهَ عَزَّ ذِكرُهُ خَتَمَ بِنَبِيِّكُمُ النَّبِيِّينَ فَلا نَبِيَّ بَعدَهُ أبَدا، وخَتَمَ بِكِتابِكُمُ الكُتُبَ فَلا كِتابَ بَعدَهُ أبَدا. (8)


1- المصنّف لعبد الرزّاق: ج 6 ص 113 ح 10163 وج 11 ص 111 ح 20062 كلاهما عن عمر بن الخطّاب، كنز العمّال: ج 11 ص 425 ح 31994.
2- سنن أبي داوود: ج 4 ص 98 ح 4252، مسند ابن حنبل: ج 8 ص 326 ح 22458، المستدرك على الصحيحين: ج 4 ص 496 ح 8390 كلّها عن ثوبان، كنز العمّال: ج 11 ص 367 ح 31761.
3- الأمالي للمفيد: ص 53 ح 15 عن أبي بصير عن الإمام الباقر عليه السلام، مشكاة الأنوار: ص 255 ح 751 عن الإمام الباقر عليه السلام عنه صلى اللّه عليه وآله، بحار الأنوار: ج 22 ص 475 ح 24.
4- الطبقات الكبرى: ج 1 ص 105.
5- عيون أخبار الرِّضا: ج 2 ص 74 ح 345، بحار الأنوار: ج 39 ص 36 ح 5.
6- نهج البلاغة: الخطبة 1، بحار الأنوار: ج 11 ص 61 ح 70.
7- نهج البلاغة: الخطبة 173، بحار الأنوار: ج 34 ص 249 ح 1000.
8- الكافي: ج 1 ص 269 ح 3 عن أيّوب بن الحرّ.

ص: 111

ص: 112

72. عنه عليه السلام: حَتَّى جاءَ مُحَمَّدٌ صلى اللّه عليه وآله فَجاءَ بِالقُرآنِ وبِشَريعَتِهِ ومِنهاجِهِ، فَحَلالُهُ حَلالٌ إلى يَومِ القِيامَةِ، وحَرامُهُ حَرامٌ إلى يَومِ القِيامَةِ. (1)

73. صحيح مسلم عن سعيد بن المسيّب عن عامر بن سعد بن أبي وقّاص عن أبيه: قالَ رَسولُ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله لِعَلِيٍّ: أنتَ مِنِّي بِمَنزِلَةِ هارونَ مِن موسى، إلَّا أنَّهُ لا نَبِيَّ بَعدي. (2)

راجع: موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب: القسم الثالث، الفصل الرابع: أحاديث المنزلة.


1- الكافي: ج 2 ص 17 ح 2 عن سماعة بن مهران، بحار الأنوار: ج 16 ص 354 ح 38.
2- صحيح مسلم: ج 4 ص 1870 ح 30، فضائل الصحابة لابن حنبل: ج 2 ص 633 ح 1079، خصائص أميرالمؤمنين للنسائي: ص 111 ح 50 وفيهما" أما ترضى أن تكون منّي" وبدل" أنت منّي" وص 114 ح 51، مسند أبي يعلى: ج 1 ص 348 ح 735 وص 354 ح 751 وفيه" فاصطكّتا" بدل" فاستكّتا"، تاريخ دمشق: ج 42 ص 146 148، اسد الغابة: ج 4 ص 100 الرقم 3789، المناقب لابن المغازلي: ص 28 ح 40 وص 29 ح 42 وص 33 ح 50، المناقب للخوارزمي: ص 133 ح 148؛ الأمالي للطوسي: ص 227 ح 399 نحوه، المناقب للكوفي: ج 1 ص 513 ح 435 وفيه" أما ترضى أن تكون منّي" بدل" أنت منّي".

ص: 113

ص: 114

ص: 115

ص: 116

ص: 117

ص: 118

الفصل الرابع عالميةُ نُبوَّةِ مُحَمَّدٍ

4/ 1 رِسالتُهُ إلى كَافَّةِ النَّاسِ

الكتاب

" قُلْ أَيُّ شَيْ ءٍ أَكْبَرُ شَهادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ وَ أُوحِيَ إِلَيَّ هذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَ مَنْ بَلَغَ أَ إِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللَّهِ آلِهَةً أُخْرى قُلْ لا أَشْهَدُ قُلْ إِنَّما هُوَ إِلهٌ واحِدٌ وَ إِنَّنِي بَرِي ءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ". (1)

" وَ ما أَرْسَلْناكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيراً وَ نَذِيراً وَ لكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ". (2)

" قُلْ يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ يُحيِي وَ يُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَ كَلِماتِهِ وَ اتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ". (3)


1- الأنعام: 19.
2- سبأ: 28.
3- الأعراف: 158.

ص: 119

ص: 120

" وَ ما أَرْسَلْناكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ". (1)

" هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَ دِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ"*. (2)

الحديث

74. تاريخ بغداد: قالَ رسولُ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله: مَن بَلَغَهُ القُرآنُ فَكَأ نّما شافَهتُهُ بهِ. ثُمَّ قَرَأ:" وَ أُوحِيَ إِلَيَّ هذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَ مَنْ بَلَغَ". (3)

75. عنه صلى اللّه عليه وآله: أنا رَسولُ مَن أدرَكتُ حَيّا ومَن يولَدُ بَعدي. (4)

76. عنه صلى اللّه عليه وآله: أُرسِلتُ إلَى النَّاسِ كافَّةً، وبي خُتِمَ النَّبيُّونَ. (5)

77. عنه صلى اللّه عليه وآله: إنَّ اللّهَ بَعَثَ كُلَّ نَبيٍّ كانَ قَبلي إلى أُمَّتِهِ بِلِسانِ قَومِهِ، وبَعَثَني إلى كُلِّ أسوَدَ وأحمَرَ بِالعَرَبِيَّةِ. (6)

78. عنه صلى اللّه عليه وآله: أُعطيتُ خَمسا لَم يُعطَهُنَّ نَبِيٌّ كانَ قَبلي: أُرسِلتُ إلَى الأبيَضِ والأسوَدِ والأحمَرِ .... (7)

79. الإمام الصّادق عليه السلام: إنَّ اللّهَ تَبارَكَ وتَعالى أعطى مُحَمَّدا صلى اللّه عليه وآله شَرائِعَ نوحٍ وإبراهيمَ وموسى وعيسى ... وأرسَلَهُ كافَّةً إلَى الأبيَضِ وَالأسوَدِ، وَالجِنِّ وَالإنسِ. (8)


1- الأنبياء: 107.
2- التوبة: 33.
3- تاريخ بغداد: ج 2 ص 51، الدرّ المنثور: ج 3 ص 257 نقلًا عن ابن مردويه وأبي نعيم وكلاهما عن ابن عبّاس.
4- الطبقات الكبرى: ج 1 ص 191 عن الحسن، كنز العمّال: ج 11 ص 404 ح 31885.
5- الطبقات الكبرى: ج 1 ص 192 عن أبي هريرة.
6- الأمالي للطوسي: ص 57 ح 81، بشارة المصطفى: ص 85 كلاهما عن أبي بصير عن الإمام الباقر عليه السلام، بحار الأنوار: ج 16 ص 316 ح 6.
7- الأمالي للطوسيّ: ص 484 ح 1059 عن عطاء بن السائب عن الإمام الباقر عن آبائه عليهم السلام.
8- المحاسن: ج 1 ص 448 ح 1035، بحار الأنوار: ج 16 ص 324 ح 16.

ص: 121

ص: 122

4/ 2 رِسالَتُه إلَى النَّجاشيّ

80. الطبقات الكبرى: إنَّ رَسولَ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله لَمَّا رَجَعَ مِن الحُدَيبِيَّةِ في ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ سِتٍّ، أرسَلَ الرُّسُلَ إلَى المُلوكِ يَدعوهُم إلَى الإسلامِ، وكَتَبَ إلَيهِم كُتُبا، فَقيلَ: يارَسولَ اللّهِ، إنَّ المُلوكَ لا يَقرَؤونَ كِتابا إلَّا مَختوما، فَاتَّخَذَ رَسولُ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله يَومَئِذٍ خاتَما مِن فِضَّةٍ فَصُّهُ مِنهُ، نَقشُهُ ثَلاثَةُ أسطُرٍ: مُحَمَّدٌ رَسولُ اللّهِ، وخَتَمَ بِهِ الكُتُبَ.

فَخَرَجَ سِتَّةُ نَفَرٍ مِنهُم في يَومٍ واحِدٍ، وذلِكَ فِي المُحرَّمِ سَنَةَ سَبعٍ، وأصبَحَ كُلُّ رَجُلٍ مِنهُم يَتَكلَّمُ بِلِسانِ القَومِ الَّذينَ بَعَثَهُ إلَيهِم، فَكانَ أوَّلَ رَسولٍ بَعَثَهُ رَسولُ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله عَمرُو بنُ أُميَّةَ الضَّمريُّ إلَى النَّجاشِيِّ، وكَتَبَ إلَيهِ كِتابَينِ يَدعوهُ في أحَدِهِما إلَى الإسلامِ ويَتلو عَلَيهِ القُرآنَ. فَأخَذَ [النَّجاشِيُ] كِتابَ رَسولِ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله فَوَضَعَهُ عَلى عَينَيهِ، ونَزَلَ مِن سَريرِهِ فَجَلَسَ عَلَى الأرضِ تَواضُعا، ثُمَّ أسلَمَ وشَهِدَ شَهادَةَ الحَقِّ، وقالَ: لَو كُنتُ أستَطيعُ أن آتِيَهُ لَأتَيتُهُ. وكَتَبَ إلى رَسولِ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله بِإجابَتِهِ وتَصديقِهِ وإسلامِهِ عَلى يَدَي جَعفرِ بنِ أبي طالِبٍ للّهِ رَبِّ العالَمينَ.

وفِي الكِتابِ الآخَرِ يَأمرُهُ أن يُزَوِّجَهُ أُمَّ حَبيبَةَ بِنتَ أبي سُفيانَ بنِ حَربٍ، وكانَت قَد هاجَرَت إلى أرضِ الحَبَشَةِ مَعَ زَوجِها عُبَيدِاللّهِ بنِ جَحشِ الأسَديِّ فَتَنَصَّرَ هُناكَ وماتَ. وأمَرَهُ رَسولُ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله فِي الكِتابِ أن يَبعَثَ إلَيهِ بِمَن قِبَلَهُ مِن أصحابِهِ ويَحمِلَهُم. فَفَعَلَ، فَزَوَّجَهُ أُمَ حَبيبَةَ بِنتَ أبي سُفيانَ، وأصدَقَ عَنهُ أربَعَمِئةِ دينارٍ، وأمَرَ بِجِهازِ المُسلِمينَ وما يُصلِحُهُم، وحَمَلَهُم في سَفينَتَينِ مَعَ عَمرِو بنِ أُميَّةَ الضَّمريِّ، ودَعا بِحُقٍّ مِن عاجٍ فَجَعَلَ فيهِ كِتابَي رَسولِ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله، وقالَ: لَن تَزالَ

ص: 123

ص: 124

الحَبَشَةُ بِخَيرٍ ما كانَ هذانِ الكِتابانِ بَينَ أظهُرِها. (1)

4/ 3 رِسالتُهُ إلَى مَلكِ الرّومِ

81. رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله فيما كَتَبَ إلى مَلِكِ الرُّومِ: بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ، مِن مُحَمَّدٍ عَبدِ اللّهِ ورَسولِهِ إلى هِرَقلَ عَظيمِ الرُّومِ، وسَلامٌ عَلى مَنِ اتَّبَعَ الهُدى. أ مَّا بَعدُ، فَإنِّي أدعوكَ بِدِعايَةِ الإسلامِ، أسلِم تَسلَم، وأسلِم يُؤتِكَ اللّهُ أجرَكَ مَرَّتَينِ، فَإن تَوَلَّيتَ فَعَلَيكَ إثمُ الأريسيِّينَ. (2) ويا" يا أَهْلَ الْكِتابِ تَعالَوْا إِلى كَلِمَةٍ سَواءٍ بَيْنَنا وَ بَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَ لا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَ لا يَتَّخِذَ بَعْضُنا بَعْضاً أَرْباباً مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ" (3). (4)

82. الطبقات الكبرى: بَعَثَ رَسولُ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله دِحيَةَ بنَ خَليفَةَ الكَلبيَّ وهُوَ أحَدُ السِّتَّةِ إلى قَيصَرَ يَدعوهُ إلَى الإسلامِ، وكَتَبَ مَعَهُ كِتابا وأمَرَهُ أن يَدفَعَهُ إلى عَظيمِ بُصرى لِيَدفَعَهُ إلى قَيصَرَ، فَدَفَعَهُ عَظيمُ بُصرى إلَيهِ وهُو يَومَئِذٍ بِحِمصَ، وقَيصَرُ يَومَئِذٍ ماشٍ في نَذرٍ كانَ عَلَيهِ: إن ظَهَرتِ الرُّومُ عَلى فارِسَ أن يَمشِيَ حافِيا مِن قُسطَنطينيَّةَ إلى إيلياءَ.

فَقَرَأ الكِتابَ وأذَّنَ لِعُظَماءِ الرُّومِ في دَسكَرَةٍ لَهُ بِحِمصَ، فَقَالَ: يا مَعشَرَ الرُّومِ، هَل لَكُم فِي الفَلاحِ وَالرُّشدِ، وأن يَثبُتَ لَكُم مُلكُكُم وتَتَّبِعونَ ما قالَ عيسَى بنُ مَريَمَ؟


1- الطبقات الكبرى: ج 1 ص 258، تاريخ دمشق: ج 27 ص 357 و ج 45 ص 430 كلّها عن عمرو بن امية الضمري.
2- قال المجلسيّ رحمه اللّه: قوله:" إثم الأريسيّين" هكذا أورده جلّ الرواة، وروي" اليريسين" وروي" الأريسين" ... معناه: أنّ عليك إثم رعاياك ممّن صددته عن الإسلام(كما في بحار الأنوار).
3- آل عمران: 64.
4- صحيح البخاري: ج 3 ص 1076 ح 2782، صحيح مسلم: ج 3 ص 1396 ح 74، سنن أبي داوود: ج 4 ص 335 ح 5136 كلّها عن ابن عبّاس، كنز العمّال: ج 4 ص 384 ح 11035؛ بحار الأنوار: ج 20 ص 386 ح 8 نقلًا عن الكاذروني في المنتقى عن محمّد بن إسحاق.

ص: 125

ص: 126

قالَتِ الرُّومُ: وما ذاكَ أيُّهَا المَلِكُ؟ قالَ: تَتَّبِعونَ هذا النَّبِيَّ العَرَبِيَّ.

قالَ: فَحاصُوا حَيصَةَ حُمُرِ الوَحشِ وتَناحَزوا ورَفَعوا الصَّليبَ. فَلَمّا رأى هِرَقلُ ذلِكَ مِنهُم يَئِسَ مِن إسلامِهِم وخافَهُم عَلى نَفسِهِ ومُلكِهِ، فَسَكَّنَهُم ثُمَّ قالَ: إنَّما قُلتُ لَكُم ما قُلتُ أختَبِرُكُم لِأنظُرَ كَيفَ صَلابَتُكُم في دِينِكُم، فَقَد رأيتُ مِنكُمُ الَّذي أُحِبُّ. فَسَجَدوا لَهُ. (1)

83. صحيح مسلم عن أبي سفيان: ... بَينا أنا بِالشَّامِ إذ جي ءَ بِكِتابٍ مِن رَسولِ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله إلى هِرَقلَ ... فَقالَ هِرَقلُ: هَل هاهُنا أحَدٌ مِن قَومِ هذا الرَّجُلِ الَّذي يَزعُمُ أ نَّهُ نَبِيٌّ؟ قالوا: نَعَم. قالَ: فَدُعيتُ في نَفَرٍ مِن قُرَيشٍ، فَدَخَلنا عَلى هِرَقلَ فأجلَسَنا بَينَ يَدَيهِ ... وأجلَسوا أصحابي خَلفي ....

ثُمَّ قالَ لِتَرجُمانِهِ: سَلهُ، كَيفَ حَسَبُهُ فيكُم؟ قالَ: قُلتُ: هُوَ فينا ذو حَسَبٍ. قالَ: فَهَل كانَ مِن آبائِهِ مَلِكٌ؟ قُلتُ: لا. قالَ: فَهَل كُنتُم تَتَّهِمونَهُ بِالكَذِبِ قَبلَ أن يَقولَ ما قالَ؟ قُلتُ: لا. قالَ: ومَن يَتَّبِعُهُ؛ أشرافُ النَّاسِ أم ضُعَفاؤهُم؟ قالَ: قُلتُ: بَل ضُعَفاؤهُم. قالَ: أيَزيدونَ أم يَنقُصونَ؟ قالَ: قُلتُ: لا، بَل يَزيدونَ، قالَ: هَل يَرتَدُّ أحَدٌ مِنهُم عَن دينهِ بَعدَ أن يَدخُلَ فيهِ سَخطَةً لَهُ؟ قالَ: قُلتُ: لا. قالَ: فَهَل قاتَلتُموهُ؟ قُلتُ: نَعَم. قالَ: فَكَيفَ كانَ قِتالُكُم إيَّاهُ؟ قالَ: قُلتُ: تَكونُ الحَربُ بَينَنا وبَينَهُ سِجالًا، يُصيبُ مِنَّا ونُصيبُ مِنهُ. قالَ: فَهَل يَغدِرُ؟ قُلتُ: لا، ونَحنُ مِنهُ في مُدَّةٍ لا نَدري ما هُوَ صانِعٌ فيها ... قالَ: فَهَل قالَ هذا القَولَ أحَدٌ قَبلَهُ؟ قالَ: قُلتُ: لا ....


1- الطبقات الكبرى: ج 1 ص 259، السنن الكبرى للنسائي: ج 5 ص 265 ح 8845، مسند ابن حنبل: ج 1 ص 563 ح 2370، السنن الكبرى: ج 9 ص 299 ح 18607 والثلاثة الأخيرة عن ابن عبّاس نحوه.

ص: 127

ص: 128

قالَ: إن يَكُن ما تَقولُ فيهِ حَقَّا فَإنَّهُ نَبِيٌّ، وقَد كُنتُ أعلَمُ أ نَّهُ خارِجٌ، ولَم أكُن أظُنُّهُ مِنكُم، ولَو أ نَّي أعلَمُ أنَّي أخلُصُ إلَيهِ لَأحبَبتُ لِقاءَهُ، ولَو كُنتُ عِندَهُ لَغَسَلتُ عَن قَدَمَيهِ، وليَبلُغَنَّ مُلكُهُ ما تَحتَ قَدَمَيَّ.

قالَ: ثُمَّ دَعا بِكِتابِ رَسولِ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله فَقَرَأهُ، فَإذا فيهِ: بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ، مِن مُحَمَّدٍ رَسولِ اللّهِ إلى هِرَقلَ عَظيمِ الرُّومِ، سَلامٌ عَلى مَنِ اتَّبَعَ الهُدى. أ مّا بَعدُ، فَإنّي أدعوكَ بِدِعايَةِ الإسلامِ، أسلِم تَسلَم، وأسلِم يُؤتِكَ اللّهُ أجرَكَ مَرَّتَينِ، وإن تَوَلَّيتَ فَإنَّ عَلَيكَ إثمَ الأريسيِّينَ،" قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ تَعالَوْا إِلى كَلِمَةٍ سَواءٍ بَيْنَنا وَ بَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَ لا نُشْرِكَ بِهِ ..." (1).

فَلَمَّا فَرَغَ مِن قِراءَةِ الكِتابِ ارتَفَعَتِ الأصواتُ عِندَهُ وكَثُرَ اللَّغطُ، وأمَرَ بِنا فَأُخرِجنا. قالَ: فَقُلتُ لِأصحابي حينَ خَرَجنا: لَقَد أمِرَ (2) أمرُ ابنِ أبي كَبشَةَ! (3)

4/ 4 رِسالَتُهُ إلَى كِسرى مَلِكِ إيرانَ

84. الطبقات الكبرى: بَعَثَ رَسولُ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله عَبدَاللّهِ بنَ حُذافَةَ السَّهميِّ وهوَ أحَدُ السِّتَّةِ إلى كِسرى يَدعوهُ إلَى الإسلامِ، وكَتَبَ مَعَهُ كِتابا.

قالَ عَبدُ اللّهِ: فَدَفَعتُ إلَيهِ كتابَ رَسولِ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله فَقُرِئَ عَلَيهِ، ثُمَّ أخَذَهُ فَمَزَّقَهُ، فَلَمَّا بَلَغَ ذلِكَ رَسولَ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله قالَ: اللَّهُمَّ مَزِّق مُلكَهُ!


1- آل عمران: 64.
2- أمِرَ أمرُ ابن أبي كبشة، يزيد: كَثُر(غريب الحديث: ج 1 ص 65" أمِر").
3- صحيح مسلم: ج 3 ص 1393 ح 74، صحيح البخاري: ج 4 ص 1657 ح 4278، صحيح ابن حبّان: ج 14 ص 492 ح 6555، المعجم الكبير: ج 8 ص 14 ح 7269 والثلاثة الأخيرة نحوه.

ص: 129

ص: 130

وكَتَبَ كِسرى إلى باذانَ عامِلِهِ عَلى اليَمَنِ أنِ ابعَث مِن عِندِكَ رَجُلَينِ جَلدَينِ إلى هذا الرَّجُلِ الَّذي بِالحِجازِ فَليَأتِياني بِخَبَرِهِ.

فَبَعَثَ باذانُ قَهرمانَهُ ورَجُلًا آخَرَ وكَتَبَ مَعَهُما كِتابا. فَقَدِما المَدينَةَ فدَفَعا كِتابَ باذانَ إلَى النَّبيِّ صلى اللّه عليه وآله، فَتَبَسَّمَ رَسولُ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله ودَعاهُما إلَى الإسلامِ وفَرائِصُهُما تَرعُدُ، وقالَ: ارجِعا عَنِّي يَومَكُما هذا حَتَّى تَأتِياني الغَدَ فَأُخبِرَكُما بِما أُريدُ، فَجاءاهُ مِنَ الغَدِ، فَقالَ لَهُما: أبلِغا صاحِبَكُما أنَّ رَبِّي قَد قَتَلَ رَبَّهُ كِسرى في هذهِ اللَّيلَةِ لِسَبعِ ساعاتٍ مَضَت مِنها؛ وهِيَ لَيلةُ الثَّلاثاءِ لِعَشرِ لَيالٍ مَضَينَ مِن جُمادَى الأُولى سَنَةَ سَبعٍ؛ وأ نَّ اللّهَ تَبارَكَ وتَعالى سَلَّطَ عَلَيهِ ابنَهُ شِيرَوَيهَ فَقَتلَهُ؛ فَرَجَعا إلى باذانَ بِذلِكَ فَأسلَمَ هُوَ وَالأبناءُ الَّذينَ بِاليَمَنِ. (1)

85. تاريخ الطبري عن يزيد بن حبيب: بَعَثَ [رَسولُ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله] عَبدَاللّهِ بنَ حُذافَةَ بنِ قَيسٍ بنِ عَدِيٍّ بنِ سَعدٍ بنِ سَهمٍ إلى كِسرى بنِ هُرمُزَ مَلِكِ فارِسَ، وكتَبَ مَعَهُ: بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ، مِن مُحَمَّدٍ رَسولِ اللّهِ إلى كِسرى عَظيمِ فارِسَ، سَلامٌ عَلى مَنِ اتَّبَعَ الهُدى وآمَنَ بِاللّهِ ورَسولِهِ ... وأدعوكَ بِداعِيَةِ اللّهِ عَزَّوجَلَّ، فَإنِّي رَسولُ اللّهِ إلَى النَّاسِ كافَّةً، لِأُنذِرَ مَن كانَ حَيّا ويَحِقَّ القَولُ عَلَى الكافِرينَ، فَأسلِم تَسلَم، فَإن أبَيتَ فَإنَّ إثمَ المَجوسِ عَلَيكَ. (2)

86. المناقب لابن شهرآشوب عن ابن مهديّ المامطيريّ في مجالسه: إنَّ النَّبيَّ صلى اللّه عليه وآله كَتَبَ إلى كِسرى: مِن مُحَمَّدٍ رَسولِ اللّهِ إلى كِسرى بنِ هُرمُزَ، أ مَّا بَعدُ فَأسلِم تَسلَم، وإلَّا فَأذَن بِحَربٍ مِنَ اللّهِ ورَسولِهِ، وَالسَّلامُ عَلى مَنِ اتَّبَعَ الهُدى.


1- الطبقات الكبرى: ج 1 ص 259، تاريخ الطبري: ج 2 ص 655 عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، تاريخ دمشق: ج 27 ص 357 كلاهما نحوه.
2- تاريخ الطبري: ج 2 ص 654، الكامل في التاريخ: ج 1 ص 593 نحوه، البداية والنهاية: ج 4 ص 269؛ بحار الأنوار: ج 20 ص 389 ح 8.

ص: 131

ص: 132

فَلَمَّا وَصَلَ إلَيهِ الكِتابُ مَزَّقَهُ وَاستَخَفَّ بِهِ، وقالَ: مَن هذا الَّذي يَدعوني إلى دينِهِ، ويَبدَأُ بِاسمِهِ قَبلَ اسمي؟! وبَعَثَ إلَيهِ بِتُرابٍ، فَقالَ صلى اللّه عليه وآله: مَزَّقَ اللّهُ مُلكَهُ كَما مَزَّقَ كِتابي، أما إنَّهُ ستُمَزِّقونَ مُلكَهُ، وبَعَثَ إلَيَّ بِتُرابٍ أما إنَّكُم ستَملِكونَ أرضَهُ. (1)

87. الخرائج و الجرائح: إنَّ كِسرى كَتَبَ إلى فَيروزَ الدَّيلَميِّ وهُوَ مِن بَقِيَّةِ أصحابِ سَيفِ ابنِ ذي يَزَنَ: أنِ احمِل إلَيَّ هذا العَبدَ الَّذي يَبدَأ بِاسمِهِ قَبلَ اسمي، فَاجتَرَأَ عَلَيَّ ودَعاني إلى غَيرِ ديني، فَأتاهُ فَيروزُ وقالَ لَهُ: إنَّ رَبِّي أمَرَني أن آتِيَهُ بِكَ، فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله: إنَّ ربِّي أخبَرَني أ نَّ رَبَّكَ قُتِلَ البارِحَةَ، فَجاءَ الخَبرُ أ نَّ ابنَهُ شِيرَوَيهَ [وَثَبَ عَلَيهِ] فَقَتلَهُ في تِلكَ اللَّيلَةِ. فَأسلَمَ فَيروزُ ومَن مَعَهُ. (2)

4/ 5 رِسالَتُهُ إلَى المُقَوقِسِ عَظيمِ القِبطِ

88. الطبقات الكبرى: بَعَثَ رَسولُ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله حاطِبَ بنَ أبي بَلتَعَةَ اللَّخميِّ وهوَ أحَدُ السِّتَّةِ إلَى المُقَوقِسِ صاحِبِ الإسكَندَرِيَّةِ عَظيمِ القِبطِ يَدعوهُ إلَى الإسلامِ، وكَتَبَ مَعَهُ كِتابا، فَأوصَلَ إلَيهِ كِتابَ رَسولِ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله، فَقَرَأهُ وقالَ لَهُ خَيرا، وأخَذَ الكِتابَ فَجَعَلَهُ في حُقٍّ مِن عاجٍ وخَتَمَ عَلَيهِ ودَفَعَهُ إلى جارِيَتِهِ. وكَتبَ إلَى النَّبِيِّ صلى اللّه عليه وآله: قَد عَلِمتُ أنَّ نَبِيّا قَد بَقِيَ وكُنتُ أظُنُّ أ نَّهُ يَخرُجُ بِالشَّامِ، وقَد أكرَمتُ رَسولَكَ، وبَعَثتُ إلَيكَ بِجارِيَتَينِ لَهُما مَكانٌ فِي القِبطِ عَظيمٌ، وقَد أهدَيتُ لَكَ كِسوَةً وبَغلَةً تَركَبُها. ولَم يَزِد على هذا ولَم يُسلِم، فَقَبِلَ رَسولُ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله هَدِيَّتَهُ، وأخَذَ الجارِيَتَينِ مارِيَةَ أُمَّ إبراهيمَ ابنِ رَسولِ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله وأُختَها سيرينَ، وبَغلَةً بَيضاءَ لَم يَكُن فِي العَرَبِ


1- المناقب لابن شهرآشوب: ج 1 ص 79، بحار الأنوار: ج 20 ص 381 ح 7.
2- الخرائج والجرائح: ج 1 ص 64 ح 111، المناقب لابن شهرآشوب: ج 1 ص 79 نقلًا عن الماوردي في أعلام النبوّة، بحار الأنوار: ج 20 ص 377 ح 1.

ص: 133

ص: 134

يَومَئِذٍ غَيرُها، وهِيَ دُلدُلُ، وقالَ رسولُ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله: ضَنَّ الخَبيثُ بِمُلكِهِ ولا بَقاءَ لِمُلكِهِ.

قالَ حاطِبٌ: كانَ لي مُكرِما فِي الضِّيافَةِ وقِلَّةِ اللَّبثِ بِبابِهِ، ما أقَمتُ عِندَهُ إلَّا خَمسَةَ أيَّامٍ. (1)

4/ 6 رِسالَتُهُ إلَى الحَارِثِ بنِ أبي شِمرِ الغِنائيِ

89. الطبقات الكبرى: بَعَثَ رَسولُ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله شُجاعَ بنَ وَهبٍ الأسَدِيَّ وهوَ أحَدُ السِّتَّةِ إلَى الحارِثِ بنِ أبي شِمرٍ الغَسَّانيِّ يَدعوهُ إلَى الإسلامِ، وكَتَبَ مَعهُ كِتابا. قالَ شُجاعٌ: فَأتَيتُ إلَيهِ وهُو بِغَوطَةِ دِمَشقَ، وهوَ مَشغولٌ بِتَهيِئَةِ الإنزالِ وَالألطافِ لِقَيصَرَ، وهو جاءٍ مِن حِمصَ إلى إيلياءَ، فَأقَمتُ عَلى بابِهِ يَومَينِ أو ثَلاثَةً، فَقُلتُ لِحاجِبِهِ: إنَّي رَسولُ رَسولِ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله إلَيهِ، فَقالَ: لا تَصِلُ إلَيهِ حَتَّى يَخرُجَ يَومَ كَذا وَكَذا. وجَعلَ حاجِبُهُ وكانَ روميَّا اسمُهُ مُرى يَسأ لُني عَن رَسولِ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله، فَكُنتُ أُحَدِّثُهُ عَن صِفَةِ رَسولِ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله وما يَدعو إلَيهِ، فَيَرِقُّ حَتَّى يَغلِبُهُ البُكاءُ ويقولَ: إنَّي قَد قَرَأتُ الإنجيلَ فَأجِدُ صِفَةَ هذا النَّبِيِّ صلى اللّه عليه وآله بِعَينِهِ، فَأنا اؤمِنُ بِهِ وأُصَدِّقُهُ وأخافُ مِنَ الحارِثِ أن يَقتُلَني. وكانَ يُكرِمُني ويُحسِنُ ضِيافَتي.

وخَرَجَ الحارِثُ يَوما فَجَلَسَ ووَضَعَ التَّاجَ عَلى رَأسِهِ، فَأذِنَ لي عَلَيهِ، فَدَفَعتُ إلَيهِ كِتابَ رَسولِ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله، فَقَرَأهُ ثُمَّ رَمى بِهِ وقالَ: مَن يَنتَزِعُ مِنِّي مُلكي؟! أنا سائرٌ إلَيهِ ولَو كانَ بِاليَمَنِ جِئتُهُ، عَلَيَّ بالنَّاسِ! فَلَم يَزَل يَفرِضُ حَتَّى قامَ، وأمَرَ بِالخُيولِ تُنعَلُ، ثُمَّ قالَ: أخبِر صاحِبَكَ ما تَرى.


1- الطبقات الكبرى: ج 1 ص 260.

ص: 135

ص: 136

وكَتَبَ إلى قَيصرَ يُخبِرُهُ خَبَري وما عَزَمَ عَلَيهِ، فَكَتَبَ إلَيهِ قَيصَرُ ألَّا تَسيرَ إلَيهِ وَالهُ عَنهُ ووافِني بِإيلياءَ. فَلمَّا جاءَهُ جَوابُ كِتابِهِ دَعاني فَقالَ: مَتى تُريدُ أن تَخرُجَ إلى صاحِبِكَ؟ فَقُلتُ: غَدا، فأمَرَ لي بِمِئَةِ مِثقالِ ذَهَبٍ، ووَصَلَني مُرى، وأمَرَ لي بِنَفَقَةٍ وكِسوَةٍ، وقالَ: أقرِئ رَسولَ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله مِنِّي السَّلامَ.

فَقَدِمتُ عَلَى النَّبيِّ صلى اللّه عليه وآله فَأخبَرتُهُ، فَقالَ: بادَ مُلكُهُ! وأقرَأ تُهُ مِن مُرى السَّلامَ، وأخبَرتُهُ بِما قالَ. فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله: صَدَقَ؛ وماتَ الحارِثُ بنُ أبي شِمرٍ عامَ الفَتحِ. (1)

4/ 7 رِسالَتُهُ إلَى هَوذَةَ بنِ عَليِّ الحَنفيِ

90. الطبقات الكبرى: بَعَثَ رَسولُ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله سَليطَ بنَ عَمرِو العامِريِّ وهوَ أحَدُ السِّتَّةِ إلى هَوذَةَ بنِ عليِّ الحَنَفيِّ يَدعوهُ إلَى الإسلامِ، وكَتَبَ مَعَهُ كِتابا. فَقَدِمَ عَلَيهِ وأنزَلَهُ وحَباهُ، وقَرَأ كِتابَ النَّبيِّ صلى اللّه عليه وآله: ورَدَّ رَدَّا دونَ رَدٍّ، وكَتَبَ إلَى النَّبيِّ صلى اللّه عليه وآله: ما أحسَنَ ما تَدعو إلَيهِ وأجمَلَهُ! وأنا شاعِرُ قَومي وخَطيبُهُم، وَالعَرَبُ تَهابُ مَكاني، فَاجعَل لي بَعضَ الأمرِ أتَّبِعكَ.

وأجازَ سَليطَ بنَ عَمرٍو بِجائِزَةٍ وكَساهُ أثوابا مِن نَسجِ هَجَرَ، فَقَدِمَ بِذلِكَ كُلِّهِ عَلَى النَّبيِّ صلى اللّه عليه وآله وأخبَرَهُ عَنهُ بِما قالَ. وقَرَأ كِتابَهُ وقالَ: لَو سَأ لَني سَيابَةً (2) مِنَ الأرضِ ما فَعَلتُ، بادَ وبادَ ما في يَدَيهِ! فَلَمَّا انصَرَفَ مِن عامِ الفَتحِ جاءَهُ جَبرَئيلُ فَأخبَرَهُ أ نَّهُ قَد ماتَ. (3)


1- الطبقات الكبرى: ج 1 ص 261.
2- السَياب، مثل السحاب: البلح. وهو البسر الأخضر(لسان العرب: ج 1 ص 479" سيب").
3- الطبقات الكبرى: ج 1 ص 262.

ص: 137

ص: 138

4/ 8 رِسالَتُهُ إلَى جَمَّاعٍ كانوا فِي جَبَلِ تِهامَةَ

91. رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله فيما كَتَبَهُ لِجمَّاعٍ كانوا في جَبلِ تِهامَةَ قَد غَصَبوا المارَّةَ مِن كِنانَةَومُزَينَةَ وَالحَكَمِ وَالقارَةِ، ومَنِ اتَّبَعَهُم مِن العَبيدِ، فَلمَّا ظَهَرَ رَسولُ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله وَفَدَ مِنهُم وَفدٌ عَلَى النَّبيِّ صلى اللّه عليه وآله، فَكَتَبَ لَهُم رَسولُ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله: بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ، هذا كِتابٌ مِن مُحَمَّدٍ النَّبيِّ رَسولِ اللّهِ لِعِبادِ اللّهِ العُتَقاءِ، إنَّهُم إن آمَنوا وأقامُوا الصَّلاةَ وآتَوُا الزَّكاةَ فَعَبدُهُم حُرٌّ ومَولاهُم مُحَمَّدٌ، ومَن كانَ مِنهُم مِن قَبيلَةٍ لَم يُرَدَّ إلَيها، وما كانَ فيهِم مِن دَمٍ أصابوهُ أو مالٍ أخَذوهُ فَهُو لَهُم، وما كانَ لَهُم مِن دَينٍ في النَّاسِ رُدَّ إلَيهِم، ولا ظُلمَ عَلَيهِم ولا عُدوانَ، وإنَّ لَهُم عَلى ذلِكَ ذِمَّةَ اللّهِ وذِمَّةَ مُحَمَّدٍ، وَالسَّلامُ عَلَيكُم. (1)


1- الطبقات الكبرى: ج 1 ص 278.

ص: 139

ص: 140

الفصل الخامس خَصائِصُ النَّبيّ

5/ 1 خَصائِصُهُ الأُسَريَّةُ

أ خَيرُ النَّاسِ أُسرَةٍ
الكتاب

" إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً". (1)

الحديث

92. رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله: أنا مُحَمَّدُ بنُ عَبدِاللّهِ بنِ عَبدِالمُطَّلِبِ، إنَّ اللّهَ خَلَقَ الخَلقَ فَجَعَلَني في خَيرِهِم فِرقَةً، ثُمَّ جَعَلَهُم فِرقَتَينِ فَجَعَلَني في خَيرِهِم فِرقَةً، ثُمَّ جَعَلَهُم قَبائِلَ فَجَعَلَني في خَيرِهِم قَبيلَةً، ثُمَّ جَعَلَهُم بُيوتا فَجَعَلَني في خَيرِهِم بَيتا وخَيرِهِم نَفسا. (2)


1- الأحزاب: 33.
2- سنن الترمذي: ج 5 ص 584 ح 3608 عن ابن أبي وداعة، المعجم الكبير: ج 20 ص 286 ح 675 عن عبد المطّلب بن ربيعة، كنزالعمّال: ج 11 ص 415 ح 31950.

ص: 141

ص: 142

93. الإمام عليّ عليه السلام في صِفَةِ الأَنبِياءِ: فَاستَودَعَهُم في أفضَلِ مُستَودَعٍ، وأقَرَّهُم فيخَيرِ مُستَقَرٍّ ... حَتّى أفضَت كَرامَةُ اللّهِ سُبحانَهُ وتعالى إلى مُحَمَّدٍ صلى اللّه عليه وآله، فَأخرَجَهُ مِن أفضَلِ المَعادِنِ مَنبِتا، وأعَزِّ الأَروماتِ مَغرِسا، مِن الشَّجَرَةِ الَّتي صَدَعَ مِنها أنبِياءَهُ، وَانتَجَبَ(انتَخَبَ) مِنها أُمَناءَهُ. عِترَتُهُ خَيرُ العِتَرِ، وأُسرَتُهُ خَيرُ الأُسَرِ، وشَجَرَتُهُ خَيرُ الشَّجَرِ، نَبَتَت في حَرَمٍ، وبَسَقَت في كَرَمٍ، لَها فُروعٌ طِوالٌ، وثَمَرٌ لا يُنالُ. (1)

94. عنه عليه السلام: أُسرَتُهُ خَيرُ أُسرَةٍ، وشَجَرَتُهُ خَيرُ شَجَرَةٍ، أغصانُها مُعتَدِلَةٌ، وثِمارُها مُتَهَدِّلَةٌ، مَولِدُهُ بِمَكَّةَ، وهِجرَتُهُ بِطَيبَةَ، عَلا بِها ذِكرُهُ، وَامتَدَّ مِنها صَوتُهُ. (2)

95. عنه عليه السلام: أشهَدُ أنَّ مُحَمَّدا عَبدُهُ ورَسولُهُ، وسَيِّدُ عِبادِهِ، كُلَّما نَسَخَ اللّهُ الخَلقَ فِرقَتينِ جَعَلَهُ في خَيرِهِما. (3)

ب اليُتم
الكتاب

" أَ لَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوى". (4)

الحديث

96. الإمام الباقر أو الإمام الصّادق عليهماالسلام في قَولِهِ تَعالى:" أَ لَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوى": اليَتيمُ الَّذي لا مِثلَ لَهُ؛ ولذلكَ سُمِّيَتِ الدُّرَّةُ: اليَتيمَةَ؛ لِأ نَّهُ لا مِثلَ لَها. (5)

97. الإمام الباقر والإمام الصّادق عليهماالسلام في قَولِ اللّهِ تَعالى:" أَ لَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوى":


1- نهج البلاغة: الخطبة 94، بحار الأنوار: ج 16 ص 379 ح 91.
2- نهج البلاغة: الخطبة 161، بحار الأنوار: ج 18 ص 222 ح 58.
3- نهج البلاغة: الخطبة 214، بحار الأنوار: ج 16 ص 382 ح 96.
4- الضحى: 6.
5- تفسير القمّي: ج 2 ص 427، بحار الأنوار: ج 16 ص 142 ح 6.

ص: 143

ص: 144

أي فَآوى إلَيكَ النَّاسَ. (1)

98. الإمام الرِّضا عليه السلام: قالَ اللّهُ عَزَّوجَلَّ لِنَبيِّهِ مُحَمَّدٍ صلى اللّه عليه وآله:" أَ لَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوى" يَقولُ: ألَم يَجِدكَ وَحيدا فَآوى إلَيكَ النّاسَ؟! (2)

99. مجمع البيان: ماتَ أبوهُ [صلى اللّه عليه وآله] وهُوَ في بَطنِ أُمِّهِ، وقيلَ: إنَّه ماتَ بَعدَ وِلادَتِهِ بِمُدَّةٍ قَليلَةٍ. وماتَت أُمُّهُ وهُوَ صلى اللّه عليه وآله ابنُ سَنتَينِ، وماتَ جَدُّهُ وهُوَ ابنُ ثَماني سِنينَ. (3)

100. علل الشرائع عن ابن عبّاس لَمّا سُئِلَ عَن قَولِ اللّهِ:" أَ لَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوى": إنَّما سُمِّي يَتيما؛ لِأ نَّهُ لم يَكُن لَهُ نَظيرٌ على وَجهِ الأرضِ مِن الأوَّلِينَ وَالآخِرينَ، فَقالَ اللّهُ عَزَّوجَلَّ مُمتَنَّا عَلَيهِ نِعَمَهُ:" أَ لَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً" أي وَحيدا لا نَظيرَ لَكَ،" فَآوى" إلَيكَ النَّاسَ، وَعَرَّفَهُم فَضلَكَ حَتَّى عَرَفوكَ. (4)

ج الفَقر
الكتاب

" وَ وَجَدَكَ عائِلًا فَأَغْنى". (5)

الحديث

101. رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله: الفَقرُ فَخري. (6)

102. الإمام عليّ عليه السلام في صِفَةِ الأَنبِياءِ: كانوا قَوما مُستَضعَفينَ، قَدِ اختَبرَهُمُ اللّهُ


1- بحار الأنوار: ج 16 ص 142 ح 6.
2- عيون أخبار الرضا: ج 1 ص 199 ح 1، الاحتجاج: ج 2 ص 429 ح 308 كلاهما عن عليّ بن محمّد بن الجهم، بحار الأنوار: ج 16 ص 142 ح 5.
3- مجمع البيان: ج 10 ص 765، بحار الأنوار: ج 16 ص 137.
4- علل الشرائع: ص 130 ح 1، معاني الأخبار: ص 53 ح 4، بحار الأنوار: ج 16 ص 141 ح 4.
5- الضحى: 8.
6- جامع الأخبار: ص 302 ح 828.

ص: 145

ص: 146

بِالمَخمَصَةِ، وَابتَلاهُم بِالمَجهَدَةِ ... و لكنَّ اللّهَ سُبحانَهُ جَعَلَ رُسُلَهُ اولي قُوَّةٍ في عَزائِمِهِم، وضَعَفَةً فيما تَرَى الأعيُنُ مِن حالاتِهِم، مَعَ قَناعَةٍ تَملأُ القُلوبَ وَالعُيونَ غِنىً، وخَصاصَةٍ تَملأُ الأبصارَ وَالأسماعَ أذىً. (1)

103. المناقب لابن شهر آشوب: كانَ فيهِ خِصالُ الضُّعَفاءِ، ومَن كانَ فيه بَعضُها لا يَنظُمُ أمرُهُ. كانَ يَتيما، فَقيرَا ضَعيفَا، وَحيدا غَريبا، بِلاحِصارٍ ولا شَوكَةِ، كَثيرَ الأعداءِ، ومَعَ جَميعِ ذلِكَ تَعالى مَكانُهُ، وَارتَفعَ شَأنُهُ، فَدَلَّ عَلى نُبُوَّتِهِ صلى اللّه عليه وآله، وكانَ الجِلفُ (2) البَدَوِيُّ يَرى وَجهَهُ الكَريمَ، فَقالَ: وَاللّهِ، ماهذا وَجهُ كَذَّابٍ، وكانَ ثابِتا فِي الشَّدائِدِ وهُوَ مَطلوبٌ، وصابِرا عَلَى البَأساءِ وَالضَّرّاءِ وهوَ مَكروبٌ مَحروبٌ، وكانَ زاهِدا فِي الدُّنيا راغِبا فِي الآخِرَةِ، فَثَبَتَ لَهُ المُلكُ. (3)

راجع: التنمية الاقتصادية: الفصل السادس" مدح الفقر ومعناه".

5/ 2 خَصائِصُهُ الاسميَّةُ

الكتاب

" مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ". (4)

" وَ إِذْ قالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يا بَنِي إِسْرائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْراةِ وَ مُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ". (5)


1- نهج البلاغة: الخطبة 192، بحار الأنوار: ج 14 ص 468 ح 37.
2- الجِلف: الغليظ الجافي(القاموس المحيط: ج 3 ص 124" جلف").
3- المناقب لابن شهر آشوب: ج 1 ص 123.
4- الفتح: 29.
5- الصفّ: 6.

ص: 147

ص: 148

الحديث

104. رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله: أنا مُحَمَّدٌ، وأنا أحمَدُ، وأنا الماحي الَّذي يُمحى بيَ الكُفرُ، وأنا الحاشِرُ الَّذي يُحشَرُ النَّاسُ على عَقِبي، وأنا العاقِبُ وَالعاقِبُ الَّذي لَيسَ بَعدَهُ نَبِيٌّ. (1)

105. عنه صلى اللّه عليه وآله: أنا أشبَهُ النَّاسِ بِآدَمَ، وإبراهيمُ أشبَهُ النَّاسِ بي خَلقُهُ وخُلقُهُ، وسَمَّانِيَ اللّهُ مِن فَوقِ عَرشِهِ عَشرَةَ أسماءٍ، وبَيَّنَ اللّهُ وَصفي، وبَشَّرَني عَلى لِسانِ كُلِّ رَسولٍ بَعَثَهُ اللّهُ إلى قَومِهِ، وسَمَّاني ونَشَرَ فِي التَّوراةِ اسمي، وبَثَّ ذِكري في أهلِ التَّوراةِوَالإنجيلِ، وعَلَّمَني كِتابَهُ، ورَفَعَني في سَمائِهِ، وشَقَّ لِي اسما مِن أسمائِهِ، فَسَمَّاني مُحَمَّدا وهُوَ مَحمودٌ، وأخرَجَني في خَيرِ قَرنٍ مِن أُمَّتي، وجَعَلَ اسمي فِي التَّوراةِ أُحَيدَ (2)، فَبِالتَّوحيدِ حَرَّمَ أجسادَ أُمَّتي عَلَى النَّارِ، وسَمَّاني فِي الإنجيلِ أحمَدَ، فَأنا مَحمودٌ في أهلِ السَّماءِ، وجَعَلَ أُمَّتي الحامِدِينَ. وجَعَلَ اسمي فِي الزَّبورِ ماحي، مَحا اللّهُ عَزَّوجَلَّ بي مِنَ الأرضِ عِبادَةَ الأوثانِ. وجَعَلَ اسمي فِي القُرآنِ مُحَمَّدا، فَأنا مَحمودٌ في جَميعِ القِيامَةِ (3) في فَصلِ القَضاءِ، لا يَشفَعُ أحَدٌ غَيري. وسَمَّاني فِي القِيامَةِ حاشِرا، يُحشَرُ النَّاسُ عَلى قَدَمي، وسَمَّاني المُوقِفَ، أُوقِفُ النَّاسَ بَينَ يَدَيِ اللّهِ عَزَّوجَلَّ، وسَمَّاني العاقِبَ، أنا عَقِبُ النَّبِيِّينَ لَيسَ بَعدي رَسولٌ، وجَعَلَني رَسولَ الرَّحمَةِ ورَسولَ التَّوبَةِ ورَسولَ المَلاحِمِ وَالمُقتَفيَ (4)،


1- صحيح مسلم: ج 4 ص 1828 ح 124، صحيح البخاري: ج 4 ص 1858 ح 4614 نحوه، سنن الترمذي: ج 5 ص 135 ح 2840 كلّها عن جبير بن مطعم، كنز العمّال: ج 11 ص 462 ح 32165.
2- قال شارح الشِّفا للقاضي عياض: احَيد بضمّ الهَمزة، وفتح المُهمَلة، وسُكون التَّحتيّة، فدال مُهمَلة، وقيل: بفتح الهَمزة، وسُكون المُهمَلة، وفَتح التَّحتيّة، قالَ: سُمّيتُ احيدَ؛ لأ نّي أحيدُ بامَّتي عَن نارِ جَهَنّمَ، أيأعدِلُ بِهِم، انتهى(بحار الأنوار: ج 16 ص 93).
3- في معاني الأخبار:" جميع أهل القيامة".
4- في معاني الأخبار:" المقفّي" بدل" المقتفي".

ص: 149

ص: 150

قَفَّيتُ النَّبِيِّينَ جَماعَةً، وأنا المُقيمُ الكامِلُ الجامِعُ. ومَنَّ عَلَيَّ رَبِّي وقالَ لي: يا مُحَمَّدُ صَلَّى اللّهُ عَلَيكَ فَقَد أرسَلتُ كُلَّ رَسولٍ إلى أُمَّتِهِ بِلِسانِها، وأرسَلتُكَ إلى كُلِّ أحمَرَ وأسوَدَ مِن خَلقي، ونَصَرتُكَ بِالرُّعبِ الَّذي لَم أنصُر بِهِ أحَدا، وأحلَلتُ لَكَ الغَنيمَةَ ولَم تَحِلَّ لِأحَدٍ قَبلَكَ، وأعطَيتُ (1) لَكَ ولِأُمَّتِكَ كَنزا مِن كُنوزِ عَرشي: فاتِحَةَ الكِتابِ، وخاتِمَةَ سورَةِ البَقرَةِ، وجَعَلتُ لَكَ ولِأُمَّتِكَ الأرضَ كُلَّها مَسجِدا وتُرابَها طَهُورا، وأعطَيتُ لَكَ ولِأُمَّتِكَ التَّكبيرَ، وقَرَنتُ ذِكرَكَ بِذِكري حَتَّى لا يَذكُرُني أحَدٌ مِن أُمَّتِكَ إلَّا ذَكَرَكَ مَعَ ذِكري، فَطوبى لَكَ يا مُحَمَّدُ ولِأُمَّتِكَ. (2)

106. عنه صلى اللّه عليه وآله لَمَّا سَألَهُ يَهودِيٌّ عَن وَجهِ تَسمِيَتِهِ بِمُحَمَّدٍ وأحمَدَ وأبِي القاسِمِ وبَشيرٍ ونَذيرٍ وداعٍ؟: أ مَّا مُحَمَّدٌ فَإنِّي مَحمودٌ فِي الأرضِ، وأ مَّا أحمَدُ فَإنِّي مَحمودٌ فِي السَّماءِ، وأ مَّا أبُو القاسِمِ فَإنَّ اللّهَ عَزَّوجَلَّ يَقسِمُ يَومَ القِيامَةِ قِسمَةَ النَّارِ؛ فَمَن كَفَرَ بِي مِن الأوَّلينَ وَالآخِرينَ فَفِي النَّارِ، ويَقسِمُ قِسمَةَ الجَنَّةِ؛ فَمَن آمَنَ بي وأقَرَّ بِنُبُوَّتي فَفِي الجَنَّةِ. وأ مَّا الدَّاعي فَإنِّي أدعُو النَّاسَ إلى دينِ رَبِّي عَزَّوجَلَّ، وأ مَّا النَّذيرُ فَإنِّي أُنذِرُ بِالنَّارِ مَن عَصاني، وأ مَّا البَشيرُ فَإنِّي أُبشِّرُ بِالجَنَّةِ مَن أطاعَني. (3)

107. مسند ابن حنبل عن حذيفة: سَمِعتُ النَّبِيَّ صلى اللّه عليه وآله يَقولُ في سِكَّةٍ مِن سِكَكِ المَدينَةِ: أنا مُحَمَّدٌ، وأنا أحمَدُ، وَالحاشِرُ، وَالمُقَفِّي، ونَبيُّ الرَّحمَةِ. (4)


1- في المصدر" وأعطيتك" والتصحيح من معاني الأخبار.
2- علل الشرائع: ص 128 ح 3، الخصال: ص 425 ح 1، معاني الأخبار: ص 50 51 ح 1 كلّها عن جابر عبد اللّه الأنصاري، بحار الأنوار: ج 16 ص 92 ح 27.
3- معاني الأخبار: ص 52 ح 2، الأمالي للصدوق: ص 256 ح 279 كلاهما عن الحسن بن عبد اللّه عن أبيه عن الإمام الحسن عليه السلام، بحار الأنوار: ج 9 ص 295 ح 5.
4- مسند ابن حنبل: ج 9 ص 117 ح 23503، الطبقات الكبرى: ج 1 ص 104.

ص: 151

ص: 152

5/ 3 خَصائِصُهُ الأَخلاقِيّةُ

أ حُسنُ الخُلُقِ
الكتاب

" وَ إِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ". (1)

الحديث

108. الإمام الصّادق عليه السلام: كانَ رَسولُ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله خُلُقهُ (2) القُرآنُ، قَولُهُ عَزَّوَجَلَّ:" خُذِ الْعَفْوَ وَ أْمُرْ بِالْعُرْفِ وَ أَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِينَ" (3). (4)

109. الإمام الصّادق عليه السلام: كانَ فيما خاطَبَ اللّهُ تَعالى بِهِ نَبِيَّهُ صلى اللّه عليه وآله أن قالَ لَهُ: يا مُحَمّدُ" وَ إِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ" (5) قالَ: السَّخاءُ، وحُسنُ الخُلُقِ. (6)

110. رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله: أشبَهُكُم بِي أحسَنُكُم خُلُقا. (7)

111. صحيح البخاري عن أنس: كانَ النَّبِيُّ صلى اللّه عليه وآله أحسَنَ النَّاسِ خُلُقا. (8)


1- القلم: 4.
2- في المصدر:" خلقة"، وما أثبتناه هو الصواب.
3- في المصدر:" خلقة"، وما أثبتناه هو الصواب.
4- تنبيه الخواطر: ج 1 ص 89 من دون إسنادٍ إلى المعصوم.
5- القلم: 4.
6- الأمالي للطوسي: ص 302 ح 599 عن أبي قتادة، بحار الأنوار: ج 71 ص 391 ح 52.
7- عيون أخبار الرضا: ج 2 ص 50 ح 194، الأمالي للصدوق: ص 344 ح 415 كلاهما عن الحسين بن خالد عن الإمام الرضا عن آبائه عليهم السلام، روضة الواعظين: ص 413، بحار الأنوار: ج 71 ص 387 ح 35.
8- صحيح البخاري: ج 5 ص 2291 ح 5850، صحيح مسلم: ج 1 ص 457 ح 267، الطبقات الكبرى: ج 1 ص 364، البداية والنهاية: ج 6 ص 37.

ص: 153

ص: 154

112. مسند ابن حنبل عن عائشة لَمّا سُئِلتُ عَن خُلُقِ النَّبِيِّ صلى اللّه عليه وآله في بَيتِهِ: كانَ أحسَنَ النَّاسِ خُلُقا، لَم يَكُن فَاحِشا ولا مُتَفَحِّشا، ولا سَخَّابا بِالأسواقِ، ولا يَجزي بِالسَّيِّئَةِ مِثلَها، ولكِن يَعفو ويَصفَحُ. (1)

113. سنن الترمذي عن عبداللّه بن الحارث بن حزم: ما رَأيتُ أحَدا أكثَرَ تَبَسُّما مِن رَسولِ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله. (2)

114. مسند إسحاق بن راهويه عن عائشة: كانَ صلى اللّه عليه وآله أليَنَ النَّاسِ، وأكرَمَ النَّاسِ، كانَ رَجُلًا مِن رِجالِكُم إلَّا أ نَّهُ كانَ ضَحَّاكا بَسَّاما. (3)

ب الأمانَة
الكتاب

" مُطاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ". (4)

الحديث

115. رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله: أما وَاللّهِ إنِّي لَأمينٌ فِي السَّماءِ أمينٌ فِي الأرضِ. (5)

116. السيرة النبويّة لابن هشام: كانَت قُرَيشٌ تُسَمِّي رَسولَ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله قَبلَ أن يَنزِلَ عَلَيهِ الوَحيُ: الأمينَ. (6)


1- مسند ابن حنبل: ج 10 ص 75 ح 26049، صحيح ابن حبّان: ج 14 ص 355 ح 6443، الطبقات الكبرى: ج 1 ص 365، كنز العمّال: ج 7 ص 222 ح 18717.
2- سنن الترمذي: ج 5 ص 601 ح 3641، مسند ابن حنبل: ج 6 ص 215 ح 17720، الطبقات الكبرى: ج 1 ص 372.
3- مسند إسحاق بن راهويه: ج 3 ص 1008 ح 1208، الطبقات الكبرى: ج 1 ص 365، مكارم الأخلاق لابن أبي الدنيا: ص 257 ح 396، كنز العمّال: ج 7 ص 128 ح 18327.
4- التكوير: 21.
5- المعجم الكبير: ج 1 ص 331 ح 989 عن أبي رافع، كنز العمّال: ج 11 ص 457 ح 32147.
6- السيرة النبويّة لابن هشام: ج 1 ص 210، تاريخ الطبري: ج 2 ص 290، تفسير ابن كثير: ج 1 ص 263.

ص: 155

ص: 156

117. السيرة النبويّة لابن هشام في بِناءِ الكَعبَةِ قَبلَ البِعثَةِ: ثُمَّ إنَّ القَبائِلَ مِن قُرَيشٍ جَمَعَتِ الحِجارَةَ لِبِنائِها، كُلُّ قَبيلَةٍ تَجمَعُ عَلى حِدَةٍ، ثُمَّ بَنَوها، حَتَّى بَلَغَ البُنيانُ مَوضِعَ الرُّكنِ يَعنِي الحَجَرَ الأسوَدَ فَاختَصَموا فيهِ، كُلُّ قَبيلَةٍ تُريدُ أن تَرفَعَهُ إلى مَوضِعِهِ دونَ الأُخرى ....

ثُمَّ إنَّهُم اجتَمَعوا فِي المَسجِدِ وتَشاوَروا وتَناصَفوا، فَزَعَمَ بَعضُ أهلِ الرِّوايَةِ أنَّ أبا أُمَيَّةَ بنَ المُغيرَةِ بنِ عَبدِاللّهِ بنِ عُمَرَ بنِ مَخزومٍ وكانَ عامَئِذٍ أسَنَّ قُرَيشٍ كُلِّها قالَ: يا مَعشَرَ قُرَيشٍ، اجعَلوا بَينَكُم فيما تَختَلِفونَ فيه أوَّلَ مَن يَدخُلُ مِن بابِ هذا المَسجِدِ يَقضي بَينَكُم فيهِ، فَفَعَلوا. فَكانَ أوَّلَ داخِلٍ عَلَيهِم رَسولُ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله، فَلَمَّا رَأوهُ قالوا: هذا الأمينُ، رَضينا، هذا مُحَمَّدٌ.

فَلَمَّا انتَهى إلَيهِم وأخبَروهُ الخَبَرَ، قالَ صلى اللّه عليه وآله: هَلُمَّ إلَيَّ ثَوبا، فَأُتِيَ بِهِ، فَأخَذَ الرُّكنَ فَوَضَعَهُ فيهِ بِيَدِهِ، ثُمَّ قالَ: لِتَأخُذ كُلُّ قَبيلَةٍ بِناحِيَةٍ مِنَ الثَّوبِ، ثُمَّ ارفَعوهُ جَميعا، فَفَعَلوا، حَتَّى إذا بَلَغوا بِهِ مَوضِعَهُ وَضَعَهُ هُوَ بِيَدِهِ، ثُمَّ بُنِيَ عَلَيهِ. (1)

118. السيرة النبويّة لابن هشام: كانَت خَديجَةُ بِنتُ خُوَيلدٍ امرأةً تَاجِرَةً ذاتَ شَرَفٍ ومالٍ، تَستأجِرُ الرِّجالَ في مالِها وتُضارِبُهُم إيَّاهُ بِشَي ءٍ تَجعَلُهُ لَهُم، وكانَت قُرَيشٌ قَوما تُجَّارا، فَلَمَّا بَلَغَها عَن رَسولِ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله ما بَلَغَها مِن صِدقِ حَديثِهِ، وعِظَمِ أمانَتِهِ، وكَرَمِ أخلاقِهِ، بَعَثَت إلَيهِ فَعَرَضَت عَلَيهِ أن يَخرُجَ في مالٍ لَها إلَى الشَّامِ تاجِرا. (2)

119. الطبقات الكبرى في صِفَةِ النَّبيِّ صلى اللّه عليه وآله: كانَ رَجُلًا أفضَلَ قَومِهِ مُروءَةً، وأحسَنَهُم خُلُقا، وأكرَمَهُم مُخالَطَةً، وأحسَنَهُم جِوارا، وأعظَمَهُم حِلما وأمانَةً، وأصدَقَهُم حَديثا، وأبعَدَهُم مِن الفُحشِ والأذى، وَما رُئِيَ مُلاحِيا ولا مُمارِيا أحَدا، حَتّى


1- السيرة النبويّة لابن هشام: ج 1 ص 209، تاريخ الطبري: ج 2 ص 289، تفسير ابن كثير: ج 1 ص 263، البداية والنهاية: ج 2 ص 303.
2- السيرة النبويّة لابن هشام: ج 1 ص 199، تاريخ الطبري: ج 2 ص 280، البداية والنهاية: ج 2 ص 293.

ص: 157

ص: 158

سَمّاهُ قَومُهُ الأمينَ، لِما جَمَعَ اللّهُ لَهُ مِن الأُمورِ الصَّالِحَةِ فيهِ، فَلَقَد كانَ الغالِبُ عَلَيهِ بِمَكَّةَ الأمينَ. (1)

ج الصِّدق

120. رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله: أيُّها النَّاسُ، إنَّ الرَّائدَ لا يَكذِبُ أهلَهُ، ولَو كُنتُ كاذِبا لَما كَذَبتُكُم، وَاللّهِ الَّذي لا إلهَ إلَّا هوَ إنِّي رَسولُ اللّهِ إلَيكُم حَقّا خاصَّةً، وَإلى النَّاسِ عامَّةً. وَاللّهِ لَتَموتونَ كَما تَنامونَ، ولَتُبعَثونَ كَما تَستَيقِظونَ، ولَتُحاسَبونَ كَما تَعمَلونَ، ولتُجزَونَ بِالإحسانِ إحسانا وبِالسُّوءِ سوءا، وإنَّها الجَنَّةُ أبَدا وَالنَّارُ أبَدا. (2)

121. عنه صلى اللّه عليه وآله: إنَّ أحسَنَ الحَديثِ أصدَقُهُ. (3)

122. الطبقات الكبرى: لَمَّا أُنزِلَت:" وَ أَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ" (4) صَعِدَ رَسولُ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله عَلَى الصَّفا فَقالَ: يا مَعشَرَ قُرَيشٍ، فَقالَت قُرَيشٌ: مُحَمَّدٌ عَلَى الصَّفا يَهتِفُ! فَأقبَلوا وَاجتَمَعوا فَقالوا: ما لَكَ يامُحَمَّدُ؟ قالَ: أرَأيتَكُم لَو أخبَرتُكُم أنَّ خَيلًا بِسَفحِ هذا الجَبَلِ أكُنتُم تُصَدِّقونَني؟ قالوا: نَعَم، أنتَ عِندَنا غَيرُ مُتَّهَمٍ وما جَرَّبنا عَلَيكَ كِذبَا قَطُّ.

قالَ: فَإنِّي نَذيرٌ لَكُم بَينَ يَدَي عَذابٍ شَديدٍ. يا بَني عَبدِ المُطَّلبِ يابَني عَبدِ مَنافٍ يا بَني زُهرَةَ حَتَّى عَدَّدَ الأفخاذَ مِن قُرَيشٍ، إنَّ اللّهَ أمَرَني أن أُنذِرَ عَشيرَتِيَ الأقرَبينَ، وإنِّي لا أملِكُ لَكُم مِنَ الدُّنيا مَنفَعَةً ولا مِنَ الآخِرَةِ نَصيبا إلَّا أن تَقولوا:


1- الطبقات الكبرى: ج 1 ص 121، تاريخ دمشق: ج 3 ص 9 كلاهما عن داوود بن الحصين، البداية والنهاية: ج 2 ص 287.
2- المناقب لابن شهرآشوب: ج 1 ص 46 عن قتادة، بحار الأنوار: ج 18 ص 197 ح 30.
3- الطبقات الكبرى: ج 1 ص 115 و ص 222، سير أعلام النبلاء: ج 2 ص 86.
4- الشعراء: 214.

ص: 159

ص: 160

لا إلهَ إلَّا اللّهُ. قالَ: يَقولُ أبولَهَبٍ: تَبّا لَكَ سائِرَ اليَومِ! ألِهذا جَمَعتَنا؟! فَأنزَلَ اللّهُ تَبارَكَ وتَعالى:" تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ وَ تَبَّ ..." (1) السُّورَةَ كُلَّها. (2)

123. الطبقات الكبرى عن عائشة: ما كانَ خُلُقٌ أبغَضَ إلى رَسولِ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله مِنَ الكِذبِ، ومَا اطَّلَعَ مِنهُ على شَي ءٍ عِندَ أحَدٍ مِن أصحابِهِ فَيَبخَلَ لَهُ مِن نَفسِهِ حَتَّى يَعلَمَ أن أحدَثَ تَوبَةً. (3)

124. سنن ابن ماجة عن عبداللّه بن سلام: لَمَّا قَدِمَ رَسولُ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله المَدينَةَ انجَفَلَ النَّاسُ إلَيهِ، وقيلَ: قَدِمَ رَسولُ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله. فَجِئتُ فِيالنَّاسِ لِأنظُرَ إلَيهِ، فَلَمَّا استَبنتُ وَجهَ رَسولِ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله عَرَفتُ أنَّ وَجهَهُ لَيسَ بِوَجهِ كَذَّابٍ. فَكانَ أوَّلُ شَي ءٍ تَكَلَّمَ بِهِ أن قالَ: يا أيُّها النَّاسُ أفشُوا السَّلامَ، وأطعِمُوا الطَّعامَ، وصَلُّوا بِاللَّيل وَالنَّاسُ نِيامٌ، تَدخُلُوا الجَنَّةَ بِسَلامٍ. (4)

د العَدل
الكتاب

" فَلِذلِكَ فَادْعُ وَ اسْتَقِمْ كَما أُمِرْتَ وَ لا تَتَّبِعْ أَهْواءَهُمْ وَ قُلْ آمَنْتُ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كِتابٍ وَ أُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ اللَّهُ رَبُّنا وَ رَبُّكُمْ لَنا أَعْمالُنا وَ لَكُمْ أَعْمالُكُمْ لا حُجَّةَ بَيْنَنا وَ بَيْنَكُمُ اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنا وَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ". (5)

الحديث

125. الإمام عليّ عليه السلام: إنَّ يَهوديَّا كانَ لَهُ عَلى رَسولِ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله دَنانيرُ فَتَقاضاهُ، فَقالَ لَهُ:


1- المسد: 1.
2- الطبقات الكبرى: ج 1 ص 200 عن ابن عبّاس.
3- الطبقات الكبرى: ج 1 ص 378، البداية والنهاية: ج 3 ص 210.
4- سنن ابن ماجة: ج 1 ص 423 ح 1334، المستدرك على الصحيحين: ج 3 ص 14 ح 4283، الطبقات الكبرى: ج 1 ص 235.
5- الشورى: 15.

ص: 161

ص: 162

يا يَهوديُّ، ما عِندي ما أُعطيكَ.

فَقالَ: فَإنِّي لا أُفارِقُكَ يا مُحَمَّدُ حَتَّى تَقضيَني.

فَقالَ صلى اللّه عليه وآله: إذَن أجلِسَ مَعَكَ، فَجَلَسَ صلى اللّه عليه وآله مَعَهُ حَتَّى صَلَّى في ذلِكَ المَوضِعِ الظُّهرَ وَالعَصرَ وَالمَغرِبَ وَالعِشاءَ الآخِرَةَ وَالغَداةَ، وَكانَ أصحابُ رَسولِ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله يَتَهَدَّدونَهُ ويَتَواعَدونَهُ، فَنَظَرَ رَسولُ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله إلَيهِم، فَقالَ: مَا الَّذي تَصنَعونَ بِهِ؟! فَقالوا: يا رَسولَ اللّهِ، يَهودِيٌّ يَحبِسُكَ؟! فَقالَ صلى اللّه عليه وآله: لَم يَبعَثني رَبِّي عَزَّوجَلَّ بِأن أظلِمَ مُعاهَدا ولا غَيرَهُ.

فَلَمّا عَلا النَّهارُ قالَ اليَهودِيُّ: أشهَدُ أن لا إلهَ إلَّا اللّهُ وأشهَدُ أنَّ مُحَمَّدا عَبدُهُ ورَسولُهُ، وشَطرُ مالي في سَبيلِ اللّهِ. أما وَاللّهِ ما فَعَلتُ بِكَ الَّذي فَعَلتُ إلَّا لِأنظُرَ إلى نَعتِكَ فِي التَّوراةِ، فَإنِّي قَرَأتُ نَعتَكَ فِي التَّوراةِ: مُحَمَّدُ بنُ عَبدِاللّهِ مَولِدُهُ بِمَكَّةَ ومُهاجَرُهُ بِطَيبَةَ، ولَيسَ بِفَظٍّ ولا غَليظٍ ولا صَخَّاب، ولا مُتَزَيِّنٍ بِالفُحشِ ولا قَولِ الخَنا، وأنا أشهَدُ أن لا إلهَ إلَّا اللّهُ، وأ نَّكَ رَسولُ اللّهِ، وهذا مالي، فَاحكُم فيهِ بِما أنزَلَ اللّهُ. وكانَ اليَهودِيُّ كَثيرَ المالِ.

ثُمَّ قالَ عَليٌّ عليه السلام: كانَ فِراشُ رَسولِ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله عَباءَةً، وكانَت مِرفَقَتَهُ (1) أدَمُ (2) حَشوُها ليفٌ، فَثُنِيَت لَهُ ذاتَ لَيلَةٍ، فَلَمَّا أصبَحَ قالَ: لَقَد مَنَعَني الفِراشُ اللّيلَةَ الصَّلاةَ، فَأمَرَ صلى اللّه عليه وآله أن يُجعَلَ بِطاقٍ واحِدٍ. (3)

126. الإمام الصّادق عليه السلام: كانَ رَسولُ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله يُقَسِّمُ لَحَظاتِهِ بَينَ أصحابِهِ، يَنظُرُ إلى ذا ويَنظُرُ إلى ذا بِالسَّوِيَّةِ. (4)


1- المِرفَقَة: المخدّة(الصحاح: ج 4 ص 1482" رفق").
2- الأَدَم والادُم: جمع الأديم؛ وهو الجلد المدبوغ(انظر المصباح المنير: ص 9" أدم").
3- الأمالي للصدوق: ص 551 ح 737 و 738 عن موسى بن إسماعيل عن الإمام الكاظم عن آبائه عليهم السلام، بحار الأنوار: ج 16 ص 216 ح 5.
4- الكافي: ج 8 ص 268 ح 393 عن جميل، بحار الأنوار: ج 16 ص 259 ح 47.

ص: 163

ص: 164

ه الشَّجاعَة

127. الإمام عليٌّ عليه السلام: لَقَد رَأيتُني يَومَ بَدرٍ ونحنُ نَلوذُ بِالنَّبِيِّ صلى اللّه عليه وآله وهوَ أقرَبُنا إلَى العَدُوِّ، وكانَ مِن أشَدِّ النَّاسِ يَومَئِذٍ بَأسا. (1)

128. عنه عليه السلام: كُنَّا إذا احمَرَّ البَأسُ اتَّقَينا بِرَسولِ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله فَلَم يَكُن أحَدٌ مِنَّا أقرَبَ إلَى العَدُوِّ مِنهُ. (2)

129. عنه عليه السلام: كُنَّا إذا حَمِيَ البَأسُ ولَقِيَ القَومُ اتَّقَينا بِرَسولِ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله، فَلا يكونُ أحَدٌ مِنَّا أدنى إلَى القَومِ مِنهُ. (3)

130. الإمام الصّادق عليه السلام: لَمَّا نَزَلَت عَلى رَسولِ اللّهِ عَلَيهِ وَآلِهِ السَّلامُ:" لا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ" (4) قالَ: كانَ أشجَعَ النَّاسِ مَن لاذَ بِرَسولِ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله. (5)

131. السيرة النبويّة عن البراء بن عازب: كُنَّا إذا حَمِي البَأسُ نَتَّقي بِرَسولِ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله، وإنَّ الشُّجاعَ الَّذي يُحاذي بهِ. (6)

132. صحيح مسلم عن أنس: كانَ رَسولُ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله أحسَنَ النَّاسِ، وكانَ أجوَدَ النَّاسِ، وكانَ أشجَعَ النَّاسِ، ولَقَد فَزِعَ أهلُ المَدينَةِ ذاتَ لَيلَةٍ، فَانطَلَقَ ناسٌ قِبَلَ الصَّوتِ، فَتَلَقَّاهُم رَسولُ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله راجِعا وقَد سَبَقَهُم إلَى الصَّوتِ وهُوَ عَلَى فَرَسٍ لِأبي طَلحَةَ عُريٍ، في عُنُقِهِ السَّيفُ وهُوَ يَقولُ: لَم تُراعوا، لَم تُراعوا. (7)


1- مكارم الأخلاق: ج 1 ص 53 ح 25، بحار الأنوار: ج 16 ص 232 ح 35.
2- نهج البلاغة: من غريب كلامه: ح 9، مكارم الأخلاق: ج 1 ص 53 ح 26، بحار الأنوار: ج 16 ص 121.
3- المستدرك على الصحيحين: ج 2 ص 155 ح 2633 عن حارثة بن مضرب، كنز العمّال: ج 12 ص 419 ح 35463.
4- النساء: 84.
5- تفسير العيّاشي: ج 1 ص 261 ح 213 عن أبان، بحار الأنوار: ج 16 ص 340 ح 31.
6- السيرة النبويّة لابن كثير: ج 3 ص 622، كنز العمّال: ج 12 ص 347 ح 35347.
7- صحيح مسلم: ج 4 ص 1802 ح 48، صحيح البخاري: ج 3 ص 1065 ح 2751، صحيح الترمذي: ج 4 ص 199 ح 1687، البداية والنهاية: ج 6 ص 37.

ص: 165

ص: 166

و الرَّحمَة
الكتاب

" لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ". (1)

" فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَ لَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَ اسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَ شاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ". (2)

الحديث

133. مكارم الأخلاق عن أنس: كانَ رَسولُ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله إذا فَقَدَ الرَّجُلَ مِن إخوانِهِ ثَلاثَةَ أيَّامٍ سَألَ عَنهُ؛ فَإن كانَ غائِبا دَعا لَهُ، وَإن كانَ شاهِدا زارَهُ، وَإن كانَ مَريضا عادَهُ. (3)

ز الحِلم

134. صحيح البخاري عن أنس: كُنتُ أمشي مَعَ النَّبِيِّ صلى اللّه عليه وآله وعَلَيهِ بُردٌ نَجرانيٌّ غَليظُ الحاشِيَةِ، فَأدرَكَهُ أعرابيٌّ فَجَذَبَهُ جَذبَةً شَديدَةً، حَتَّى نَظَرتُ إلى صَفحَةِ عاتِقِ النَّبيِّ صلى اللّه عليه وآله، قَد أثَّرَت بِهِ حاشِيَةُ الرِّداءِ مِن شِدَّةِ جَذبَتِهِ. ثُمَّ قَالَ: مُر لي مِن مالِ اللّهِ الَّذي عِندَكَ، فَالتَفَتَ إلَيهِ فَضَحِكَ ثُمَّ أمَرَ لَهُ بِعَطاءٍ. (4)

ح الحَياء

135. صحيح مسلم عن أبي سعيد الخدريّ: كانَ رَسولُ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله أشَدَّ حَياءً مِن العَذراءِ


1- التوبة: 128.
2- آل عمران: 159.
3- مكارم الأخلاق: ج 1 ص 55 ح 34، بحار الأنوار: ج 16 ص 233 ح 35.
4- صحيح البخاري: ج 3 ص 1148 ح 2980، صحيح مسلم: ج 2 ص 730 ح 128، كنز العمّال: ج 7 ص 207 ح 18651.

ص: 167

ص: 168

في خِدرِها. (1)

136. صحيح البخاري عن أبي سعيد الخدريّ: كانَ النَّبِيُّ صلى اللّه عليه وآله أشَدَّ حَياءً مِن العَذراءِ في خِدرِها، فَإذا رَأى شَيئا يَكرَهُهُ عَرَفناهُ في وَجهِهِ. (2)

137. مكارم الأخلاق عن أبي سعيد الخدريّ: كانَ رَسولُ اللّهِ حَيِيَّا لا يُسألُ شَيئا إلَّا أعطاهُ. (3)

ط التَّواضُع

138. رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله: إنَّ اللّهَ أوحى إلَيَّ أن تَواضَعوا؛ حَتَّى لا يَفخَرَ أحَدٌ على أحَدٍ، ولا يَبغيَ أحَدٌ عَلى أحَدٍ. (4)

139. المعجم الكبير عن ابن عمر: سَمِعتُ النَّبِيَّ صلى اللّه عليه وآله يَقولُ: لَقَد هَبَطَ عَليَّ مَلَكٌ مِن السَّماءِ ما هَبَطَ عَلَى نَبِيٍّ قَبلي ولا يَهبِطُ عَلَى أحَدٍ مِن بَعدي وهُوَ إسرافيلُ وعِندهُ جِبريلُ، فَقالَ: السَّلامُ عَلَيكَ يا مُحَمَّدُ. ثُمَّ قَالَ: أنا رَسولُ رَبِّكَ إلَيكَ أمَرَني أن أخبِرَكَ إن شِئتَ نَبيَّا عَبدَا، وإن شِئتَ نَبيَّا مَلِكا. فَنَظَرتُ إلى جِبريلَ فَأومى جِبريلُ إلَيَّ أن تَواضَع، فَقالَ النَّبِيُّ صلى اللّه عليه وآله عِندَ ذلِكَ: نَبيَّا عَبدَا. (5)

140. الطبقات الكبرى عن يحيى بن أبي كثير: قَالَ رَسولُ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله: آكُلُ كَما يأكُلُ العَبدُ، وأجلِسُ كَما يَجلِسُ العَبدُ؛ فَإنَّما أنا عَبدٌ. وكانَ النَّبيُّ صلى اللّه عليه وآله يَجلِسُ مُحتَفِزا. (6)


1- صحيح مسلم: ج 4 ص 1809 ح 67، كنز العمّال: ج 7 ص 34 ح 17817.
2- صحيح البخاري: ج 5 ص 2263 ح 5751، مسند ابن حنبل: ج 4 ص 143 ح 11683، الطبقات الكبرى: ج 1 ص 368.
3- مكارم الأخلاق: ج 1 ص 50 ح 15.
4- صحيح مسلم: ج 4 ص 2199 ح 64، سنن أبي داوود: ج 4 ص 274 ح 4895 كلاهما عن عياض بن حمّار، كنز العمّال: ج 3 ص 110 ح 5722.
5- المعجم الكبير: ج 12 ص 267 ح 13309، كنز العمّال: ج 11 ص 431 ح 32027.
6- الطبقات الكبرى: ج 1 ص 371.

ص: 169

ص: 170

141. الإمام الصّادق عليه السلام: ما أكَلَ نَبِيُّ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله وهُوَ مُتَّكِئٌ مُنذُ بَعَثَهُ اللّهُ عَزَّوجَلَّ، وكانَ يَكرَهُ أن يَتَشَبَّهَ بِالمُلوكِ، ونَحنُ لا نَستَطيعُ أن نَفعَلَ. (1)

142. كنز العمّال عن أبي امامة: إنّ النَّبيَّ صلى اللّه عليه وآله خَرَجَ إلَى البَقيعِ فَتَبِعَهُ أصحابُهُ فَوَقَفَ وأمَرَهُم أن يَتَقَدَّموا، ثُمَّ مَشى خَلفَهُم، فَسُئِلَ عَن ذلِكَ فَقَالَ: إنِّي سَمِعتُ خَفقَ نِعالِكُم، فَأشفَقتُ أن يَقَعَ في نَفسِي شَي ءٌ مِن الكِبرِ (2). (3)

ي التَّوكُّلُ

143. الإمام الصّادق عليه السلام: نَزَلَ رَسولُ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله في غَزوَةِ ذاتِ الرِّقاعِ تَحتَ شَجَرَةٍ على شَفيرِ وادٍ، فَأقبَلَ سَيلٌ فَحالَ بَينَهُ وبَينَ أصحابِهِ فَرَآهُ رَجُلٌ مِنَ المُشرِكينَ وَالمُسلِمونَ قِيامٌ على شَفيرِ الوادي يَنتَظِرونَ مَتى يَنقَطِعُ السَّيلُ، فَقَالَ رَجُلٌ مَنَ المُشرِكينَ لِقَومِهِ: أنا أقتُلُ مُحَمَّدا، فَجاءَ وشَدَّ عَلى رَسولِ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله بِالسَّيفِ، ثُمَّ قَالَ: مَن يُنجيكَ مِنِّي يا مُحَمَّدُ؟! فَقالَ: رَبِّي ورَبُّكَ، فَنَسَفَهُ جَبرَئيلُ عليه السلام عَن فَرَسِهِ فَسَقَطَ عَلَى ظَهرِهِ، فَقَامَ رَسولُ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله وأخَذَ السَّيفَ وجَلَسَ عَلى صَدرِهِ، وقَالَ: مَن يُنجيكَ مِنّي يا غَورَثُ؟! فَقالَ: جُودُكَ وكَرمُكَ يا مُحَمَّدُ، فَتَرَكَهُ فَقَامَ وهُوَ يَقولُ: وَاللّهِ، لَأنتَ خَيرٌ مِنِّي وأكرَمُ. (4)


1- الكافي: ج 6 ص 272 ح 8، المحاسن: ج 2 ص 247 ح 1768 كلاهما عن المعلّى بن خنيس، بحار الأنوار: ج 16 ص 262 ح 54.
2- كنز العمّال: ج 3 ص 830 ح 8878 نقلًا عن الديلمي.
3- الامور المذكورة في الأحاديث ليست قانونا كلّيّا تكشف عن عدم وجود الكبر، بل تختلف باختلاف الأشخاص والأعصار والموارد، فقد قيل:" إنّ من الناس ناساً يلبسون الصوف إرادة التواضع وقلوبهم مملوءة عُجبا وكِبرا" فتأمّل.
4- الكافي: ج 8 ص 127 ح 97 عن أبي بصير، بحار الأنوار: ج 20 ص 179 ح 6.

ص: 171

ص: 172

144. صحيح مسلم عن جابر بن عبد اللّه: غَزَونا مَعَ رَسولِ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله غَزوَةً قِبَلَ نَجدٍ، فَأدرَكنا رَسولَ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله في وادٍ كَثيرِ العَضاهِ (1)، فَنَزَلَ رَسولُ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله تَحتَ شَجَرَةٍ فَعَلَّقَ سَيفَهُ بِغُصنٍ مِن أغصانِها. قالَ: وتَفَرَّقَ النَّاسُ فِي الوادي يَستَظِلُّونَ بِالشَّجَرِ. قالَ: فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله: إنَّ رَجُلًا أتاني وأنا نائِمٌ، فَأخَذَ السَّيفَ فَاستَيقَظتُ وهُوَ قائِمٌ عَلى رَأسي، فَلَم أشعُر إلَّا والسَّيفُ صَلتا في يَدِهِ، فَقالَ لي: مَن يَمنَعُكَ مِنِّي؟! قالَ: قُلتُ: اللّهُ. ثُمَّ قالَ فِي الثَّانِيَةِ: مَن يَمنَعُكَ مِنِّي؟! قالَ: قُلتُ: اللّهُ، فَشامَ السَّيفَ فَها هُوَ ذا جالِسٌ. ثُمَّ لَم يَعرِض لَهُ رَسولُ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله. (2)

ك الصَبر

145. رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله: ما أُوذِيَ أحَدٌ مِثلَ ما أُوذيتُ فِي اللّهِ. (3)

146. عنه صلى اللّه عليه وآله: ما أُوذِيَ أحَدٌ ما أُوذيتُ. (4)

147. عنه صلى اللّه عليه وآله: لَقَد أُوذيتُ فِي اللّهِ وما يُؤذى أحَدٌ، ولَقَد أُخِفتُ فِي اللّهِ وما يُخافُ أحَدٌ، ولَقَد أتَت علَيَّ ثالِثةً وما لي ولبِلالٍ طَعامٌ يَأكُلُهُ ذو كَبِدٍ إلَّا ما وارى إبطُ بِلالٍ. (5)

148. الطبقات الكبرى عن إسماعيل بن عيّاش: كانَ رسولُ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله أصبَرَ النَّاسِ على


1- العَضاه: كلّ شجر عظيم له شوك(النهاية: ج 3 ص 255" عضه").
2- صحيح مسلم: ج 4 ص 1786 ح 13، صحيح البخاري: ج 3 ص 1065 ح 2753، السنن الكبرى: ج 6 ص 519 ح 12834، البداية والنهاية: ج 4 ص 84.
3- كنزالعمّال: ج 3 ص 130 ح 5818 نقلًا عن حلية الأولياء عن أنس.
4- كنزالعمّال: ج 3 ص 130 ح 5817 نقلًا عن حلية الأولياء و تاريخ دمشق عن جابر.
5- سنن ابن ماجة: ج 1 ص 54 ح 151، صحيح ابن حبّان: ج 14 ص 515 ح 6560 كلاهما عن أنس، كنز العمّال: ج 6 ص 491 ح 16678.

ص: 173

ص: 174

أوزارِ النَّاسِ. (1)

149. المصنّف لابن أبي شيبة عن طارق المحاربيّ: رَأيتُ رَسولَ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله بِسوقِ ذِي المَجازِ، وَأنا في بَياعَةٍ أبيعُها قالَ: فَمَرَّ وعَلَيهِ جُبَّةٌ لَهُ حَمراءُ وهُوَ يُنادي بِأعلى صَوتِهِ: أيُّهَا النَّاسُ، قولوا: لا إلهَ إلَّا اللّهُ تُفلِحوا، ورَجُلٌ يَتبَعُهُ بِالحِجارَةِ وقَد أدمى كَعبَيهِ وعُرقُوبَيهِ (2) وهُوَ يَقولُ: يا أيُّها النَّاسُ، لا تُطيعوهُ فَإنَّهُ كَذّابٌ! قالَ: قُلتُ: مَن هذا؟ قالوا: هذا غُلامٌ مِن بَني عَبدِ المُطَّلِبِ، قُلتُ: فَمَن هذا الَّذي يَتبَعُهُ يَرميهِ بِالحِجارَةِ؟ قالوا: عَمُّهُ عَبدُ العُزّى وهُوَ أبو لَهَبٍ. (3)

150. تاريخ دمشق عن منيب: رَأيتُ رَسولَ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله فِي الجَاهِليَّةِ وهُوَ يَقولُ: أيُّها النَّاسُ، قولوا: لا إلهَ إلَّا اللّهُ تُفلِحوا، فَمِنهُم مَن تَفَلَ في وَجهِهِ، ومِنهُم مَن حَثا عَلَيهِ التُّرابَ، ومِنهُم مَن سَبَّهُ، فَأقبَلَت جارِيَةٌ بِعُسٍّ مِن ماءٍ فَغَسَلَ وَجهَهُ ويَدَيهِ وقالَ: يا بُنَيَّةُ، اصبِري ولا تَحزَني ولا تخافي عَلى أبيكِ غَلَبَةً ولا ذُلًّا.

فَقُلتُ: مَن هذهِ؟ فَقالوا: زَينَبُ بِنتُ رَسولِ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله وهِيَ جارِيَةٌ وَصيفٌ. (4)

151. صحيح البخاري عن ابن مسعود: كَأنِّي أنظُرُ إلَى النَّبِيِّ صلى اللّه عليه وآله يَحكي نَبِيَّا مِنَ الأنبِياءِضَربَهُ قَومُهُ فَأدمَوهُ، وهُوَ يَمسَحُ الدَّمَ عَن وَجهِهِ ويَقولُ: اللَّهُمَّ اغفِر لِقَومي فَإنَّهُم لا يَعلَمونَ. (5)


1- الطبقات الكبرى: ج 1 ص 378، كنز العمّال: ج 7 ص 35 ح 17818.
2- العرقوب: عصب موثق خلف الكعبين(المصباح المنير: ص 405" عرقب").
3- المصنّف لابن أبي شيبة: ج 8 ص 442 ح 6، كنزالعمّال: ج 12 ص 449 ح 35538.
4- تاريخ دمشق: ج 57 ص 188، المعجم الكبير: ج 20 ص 343 ح 805 نحوه، كنز العمّال: ج 12 ص 451 ح 35541.
5- صحيح البخاري: ج 3 ص 1282 ح 3290، صحيح مسلم: ج 3 ص 1417 ح 105، مسند ابن حنبل: ج 2 ص 19 ح 3611، الترغيب والترهيب: ج 3 ص 419 ح 21.

ص: 175

ص: 176

ل الزُّهد في الدُّنيا

152. رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وقَد قيلَ لَهُ: لَوِ اتَّخَذتَ فِراشا، وهُوَ عَلى حَصيرٍ قَد أثَّرَ في جَنبَيهِ: ما لي ولِلدُّنيا؟! ما مَثَلي ومَثَلُ الدُّنيا إلَّا كَراكِبٍ سارَ في يَومٍ صائِفٍ فَاستَظَلَّ تَحتَ شَجَرَةٍ ساعَةً مِن نَهارٍ ثُمَّ راحَ وتَرَكَها. (1)

153. صحيح مسلم عن عبداللّه بن عبّاس عن عمر: دَخَلتُ عَلى رَسولِ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله وهُوَ مُضطَجِعٌ عَلى حَصيرٍ، فَجَلَستُ، فَأَدنى عَلَيهِ إزارَهُ، ولَيس عَلَيهِ غَيرُهُ، وإذَا الحَصيرُ قَد أثَّرَ في جَنبِهِ، فَنَظَرتُ بِبَصَري في خِزانَةِ رَسولِ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله فَإذا أنا بِقَبضَةٍ مِن شَعيرٍ نَحوِ الصَّاعِ، ومِثلَها قَرظاً (2) في ناحِيَةِ الغُرفَةِ، وإذا أفيقٌ (3) مُعَلَّقٌ، قالَ: فَابتَدَرَت عَينايَ، قالَ: ما يُبكيكَ يَابنَ الخَطَّابِ؟ قُلتُ: يا نَبيَّ اللّهِ، وما ليَ لا أبكي وهذا الحَصيرُ قَد أثَّرَ في جَنبِكَ وهذهِ خِزانَتُكَ لا أرى فيها إلَّا ما أرى، وذاكَ قَيصرُ وكِسرى فِي الثِّمارِ وَالأَنهارِ، وأنتَ رَسولُ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله وصَفوَتُهُ، و هذِهِ خِزانَتُكَ؟! فَقالَ: يَابنَ الخَطَّابِ، ألا تَرضى أن تَكونَ لَنا الآخِرَةُ ولَهُمُ الدُّنيا؟! (4)

154. مكارم الأخلاق: جاءَهُ صلى اللّه عليه وآله ابنُ خَوَلِيٍّ بِإِناءٍ فيهِ عَسَلٌ ولَبَنٌ، فَأَبى أن يَشرَبَهُ، فَقالَ: شَربَتانِ في شَربَةٍ، وإناءانِ في إناءٍ واحِدٍ؟! فَأَبى أن يَشرَبَهُ، ثُمَّ قالَ: ما أُحَرِّمُهُ، و لكِنِّي أكرَهُ الفَخرَ وَالحِسابَ بِفُضولِ الدُّنيا غَدا، وأُحِبُّ التَّواضُعَ، فَإنَّ مَن تَواضَعَ


1- مسند ابن حنبل: ج 1 ص 646 ح 2744، المستدرك على الصحيحين: ج 4 ص 345 ح 7858 كلاهما عن ابن عبّاس، كنز العمّال: ج 3 ص 243 ح 6361؛ مكارم الأخلاق: ج 1 ص 64 ح 65، بحار الأنوار: ج 16 ص 239.
2- القَرَظ: ورق السَّلَم يُدبَغُ به(الصحاح: ج 3 ص 1177" قرظ").
3- الأفيق: هو الجلد الذي لم يتمّ دباغه، وقيل: هو ما دُبِغَ بغير القَرَظ(النهاية: ج 1 ص 55" أفق").
4- صحيح مسلم: ج 2 ص 1106 ح 30، السنن الكبرى: ج 7 ص 73 ح 13305، الترغيب والترهيب: ج 4 ص 199 ح 120.

ص: 177

ص: 178

للّه رَفَعَهُ اللّهُ. (1)

155. الطبقات الكبرى عن يزيد بن قسيط: إنَّ النَّبيَّ صلى اللّه عليه وآله أُتِيَ بِسَويقٍ مِن سَويقِ اللَّوزِ، فَلَمَّا خيضَ (2) لَهُ قالَ: ماذا؟ قالوا: سَويقُ اللَّوزِ، قالَ: أخِّروهُ عَنِّي، هذا شَرابُ المُترَفينَ. (3)

156. الطبقات الكبرى عن أبي صخر: أُتِيَ النَّبيُّ صلى اللّه عليه وآله بِسَويقِ لَوزٍ، فَقالَ لَهُم رَسولُ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله: أخِّروهُ، هذا شَرابُ المُترَفِينَ. (4)

م التَّجَنُّبُ عَنِ الغَضَبِ لِنَفسِهِ

157. الإمام عليّ عليه السلام في وَصفِ النَّبِيِّ صلى اللّه عليه وآله: مَا انتَصَرَ لِنَفسِهِ مِن مَظلِمَةٍ حَتَّى تُنتَهَكَ مَحارِمُ اللّهِ، فَيَكونَ حينَئِذٍ غَضَبُهُ للّه تَباركَ وتَعالى. (5)

158. الإمام الحسن عليه السلام: سَألتُ خالي هِندَ بنَ أبي هالَةَ (6) التَّميميَّ وكانَ وَصَّافا عَن حِليَةِ رَسولِ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله ... فَقالَ: ... لا تُغضِبُهُ الدُّنيا وما كانَ لَها، فَإذا تُعوطِيَ الحَقُّ لَم يَعرِفهُ أحَدٌ، ولَم يَقُم لِغَضَبِهِ شَي ءٌ حَتَّى يَنتَصِرَ لَهُ، لا يَغضَبُ لِنَفسِهِ ولا يَنتَصِرُ لَها. (7)

159. الإمام الصّادق عليه السلام: انهَزَمَ النَّاسُ يَومَ احُدٍ عَن رَسولِ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله، فَغَضِبَ غَضَبا شَديدا، وكانَ إذا غَضِبَ انحَدَرَ عَن جَبينَيهِ مِثلُ اللُّؤلؤِ مِن العَرَقِ. (8)


1- مكارم الأخلاق: ج 1 ص 79 ح 124، بحار الأنوار: ج 16 ص 247.
2- في المصدر:" خيفَ"، والصواب ما أثبتناه كما في سبل الهدى والرشاد: ج 7 ص 247 ناقلًا إيّاه عن ابن سعد. قال ابن منظور: خاضَ الشرابَ: خلَطَهُ وحَرَّكه(لسان العرب: ج 7 ص 147" خوض").
3- الطبقات الكبرى: ج 1 ص 395.
4- الطبقات الكبرى: ج 1 ص 395.
5- مكارم الأخلاق: ج 1 ص 61 ح 55، مستدرك الوسائل: ج 12 ص 197 ح 13870.
6- هو هند بن أبي هالة التميميّ، ربيب رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله، امّه خديجة امّ المؤمنين رضياللّه عنها، شهد بدرا، وقيل: بل شهد احدا، وكان وصّافا لحِلية رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وشمائله وأوصافه(كما في هامش بحارالأنوار: ج 16 ص 148).
7- الطبقات الكبرى: ج 1 ص 422 و 423.
8- الكافي: ج 8 ص 110 ح 90 عن نعمان الرازي، بحار الأنوار: ج 16 ص 193 ح 32.

ص: 179

ص: 180

160. صحيح مسلم: ما ضَرَبَ رَسولُ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله شَيئا قَطُّ بِيَدِهِ، ولا امرَأةً ولا خادِما إلَّا أن يُجاهِدَ في سَبيلِ اللّهِ. وما نيلَ مِنهُ شَي ءٌ قَطُّ فَيَنتَقِمَ مِن صاحِبِهِ، إلَّا أن يُنتَهَكَ شَي ءٌ مِن مَحارِمِ اللّهِ فَيَنتَقِمَ للّه عَزَّوجَلَّ. (1)

161. صحيح البخاري عن عائشة: مَا انتَقَمَ رَسولُ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله لِنَفسِهِ إلَّا أن تُنتَهَكَ حُرمَةُ اللّهِ فَيَنتَقِمَ للّه بِها. (2)

162. بحار الأنوار عن عائشة: كانَ رَسولُ اللّهِ إذا ذَكرَ خَديجَةَ لَم يَسأم مِن ثَناءٍ عَلَيها وَاستِغفارٍ لَها، فَذَكَرَها ذاتَ يَومٍ فَحَمَلَتني الغَيرَةُ فَقُلتُ: لَقَد عَوَّضَكَ اللّهُ مِن كَبيرَةِ السِّنِّ! فَرَأيتُ رَسولَ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله غَضِبَ غَضَبا شَديدا، فَسَقَطتُ في يَدِي (3)، فَقُلتُ: اللَّهُمَّ إنَّكَ إن أذهَبتَ بِغَضَبِ رَسولِكَ صلى اللّه عليه وآله لَم أعُد بِذِكرِها بِسوءٍ ما بَقِيتُ.

فَلَمَّا رَأى رَسولُ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله ما لَقيتُ قالَ: كَيفَ قُلتِ؟! وَاللّهِ لَقَد آمَنَت بي إذ كَفَرَ النَّاسُ، وآوَتني إذ رَفَضَني النَّاسُ، وصَدَّقَتني إذ كَذَّبَني النَّاسُ، ورُزِقَت مِنِّي (4) حيثُ حُرِمتُموهُ.

فَغَدا وراحَ عَلَيَّ بِها شَهرا. (5)

5/ 4 خَصائِصُهُ السِّياسيةُ

أ الاهتمام بالشَّباب
اشاره

163. رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله: أُوصيكُم بِالشُّبَّانِ خَيرا؛ فَإِنَّهُم أرَقُّ أفئِدَةً، إنَّ اللّهَ بَعَثَني بَشيرا ونَذيرا


1- صحيح مسلم: ج 4 ص 1814 ح 79، تاريخ دمشق: ج 3 ص 377 ح 731 كلاهما عن عائشة.
2- صحيح البخاري: ج 3 ص 1306 ح 3367، صحيح مسلم: ج 4 ص 1814 ح 79، الطبقات الكبرى: ج 1 ص 366، كنز العمّال: ج 7 ص 221 ح 18713.
3- سُقِطَ في يَده: نَدِمَ وتحيّر(المعجم الوسيط: ج 1 ص 435" سقط").
4- في هامش بحارالأنوار:" ورزقت منّي الولد".
5- بحار الأنوار: ج 16 ص 12 ح 12.

ص: 181

ص: 182

فَحالَفَنِي الشُّبَّانُ، وخالَفَنِي الشُّيوخُ. ثُمَّ قَرَأَ:" فَطالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ" (1). (2)

أوَّلُ مُمثّلٍ لِلنَّبِيِّ فَتىً

164. قَدِم أسعد بن زرارة، وذكوان بن عبد قيس على النّبي صلى اللّه عليه وآله بمكّة قبل هجرته، وكانا من أشراف المدينة، فدخلا عليه صلى اللّه عليه وآله في ظروف حرجة كانت تَعيشها مكّة آنذاك، واستمعا إلى دعوته، ثمّ أسلما وقالا له: يارَسولَ اللّهِ ابعَث مَعَنا رَجُلًا يُعَلِّمُنَا القُرآنَ، ويَدعُو النّاسَ إلى أمرِكَ. (3)

لقد كانت هذه هي المرّة الاولى التي تطلب فيها المدينة وكانت من البلاد الواسعة كثيرة الاختلاف مُمثِّلًا عن النّبي صلى اللّه عليه وآله، كما أنّها تعتبر المرّة الاولى أيضا التي يبعث فيها النّبي ممثّلًا رسميّا عنه إلى خارج مكّة. ومن الطبيعي أن يُختار لمثل هذه المهمّة الخطيرة من تتوفّر فيه المؤهّلات واللياقات اللازمة.

فاختار النّبي صلى اللّه عليه وآله لذلك من بين المسلمين وقتئذٍ مصعب بن عمير، وكان شابّا في مقتبل أمره:

فَقالَ رَسولُ اللّهِ لِمُصعَبِ بنِ عُمَيرٍ، وكانَ فَتىً حَدَثاً ... وأمَرَهُ رَسولُ اللّهِ بِالخُروجِ مَعَ أسعَدَ، وقَد كانَ تَعَلَّمَ مِنَ القُرآنِ كَثيرا. (4)

فانطلق هذا الفتى المُفعَم بروح الإيمان والفتوّة، وقام بالمهمّة مع تدبير وكياسة على أحسن وجه. ولم يلبث طويلًا حتّى استجاب أهل المدينة لدعوته على اختلاف شرائحهم سيما فتيانهم وشبابهم، فأسلموا وصلّى بهم مصعب صلاةالجمعة،


1- الحديد: 16.
2- شباب قريش: ص 1.
3- بحار الأنوار: ج 19 ص 10.
4- بحار الأنوار: ج 19 ص 10.

ص: 183

ص: 184

وهي أول صلاة جمعة تقام في المدينة؛ و:

إنَّهُ أوَّلُ مَن جَمَّعَ الجُمُعَةَ بِالمَدينَةِ وأسلَمَ عَلى يَدِهِ أسيدُ بن حضيرٍ وسَعدُ بنُ مُعاذٍ، وكَفى بذلكَ فَخراً وأثَراً فِي الإِسلامِ. (1)

165. بحار الأنوار: كانَ مُصعَبٌ نازِلًا عَلى أسعَدَ بنِ زُرارَةَ، وكانَ يَخرُجُ في كُلِّ يَومٍ فَيَطوفُ عَلى مَجالِسِ الخَزرَجِ يَدعوهُم إلَى الإسلامِ فَيُجيبُهُ الأحداثُ. (2)

أوّلُ والٍ لِمكَّةَ شابٌّ في الحادية وَالعشرينَ

166. ما إن فرغ النّبي صلى اللّه عليه وآله من فتح مكّة حتّى بانت في الأُفق بوادر معركة حنين بعد فترة وجيزة من ذلك، فما كان من النّبي صلى اللّه عليه وآله إلّا أن قام بتجهيز جيشه وإشخاصه إلى خارج مكّة استعدادا للمواجهة. وكان من اللازم أيضا من جهة أُخرى أن يستخلف على مكّة التي استخلصها توّا من أيدي المشركين شخصا كفوءا مدّبرا لشؤونها، سيما وأنّها تمثّل آنذاك ثقل الجزيرة العربية ومحط أنظار القبائل والناس كافّة. هذا بالإضافة إلى أنّ مثل هذا الاستخلاف أن يأخذ على أيدي المشركين ويحول دون أيّ محاولة عبث بأمن مكّة واستقرارها. وقد اختار النّبي صلى اللّه عليه وآله لهذا الأمر الخطير من بين أصحابه شابا في الحادية والعشرين من عمره اسمه عتّاب بن أسيد فقلّده ذلك، وكتب له كتابا بولايته:

وَولّى صلى اللّه عليه وآله عَتّابَ بنَ أسيدٍ وعُمُرُهُ إحدى وعِشرونَ سَنَةً أمرَ مَكَّةَ وأمَرَهُ صلى اللّه عليه وآله أن يُصَلِّيَ بِالنّاسِ وهُوَ أوَّلُ أميرٍ صَلّى بِمَكَّةَ بَعدَ الفَتحِ جَماعَةً. (3)

ثمّ التفت صلى اللّه عليه وآله لعتّاب مُبيّنا له خطورة هذه المسؤولية قائلًا:


1- اسد الغابة: ج 5 ص 176 الرقم 4936.
2- بحار الأنوار: ج 19 ص 10.
3- السيرة الحلبية: ج 3 ص 104.

ص: 185

ص: 186

يا عَتّابُ، تَدري عَلى مَنِ استَعمَلتُكَ؟! استَعمَلتُكَ عَلى أهلِ اللّهِ عز و جل، ولَو أعلَمُ لَهُم خَيرا مِنكَ استَعمَلتُهُ عَلَيهِم. (1)

وكان من الطبيعي أن يثير مثل هذا القرار حفيظة وجهاء مكّة وكبرائها، فكتب النّبي صلى اللّه عليه وآله كتابا طويلًا توقّيا لاعتراضهم جاء في آخره:

ولا يَحتَجَّ مُحتَجٌّ مِنكُم في مُخالَفَتِهِ بِصِغَرِ سِنِّهِ فَلَيسَ الأَكبَرُ هُوَ الأَفضَلَ، بَلِ الأَفضَلُ هُوَ الأَكبَرُ. (2)

هذا وقد بقي عتّاب بن أسيد واليا على مكّة إلى آخر حياة النّبي صلى اللّه عليه وآله، وكان حَسنِ التدبير والولاية.

قائدُ حَربِ الرُّومِ، شابٌّ في الثامنة عشرَةَ

167. استنفر النّبيّ صلى اللّه عليه وآله في أواخر حياته لقتال دولة الروم العظمى، فانخرط في جيش المسلمين كبار قوّاد جيشه صلى اللّه عليه وآله ووجوه المهاجرين والأنصار.

وكان من البديهي أن يولّي أمر هذا الجيش أكثر قوّاده كفاءة. فأمّر عليه اسامة بن زيد بعد أن دعاه، وكان له من العمر آنذاك ثمانية عشرة عاما. (3)

يقع هذا القرار محلًاّ لاعتراض وجوه الصحابة سيما في تلك الظروف السياسية الحسّاسة، (4) فكشفوا عمّا في الضمير وبسطوا ألسنتهم بالقول: فَتَكَلَّمَ قَومٌ وقالوا: يُستَعمَلُ هذَا الغُلامُ عَلَى المُهاجِرينَ الأَوّلينَ. (5)


1- اسد الغابة: ج 3 ص 549 الرقم 3538.
2- بحار الأنوار: ج 21 ص 123 ح 20.
3- الطبقات الكبرى: ج 4 ص 66.
4- راجع: موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام: ج 2 ص 395 401(إنفاذ جيش اسامة).
5- الطبقات الكبرى: ج 2 ص 190.

ص: 187

ص: 188

فلمّا بلغ النّبي صلى اللّه عليه وآله ذلك خرج فرقى المنبر مغضبا، فقال بعد الحمد والثناء:

إنَّ النّاسَ قَد طَعَنوا في إمارَةِ اسامَةَ، وقَد كانوا طَعَنوا في إمارَةِ أبيهِ مِن قَبلِهِ، وإنَّهُما لَخَليقانِ لَها وإنَّهُ لَمِن أحَبِّ النّاسِ إلَيَ آلًا، فَاوصيكُم بِاسامَةَ خَيرا. (1)

ب تَقديمُ نَفسهِ وَأهلِ بَيتِهِ في البلاءِ

168. الإمام عليّ عليه السلام مِن كِتابِهِ إلى مُعاوِيَةَ: كانَ رسولُ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله إذا احمَرَّ البَأسُ وَأحجَمَ النَّاسُ قَدَّمَ أهلَ بَيتِهِ، فَوَقى بِهِم أصحابَهُ حَرَّ السُّيوفِ وَالأسِنَّةِ، فَقُتِلَ عُبَيدَةُ بنُ الحارِثِ يَومَ بَدرٍ، وَقُتِلَ حَمزَةُ يَومَ احُدٍ، وَقُتِلَ جَعفرٌ يَومَ مُؤتَةَ. (2)

ج إيثارُ النَّاسِ عَلى نَفسهِ و أهلِ بَيتِهِ

169. الإمام الباقر عليه السلام لِمُحَمَّدِ بنِ مُسلِمٍ: يا مُحَمَّدُ، لَعَلَّكَ تَرى أ نَّهُ [يَعني رَسولَ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله] شَبِعَ مِن خُبزِ البُرِّ ثَلاثَةَ أيَّامٍ مُتَوالِيَةً مِن أن بَعَثَهُ اللّهُ إلى أن قَبَضَهُ؟! ... لا وَاللّهِ، ما شَبِعَ مِن خُبزِ البُرِّ ثَلاثَةَ أيَّامٍ مُتَوالِيَةً مُنذُ بَعَثَهُ اللّهُ إلى أن قَبَضَهُ.

أما إنِّي لا أقولُ: إنَّهُ كانَ لا يَجِدُ، لَقَد كانَ يُجيزُ الرَّجُلَ الواحِدَ بِالمِئةِ مِنَ الإبِلِ، فَلَو أرادَ أن يَأكُلَ لَأكَلَ. (3)

170. سنن الترمذي عن ابن عبّاس: كانَ رَسولُ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله يَبِيتُ اللَّيالِيَ المُتَتابِعَةَ طاوِيا وأهلُهُ لايَجِدونَ عَشاءً، وكانَ أكثَرُ خُبزِهِم خُبزَ الشَّعيرِ. (4)

171. الطبقات الكبرى عن ابن عبّاس: وَاللّهِ لَقَد كانَ يَأتي عَلى آلِ مُحَمَّدٍ صلى اللّه عليه وآله اللَّيالي


1- الطبقات الكبرى: ج 2 ص 249، صحيح البخاري: ج 3 ص 1365 ح 3524 نحوه.
2- نهج البلاغة: الكتاب 9.
3- الكافي: ج 8 ص 130 ح 100 عن محمّد بن مسلم، بحار الأنوار: ج 16 ص 277 ح 116.
4- سنن الترمذي: ج 4 ص 580 ح 2360، مسند ابن حنبل: ج 1 ص 549 ح 2303، الترغيب والترهيب: ج 4 ص 187 ح 82.

ص: 189

ص: 190

ما يَجِدونَ فيها عَشاءً. (1)

172. فتح الباري عن عائشة: ما شَبِعَ رَسولُ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله ثَلاثَةَ أيَّامٍ مُتَوالِيَةً، ولو شِئنا لَشَبِعنا، ولكِنَّهُ كانَ يُؤثِرُ عَلى نَفسِهِ. (2)

173. المحجّة البيضاء عن عائشة: ما شَبِعَ رَسولُ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله ثَلاثَةَ أيَّامٍ مُتَوالِيَةً حَتَّى فارَقَ الدُّنيا، ولو شِئنا لشَبِعنا، و لكِنَّا كُنَّا نُؤثِرُ عَلى أنفُسِنا. (3)

174. سنن ابن ماجة عن عائشة: ما شَبِعَ آلُ مُحَمَّدٍ صلى اللّه عليه وآله مِن خُبزِ الشَّعيرِ حَتَّى قُبِضَ [رسولُ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله]. (4)

175. الطبقات الكبرى عن عائشة: ما شَبِعَ آلُ مُحَمَّدٍ غَداءً وعَشاءً مِن خُبزِ الشَّعيرِ ثَلاثَةَ أيَّامٍ مُتَتابِعاتٍ حَتَّى لَحِقَ بِاللّهِ. (5)

176. الترغيب والترهيب عن أنس بن مالك: إنَّ فاطِمَةَ عليها السلام ناوَلَتِ النَّبِيَّ صلى اللّه عليه و آله كِسرَةً مِن خُبزِ شَعيرٍ، فَقالَ لَها: هذا أوَّلُ طَعامٍ أكَلَهُ أبوكِ مُنذُ ثَلاثَةِ أيَّامٍ. (6)

177. المصنّف لابن أبي شيبة عن الحسن: كانَ رَسولُ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله يُواسِي النَّاسَ بِنَفسِهِ حَتَّى جَعَلَ يُرَقِّعُ إزارَهُ بِالأدَمِ، وما جَمَعَ بَينَ عَشاءٍ وغَداءٍ ثَلاثَةَ أيَّامٍ وَلاءً حَتَّى قَبَضَهُ اللّهُ. (7)


1- الطبقات الكبرى: ج 1 ص 402.
2- فتح الباري: ج 11 ص 280، الترغيب والترهيب: ج 4 ص 188 ح 86.
3- المحجّة البيضاء: ج 6 ص 79.
4- سنن ابن ماجة: ج 2 ص 1110 ح 3346، فتح الباري: ج 11 ص 291، كنز العمّال: ج 7 ص 187 ح 18606، الترغيب والترهيب: ج 4 ص 187 ح 83.
5- الطبقات الكبرى: ج 1 ص 401.
6- الترغيب والترهيب: ج 4 ص 188 ح 87.
7- المصنّف لابن أبي شيبة: ج 8 ص 143 ح 126، الترغيب والترهيب: ج 4 ص 192 ح 100.

ص: 191

ص: 192

د التَّجنّبُ عن المُداهَنةِ

178. المناقب لابن شهر آشوب: لَمَّا كانَ النَّبِيُّ صلى اللّه عليه وآله يَعرِضُ نَفسَهُ عَلَى القَبائِلِ جاءَ إلى بَني كِلابٍ فَقالوا: نُبايِعُكَ عَلى أن يَكونَ لَنا الأمرُ بَعدَكَ، فَقالَ: الأمرُ للّه فَإن شاءَ كانَ فيكُم أو في غَيرِكُم، فَمَضَوا ولَم يُبايِعوهُ وقالُوا: لا نَضرِبُ لِحَربِكَ بِأسيافِنا ثُمَّ تُحَكِّمُ عَلَينا غَيرَنا! (1)

179. المناقب لابن شهر آشوب قالَ عامِرُ بنُ الطُفَيلِ لِلنَّبِيِّ وقَد أرادَ بِهِ غيلَةً: يا مُحَمَّدُ، ما لي إن أسلَمتُ؟ فَقالَ صلى اللّه عليه وآله: لَكَ ما لِلإسلامِ، وعَلَيكَ ما عَلَى الإسلامِ، فَقالَ: ألا تَجعَلُني الوالِيَ مِن بَعدِكَ؟ قالَ: لَيسَ لَكَ ذلِكَ ولا لِقَومِكَ، ولكِن لَكَ أعِنَّةُ الخَيلِ تَغزو في سَبيلِ اللّهِ. (2)

180. تفسير القمّي:" وَ عَجِبُوا أَنْ جاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ" (3) قَالَ: نَزَلَت بِمَكَّةَ، لَمَّا أظهَرَ رَسولُ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله الدَّعوَةَ بِمَكَّةَ اجتَمَعَت قُرَيشٌ إلى أبي طالِبٍ فَقالوا: يا أبا طالِبٍ، إنَّ ابنَ أخيكَ قَد سَفَّهَ أحلامَنا، وسَبَّ آلِهَتَنا وأفسَدَ شَبابَنا، وفَرَّقَ جَماعَتَنا، فَإن كانَ الَّذي يَحمِلُهُ عَلى ذلِكَ العُدمَ جَمَعنا لَهُ مالًا حَتَّى يكونَ أغنى رجُلٍ في قُرَيشٍ ونُمَلِّكُهُ عَلَينا. فَأخبَرَ أبو طالِبٍ رَسولَ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله بِذلِكَ، فَقالَ: لَو وَضَعوا الشَّمسَ في يَميني وَالقَمَرَ في يَساري ما أرَدتُهُ، ولكِن يُعطوني كَلِمَةً يَملِكونَ بِهَا العَرَبَ، ويَدينُ لَهُم بِهَا العَجَمُ، ويكونونَ مُلوكا فِي الجَنَّةِ، فَقالَ لَهُم أبو طالبٍ ذلِكَ، فَقالوا: نَعَم وعَشرَ كَلِماتٍ، فَقالَ لَهُم رَسولُ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله تَشهَدونَ أن لا إلهَ إلَّا اللّهُ، وأ نِّي رَسولُ اللّهِ، فَقالوا: نَدَعُ ثَلاثَمِئَةٍ وسِتِّينَ إلها ونَعبُدُ إلها واحِدا؟! فَأنزَلَ اللّهُ تَعالى:" وَ عَجِبُوا أَنْ جاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ وَ قالَ الْكافِرُونَ هذا ساحِرٌ كَذَّابٌ إلى قوله


1- المناقب لابن شهرآشوب: ج 1 ص 257 نقلا عن أبي جرير الطبري، بحار الأنوار: ج 23 ص 74 ح 23.
2- المناقب لابن شهرآشوب: ج 1 ص 257 نقلا عن الماوردي في أعلام النبوة، بحار الأنوار: ج 21 ص 372.
3- ص: 1.

ص: 193

ص: 194

إِلَّا اخْتِلاقٌ" (1) أي تَخليطٌ. (2)

ه حِمايةُ المُستضعفينَ
الكتاب

" وَ اصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَ الْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَ لا تَعْدُ عَيْناكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَياةِ الدُّنْيا وَ لا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنا وَ اتَّبَعَ هَواهُ وَ كانَ أَمْرُهُ فُرُطاً". (3)

" وَ لا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَ الْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ما عَلَيْكَ مِنْ حِسابِهِمْ مِنْ شَيْ ءٍ وَ ما مِنْ حِسابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْ ءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ". (4)

الحديث

181. رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله: أبغونِي الضُّعَفاءَ، فَإنَّما تُرزَقُونَ وتُنصَرونَ بِضُعَفائِكُم. (5)

182. عنه صلى اللّه عليه وآله: ألا اخبِرُكُم بِشَرِّ عِبادِ اللّهِ؟ الفَظُّ المُتَكبِّرُ، ألا اخبِرُكم بِخَيرِ عِبادِ اللّهِ؟ الضَّعيفُ المُستَضعَفُ. (6)

183. المعجم الكبير عن أُميّة بن خالد: كانَ النَّبِيُّ صلى اللّه عليه وآله يَستَفتِحُ ويَستَنصِرُ بِصَعاليكِ المُسلِمينَ. (7)


1- ص: 1 7.
2- تفسير القمّي: ج 2 ص 228، بحار الأنوار: ج 18 ص 182 ح 12.
3- الكهف: 28.
4- الأنعام: 52. كان سبب نزولها أنّه كان بالمدينة قوم فقراء مؤمنون يسمَّون أصحاب الصُّفّة، وكان رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله يتعاهدهم بنفسه ويقرّبهم ويَقعد معهم ويؤنسهم، وكان إذا جاء الأغنياء والمترفون ينكرون عليه ذلك، ويقولوا له: اطرُدهم عنك، ... فقال رجل من الأنصار يوما وقد لَزِق رجل من أصحابه به يحدّثه، فقال الأنصاريّ: اطرُد هؤلاء عنك! فأنزل اللّه:" وَلَا تَطْرُدِ ..."، بحار الأنوار: ج 72 ص 38 ملخّصا.
5- سنن أبي داوود: ج 3 ص 32 ح 2594، سنن الترمذي: ج 4 ص 206 ح 1702 كلاهما عن أبي الدرداء، كنز العمّال: ج 3 ص 173 ح 6019.
6- كنز العمّال: ج 3 ص 155 ح 5944 نقلًا عن مسند ابن حنبل عن حذيفة.
7- المعجم الكبير: ج 1 ص 292 ح 859، كنز العمّال: ج 7 ص 73 ح 18023.

ص: 195

ص: 196

184. الإمام عليّ عليه السلام: [قالَ رَسولُ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله]: ألا ومَنِ استَخَفَّ بِفَقيرٍ مُسلمٍ فَقدِ استَخَفَّ بِحَقِّ اللّهِ، وَاللّهُ يَستَخِفُّ بِهِ يَومَ القِيامَةِ، إلَّا أن يَتوبَ.

وقَال صلى اللّه عليه وآله: مَن أكرَمَ فَقيرا مُسلِما لَقِيَ اللّهَ عز و جل يَومَ القِيامَةِ وهُوَ عَنهُ راضٍ. (1)

185. الإمام الصّادق عليه السلام: جاءَ رَجُلٌ إلى رَسولِ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله وقَد بَلِيَ ثَوبُهُ، فَحَمَلَ إلَيهِ اثنَي عَشَرَ دِرهَما، فَقالَ: يا عَلِيُّ، خُذ هذهِ الدَّراهِمَ فَاشتَرِ لي بِها ثَوبا ألبَسُهُ. قالَ عَليٌّ عليه السلام: فَجِئتُ إلَى السُّوقِ فَاشتَرَيتُ لَهُ قَميصا بِاثنَي عَشَرَ دِرهَما، وجِئتُ بهِ إلى رَسولِ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله، فَنَظَرَ إلَيهِ فَقالَ: يا عَلِيُّ، غَيرُ هذا أحَبُّ إلَيَّ، أتَرى صاحِبَهُ يُقيلُنا؟ فَقُلتُ: لا أدري، فَقالَ: انظُر، فَجِئتُ إلى صاحِبهِ فَقُلتُ: إنَّ رَسولَ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله قَد كَرِهَ هذا يُريدُ غَيرَهُ (2) فَأقِلنا فيهِ، فَرَدَّ علَيَّ الدَّراهِمَ، وجِئتُ بِها إلى رَسولِ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله، فَمَشى مَعَهُ إلَى السُّوقِ لِيَبتاعَ قَميصا، فَنَظَرَ إلى جارِيَةٍ قاعِدَةٍ عَلَى الطَّريقِ تَبكي، فَقالَ لَها رَسولُ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله: ما شَأنُكِ؟ قالَت: يا رَسولَ اللّهِ، إنَّ أهلي أعطَوني أربَعَةَ دَراهِمَ لِأشتَرِيَ لَهُم حاجَةً فَضاعَت فَلا أجسُرُ أن أرجِعَ إلَيهِم، فَأعطاها رَسولُ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله أربَعَةَ دَراهِمَ، وقالَ: ارجِعي إلى أهلِكِ. ومضى رَسولُ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله إلَى السُّوقِ فَاشتَرى قَميصا بِأربعَةِ دَراهِمَ، ولَبِسَهُ وحَمِدَ اللّهَ عَزَّوجَلَّ وخَرَجَ، فَرَأى رَجُلًا عُريانا يَقولُ: مَن كَساني كَساهُ اللّهُ مِن ثِيابِ الجَنَّةِ، فَخَلَعَ رَسولُ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله قَميصَهُ الَّذي اشتَراهُ وكَساهُ السَّائِلَ، ثُمَّ رَجَعَ إلَى السُّوقِ فَاشتَرى بِالأربَعَةِ الَّتي بَقِيَت قَميصا آخَرَ، فَلَبِسَهُ وحَمِدَ اللّهَ عَزَّوجَلَّ ورَجَعَ إلى مَنزِلِهِ، فَإذا الجارِيَةُ قاعِدَةٌ عَلَى الطَّريقِ تَبكي، فَقالَ لَها رَسولُ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله: ما لَكِ لا تَأتينَ أهلَكِ؟ قالَت: يا رَسولَ اللّهِ، إنِّي قد أبطَأتُ عَلَيهِم أخافُ أن يَضرِبوني، فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله: مُرِّي بَينَ يَدَيَّ ودُلِّيني عَلى أهلِكِ، فَجاءَ


1- كتاب من لا يحضره الفقيه: ج 4 ص 13 ح 4968، الأمالي للصدوق: ص 514 ح 707 كلاهما عن الحسين بن زيد عن الإمام الصادق عن آبائه عليهم السلام، بحار الأنوار: ج 72 ص 37 ح 30.
2- في بحار الأنوار: ج 16 ص 214 ح 1" يريدُ ثوبا دونه".

ص: 197

ص: 198

رَسولُ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله حَتَّى وَقَفَ عَلى بابِ دارِهِم، ثُمَّ قالَ: السَّلامُ عَلَيكُم يا أهلَ الدَّارِ، فَلَم يُجيبوهُ، فَأعادَ السَّلامَ فَلَم يُجيبوهُ، فَأعادَ السَّلامَ فَقالوا: وعليكَ السَّلامُ يا رَسولَ اللّهِ ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَكاتُهُ، فَقالَ صلى اللّه عليه وآله: ما لَكُم تَرَكتُم إجابَتي في أوَّلِ السَّلامِ وَالثَّاني؟ فَقالوا: يا رَسولَ اللّهِ، سَمِعنا كَلامَكَ فَأحبَبنا أن نَستَكثِرَ مِنهُ، فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله: إنَّ هذهِ الجارِيَةَ أبطَأت عَلَيكُم فَلا تُؤذوها، فَقالوا: يا رَسولَ اللّهِ، هِيَ حُرَّةٌ لِمَمشاكَ، فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله: الحَمدُ للّهِ، ما رَأيتُ اثنَي عَشَرَ دِرهَما أعظَمَ بَرَكَةً مِن هذِهِ: كَسا اللّهُ بِها عارِيَينِ، وأعتَقَ بها نَسَمَةً. (1)

و مُكافَحةُ المُستكبرينَ

186. الإمام الصادق عليه السلام: جَاءُ رَجُلٌ مُوسِرٌ إلى رَسولِ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله نَقِيُّ الثَّوبِ فَجَلَسَ إلى رَسولِ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله فَجَاءَ رَجُلٌ مُعسِرٌ دَرِنُ الثَّوبِ فَجَلَسَ إلى جَنبِ المُوسِرِ فَقَبَضَ المُوسِرُ ثِيابَهُ مِن تَحتِ فَخِذَيهِ فَقالَ لَهُ رَسولُ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله: أخِفتَ أن يَمَسَّكَ مِن فَقرِهِ شَي ءٌ؟ قالَ: لا، قالَ: فَخِفتَ أن يُصيبَهُ مِن غِنَاكَ شَي ءٌ؟ قالَ: لا، قالَ: فَخِفتَ أن يُوَسِّخَ ثِيابَكَ؟ قالَ: لا، قالَ: فَما حَمَلَكَ عَلى ما صَنَعتَ؟ فَقالَ: يا رَسولُ اللّهِ، إنَّ لي قَرينا يُزَيِّنُ لي كُلَّ قَبيحٍ، ويُقَبِّحُ لي كُلَّ حَسَنٍ، وقَد جَعَلتُ لَهُ نِصفَ مالي، فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله لِلمُعسِرِ: أتَقبَلُ؟ قالَ: لا، فَقالَ لَهُ الرَّجُلُ: ولِمَ؟ قالَ: أخافُ أن يَدخُلَني ما دَخَلَكَ. (2)

187. السيرة النبويّة لابن هشام عن الوليد بن المغيرة: أيُنزِّلُ عَلى مُحَمَّدٍ واترَكُ وأنا كَبيرُ قُرَيشٍ وسيِّدُها! ويُترَكُ أبو مَسعودٍ عَمرُو بنُ عُمَيرٍ الثَّقَفِيُّ سَيِّدُ ثَقيفٍ، ونَحنُ


1- الخصال: ص 490 ح 69، الأمالي للصدوق: ص 309 ح 357 كلاهما عن أبان الأحمر، بحار الأنوار: ج 16 ص 214 ح 1.
2- الكافي: ج 2 ص 262 ح 11، بحار الأنوار: ج 22 ص 130 ح 108.

ص: 199

ص: 200

عَظيما القَريَتَينِ فَأنزَلَ اللّهُ تَعالى فيهِ، فيما بَلَغَني" وَ قالُوا لَوْ لا نُزِّلَ هذَا الْقُرْآنُ عَلى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ إلى قوله تعالى: مِمَّا يَجْمَعُونَ" (1). (2)

188. السيرة النبويّة لابن هشام عن ابن إسحاق: الأخنسُ بنُ شُرَيقٍ بنِ عَمرِو بنِ وَهبٍ الثَّقَفيُّ حَليفُ بَني زُهرَةَ، وكانَ من أشرافِ القَومِ ومِمَّن يُستَمَعُ مِنهُ، فَكانَ يَصيبُ مِن رَسولِ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله ويَرُدُّ عَلَيهِ، فَأنزَلَ اللّهُ تَعالى فيهِ:" وَ لا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ* هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ" إلى قَولِهِ تَعالى" زَنِيمٍ" ولَم يَقُل:" زنيم" لِعَيبٍ في نَسَبِهِ؛ لِأنَّ اللّهَ لا يَعيبُ أحَدا بِنَسبٍ، ولكِنَّهُ حَقَّقَ بِذلِكَ نَعتَهُ لِيُعرَفَ. وَالزَّنيمُ: العَديدُ (3) لِلقَومِ. (4)

189. السيرة النبويّة لابن هشام عن ابن إسحاق: النَّضرُ بنُ الحارِثِ بنِ عَلقَمَةَ بنِ كِلدَةِ بنِ عَبدِ مُنافِ بنِ عَبدِ الدَّارِ بنِ قَصَيّ، كانَ إذا جَلَسَ رَسولُ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله مَجلِسا فَدَعا فيهِ إلَى اللّهِ تَعالى وتَلا فيهِ القُرآنَ وحَذَّرَ [فيهِ] قُرَيشا ما أصابَ الأُمَمَ الخالِيةَ خَلَفَهُ في مَجلِسِهِ إذا قامَ، فَحَدَّثَهُم عَن رُستمَ الشَّديدِ (5) وعَن اسفنديارَ، ومُلوكِ فارِسٍ، ثُمَّ يَقولُ: وَاللّهِ ما مُحَمَّدٌ بِأحسَنَ حَدِيثاً مِنِّي، وما حَديثُهُ إلَّا أساطيرُ الأوَّلينَ، اكتَتَبها كَما اكتَتَبتُهَا فَأنزَلَ اللّهُ فيهِ:" وَ قالُوا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَها فَهِيَ تُمْلى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَ أَصِيلًا* قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ إِنَّهُ كانَ غَفُوراً رَحِيماً" وَنَزَلَ فيهِ:" إِذا تُتْلى عَلَيْهِ آياتُنا قالَ أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ"* ونَزَلَ فيهِ:َيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ* يَسْمَعُ آياتِ اللَّهِ تُتْلى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِراً كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْها فَبَشِّرْهُ بِعَذابٍ أَلِيمٍ"

. (6)

190. السيرة النبويّة لابن هشام عن ابن إسحاق: جَلَسَ رَسولُ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله يَوما فيما بَلَغَني


1- الزخرف: 31 و 32.
2- السيرة النبويّة لابن هشام: ج 1 ص 387، البداية والنهاية: ج 3 ص 89.
3- العديد: من في القوم، وهو الدّعي(كما في هامش المصدر).
4- السيرة النبويّة لابن هشام: ج 1 ص 386.
5- في المصدر:" السنديد"، والصحيح ما أثبتناه.
6- السيرة النبويّة لابن هشام: ج 1 ص 383.

ص: 201

ص: 202

مَعَ الوَليدِ بنِ المُغيرَةِ فِي المَسجِدِ، فَجاءَ النَّضرُ بنُ الحارِثِ حَتَّى جَلَسَ مَعَهُم فِي المَجلِسِ، وفِي المَجلِسِ غَيرُ واحِدٍ مِن رِجالِ قُرَيشٍ، فَتَكَلَّمَ رَسولُ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله فَعَرَضَ لَهُ النَّضرُ بنُ الحارِثِ، فَكَلَّمَهُ رَسولُ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله حَتَّى أفحَمَهُ، ثُمَّ تَلا عَلَيهِ وعَلَيهِم:" إِنَّكُمْ وَ ما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَها وارِدُونَ* لَوْ كانَ هؤُلاءِ آلِهَةً ما وَرَدُوها وَ كُلٌّ فِيها خالِدُونَ* لَهُمْ فِيها زَفِيرٌ وَ هُمْ فِيها لا يَسْمَعُونَ" (1). (2)

191. السيرة النبويّة لابن هشام عن ابن إسحاق: أُمَيَّةُ بنُ خَلفِ بنِ وَهبِ بنِ حُذافَةِ بنِ جُمَحٍ، كانَ إذا رَأى رَسولَ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله هَمَزَهُ ولَمَزَهُ، فَأنزَلَ اللّهُ تعالى فيهِ:" وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ* الَّذِي جَمَعَ مالًا وَ عَدَّدَهُ* يَحْسَبُ أَنَّ مالَهُ أَخْلَدَهُ* كَلَّا لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ* وَ ما أَدْراكَ مَا الْحُطَمَةُ* نارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ* الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ* إِنَّها عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ* فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ" (3) قالَ ابنُ هِشامِ: الهُمَزَةُ الَّذي يَشتمُ الرَّجُلَ عَلانِيةً، ويكسِرُ عَينيهِ عَليهِ، ويَغمِزُ بِهِ. (4)

ز تَألِيفُ القُلُوبِ

192. فتح الباري عن أبي سالم عن أبي ذرّ: إنَّ رسولُ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله قالَ له: كَيفَ تَرى جُعَيلًا؟ قَال: قُلتُ: كَشَكلِهِ مِن النَّاسِ. يَعني المُهاجِرينَ.

قالَ: فَكَيفَ تَرى فُلانا؟ قالَ: قُلتُ: سَيِّدٌ مِن ساداتِ النَّاسِ.

قالَ: فَجُعَيلٌ خَيرٌ مِن مِل ءِ الأرضِ مِن فُلانٍ! قالَ: قُلتُ: فَفُلانٌ هكذا وأنتَ


1- الأنبياء: 98 100.
2- السيرة النبويّة لابن هشام: ج 1 ص 384.
3- الهمزة: 1 9.
4- السيرة النبويّة لابن هشام: ج 1 ص 382.

ص: 203

ص: 204

تَصنَعُ بهِ ما تَصنَعُ! قالَ: إنَّهُ رَأسُ قَومِهِ فَأنا أتألّفُهُم بِهِ. (1)

5/ 5 خَصائِصُهُ العِباديَّةُ

أ كِثرَةُ العِبادَةِ
الكتاب

" طه* ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقى". (2)

الحديث

193. الإمام عليّ عليه السلام: لَمَّا نَزَلَ عَلى النَّبيِّ صلى اللّه عليه وآله" يا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ* قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا" (3) قامَ اللَّيلَ كُلَّهُ حَتَّى تَوَرَّمَت قَدَماهُ، فَجَعَلَ يَرفَعُ رِجلًا ويَضَعُ رِجلًا، فَهَبَطَ عَلَيهِ جِبريلُ فَقالَ:" طه" يَعني [طأ] (4) الأرضَ بِقَدَمَيكَ يا مُحَمَّدُ" ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقى"، وَأنزَلَ" فَاقْرَؤُا ما تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ" (5). (6)

194. الإمام الباقر عليه السلام: كانَ رَسولُ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله عِندَ عائِشَةَ لَيلَتَها، فَقالَت: يا رَسولَ اللّهِ، لِمَ تُتعِبُ نَفسَكَ وقَد غَفَرَ اللّهُ لَكَ ما تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وما تَأخَّرَ؟ فَقالَ: يا عائِشَةُ، ألا أكونُ عَبدا شَكورا؟! (7)


1- فتح الباري: ج 1 ص 80، كنز العمّال: ج 6 ص 613 ح 17100.
2- طه: 1 و 2.
3- المزَّمِّل: 1 و 2.
4- ما بين المعقوفين أثبتناه من المناقب لابن شهر آشوب.
5- المزَّمِّل: 20.
6- الميزان في تفسير القرآن: ج 14 ص 126 نقلًا عن الدرّ المنثور عن ابن مردويه.
7- الكافي: ج 2 ص 95 ح 6 عن أبي بصير، مشكاة الأنوار: ص 75 ح 147، بحار الأنوار: ج 71 ص 24 ح 3.

ص: 205

ص: 206

195. الإمام الصّادق عليه السلام: كانَ رَسولُ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله في بَيتِ أُمِّ سَلَمَةَ في لَيلَتِها، فَفَقَدَتهُ مِنَ الفِراشِ، فَدَخَلَها في ذلِكَ ما يَدخُلُ النِّساءَ، فَقامَت تَطلُبُهُ في جَوانِبِ البَيتِ حَتَّى انتَهَت إلَيهِ وهُو في جانِبٍ مِنَ البَيتِ قائِمٌ رافِعٌ يَدَيهِ يَبكي، وهُوَ يَقولُ:" اللَّهُمَّ لا تَنزِع مِنِّي صالِحَ ما أعطَيتَني أبَدا، اللَّهُمَّ ولا تَكِلني إلى نَفسي طَرفَةَ عَينٍ أبَدا ...".

قالَ: فَانصَرَفَت أُمُّ سَلَمَةَ تَبكي حَتَّى انصَرَفَ رَسولُ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله لِبُكائِها، فَقالَ لَها: ما يُبكيكِ يا أُمَّ سَلَمَةَ؟ فَقالَت: بِأبي أنتَ وَأُمّي يا رَسولَ اللّهِ، ولِمَ لا أبكي وأنتَ بِالمَكانِ الَّذي أنتَ بِهِ مِنَ اللّهِ، قَد غَفَرَ اللّهُ لَكَ ما تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وما تَأخَّرَ ...؟! فَقالَ: يا أُمَّ سَلَمَةَ، وما يُؤمِنُني؟ وإنَّما وَكَلَ اللّهُ يونُسَ بنَ مَتَّى إلى نَفسِهِ طَرفَةَ عَينٍ فَكانَ مِنهُ ما كانَ. (1)

196. الأمالي للطوسي عن بكر بن عبداللّه: إنَّ عُمَرَ بنَ الخطَّابِ دَخَلَ عَلَى النَّبِيِّ صلى اللّه عليه وآله وهُوَ مَوقوذٌ أو قالَ: مَحمومٌ فَقالَ لَهُ عُمَرُ: يا رَسولَ اللّهِ، ما أشَدَّ وَعكَكَ؟ فَقالَ: ما مَنَعَني ذلِكَ أن قَرَأتُ اللَّيلَةَ ثَلاثينَ سُورَةً فيهِنَّ السَّبعُ الطِّوالُ، فَقالَ عُمَرُ: يا رَسولَ اللّهِ، غَفَرَ اللّهُ لَكَ ما تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وما تَأخَّرَ وأنتَ تَجهَدُ هذا الاجتِهادَ؟ فَقالَ: يا عُمَرُ، أفَلا أكونُ عَبدا شَكورا؟! (2)

197. المناقب لابن شهرآشوب عن طاووس الفقيه: رَأيتُ فِي الحِجرِ زَينَ العابِدينَ عليه السلام يُصَلِّي ويَدعو: عُبَيدُكَ بِبابِكَ، أسيرُكَ بِفِنائِكَ، مِسكينُكَ بِفِنائِكَ، سائِلُكَ بِفِنائِكَ، يَشكو إلَيكَ ما لا يَخفى عَلَيكَ. وفي خَبرٍ: لا تَرُدَّني عَن بابِكَ.

وأتَت فاطِمَةُ بِنتُ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ عليه السلام إلى جابِرِ بنِ عَبدِاللّهِ، فَقالَت لَهُ: يا صاحِبَ رَسولِ اللّهِ، إنَّ لَنا عَلَيكُم حُقوقا، ومِن حَقِّنا عَلَيكُم أن إذا رَأيتُم أحَدَنا يُهلِكُ نَفسَهُ اجتِهادا أن تُذَكِّروهُ اللّهَ، وتَدعوهُ إلَى البُقيا عَلى نَفسِهِ، وهذا عَلِيُّ بنُ


1- تفسير القمّي: ج 2 ص 75 عن عبداللّه بن سيّار، بحار الأنوار: ج 16 ص 217 ح 6، وراجع ج 14 ص 384387.
2- الأمالي للطوسي: ص 403 ح 903، بحار الأنوار: ج 16 ص 222 ح 20.

ص: 207

ص: 208

الحُسَينِ بَقيَّةُ أبيهِ الحُسَينِ، قَدِ انخَرَمَ أنفُهُ، ونَقِبَت جَبهَتُهُ ورُكبَتاهُ وراحَتاهُ، أذابَ نَفسَهُ فِي العِبادَةِ! فَأتى جابِرٌ إلى بابِهِ وَاستأذَنَ، فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيهِ وَجَدَهُ في مِحرابِهِ قَد أنصَبَتهُ (1) العِبادَةُ، فَنَهَضَ عَلِيٌّ فَسَألَهُ عَن حالِهِ سُؤالًا خَفِيَّا، ثُمَّ أجلَسَهُ بِجَنبِهِ، ثُمَّ أقبَلَ جابرٌ يَقولُ: يَابنَ رَسولِ اللّهِ، أما عَلِمتَ أنَّ اللّهَ إنَّما خَلَقَ الجَنَّةَ لَكُم ولِمَن أحَبَّكُم، وخَلَقَ النَّارَ لِمَن أبغَضَكُم وعاداكُم؟ فَما هذا الجَهدُ الَّذي كَلَّفتَهُ نَفسَكَ؟! فَقالَ لَهُ عَليُّ بنُ الحُسَينِ: يا صاحِبَ رَسولِ اللّهِ، أما عَلِمتَ أنَّ جَدَّي رَسولَ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله قَد غَفَرَ اللّهُ لَهُ ما تَقَدَّمَ مِن ذَنبِهِ وما تَأخَّرَ، فَلَم يَدَعِ الاجتِهادَ لَهُ، وتَعَبَّدَ بِأبي هُوَ وأُمِّي حَتَّى انتَفَخَ السَّاقُ ووَرِمَ القَدَمُ، وقيلَ لَهُ: أتَفعَلُ هذا وقَد غَفَرَ اللّهُ لَكَ ما تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وما تَأخَّرَ؟! قالَ: أفَلا أكونُ عَبدا شَكورا؟! فَلَمَّا نَظَرَ إلَيهِ جابِرٌ ولَيسَ يُغني فيهِ قَولُ قائِلٍ، قالَ: يَابنَ رَسولِ اللّهِ، البُقيا عَلى نَفسِكَ؛ فَإنَّكَ مِن أُسرَةٍ بِهِم يُستَدفَعُ البَلاءُ، وتُستَكشَفُ اللَأواءُ، وبِهِم تُستَمسَكُ السَّماءُ.

فَقالَ: يا جابِرُ، لا أزالُ عَلى مِنهاجِ أبوَيَّ مُؤتَسِيا بِهِما حَتَّى ألقاهُما.

فَأقبَلَ جابِرٌ عَلى مَن حَضَرَ فَقالَ لَهُم: ما رُئيَ مِن أولادِ الأنبِياءِ مِثلُ عَليِّ بنِ الحُسينِ، إلَّا يوسُفَ بنَ يَعقوبَ، وَاللّهِ لَذُرِّيَّةُ عَلِيِّ بنِ الحُسَينِ أفضَلُ مِن ذُرِّيَّةِ يوسُفَ. (2)

ب استِمرارُ العَمَلِ

198. الطبقات الكبرى عن سعيد المَقبُريّ: كانَ النَّبِيُّ صلى اللّه عليه وآله إذا عَمِلَ عَمَلًا أثبَتَهُ ولَم يُكوِّنهُ (3) يَعمَلُ بِهِ مَرَّةً وَيَدَعُهُ مَرَّةً. (4)


1- النَّصَب: التَّعَب(النهاية: ج 5 ص 62" نصب").
2- المناقب لابن شهرآشوب: ج 4 ص 148، بحار الأنوار: ج 46 ص 78 ح 75.
3- كذا في المصدر، والظاهر أنه تصحيفٌ، والصحيح" وَلَم يَكُن".
4- الطبقات الكبرى: ج 1 ص 379، كنز العمّال: ج 7 ص 137 ح 18380.

ص: 209

ص: 210

199. الترغيب والترهيب عن عائشة: كانَ لِرَسولِ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله حَصيرٌ، وكانَ يَحجُزُه بِاللَّيلِ فَيُصَلِّي عَلَيهِ، ويَبسُطُهُ بِالنَّهارِ فَيَجلِسُ عَلَيهِ، فَجَعَلَ النَّاسُ يَثوبونَ (1) إلَى النَّبِيِّ صلى اللّه عليه وآله فَيُصَلُّونَ بِصَلاتِهِ حَتَّى كَثُروا، فَأقبَلَ عَلَيهِم فَقالَ: يا أيُّها النَّاسُ، خُذوا مِنَ الأعمالِ ما تُطيقونَ، فَإنَّ اللّهَ لا يَمَلُّ حَتّى تَمَلُّوا، وإنَّ أحَبَّ الأعمالِ إلَى اللّهِ ما دامَ وإن قَلَّ.

وفي رِوايَةٍ: وكانَ آلُ مُحَمَّدٍ إذا عَمِلوا عَمَلًا أثبَتوهُ. (2)

200. سنن الترمذي عن أبي صالح: سُئِلَت عائِشَةُ وأُمُّ سَلَمَةَ عَن أيِّ العَمَلِ كانَ أحَبَّ إلى رَسولِ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله قالَتا: ما ديمَ عَلَيهِ وإن قَلَّ. (3)

ج شِدَّةُ مَحَبَّةِ الصَّلاةِ

201. رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله: مَثَلُ الصَّلاةِ مَثَلُ عَمودِ الفُسطاطِ؛ إذا ثَبَتَ العَمودُ نَفَعَتِ الأطنابُ وَالأوتادُ وَالغِشاءُ، وإذَا انكَسَرَ العَمودُ لَم يَنفَع طُنُبٌ ولا وَتِدٌ ولا غِشاءٌ. (4)

202. الإمام الباقر عليه السلام: الصَّلاةُ عَمودُ الدِّينِ، مَثَلُها كَمَثَلِ عَمودِ الفُسطاطِ؛ إذا ثَبَتَ العَمودُ يَثبُتُ الأوتادُ وَالأطنابُ، وإذا مالَ العَمودُ وَانكَسَرَ لَم يَثبُت وَتِدٌ وَلا طُنُبٌ. (5)

د غايةُ الخُشوعِ في الصَّلاةِ

203. فلاح السائل: كانَ النَّبِيُّ صلى اللّه عليه وآله إذا قامَ إلَى الصَّلاةِ تَرَبَّدَ وَجهُهُ خَوفا مِنَ اللّهِ تَعالى. (6)


1- أي يرجعون(النهاية: ج 1 ص 221" ثوب").
2- الترغيب والترهيب: ج 4 ص 128 ح 1، صحيح مسلم: ج 1 ص 540 ح 215، السنن الكبرى: ج 3 ص 155 ح 5237 كلاهما نحوه.
3- سنن الترمذي: ج 5 ص 142 ح 2856، المعجم الكبير: ج 23 ص 252 ح 514 عن امّ سلمة، الترغيب والترهيب: ج 4 ص 130 ح 6.
4- الكافي: ج 3 ص 266 ح 9، تهذيب الأحكام: ج 2 ص 238 ح 942 كلاهما عن عبيد بن زرارة عن الإمام الصادق عليه السلام، كتاب من لا يحضره الفقيه: ج 1 ص 211 ح 639، بحار الأنوار: ج 82 ص 218.
5- المحاسن: ج 1 ص 116 ح 117 عن جابر، بحار الأنوار: ج 82 ص 218 ح 36.
6- فلاح السائل: ص 289 ح 182 نقلًا عن جعفر بن عليّ القمّي في كتاب الزهد، بحار الأنوار: ج 84 ص 248 ح 39.

ص: 211

ص: 212

204. فلاح السائل: إنَّ النَّبِيَّ صلى اللّه عليه وآله كانَ إذا قامَ إلَى الصَّلاةِ كَأنَّهُ ثَوبٌ مُلقى. (1)

ه سيرَتُه في الصِّيامِ

205. الإمام الصّادق عليه السلام: كانَ رَسولُ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله أوَّلَ ما بُعِثَ يَصومُ حَتَّى يُقالَ: ما يُفطِرُ، ويُفطِرُ حَتَّى يُقالَ: ما يَصومُ! ثُمَّ تَرَكَ ذلكَ وصامَ يَوما وأفطَرَ يَوما وهوَ صَومُ داودَ عليه السلام، ثُمَّ تَرَكَ ذلِكَ وصامَ الثَّلاثَةَ الأيَّامِ الغُرِّ، ثُمَّ تَرَكَ ذلِكَ وفَرَّقَها في كُلِّ عَشرَةِ أيَّامٍ يَوما؛ خَميسَينِ بَينَهُما أربِعاءُ، فَقُبِضَ عَلَيهِ وآلهِ السَّلامُ وهُو يَعمَلُ ذلِكَ. (2)

و ذِكرُ اللّهِ عِندَ الجُلوسِ وَالقيامِ

206. المناقب لابن شهر آشوب: كانَ [صلى اللّه عليه وآله] لا يَقومُ ولا يَجلِسُ إلَّا عَلى ذِكرِ اللّهِ. (3)

207. الإمام الصّادق عليه السلام: إنَّ رَسولَ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله كانَ لا يَقومُ مِن مَجلِسٍ وإن خَفَّ، حَتّى يَستَغفِرَ اللّهَ عَزَّوجَلَّ خَمسا وعِشرينَ مَرَّةً. (4)

5/ 6 كلامٌ جامع في خَصائِصِهِ

208. الإمام الحسن عليه السلام: سَأَلتُ خالي هِندَ بنَ أبي هالَةَ عَن حِليَةِ رَسولِ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله، وكانَ وَصّافا لِلنَّبِيِّ صلى اللّه عليه وآله، فَقالَ: كانَ رَسولُ اللّهِ فَخما مُفَخَّما، يَتَلأَلأَ وَجهُهُ تَلأَلُؤَ القَمَرِ لَيلَةَ البَدرِ، أطوَلَ مِنَ المَربوعِ وأقصَرَ مِنَ المُشَذَّبِ (5)، عَظيمَ الهامَةِ، رَجِلَ الشَّعرِ، إذَا


1- فلاح السائل: ص 289 ح 183، بحار الأنوار: ج 84 ص 248.
2- الكافي: ج 4 ص 90 ح 2 عن محمّد بن مسلم، بحار الأنوار: ج 16 ص 270 ح 75.
3- المناقب لابن شهرآشوب: ج 1 ص 147، بحار الأنوار: ج 16 ص 152 ح 4.
4- الكافي: ج 2 ص 504 ح 4 عن طلحة بن زيد، مكارم الأخلاق: ج 2 ص 90 ح 2252، بحار الأنوار: ج 16 ص 257 ح 40.
5- المشذَّب: هو الطويل البائن الطُّول مع نَقص في لحمه، وأصله من النخلة الطويلة التي شُذّب عنها جريدها: أي قطّع و فرّق(النهاية: ج 2 ص 453" شذب").

ص: 213

ص: 214

انفَرَقَت عَقيقَتُهُ (1) فَرَقَ، وإلَّا فَلا يُجاوِزُ شَعرُهُ شَحمَةَ أُذُنَيهِ إذا هُوَ وَفرَةٌ، أزهَرَ اللَّونِ، واسِعَ الجَبينِ، أزَجَّ (2) الحاجِبَينِ، سوابِغَ في غَيرِ قَرَنٍ بَينَهُما عِرقٌ يُدِرَّهُ الغَضَبُ، أقنَى العِرنينِ، لَهُ نورٌ يَعلوهُ يَحسَبُهُ مَن لَم يَتَأَمَّلهُ، أشَمَّ، كَثَّ اللِّحيَةِ، سَهلَ الخَدَّينِ، ضَليعَ الفَمِ، أشنَبَ (3) مُفَلَّجَ الأَسنانِ، دَقيقَ المَسرُبَةِ (4) كَأَنَّ عُنُقَهُ جيدُ دُميَةٍ في صَفاءِ الفِضَّةِ، مُعتَدِلَ الخَلقِ، بادِنا مُتَماسِكا، سَواءَ البَطنِ وَالصَّدرِ، بَعيدَ ما بَينَ المَنكِبَينِ، ضَخمَ الكَراديسِ، أنوَرَ المُتَجَرِّدِ، مَوصولَ ما بَينَ اللَّبَّةِ وَالسُّرَّةِ بِشَعرٍ يَجري كَالخَطِّ، عارِيَ الثَّديَينِ وَالبَطنِ وما سِوى ذلِكَ، أشعَرَ الذِّراعَينِ وَالمَنكِبَينِ وأعالِيَ الصَّدرِ، طَويلَ الزَّندَينِ رَحبَ الرَّاحَةِ، شَثنَ الكَّفَينِ وَالقَدَمَينِ، سائِلَ الأَطرافِ، سَبطَ العَصَبِ (5)، خُمصانَ الأَخمَصَينِ، فَسيحَ القَدَمَينِ يَنبو عَنهُمَا الماءُ، إذا زالَ زالَ تَقَلُّعا، يَخطو تَكَفيِّا ويَمشي هَونا، ذَريعَ المِشيَةِ إذا مَشى كَأنَّما يَنحَطُّ مِن صَبَبٍ، وإذَا التَفَتَ التَفَتَ جَميعا، خافِضَ الطَّرفِ، نَظَرُهُ إلَى الأرضِ أطوَلُ مِن نَظَرِهِ إلَى السَّماءِ، جُلُّ نَظَرِهِ المُلاحَظَةُ، يَبدُرُ مَن لَقِيَهُ بِالسَّلامِ.

قالَ: قُلتُ: صِف لي مَنطِقَهُ. فَقالَ: كانَ صلى اللّه عليه وآله مُتَواصِلَ الأَحزانِ، دائِمَ الفِكرَةِ لَيسَت لَهُ راحَةٌ، ولا يَتَكَلَّمُ في غَيرِ حاجَةٍ، يَفتَتِحُ الكَلامَ ويَختِمُهُ بِأَشداقِهِ، يَتَكَلَّمُ بِجَوامِعِ الكَلِمِ فَصلًا لا فُضولَ فيهِ ولا تَقصيرَ، دَمِثا لَيسَ بِالجافي ولا بِالمَهينِ، تَعظُمُ عِندَهُ النِّعمَةُ وإن دَقَّت، لا يَذُمُّ مِنها شَيئا، غَيرَ أنَّهُ كانَ لا يَذُمُّ ذَوَّاقا ولا يَمدَحُهُ.


1- عقيقته: العَقُّ في الأصل: الشقّ والقطع، سُمّيت الشعرة الّتي يخرج المولود من بطن أُمّه وهي عليه عقيقة(لسان العرب: ج 10 ص 257" عقق").
2- أزجّ الحواجب؛ الزجج: تقوُّس في الحجاب مع طول في طَرفه وامتداد(النهاية: ج 2 ص 296" زجج").
3- الشَّنب: البياض والبريق والتحديد في الأسنان(النهاية: ج 2 ص 503" شنب").
4- المسربة: الشعر المُستدقُّ، النابت وسط الصدر إلى البطن(لسان العرب: ج 1 ص 465" سرب").
5- في معاني الأخبار و بحار الأنوار:" سَبطَ القَصَب".

ص: 215

ص: 216

ولا تُغضِبُهُ الدُّنيا وما كانَ لَها، فَإِذا تُعوطِيَ الحَقُّ لَم يَعرِفهُ أحَدٌ، ولَم يَقُم لِغَضَبِهِ شَي ءٌ حَتَّى يَنتَصِرَ لَهُ. وإذا أشارَ أشارَ بِكَفِّهِ كُلِّها، وإذا تَعَجَّبَ قَلَبَها، وإذا تَحَدَّثَ قارَبَ يَدَهُ اليُمنى مِنَ اليُسرى فَضَرَبَ بِإِبهامِهِ اليُمنى راحَةَ اليُسرى، وإذا غَضِبَ أعرَضَ بِوَجهِهِ وأشاحَ، وإذا فَرِحَ غَضَّ طَرفَهُ، جُلُّ ضِحكِهِ التَّبَسُّمُ، يَفتَرُّ عَن مِثلِ حَبِّ الغَمامِ.

قالَ الحَسَنُ عليه السلام: فَكَتَمتُ هذَا الخَبَرَ عَنِ الحُسَينِ عليه السلام زَمانا، ثُمَّ حَدَّثتُهُ فَوَجَدتُهُ قَد سَبَقَني إلَيهِ وسأَلَهُ عَمّا سَأَلتُهُ عَنهُ فَوَجَدتُهُ قَد سَأَلَ أباهُ عَن مَدخَلِ النَّبِيِّ صلى اللّه عليه وآله ومَخرَجِهِ ومجلِسِهِ وشَكلِهِ، فَلَم يَدَع مِنهُ شَيئا.

قالَ الحُسَينُ عليه السلام: سَأَلتُ أبي عليه السلام عَن مَدخَلِ رَسولِ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله، فَقالَ: كانَ دُخولُهُ لِنَفسِهِ مَأذونا لَهُ في ذلِكَ فَإذا أوى إلى مِنزِلِهِ جَزَّأَ دُخولَهُ ثَلاثَةَ أجزاءٍ: جُزءا للّه تَعالى، وجُزءا لأِهلِهِ، وجُزءا لِنَفسِهِ. ثُمَّ جَزَّأَ جُزءَهُ بَينَهُ وبَينَ النَّاسِ، فَيَرُدُّ ذلِكَ بِالخاصَّةِ عَلَى العامَّةِ ولا يَدَّخِرُ عَنهُم مِنهُ شَيئا، وكانَ مِن سيرَتِهِ في جُزءِ الأُمَّةِ إيثارُ أهلِ الفَضلِ بِإذنِهِ وقَسمُهُ عَلى قَدرِ فَضلِهِم فِي الدِّينِ، فَمِنهُم ذُو الحاجَةِ، ومِنهُم ذُو الحاجَتَينِ، ومِنهُم ذُو الحَوائِجِ، فَيَتَشاغَلُ ويَشغَلُهُم فيما أصلَحَهُم وأصلَحَ الأُمَّةَ مِن مَسألَتِهِ عَنهُم، وإخبارِهِم بِالَّذي يَنبَغي، ويَقولُ: لِيُبلِغِ الشَّاهِدُ مِنكُمُ الغائِبَ، وأبلِغوني حاجَةَ مَن لا يَقدِرُ عَلى إبلاغِ حاجَتِهِ، فَإِنَّهُ مَن أبلَغَ سُلطانا حاجَةَ مَن لا يَقدِرُ عَلى إبلاغِها ثَبَّتَ اللّهُ قَدَمَيهِ يَومَ القِيامَةِ، لا يَذكُرُ عِندَهُ إلَّا ذلِكَ، ولا يَقبَلُ مِن أحَدٍ غَيرَهُ (1) يَدخُلونَ رُوَّادا، ولا يَفتَرِقونَ إلَّا عَن ذَواقٍ، ويَخرُجونَ أدِلَّةً فُقَهاءَ.

فَسَأَلتُهُ عَن مَخرَجِ رَسولِ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله كَيفَ كانَ يَصنَعُ فيهِ؟ فَقالَ: كانَ رَسولُ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله يَخزُنُ لِسانَهُ إلَّا عَمَّا يَعنيهِ، ويُؤلِفُهُم ولا يُنَفِّرُهُم، ويُكرِمُ كَريمَ كُلِّ قَومٍ ويُوَلِّيهِ عَلَيهِم،


1- في معاني الأخبار و بحارالأنوار:" لا يُقَيِّدُ مِن أحَدٍ عَثرَةً".

ص: 217

ص: 218

ويَحذَرُ النَّاسَ ويَحتَرِسُ مِنهُم مِن غَيرِ أن يَطوِيَ عَن أحَدٍ بُشرَهُ ولا خُلُقَهُ، ويَتَفَقَّدُ أصحابَهُ، ويَسألُ النَّاسَ عَمَّا فِي النَّاسِ، ويُحَسِّنُ الحَسَنَ ويُقَوِّيهِ، ويُقَبِّحُ القَبيحَ ويوهِنُهُ. مُعتَدِلَ الأَمرِ غَيرَ مُختَلِفٍ، لا يَغفُلُ مَخافَةَ أن يَغفُلوا أو يَمَلُّوا، ولا يُقَصِّرُ عَنِ الحَقِّ، ولا يَجوزُهُ الَّذينَ يَلونَهُ مِنَ النَّاسِ، خِيارُهُم أفضَلُهُم عِندَهُ، وأعَمُّهُم نَصيحَةً لِلمُسلِمينَ وأعظَمُهُم عِندَهُ مَنزِلَةً أحسَنُهُم مُواساةً ومُؤازَرَةً.

قالَ: فَسَأَلتُهُ عَن مَجلِسِهِ، فَقالَ: كانَ صلى اللّه عليه وآله لا يَجلِسُ ولا يَقومُ إلَّا عَلى ذِكرٍ، ولا يوطِنُ الأَماكِنَ ويَنهى عَن إيطانِها، وإذَا انتَهى إلى قَومٍ جَلَسَ حَيثُ يَنتَهي بِهِ المَجلِسُ ويأمُرُ بِذلِكَ، ويُعطي كُلَّ جُلَسائِهِ نَصيبَهُ حَتَّى لا يَحسَبُ أحَدٌ مِن جُلَسائِهِ أنَّ أحَدا أكرَمُ عَلَيهِ مِنهُ، مَن جالَسَهُ صابَرَهُ حَتَّى يَكونَ هُوَ المُنصَرِفَ عَنهُ، مَن سَألَهُ حاجَةً لَم يَرجِع إلَّا بِها أو بِمَيسورٍ مِنَ القَولِ، قَد وَسِعَ النَّاسَ مِنهُ خُلُقُهُ، وصارَ لَهُم أبا رَحيما وصاروا عِندَهُ فِي الحَقِّ سَواءً، مَجلِسُهُ مَجلِسُ حِلمٍ وحَياءٍ وصِدقٍ وأمانَةٍ، لا تُرفَعُ فيهِ الأَصواتُ، ولا تُؤبَنُ فيهِ الحُرَمُ، ولا تُثَنَّى (1) فَلَتاتُهُ، مُتَعادِلينَ مُتَواصِلينَ فيهِ بِالتَّقوى مُتَواضِعينَ، يُوَقِّرونَ الكَبيرَ ويَرحَمونَ الصَّغيرَ، ويُؤثِرونَ ذَا الحاجَةِ، ويَحفَظونَ الغَريبَ.

فَقُلتُ: كَيفَ كانَ سيرَتُهُ في جُلَسائِهِ؟ فَقالَ: كانَ دائِمَ البِشرِ، سَهلَ الخُلُقِ، لَيِّنَ الجانِبِ لَيسَ بِفَظٍّ ولا غَليظٍ ولا صَخَّابٍ ولا فَحَّاشٍ ولا عَيَّابٍ ولا مَزّاحٍ ولا مَدَّاحٍ، يَتَغافَلُ عَمَّا لا يَشتَهي، فَلا يُؤيِسُ مِنهُ، ولا يُخَيِّبُ فيهِ مُؤَمِّليهِ. قَد تَرَكَ نَفسَهُ مِن ثَلاثٍ: المِراءِ وَالإِكثار وما لا يَعنيهِ، وتَرَكَ النَّاسَ مِن ثَلاثٍ: كانَ لا يَذُمُّ أحَدا ولا يُعَيِّرُهُ، ولا يَطلُبُ عَثَراتِهِ ولا عَورَتَهُ، ولا يَتَكَلَّمُ إلَّا فيما رَجا ثَوابَهُ، إذا تَكَلَّمَ أطرَقَ جُلَساؤهُ كَأنَّما عَلى رُؤوسِهِمُ الطَّيرُ، وإذا سَكَتَ تَكَلَّموا ولا يَتَنازَعونَ عِندَهُ


1- في معاني الأخبار:" لا تُنثى" ولعلّه هو الأصحّ.

ص: 219

ص: 220

الحَديثَ، وإذا تَكَلَّمَ عِندَهُ أحَدٌ أنصَتوا لَهُ حَتَّى يَفرُغَ مِن حَديثِهِ، يَضحَكُ مِمَّا يَضحَكونَ مِنهُ، ويَتَعَجَّبُ مِمَّا يَتَعَجَّبونَ مِنهُ، ويَصبِرُ لِلغَريبِ عَلَى الجَفوَةِ فِي المَسألَةِ وَالمَنطِقِ حَتَّى أن كانَ أصحابُهُ لَيَستَجلِبونَهُم، ويَقولُ: إذا رَأَيتُم طالِبَ حاجَةٍ يَطلُبُها فَأرفِدوهُ، ولا يَقبَلُ الثَّناءَ إلَّا مِن مُكافِئ، ولا يَقطَعُ عَلى أحَدٍ كَلامَهُ حَتَّى يَجوزَهُ فَيَقطَعَهُ بِنَهيٍ أو قِيامٍ.

قالَ: فسَأَلتُهُ عن سُكوتِ رَسولِ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله. فَقالَ عليه السلام: كانَ سُكوتُهُ عَلى أربَعٍ: الحِلمِ وَالحَذَرِ وَالتَّقديرِ وَالتَّفكُّرِ، فَأمَّا التَّقديرُ فَفي تَسوِيَةِ النَّظَرِ وَالاستِماعِ بَينَ النَّاسِ، وأمَّا تَفَكُّرُهُ فَفيما يَبقى ويَفنى.

وجُمِعَ لَهُ الحِلمُ فِي الصَّبرِ فَكانَ لا يُغضِبُهُ شَي ءٌ ولا يَستَفِزُّهُ.

وجُمِعَ لَهُ الحَذَرُ في أربَعٍ: أخذِهِ الحَسَنَ لِيُقتَدى بِهِ، وتَركِهِ القَبيحَ لِيُنتَهى عَنهُ، وَاجتِهادِهِ الرَّأيَ في إصلاحِ أُمَّتِهِ وَالقِيامِ فيما جَمَعَ لَهُم مِن خَيرِ الدُّنيا وَالآخِرَةِ. (1)

209. الإمام الصّادق عليه السلام: ما أكَلَ رَسولُ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله مُتَّكِئًا مُنذُ بَعَثَهُ اللّهُ عَزَّوجَلَّ إلى أن قَبَضَهُ؛ تَواضُعا للّه عَزَّوجَلَّ، وما رأى رُكبَتَيهِ أمامَ جَليسِهِ في مَجلِسٍ قَطُّ، ولا صافَحَ رَسولُ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله رَجُلًا قَطُّ فَنَزَعَ يَدَيهِ مِن يَدِهِ حَتَّى يَكونَ الرَّجُلُ هُوَ الَّذي يَنزِعُ يَدَهُ، ولا كافَأَ رَسولُ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله بِسَيِّئَةٍ قَطُّ، قالَ اللّهُ تَعالى لَهُ:" ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ" (2) فَفَعَلَ، وما مَنَعَ سائِلًا قَطُّ، إن كانَ عِندَهُ أعطى وإلَّا قالَ: يَأتِي اللّهُ بِهِ، ولا أعطى عَلَى اللّهِ عَزَّوجَلَّ شَيئا قَطُّ إلَّا أجازَهُ اللّهُ، إن كانَ لَيُعطِي الجَنَّةَ فَيُجيزُ اللّهُ عَزَّوجَلَّ لَهُ ذلِكَ (3).

210. السنن الكبرى عن خارجة بن زيد: إنَّ نَفَراً دَخَلوا عَلى أبيهِ زَيدِ بنِ ثابِتٍ فَقالوا:


1- عيون أخبار الرضا: ج 1 ص 316 ح 1، معاني الأخبار: ص 80 ح 1 كلاهما عن إسماعيل بن محمّد بن إسحاق عن الإمام الرضا عن آبائه عليهم السلام، بحار الأنوار: ج 16 ص 148 ح 4.
2- المؤمنون: 96.
3- الكافي: ج 8 ص 164 ح 175 عن معاوية بن وهب، بحار الأنوار: ج 41 ص 130 ح 41.

ص: 221

ص: 222

حَدِّثنا عَن بَعضِ أخلاقِ النَّبِيِّ صلى اللّه عليه وآله. فَقالَ: كُنتُ جارَهُ، فَكانَ إذا نَزَلَ الوَحيُ بَعَثَ إلَيَّ فَآتيهِ فَأكتُبُ الوَحيَ، وكُنَّا إذا ذَكَرنَا الدُّنيا ذَكَرَها مَعَنا، وإذا ذَكَرنَا الآخِرَةَ ذَكَرَها مَعَنا، وَإذا ذَكَرنَا الطَّعامَ ذَكَرَهُ مَعَنا، أوَ كُلَّ هذا نُحَدِّثُكُم عَنهُ؟ (1)

211. السنن الكبرى عن أبي امامة سهل بن حُنيف الأنصاري عن بعض أصحاب النّبيّ صلى اللّه عليه وآله: إنَّ رَسولَ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله كانَ يَعودُ مَرضى مَساكينِ المُسلِمينَ وضُعَفائِهِم، ويَتبَعُ جَنائِزَهُم، ولا يُصَلِّي عَلَيهِم أحَدٌ غَيرُهُ. وإنَّ امرَأَةً مِسكينَةً مِن أهلِ العَوالي طالَ سُقمُها فَكانَ رَسولُ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله يَسأَلُ عَنها مَن حَضَرَها مِن جيرانِها، وأمَرَهُم أن لايَدفِنوها إن حَدَثَ بِها حَدَثٌ فَيُصَلِّيَ عَلَيها، فَتُوُفِّيَت تِلكَ المَرأَةُ لَيلًا وَاحتَمَلوها فَأَتَوا بِها مَعَ الجَنائِزِ أو قالَ: موضِعَ الجَنائِزِ عِندَ مَسجِدِ رَسولِ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله لِيُصَلِّيَ عَلَيها رَسولُ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله كَما أمَرَهُم، فَوَجَدوهُ قَد نامَ بَعدَ صَلاةِ العِشاءِ فَكَرِهوا أن يُهَجِّدوا (2) رَسولَ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله مِن نَومِهِ، فَصَلَّوا عَلَيها ثُمَّ انطَلَقوا بِها، فَلَمَّا أصبَحَ رَسولُ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله سَأَلَ عَنها مَن حَضَرَهُ مِن جيرانِها، فَأخبَروهُ خَبَرَها وأنَّهُم كَرِهوا أن يُهَجِّدوا رَسولَ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله لَها، فَقالَ لَهُم رَسولُ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله: ولِمَ فَعَلتُم؟ انطَلِقوا، فَانطَلَقوا مَعَ رَسولِ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله حَتَّى قاموا عَلى قَبرِها، فَصَفَّوا وَراءَ رَسولِ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله كَما يُصَفُّ لِلصَّلاةِ عَلَى الجَنائِزِ، فَصَلَّى عَلَيها رَسولُ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله (3).

212. حلية الأولياء عن أنس: كانَ رَسولُ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله مِن أشَدِّ النَّاسِ لُطفا بِالنَّاسِ، فَوَاللّهِ ما كانَ يَمتَنِعُ في غَداةٍ بارِدَةٍ مِن عَبدٍ ولا أمَةٍ ولا صَبِيٍّ أن يَأتِيَهُ بِالماءِ فَيَغسِلَ وَجهَهُ وذِراعَيهِ، وما سَأَلَهُ سائِلٌ قَطُّ إلَّا أصغى إلَيهِ، فَلَم يَنصَرِف حَتَّى يَكونَ هُوَ الَّذي يَنصَرِفُ عَنهُ، وما تَناوَلَ أحَدٌ بِيَدِهِ قَطُّ إلَّا ناوَلَها إيَّاهُ، فَلَم يَنزِع حَتَّى يَكونَ هُوَ الَّذي


1- السنن الكبرى: ج 7 ص 83 ح 13340، الطبقات الكبرى: ج 1 ص 365، البداية والنهاية: ج 6 ص 42.
2- هجّد: أيقظ(لسان العرب: ج 3 ص 432" هجد").
3- السنن الكبرى: ج 4 ص 79 ح 7019.

ص: 223

ص: 224

يَنزِعُها مِنهُ (1).

213. المناقب لابن شهرآشوب: كانَ النَّبِيُّ صلى اللّه عليه وآله قَبلَ المَبعَثِ مَوصوفا بِعِشرينَ خَصلَةً مِن خِصالِ الأنبِياءِ، لَو انفَرَدَ واحِدٌ بِأحدِها لَدَلَّ عَلى جَلالِهِ، فَكَيفَ مَنِ اجتَمَعَت فيهِ؟! كانَ نَبِيَّا أمينا، صادِقا، حاذِقا، أصيلًا، نَبيلًا، مَكينا، فَصيحا، نَصيحا، عاقِلًا، فاضِلًا، عابِدا، زاهِدا، سَخيَّا، كَميَّا، قانِعا، مُتَواضِعا، حَليما، رَحيما، غَيورا، صَبورا، مُوافِقا، مُرافِقا، لَم يُخالِط مُنجِّما ولا كاهِنا ولا عَيَّافا. (2)

214. الطبقات الكبرى عن كعب الأحبار لَمّا سُئِلَ عَن نَعتِ النَّبِيِّ صلى اللّه عليه وآله فِي التَّوراةِ: نَجِدُهُ مُحَمَّدَ بنَ عَبدِاللّهِ ... لَيسَ بِفَحَّاشٍ ولا بِصَخَّابٍ فِي الأسواقِ، ولا يُكافِئُ بِالسَّيِّئَةِ، ولكِن يَعفو ويَغفِرُ. (3)

215. الطبقات الكبرى عن كعب الأحبار: إنَّا نَجِدُ فِي التَّوراةِ: مُحَمَّدٌ النَّبِيُّ المُختارُ، لا فَظٌّ ولا غَليظٌ، ولا صَخَّابٌ فِي الأسواقِ، ولا يَجزِي السَّيِّئةَ السَّيِّئةَ، ولكِن يَعفو ويغفِرُ. (4)

216. الطبقات الكبرى عن الحسن: إنَّ رَهطا مِن أصحابِ النَّبِيِّ صلى اللّه عليه وآله اجتَمَعوا فَقالوا: لَو أرسَلنا إلى أُمَّهاتِ المُؤمنينَ فَسَألناهُنَّ عَمَّا نَحَلوا عَلَيهِ يَعني النَّبِيَّ صلى اللّه عليه وآله مِنَ العَمَلِ لَعَلَّنا أن نَقتَدِيَ بِهِ، فَأرسَلوا إلى هذهِ ثُمَّ هذهِ، فَجاءَ الرَّسولُ بِأمرٍ واحِدٍ: إنَّكُم تَسألونَ عَن خُلُقِ نَبِيِّكُم صلى اللّه عليه وآله وخُلقُهُ القُرآنُ، ورَسولُ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله يَبيتُ يُصَلِّي ويَنامُ، ويَصومُ ويُفطِرُ، ويأتي أهلَهُ. (5)


1- حلية الأولياء: ج 3 ص 26.
2- المناقب لابن شهرآشوب: ج 1 ص 123، بحار الأنوار: ج 16 ص 175 ح 19.
3- الطبقات الكبرى: ج 1 ص 360، سنن الدارمي: ج 1 ص 10 ح 7، تاريخ دمشق: ج 1 ص 185 كلاهما نحوه.
4- الطبقات الكبرى: ج 1 ص 360.
5- الطبقات الكبرى: ج 1 ص 364.

ص: 225

ص: 226

الفصل السادس مُحَمَّدٌ عَن لِسانِ مُحَمَّدٍ

217. رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله: أنا أديبُ اللّهِ وعَليٌّ أديبي. (1)

218. عنه صلى اللّه عليه وآله: أيُّهَا النَّاسُ، إنَّما أنا رَحمَةٌ مُهداةٌ. (2)

219. الطبقات الكبرى عن الضحّاك: إنَّ النَّبيَّ صلى اللّه عليه وآله قالَ: أنا دَعوَةُ أبي إبراهيمَ، قالَ وهو يَرفَعُ القَواعِدَ مِنَ البَيتِ:" رَبَّنا وَ ابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ ..." (3). (4)

220. رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله: أنا دَعوَةُ أبي إبراهيمَ، وَكانَ آخِرُ مَن بَشَّرَ بي عيسَى بنُ مَريمَ عَلَيه الصَّلاةُ وَالسَّلامُ. (5)

221. عنه صلى اللّه عليه وآله: أنا فِئَةُ المُسلِمينَ. (6)


1- مكارم الأخلاق: ج 1 ص 51 ح 19 عن ابن عبّاس، بحار الأنوار: ج 16 ص 231 ح 25.
2- سنن الدارمي: ج 1 ص 14 ح 15، الطبقات الكبرى: ج 1 ص 192 كلاهما عن أبي صالح، كنز العمّال: ج 11 ص 445 ح 32093 و ح 31995.
3- البقرة: 129.
4- الطبقات الكبرى: ج 1 ص 149، تاريخ دمشق: ج 1 ص 173 ح 201، كنز العمّال: ج 11 ص 384 ح 31833.
5- تاريخ دمشق: ج 3 ص 393 ح 752 عن عبادة بن الصامت، كنز العمّال: ج 11 ص 405 ح 31889.
6- المصنّف لابن أبي شيبة: ج 7 ص 733 ح 1، مسند أبي يعلى: ج 5 ص 305 ح 5754 كلاهما عن ابن عمر، كنز العمّال: ج 11 ص 404 ح 31887.

ص: 227

ص: 228

222. عنه صلى اللّه عليه وآله: أنا سَيِّدُ وُلدِ آدَمَ ولا فَخرَ. (1)

223. عنه صلى اللّه عليه وآله: أنا سَيِّدُ وُلدِ آدَمَ يَومَ القِيامَةِ ولا فَخرَ. (2)

224. عنه صلى اللّه عليه وآله: أنا أوَّلُ مَن تَنشَقُّ عَنهُ الأرضُ. (3)

225. عنه صلى اللّه عليه وآله: أنا أوَّلُ النَّاسِ خُروجا إذا بُعِثوا، وأنا خَطيبُهُم إذا وَفَدوا، وأنا مُبَشِّرُهُم إذا أيِسوا. (4)

226. عنه صلى اللّه عليه وآله: أنا أكثَرُ الأنبِياءِ تَبَعا يَومَ القِيامَةِ. (5)

227. عنه صلى اللّه عليه وآله: أنا قائِدُ المُرسَلينَ ولا فَخرَ، وأنا خاتَمُ النَّبِيِّينَ ولا فَخرَ، وأنا أوَّلُ شافِعٍ وأوَّلُ مُشَفَّعٍ ولا فَخرَ. (6)

228. عنه صلى اللّه عليه وآله: أنا أوَّلُ مَن يَقرَعُ بابَ الجَنَّةِ. (7)

229. عنه صلى اللّه عليه وآله: أنا أوَّلُ وافِدٍ عَلَى العَزيزِ الجَبَّارِ يَومَ القِيامَةِ وكِتابُهُ وأهلُ بَيتي ثُمَّ أُمَّتي، ثُمَّ أسأ لُهُم: ما فَعَلتُم بِكِتابِ اللّهِ وبِأهلِ بَيتي؟ (8)


1- عيون أخبار الرضا: ج 2 ص 35 ح 78 عن داوود بن سليمان الفرّا عن الإمام الرضا عن آبائه عليهم السلام، الاختصاص: ص 33 عن الحسين بن عبد اللّه عن الإمام الصادق عن آبائه عليهم السلام عنه صلى اللّه عليه وآله، بحار الأنوار: ج 8 ص 48 ح 51.
2- سنن الترمذي: ج 5 ص 308 ح 3148 عن أبي سعيد، مسند ابن حنبل: ج 1 ص 603 ح 2546 عن ابن عبّاس، كنز العمّال: ج 11 ص 404 ح 31882.
3- سنن الترمذي: ج 5 ص 587 ح 3615، سنن ابن ماجة: ج 2 ص 1440 ح 4308 كلاهما عن أبي سعيد، كنز العمّال: ج 11 ص 403 ح 31879.
4- سنن الترمذي: ج 5 ص 585 ح 3610، سنن الدارمي: ج 1 ص 30 ح 48 نحوه وكلاهما عن أنس، كنز العمّال: ج 11 ص 403 ح 31878.
5- صحيح مسلم: ج 1 ص 188 ح 331، السنن الكبرى: ج 9 ص 8 ح 17714 كلاهما عن أنس، كنز العمّال: ج 11 ص 403 ح 31877.
6- سنن الدارمي: ج 1 ص 31 ح 49، المعجم الأوسط: ج 1 ص 61 ح 170 كلاهما عن جابر بن عبد اللّه، كنز العمّال: ج 11 ص 404 ح 31883.
7- الأوائل للطبراني: ص 28 ح 5، كنز العمّال: ج 11 ص 404 ح 31886 نقلًا عن ابن النجّار وكلاهما عن أنس.
8- الكافي: ج 2 ص 600 ح 4 عن أبي الجارود عن الإمام الباقر عليه السلام، وسائل الشيعة: ج 4 ص 827 ح 2.

ص: 229

ص: 230

230. عنه صلى اللّه عليه وآله: أنا أولَى النَّاسِ بِابنِ مَريمَ، الأنبِياءُ أولادُ عَلَّاتٍ (1). (2)

231. عنه صلى اللّه عليه وآله: أنا أولَى النَّاسِ بِعيسَى بنِ مَريمَ فِي الدُّنيا وَالآخِرَةِ، الأنبِياءُ إخوةٌ لِعَلَّاتٍ، امّهاتُهُم شَتّى ودينُهُم واحِدٌ، ولَيسَ بَيني وبَينَ عيسَى بنِ مَريمَ نَبيٌّ. (3)

232. عنه صلى اللّه عليه وآله: أنا مُحَمَّدٌ، وأحمَدُ، أنا رَسولُ الرَّحمَةِ، أنا رَسولُ المَلحَمَةِ، أنا المُقَفِّي (4) وَالحاشِرُ (5)، بُعِثتُ بِالجِهادِ ولَم أُبعَث بِالزَّرَّاعِ. (6)

233. عنه صلى اللّه عليه وآله: أنا أعرَبُكُم، أنا مِن قُرَيشٍ ولِساني لِسانُ بَني سَعدِ بنِ بَكرٍ. (7)

234. عنه صلى اللّه عليه وآله: أنا أتقاكُم للّه، وأعلَمُكُم بِحُدودِ اللّهِ. (8)

235. عنه صلى اللّه عليه وآله: إنَّ أتقاكُم وأعلَمَكُم بِاللّهِ أنا. (9)

236. عنه صلى اللّه عليه وآله: فُضِّلتُ بِأربَعٍ، جُعِلَت لِأُمَّتي الأرضُ مَسجِدا وطَهورا، وأيُّما رَجُلٍ مِن أُمَّتي أرادَ الصَّلاةَ فَلَم يَجِد ماءً ووَجَدَ الأرضَ فَقَد جُعِلَت لَهُ مَسجِدا وطَهورا، ونُصِرتُ بِالرُّعبِ مَسيرَةَ شَهرٍ، يَسيرُ بَينَ يَدَيَّ، وأُحِلَّت لِأُمَّتي الغَنائِمُ، وأُرسِلتُ إلَى


1- أولاد عَلّات: الّذين امّهاتهم مختلفة وأبوهم واحد، أراد أنّ إيمانهم واحد وشرائعهم مختلفة(النهاية: ج 3 ص 291" علل").
2- صحيح مسلم: ج 4 ص 1837 ح 143، صحيح البخاري: ج 3 ص 1270 ح 3259 نحوه وكلاهما عن أبي هريرة، كنز العمّال: ج 11 ص 501 ح 32346.
3- المستدرك على الصحيحين: ج 2 ص 648 ح 4153، صحيح البخاري: ج 3 ص 1270 ح 3259 نحوه وكلاهما عن أبي هريرة، كنز العمّال: ج 11 ص 501 ح 32346.
4- المُقَفّي: هو المُوَلّي الذاهب، يعني أنّه آخر الأنبياء المُتَّبِعُ لَهم، فإذا قَفّى فلا نبيَّ بعدَه(النهاية: ج 4 ص 94" قفا").
5- الحاشِر: أي الذي يُحشَرُ الناسُ خلفه وعلى مِلَّتِه دون ملَّة غيره(النهاية: ج 1 ص 388" حشر").
6- الطبقات الكبرى: ج 1 ص 105 عن مجاهد، كنز العمّال: ج 11 ص 462 ح 32167.
7- الطبقات الكبرى: ج 1 ص 113 عن يحيى بن يزيد السعدي، كنز العمّال: ج 11 ص 404 ح 31884.
8- مسند ابن حنبل: ج 9 ص 172 ح 23743، المصنّف لعبد الرزّاق: ج 4 ص 184 ح 8412، كنز العمّال: ج 11 ص 419 ح 31964.
9- صحيح البخاري: ج 1 ص 16 ح 20 عن عائشة، كنز العمّال: ج 11 ص 425 ح 31991.

ص: 231

ص: 232

النَّاسِ كافَّةً. (1)

237. عنه صلى اللّه عليه وآله: فَضَّلني رَبيَّ عَلَى الأنبِياءِ بِأربَعٍ: أُرسِلتُ إلَى النَّاسِ كافَّةً، وجُعِلَت لِيَ الأرضُ كُلُّها ولِأُمَّتي مَسجِدا وطَهورا ... ونُصِرتُ بِالرُّعبِ مَسيرَةَ شَهرٍ يَقذِفُهُ في قُلوبِ أعدائي، وأُحِلَّ لِيَ الغَنائِمُ. (2)

238. عنه صلى اللّه عليه وآله: مَنَّ عَلَيَّ رَبِّي وقَالَ لي: يا مُحَمَّدُ ... نَصَرتُكَ بِالرُّعبِ الَّذي لَم أنصُر بِهِ أحَداً. (3)

239. عنه صلى اللّه عليه وآله: أُعطيتُ خَمسا لَم يُعطَها أحَدٌ قَبلي: جُعِلَت لِيَ الأرضُ مَسجِدا وطَهورا، ونُصِرتُ بِالرُّعبِ، وأُحِلَّ لِيَ المَغنَمُ، وأُعطيتُ جَوامِعَ الكَلِمِ، وأُعطيتُ الشَّفاعَةَ. (4)

240. عنه صلى اللّه عليه وآله في بَيانِ فَضلِهِ عَلى إبراهيمَ عليه السلام: إن كانَ إبراهيمُ عليه السلام خَليلَهُ فَأنا مُحَمَّدٌ حَبيبُهُ. (5)

241. عنه صلى اللّه عليه وآله: أمَا وَاللّهِ، إنِّي لَأمينُ مَن فِي السَّماءِ، وأمينُ مَن فِي الأرضِ. (6)

242. عنه صلى اللّه عليه وآله: ما خَلَقَ اللّهُ خَلقا أفضَلَ مِنِّي، ولا أكرَمَ عَلَيهِ مِنِّي. (7)

243. عنه صلى اللّه عليه وآله: إنِّي كُنتُ أوَّلَ مَن آمَنَ بِرَبِّي، وأوَّلَ مَن أجابَ حَيثُ أخَذَ اللّهُ ميثاقَ النَّبِيِّينَ


1- الخصال: ص 201 ح 14 عن أبي امامة، بحار الأنوار: ج 16 ص 321 ح 11.
2- تفسير ابن كثير: ج 2 ص 112، السنن الكبرى: ج 1 ص 340 ح 1059 كلاهما عن أبي امامة، الدرّ المنثور: ج 2 ص 343.
3- علل الشرايع: ص 128 ح 3 عن جابر بن عبد اللّه، بحار الأنوار: ج 16 ص 93 ح 27.
4- الخصال: ص 292 ح 56 عن ابن عبّاس، الأمالي للصدوق: ص 285 ح 315 عن إسماعيل الجعفي عن الإمام الباقر عليه السلام عنه صلى اللّه عليه وآله، بحار الأنوار: ج 16 ص 313 ح 1.
5- الاحتجاج: ج 1 ص 110 ح 29 عن ابن عبّاس، بحار الأنوار: ج 9 ص 290 ح 3.
6- تفسير ابن كثير: ج 4 ص 466 عن أبي رافع، كنز العمّال: ج 11 ص 457 ح 32147.
7- عيون أخبار الرضا: ج 1 ص 262 ح 22، علل الشرائع: ص 5 ح 1 كلاهما عن عبد السلام بن صالح الهروي عن الإمام الرضا عن آبائه عليهم السلام، بحار الأنوار: ج 18 ص 345 ح 56.

ص: 233

ص: 234

وأشهَدَهُم عَلى أنفُسِهِم: أ لَستُ بِرَبِّكُم؟ فَكُنتُ أنا أوَّلَ نَبيٍّ قالَ: بَلى. (1)

244. عنه صلى اللّه عليه وآله: كُنتُ أوَّلَ النَّاسِ فِي الخَلقِ، وآخِرَهُم فِي البَعثِ. (2)

245. عنه صلى اللّه عليه وآله: أُعطيتُ خَمسا لَم يُعطَهُنَّ نَبِيٌّ كانَ قَبلي: أُرسِلتُ إلَى الأبيَضِ وَالأسوَدِ وَالأحمَرِ، وَجُعِلَت لِيَ الأرضُ طَهورا ومَسجِدا، ونُصِرتُ بِالرُّعبِ، وأُحِلَّت لِيَ الغَنائِمُ ولَم تُحَلَّ لِأحَدٍ أو قالَ: لِنَبيٍّ قَبلي، وأُعطِيتُ جَوامِعَ الكَلِمِ. (3)

246. عنه صلى اللّه عليه وآله: مَنَّ علَيَّ رَبِّي وقالَ لي: يا مُحَمَّدُ صَلَّى اللّهُ عَلَيكَ فَقَد أرسَلتُ كُلَّ رَسولٍ إلى أُمَّتِهِ بِلِسانِهِا، وأرسَلتُكَ إلى كُلِّ أحمَرَ وأسوَدَ مِن خَلقي، ونَصَرتُكَ بِالرُّعبِ الَّذي لَم أنصُر بِهِ أحَدا. (4)

247. عنه صلى اللّه عليه وآله: أُعطيتُ جَوامِعَ الكَلِمِ، واختُصِرَ لِيَ الحَديثُ اختِصارا. (5)

248. الإمام عليّ عليه السلام: قيلَ لِلنَّبِيِّ صلى اللّه عليه وآله: هَل عَبَدتَ وَثَنا قَطُّ؟ قالَ: لا، قالوا: فَهَل شَرِبتَ خَمرا قَطُّ؟ قالَ: لا، ومازِلتُ أعرِفُ أ نَّ الَّذي هُم عَلَيهِ كُفرٌ، وما كُنتُ أدري ما الكِتابُ ولا الإيمانُ. (6)

249. الإمام الرّضا عليه السلام لَمَّا سُئِلَ عَن مَعنى قَولِ النَّبِيِّ صلى اللّه عليه وآله: أنا ابنُ الذَّبيحَينِ: يَعني إسماعيلَ بنَ إبراهيمَ الخَليلِ عليه السلام وعَبدَاللّهِ بنَ عَبدِ المُطَّلِبِ. (7)


1- الكافي: ج 2 ص 10 ح 1 و ج 1 ص 441 ح 6، علل الشرائع: ص 124 ح 1 كلّها عن صالح بن سهل عن الإمام الصادق عليه السلام، بحار الأنوار: ج 15 ص 15 ح 21.
2- الطبقات الكبرى: ج 1 ص 149 عن قتادة، كنز العمّال: ج 11 ص 409 ح 31916.
3- الأمالي للطوسي: ص 484 ح 1059 عن عطاء بن السائب عن الإمام الباقر عن آبائه عليهم السلام، بحار الأنوار: ج 16 ص 324 ح 16.
4- علل الشرائع: ص 128.
5- تاريخ دمشق: ج 4 ص 8 ح 809 عن عمر، كنزالعمّال: ج 16 ص 112 ح 44087.
6- كنز العمّال: ج 12 ص 406 ح 35439 نقلًا عن أبي نعيم في الدلائل.
7- عيون أخبار الرِّضا: ج 1 ص 210 ح 1 عن الحسين بن عليّ بن فضّال، الخصال: ص 56 ح 78 عن الحسن بن عليّ بن فضّال، بحار الأنوار: ج 12 ص 123 ح 1.

ص: 235

ص: 236

الفصل السابع مُحمَّدٌ عَن لِسانِ عَليٍ

250. الإمام عليّ عليه السلام: ما بَرَأ اللّهُ نَسَمَةً خَيرا مِن مُحَمَّدٍ صلى اللّه عليه وآله. (1)

251. عنه عليه السلام: إنَّما أنا عَبدٌ مِن عَبيدِ مُحَمَّدٍ صلى اللّه عليه وآله. (2)

252. عنه عليه السلام لَمّا سُئِلَ عَن صِفَةِ النَّبِيِّ صلى اللّه عليه وآله وهُوَ مُحتَبٍ بِحَمائِلِ سَيفِهِ في مَسجِدِ الكوفَةِ: كانَ رَسولُ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله أبيَضَ اللَّونِ مُشَرَّبا حُمرَةً، أدعَجَ العَينِ، سَبطَ الشَّعرِ، كَثَّ اللِّحيَةِ، سَهلَ الخَدِّ، ذا وَفرَةٍ، دَقيقَ المَسرُبَةِ، كَأنَّ عُنُقَهُ إبريقُ فِضَّةٍ، لَهُ شَعرٌ مِن لَبَّتِهِ إلى سُرَّتِهِ يَجري كَالقَضيبِ، لَيسَ في بَطنِهِ ولا صَدرِهِ شَعرٌ غَيرُهُ، شَثنُ الكَفِّ وَالقَدَمِ، إذا مَشى كَأ نَّما يَنحَدِرُ مِن صَبَبٍ، وإذا قامَ كَأ نَّما يَنقَلِعُ مِن صَخرٍ، إذا التَفَتَ التَفَتَ جَميعا، كَأنَّ عَرَقَهُ في وَجهِهِ اللُّؤلؤُ، ولَريحُ عَرَقِهِ أطيَبُ مِن المِسكِ الأذفَرِ، لَيسَ بِالقَصيرِ ولا بِالطَّويلِ، ولا بِالعاجِزِ ولا اللَّئيمِ، لَم أرَ قَبلَهُ ولا بَعدَهُ مِثلَهُ صلى اللّه عليه وآله. (3)

253. عنه عليه السلام: لَقَد قَرَنَ اللّهُ بِهِ صلى اللّه عليه وآله مِن لَدُن أن كانَ فَطيما أعظَمَ مَلَكٍ مِن مَلائِكَتِهِ، يَسلُكُ بِهِ طَريقَ المَكارِمِ، ومَحاسِنَ أخلاقِ العالَمِ، لَيلَهُ ونَهارَهُ ...


1- الكافي: ج 1 ص 440 ح 2 عن حمّاد عن الإمام الصادق عليه السلام.
2- التوحيد: ص 174 ح 3 عن أبي الحسن الموصلي عن الإمام الصادق عليه السلام.
3- الطبقات الكبرى: ج 1 ص 410، تاريخ دمشق: ج 3 ص 260، كنز العمّال: ج 7 ص 174 ح 18564.

ص: 237

ص: 238

ولَقد كانَ يُجاوِرُ في كُلِّ سَنَةٍ بِحِراءَ، فَأراهُ، ولا يَراهُ غَيري.

ولَم يَجمَع بَيتٌ واحِدٌ يَومَئِذٍ فِي الإسلامِ غَيرَ رَسولِ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله وخَديجَةَ وأنا ثالِثُهُما، أرى نورَ الوَحيِ وَالرِّسالَةِ، وأشَمُّ ريحَ النُّبُوَّةِ.

ولَقد سَمِعتُ رَنَّةَ الشَّيطانِ حينَ نَزَلَ الوَحيُ عَلَيهِ صلى اللّه عليه وآله، فَقُلتُ: يا رَسولَ اللّهِ، ما هذِهِ الرَّنَّةُ؟ فَقالَ: هذا الشَّيطانُ قَد أيِسَ مِن عِبادَتِهِ، إنَّكَ تَسمَعُ ما أسمَعُ وتَرى ما أرى، إلَّا أ نَّكَ لَستَ بِنَبِيٍّ، ولكِنَّكَ لَوَزيرٌ، وإنَّكَ لَعلى خَيرٍ.

ولَقد كُنتُ مَعَهُ صلى اللّه عليه وآله لَمَّا أتاهُ المَلأُ مِن قُرَيشٍ فَقالوا لَهُ: يا مُحَمَّدُ، إنَّكَ قَدِ ادَّعَيتَ عَظيما لَم يَدَّعِهِ آباؤكَ ولا أحَدٌ مِن بَيتِكَ، ونحنُ نَسأ لُكَ أمرا إن أنتَ أجَبتَنا إلَيهِ وأرَيتَناهُ عَلِمنا أ نَّكَ نَبِيٌّ ورسولٌ، وإن لَم تَفعَل عَلِمنا أ نَّكَ ساحِرٌ كَذَّابٌ. فَقالَ صلى اللّه عليه وآله: وما تَسألونَ؟ قالوا: تَدعو لَنا هذهِ الشَّجَرَةَ حَتَّى تَنقَلِعَ بِعُروقِها وتَقِفَ بَينَ يَدَيكَ، فَقالَ صلى اللّه عليه وآله: إنَّ اللّهَ عَلى كُلِّ شَي ءٍ قَديرٌ، فَإن فَعَلَ اللّهُ لَكُم ذلِكَ أتُؤمنونَ وتَشهَدونَ بِالحَقِّ؟ قالوا: نَعَم. قالَ: فَإنِّي سَأُريكُم ما تَطلُبونَ، وإنِّي لَأعلَمُ أ نَّكُم لا تَفيؤونَ إلى خَيرٍ، وإنَّ فيكُم مَن يُطرَحُ فِي القَليبِ، ومَن يُحَزِّبُ الأحزابَ.

ثُمَّ قالَ صلى اللّه عليه وآله: يا أيَّتُها الشَّجَرَةُ إن كُنتِ تُؤمنينَ بِاللّهِ وَاليَومِ الآخِرِ، وتَعلَمينَ أ نِّي رَسولُ اللّهِ، فَانقَلِعي بِعُروقِكِ حَتَّى تَقِفي بَينَ يَدَيَّ بِإذنِ اللّهِ.

فَوَالَّذي بَعَثَهُ بِالحَقِّ لَانقَلَعَت بِعُروقِها، وجاءَت ولَها دَوِيٌّ شَديدٌ، وقَصفٌ كَقَصفِ أجنِحَةِ الطَّيرِ، حَتَّى وَقَفَت بَينَ يَدَي رَسولِ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله مُرَفرِفَةً، وألقَت بِغُصنِها الأعلى عَلى رَسولِ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله، وبِبَعضِ أغصانِها عَلى مَنكِبي، وكنتُ عَن يَمينِهِ صلى اللّه عليه وآله. فَلَمَّا نَظَرَ القَومُ إلى ذلِكَ قالوا عُلُوَّا وَاستِكبارا: فَمُرها فَليَأتِكَ نِصفُها ويَبقى نِصفُها، فَأمَرَها بِذلِكَ، فَأقبَلَ إلَيهِ نِصفُها كَأعجَبِ إقبالٍ وأشَدِّهِ دَوِيَّا، فَكادَت تَلتَفُّ بِرَسولِ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله، فَقالوا كُفرا وعُتُوَّا: فَمُر هذا النِّصفَ فَليَرجِع إلى نِصفِهِ كَما كانَ، فَأمرَهُ صلى اللّه عليه وآله فَرَجَعَ،

ص: 239

ص: 240

فَقُلتُ أنا: لا إلهَ إلَّا اللّهُ، إنِّي أوَّلُ مُؤمنٍ بِكَ يا رَسولَ اللّهِ، وأوَّلُ مَن أقرَّ بِأنَّ الشَّجَرَةَ فَعَلَت ما فَعَلَت بِأمرِ اللّهِ تَعالى تَصديقا بِنُبُوَّتِكَ، وإجلالًا لِكَلِمَتِكَ، فَقالَ القَومُ كُلُّهُم: بَل ساحِرٌ كَذَّابٌ، عَجيبُ السِّحرِ خَفيفٌ فيهِ، وهَل يُصَدِّقُكَ في أمرِكَ إلَّا مِثلُ هذا؟!(يَعنونَني) وإنِّي لَمِن قَومٍ لا تَأخُذُهُم فِي اللّهِ لَومَةُ لائِمٍ، سيماهُم سيما الصِّدِّيقينَ، وكلامُهُم كَلامُ الأبرارِ، عُمَّارُ اللَّيلِ ومَنارُ النَّهارِ، مُتَمَسِّكونَ بِحَبلِ القُرآنِ، يُحيونَ سُنَنَ اللّهِ وسُنَنَ رَسولِهِ؛ لا يَستَكبِرونَ ولا يَعلُونَ، ولا يَغُلّونَ ولا يُفسِدونَ، قُلوبُهُم فِي الجِنانِ، وأجسادُهُم فِي العَمَلِ. (1)

254. عنه عليه السلام: كُنتُ مَعَ رَسولِ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله صَبيحَةَ اللَّيلَةِ الَّتي أُسرِيَ بِهِ فيها وهُوَ بِالحِجرِ يُصَلِّي، فَلَمَّا قَضى صَلاتَهُ وقَضَيتُ صَلاتي سَمِعتُ رَنَّةً شَديدَةً، فَقُلتُ: يا رَسولَ اللّهِ، ما هذِهِ الرَّنَّةُ؟ قالَ: ألا تَعلَمُ؟! هذِهِ رَنَّةُ الشَّيطانِ، عَلِمَ أ نِّي أُسرِيَ بيَ اللَّيلةَ إلَى السَّماءِ، فَأيِسَ مِن أن يُعبَدَ في هذِهِ الأرضِ. (2)

255. عنه عليه السلام: كُنتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى اللّه عليه وآله بِمَكَّةَ فَخَرَجنا في بَعضِ نَواحيها، فَمَا استَقبَلَهُ جَبَلٌ ولا شَجَرٌ إلَّا وهُوَ يَقولُ: السَّلامُ عَلَيكَ يا رَسولَ اللّهِ. (3)

256. عنه عليه السلام: لَقَد رأيتُني أدخُلُ مَعَ [رَسولِ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله] الوادِيَجج فَلا يَمُرُّ بِحَجَرٍ ولا شَجَرٍ إلَّا


1- نهج البلاغة: الخطبة 192، بحار الأنوار: ج 18 ص 271 ح 38.
2- شرح نهج البلاغة: ج 13 ص 209. قال ابن أبي الحديد في ذيل الحديث: وقد روي عن النبيّ صلى اللّه عليه وآله مايشابه هذا، لمّا بايعه الأنصار السبعون ليلة العَقَبة، سُمع من العقبة صوت عالٍ في جوف الليل: يا أهل مكّة، هذا مُذمَّم والصُّباة معه قد أجمعوا على حربكم! فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله للأنصار: ألا تسمعون ما يقول؟! هذا أزبُّ العقبة يعني شيطانها(شرح نهج البلاغة: ج 13 ص 209). قال: وأ مّا أمر الشجرة التي دعاها رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله فالحديث الوارد فيها كثير مستفيض، قد ذكره المحدّثون في كتبهم، وذكره المتكلّمون في معجزات الرسول صلى اللّه عليه وآله. والأكثرون رووا الخبر فيها على الوضع الّذي جاء في خطبة أمير المؤمنين، ومنهم من يروي ذلك مختصرا أ نّه دعا شجرة فأقبلت تخُدّ إليه الأرض(شرح نهج البلاغة: ج 13 ص 214).
3- سنن الترمذي: ج 5 ص 593 ح 3626 عن عبّاد بن أبي يزيد، كنز العمّال: ج 12 ص 365 ح 35370.

ص: 241

ص: 242

قالَ: السَّلامُ عَليكَ يا رَسولَ اللّهِ، وأنا أسمَعُهُ. (1)

257. عنه عليه السلام: حَتَّى بَعَثَ اللّهُ مُحَمَّدا صلى اللّه عليه وآله شَهيدا وبَشيرا ونَذيرا، خَيرَ البَريَّةِ طِفلًا، وأنجَبَها كَهلًا، وأطهَرَ المُطَهَّرينَ شيمَةً، وأجوَدَ المُستَمطَرينَ ديمَةً. (2)

258. عنه عليه السلام: اختارَهُ مِن شَجَرَةِ الأنبِياءِ، ومِشكاةِ الضِّياءِ، وذُؤابَةِ العَلياءِ، وسُرَّةِ البَطحاءِ، ومَصابيحِ الظُّلمَةِ، ويَنابيعِ الحِكمَةِ. (3)

259. عنه عليه السلام في ذِكرِ النَّبِيِّ صلى اللّه عليه وآله: حَتَّى أورى قَبَسا لِقابِسٍ، وأنارَ عَلَما لِحابِسٍ، فَهُوَ أمينُكَ المَأمونُ، وشَهيدُكَ يَومَ الدِّينِ، وبَعيثُكَ نِعمَةً، ورَسولُكَ بِالحَقِّ رَحمَةً. (4)

260. عنه عليه السلام أيضا: حَتَّى أورى قَبَسَ القابِسِ، وأضاءَ الطَّريقَ لِلخابِطِ، وهُدِيَت بِهِ القُلوبُ بَعدَ خَوضاتِ الفِتَنِ وَالآثامِ، وأقامَ بِموضِحاتِ الأعلامِ، ونَيِّراتِ الأحكامِ. (5)

261. عنه عليه السلام أيضا: فَلَقَد صَدَعَ بِما أُمِرَ بِهِ، وبلَّغَ رِسالاتِ رَبِّهِ، فَأصلَحَ اللّهُ بِهِ ذاتَ البَينِ، وآمَنَ بِهِ السُّبُلَ، وحَقَنَ بِهِ الدِّماءَ، وألَّفَ بِهِ بَينَ ذَوِي الضَّغائنِ الواغِرَةِ فِي الصُّدورِ، حَتَّى أتاهُ اليَقينُ. (6)

262. عنه عليه السلام: لا عَرَضَ لَهُ أمرانِ إلَّا أخَذَ بِأشَدِّهِما. (7)

263. عنه عليه السلام: ابتَعَثَهُ بِالنُّورِ المُضي ءِ، وَالبُرهانِ الجَليِّ، وَالمِنهاجِ البادي، وَالكِتابِ الهادي. أُسرَتُهُ خَيرُ أُسرَةٍ، وشَجَرَتُهُ خَيرُ شَجَرَةٍ، أغصانُها مُعتَدِلَةٌ، وثِمارُها مُتَهَدِّلَةٌ، مَولِدُهُ


1- كنز الفوائد: ج 1 ص 272 عن عبّاد بن يزيد، بحار الأنوار: ج 17 ص 388 ح 55؛ كنز العمّال: ج 12 ص 404 ح 35436.
2- نهج البلاغة: الخطبة 105، بحار الأنوار: ج 16 ص 284 ح 135.
3- نهج البلاغة: الخطبة 108، بحار الأنوار: ج 34 ص 240 ح 999.
4- نهج البلاغة: الخطبة 106، بحار الأنوار: ج 16 ص 381 ح 93.
5- نهج البلاغة: الخطبة 72، بحار الأنوار: ج 16 ص 378 ح 90.
6- شرح نهج البلاغة: ج 1 ص 309.
7- مكارم الأخلاق: ج 1 ص 61 ح 55.

ص: 243

ص: 244

بمَكَّةَ، وهِجرَتُهُ بِطَيبَةَ. (1)

264. عنه عليه السلام: حَتَّى أفضَت كَرامَةُ اللّهِ سُبحانَهُ وتَعالى إلى مُحَمَّدٍ صلى اللّه عليه وآله، فَأخرَجَهُ مِن أفضَلِ المَعادِنِ مَنبِتا، وأعَزِّ الأروماتِ مَغرِسا؛ مِنَ الشَّجَرَةِ الَّتي صَدَعَ مِنها أنبِياءَهُ، وَانتَجَبَ مِنها أُمَناءَهُ ... سيرَتُهُ القَصدُ، وسُنَّتُهُ الرُّشدُ، وكلامُهُ الفَصلُ، وحُكمُهُ العَدلُ. (2)

265. عنه عليه السلام: طَبيبٌ دَوّارٌ بِطِبِّهِ، قَد أحكَمَ مَراهِمَهُ، وأحمى مَواسِمَهُ، يَضَعُ ذلِكَ حَيثُ الحاجَةُ إلَيهِ، مِن قُلوبٍ عُميٍ، وآذانٍ صُمٍّ، وألسِنَةٍ بُكمٍ، مُتَتبِّعٌ بِدَوائِهِ مَواضِعَ الغَفلَةِ ومَواطِنَ الحَيرَةِ، لَم يَستَضيؤوا بِأضواءِ الحِكمَةِ، ولَم يَقدَحوا بِزِنادِ العُلومِ الثَّاقِبَةِ، فَهُم في ذلِكَ كَالأنعامِ السَّائِمَةِ، وَالصُّخورِ القاسِيَةِ. (3)

266. عنه عليه السلام: وأشهَدُ أنَّ مُحَمَّدا عَبدُهُ ورَسولُهُ، دَعا إلى طاعَتِهِ، وقاهَرَ أعداءَهُ جِهادا عَن دينِهِ، لا يَثنيهِ عَن ذلِكَ اجتِماعٌ عَلى تَكذيبِهِ، وَالتِماسٌ لِاءطفاءِ نورِهِ. (4)

267. عنه عليه السلام: إنَّ اللّهَ سُبحانَهُ بَعَثَ مُحَمَّدا صلى اللّه عليه وآله نَذيرا لِلعالَمينَ، ومُهَيمِنا عَلَى المُرسَلينَ. (5)

268. عنه عليه السلام: أرسَلَهُ داعِيا إلَى الحَقِّ وشاهِدا عَلَى الخَلقِ، فَبَلَّغَ رِسالاتِ رَبِّهِ غَيرَ وانٍ ولا مُقَصِّرٍ، وجاهَدَ فِي اللّهِ أعداءَهُ غَيرَ واهِنٍ ولا مُعَذِّرٍ، إمامُ مَنِ اتَّقى، وبصَرُ مَنِ اهتَدى. (6)

269. عنه عليه السلام: أرسَلَهُ بِوُجوبِ الحُجَجِ، وظُهورِ الفَلَجِ، وإيضاحِ المَنهَجِ، فَبَلَّغَ الرِّسالَةَ صادِعا بِها، وحَمَلَ عَلَى المَحَجَّةِ دالَّاً عَلَيها. (7)


1- نهج البلاغة: الخطبة 161، بحار الأنوار: ج 18 ص 222 ح 58.
2- نهج البلاغة: الخطبة 94، بحار الأنوار: ج 16 ص 379 ح 91.
3- نهج البلاغة: الخطبة 108، بحار الأنوار: ج 34 ص 240 ح 999.
4- نهج البلاغة: الخطبة 190.
5- نهج البلاغة: الكتاب 62، بحار الأنوار: ج 33 ص 596 ح 743.
6- نهج البلاغة: الخطبة 116، بحار الأنوار: ج 18 ص 220 ح 53.
7- نهج البلاغة: الخطبة 185، بحار الأنوار: ج 18 ص 223 ح 59.

ص: 245

ص: 246

270. عنه عليه السلام: أرسَلَهُ بِحُجَّةٍ كافِيَةٍ، ومَوعِظَةٍ شافِيَةٍ، ودَعوَةٍ مُتَلافِيَةٍ. (1)

271. عنه عليه السلام: أرسَلَهُ بِالضِّياءِ، وقَدَّمَهُ فِي الاصطِفاءِ، فَرَتَقَ بِهِ المَفاتِقَ، وساوَرَ بِهِ المُغالِبَ، وذَلَّلَ بِهِ الصُّعوبَةَ، وسَهَّلَ بِهِ الحُزونَةَ، حَتَّى سَرَّحَ الضَّلالَ عَن يَمينٍ وشِمالٍ. (2)

272. عنه عليه السلام: أرسَلَهُ بِأمرِهِ صادِعا، وبِذِكرِهِ ناطِقا، فَأدَّى أمينا، ومَضى رَشيدا، وخَلَّفَ فينا رايَةَ الحَقِّ. (3)

273. عنه عليه السلام: أشهَدُ أ نَّ مُحَمَّدا عَبدُهُ ورَسولُهُ، أرسَلَهُ بِالدِّينِ المَشهورِ، وَالعَلَمِ المَأثورِ، وَالكِتابِ المَسطورِ، وَالنُّورِ السَّاطِعِ، وَالضِّياءِ اللَّامِعِ، وَالأمرِ الصَّادِعِ، إزاحَةً لِلشُّبُهاتِ، وَاحتِجاجا بِالبَيِّناتِ، وتَحذيرا بِالآياتِ، وتَخويفا بِالمَثُلاتِ، وَالنَّاسُ في فِتَنٍ انجَذَمَ فيها حَبلُ الدِّينِ. (4)

274. عنه عليه السلام: أضاءَت بِهِ البِلادُ بَعدَ الضَّلالَةِ المُظلِمَةِ، وَالجَهالَةِ الغالِبَةِ، وَالجَفوَةِ الجافِيَةِ، وَالنّاسُ يَستَحِلُّونَ الحَريمَ، وَيَستَذِلُّونَ الحَكيمَ، يَحيَونَ عَلى فَترَةٍ، ويَموتونَ عَلى كَفرَةٍ. (5)

275. عنه عليه السلام: أرسَلَهُ وأعلامُ الهُدى دارِسَةٌ، ومَناهِجُ الدِّينِ طامِسَةٌ، فَصَدَعَ بِالحَقِّ، ونَصَحَ لِلخَلقِ. (6)

276. عنه عليه السلام: إنَّ اللّهَ بَعَثَ مُحَمَّدا صلى اللّه عليه وآله ولَيسَ أحَدٌ مِنَ العَرَبِ يَقرَأُ كِتابا، ولا يَدَّعي نُبُوَّةً، فَساقَ النَّاسَ حَتَّى بَوَّأهُم مَحَلَّتَهُم، وبَلَّغَهُم مَنجاتَهُم. (7)


1- نهج البلاغة: الخطبة 161، بحار الأنوار: ج 18 ص 222 ح 58.
2- نهج البلاغة: الخطبة 213، بحار الأنوار: ج 18 ص 225 ح 66.
3- نهج البلاغة: الخطبة 100، بحار الأنوار: ج 34 ص 214 ح 990.
4- نهج البلاغة: الخطبة 2، بحار الأنوار: ج 18 ص 217 ح 49.
5- نهج البلاغة: الخطبة 151.
6- نهج البلاغة: الخطبة 195، بحار الأنوار: ج 34 ص 226 ح 996.
7- نهج البلاغة: الخطبة 33، بحار الأنوار: ج 18 ص 226 ح 69.

ص: 247

ص: 248

277 عنه عليه السلام: أ مَّا بَعدُ، فَإنَّ اللّهَ سُبحانَهُ بَعَثَ مُحَمَّدا صلى اللّه عليه وآله ولَيسَ أحَدٌ مِنَ العَرَبِ يَقرَأُ كِتابا، ولا يَدَّعي نُبُوَّةً ولا وَحيا، فَقاتَلَ بِمَن أطاعَهُ مَن عَصاهُ، يَسوقُهُم إلى مَنجاتِهِم. (1)

278. عنه عليه السلام: ... إلى أن بَعَثَ اللّهُ مُحَمَّدا رَسولَ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله ... وأهلُ الأرضِ يَومَئِذٍ مِلَلٌ مُتَفَرِّقَةٌ، وأهواءٌ مُنتَشِرَةٌ، وطَرائِقُ مُتَشَتِّتَةً، بَينَ مُشَبِّهٍ للّه بِخَلقِهِ، أو مُلحِدٍ فِي اسمِهِ، أو مُشيرٍ إلى غَيرِهِ، فَهَداهُم بِهِ مِنَ الضَّلالَةِ. (2)

279. عنه عليه السلام: اللَّهُمَّ ... اجعَل شَرائِفَ صَلَواتِكَ، ونَوامِيَ بَرَكاتِكَ، عَلى مُحَمَّدٍ عَبدِكَ ورَسولِكَ، الخاتِمِ لِما سَبَقَ، وَالفاتِحِ لِمَا انغَلقَ، وَالمُعلِنِ الحَقَّ بِالحَقِّ ...

اللَّهُمَّ افسَح لَهُ مَفسَحا في ظِلِّكَ، وَاجزِهِ مُضاعَفاتِ الخَيرِ مِن فَضلِكَ، اللَّهُمَّ وَأعلِ عَلى بِناءِ البانينَ بِناءَهُ، وأكرِم لَدَيكَ مَنزِلَتَهُ، وأتمِم لَهُ نورَهُ، وَاجزِهِ مِنِ ابتِعاثِكَ لَهُ مَقبولَ الشَّهادَةِ، مَرضِيَّ المَقالَةِ، ذا مَنطِقٍ عَدلٍ، وخُطبَةٍ فَصلٍ. (3)

280. عنه عليه السلام وهُوَ يَلي غُسلَ رَسولِ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله وتَجهيزَهُ: بِأبي أنتَ وأُمِّي يا رَسولَ اللّهِ! لَقَدِ انقَطَعَ بِمَوتِكَ ما لَم يَنقَطِع بِمَوتِ غَيرِكَ مِنَ النُّبُوَّةِ وَالإنباءِ وأخبارِ السَّماءِ.

خَصَّصتَ حَتَّى صِرتَ مُسَلِّيا عَمَّن سِواكَ، وعَمَّمتَ حَتَّى صارَ النَّاسُ فيكَ سَواءً ...

بِأبي أنتَ وأُمِّي! اذكُرنا عِندَ رَبِّكَ، وَاجعَلنا مِن بالِكَ. (4)

ترجمه فارسي

اشاره


1- نهج البلاغة: الخطبة 104، بحار الأنوار: ج 18 ص 220 ح 52.
2- نهج البلاغة: الخطبة 1، بحار الأنوار: ج 18 ص 216 ح 48.
3- نهج البلاغة: الخطبة 72، بحار الأنوار: ج 94 ص 83 ح 3.
4- نهج البلاغة: الخطبة 235، بحار الأنوار: ج 22 ص 542 ح 55.

ص: 2

ص: 3

ص: 4

ص: 5

ص: 6

ص: 7

پیشگفتار

رهبر بزرگوار جمهورى اسلامى ايران، آية اللّه خامنه اى، سال 1385 هجرى شمسى را" سال پيامبر اعظم" ناميد. (1) اين اقدام زيباى فرهنگى كه در واقع، شكار فرصت هاست، (2) بستر بسيار مناسبى است براى آشنا كردن هر چه بيشتر جهان اسلام، بلكه همه جهانيان، با كامل ترين انسان و بزرگ ترينِ پيامبران الهى.

بى ترديد، شناخت چهره نورانى پيامبر خدا و آشنايى با سيره علمى و عملى او مى تواند زندگى مادّى و معنوى بشر را دگرگون كند و زمينه جهانى شدن ارزش هاى اسلامى را فراهم سازد. از اين رو، دشمنان اسلام، پس از پيروزى انقلاب اسلامى در ايران و پيامدهاى آن در جهان كه از قدرت فرهنگى اسلام، احساس خطر كرده اند، با همه توان مى كوشند اين چهره نورانى را تاريك جلوه بدهند و خدشه دار كنند. كتاب آيات شيطانى و اخيرا اهانت به پيامبر خدا در قالب كاريكاتور، نمونه اى از اقدامات آشكارِ دشمنان اسلام براى پيشگيرى از فراگير شدن اسلام است.

براى مقابله با اين توطئه و تهاجم فرهنگى حساب شده، بر همه كسانى كه توان لازم را در خود احساس مى كنند، فرض است كه از فرصت ارزنده" سال پيامبر اعظم" براى معرّفى صحيح ابعاد مختلف شخصيت پيامبر خدا، نهايتِ بهره بردارى را داشته باشند.

پژوهشكده علوم و معارف حديث، درصدد تدوين دانش نامه اى است كه بتواند


1- علّت اين نام گذارى، ظاهرا اين باشد كه در سال 1385 ش، بر پايه تقويم هجرى قمرى، دوبار سالگرد وفات پيامبر خدا، تكرار شده است.
2- در روايتى از امام على عليه السلام آمده:" الفرصة خُلسة؛ فرصت، شكار است"(ميزان الحكمة، مَدخل" الفرصة").

ص: 8

پاسخگوى نيازهاى امروز جهان درباره ابعاد مختلف شخصيت و زندگى پيامبر اسلام باشد و بخشى از كار هم انجام شده است؛ امّا با توجه به گستردگى و عمق كار، به ثمر رسيدن اين شجره طيّبه، سال ها طول خواهد كشيد. از اين رو، براى بهره گيرى از فرصت" سال پيامبر اعظم"، تلاش هايى در حال انجام گرفتن است تا به فضل الهى، سه عنوان كتاب در اين زمينه در كوتاه مدّت، ارائه گردد:

1. كتاب حاضر كه پيشنهاد يكى از دوستان فاضل، زمينه سازِ تأليف آن گرديد جزاه اللّه عن نبيّه خير الجزاء. اين مجموعه، در واقع، بازسازى و تكميل بخش مربوط به پيامبر خدا در كتاب ميزان الحكمه است.

2. حكمت نامه پيامبر اعظم. در اين كتاب كه احتمالًا در پنج جلد در آينده نزديك ارائه خواهد شد، رهنمودهاى اعتقادى، اخلاقى و اجتماعى پيامبر خدا، به سبك ميزان الحكمه، ارائه مى گردد.

3. سيره اخلاقى و عملى پيامبر اعظم، كه تلاش خواهيم كرد تا به بركت نام پيامبر خدا، اين كار نيز تا پايان سال جارى به پايان رسد، إن شاء اللّه! گفتنى است كه كتاب نخست، درباره معرّفى شخصيت پيامبر اعظم و كتاب دوم، درباره گفتار آموزنده و حكيمانه پيامبر خدا و كتاب سوم، درباره كردار حكيمانه و آموزنده ايشان است.

در پايان، اشاره به اين نكته ضرور است كه هر چند موضوع اين نوشتار،" پيامبر اعظم از نگاه قرآن و اهل بيت" است؛ ليكن گاه به تناسب موضوع، مطالبى از غير اهل بيت عليهم السلام نيز روايت شده است.

از همه همكاران عزيز و بزرگوار" پژوهشكده علوم و معارف حديث" كه در آماده سازى نهايى اين مجموعه، مرا يارى دادند، صميمانه سپاس گزارم و از خداوند منّان، مسئلت دارم كه به ما توفيق تكميل نوشتارهاى ياد شده را در قالب دانش نامه محمّد رسول اللّه، عنايت فرمايد. آمين! ربّنا، تقبّل منّا، إنّك أنت السميع العليم.

محمّد محمّدى رى شهرى 25/ 4/ 1385 ش 20/ 6/ 1427 ق

ص: 9

درآمد

اشاره

گفتن و نوشتن درباره شخصيتى كه مخاطب حديث قدسىِ" لولاك لَما خَلَقتُ الأفلاك" (1) و آفرينش او، فلسفه آفرينش است، بسى دشوار، بلكه بدون هدايت حضرت آفريدگار، غير ممكن است. در حديثى از پيامبر خدا خطاب به امام على عليه السلام آمده:

يا عَلِيُ! ما عَرَفَ اللّهَ إلّا أنا وأنتَ، وما عَرَفَني إلَّا اللّهَ وأنتَ. (2)

اى على! كسى جز من و تو خدا را نشناخت و كسى جز خدا و تو، من را نشناخت.

از اين رو، بى ترديد، بهترين و مستندترين منبع معرفتى براى ارزيابى شخصيت پيامبر اعظم، قرآن و سخنان آن حضرت درباره خود و نيز سخنان خاندان رسالت(بويژه امام على عليه السلام) درباره آن بزرگوار است.

بر اين پايه، در اين مجموعه، دلايل نبوّت پيامبر صلى اللّه عليه وآله، فلسفه نبوّت او، ختم نبوّت به وسيله ايشان، جهانى بودنِ نبوّت او، و ويژگى هاى پيامبر ختمى مرتبت از نگاه قرآن و خاندان رسالت، ارائه مى گردد؛ امّا پيش از آن، توضيح كوتاهى درباره دلايل و فلسفه نبوّت پيامبر اكرم از منظر قرآن، مى آوريم.


1- بحار الأنوار: ج 15 ص 28:" اگر به خاطر تو نبود، افلاك را نمى آفريدم".
2- مختصر بصائر الدرجات: ص 125.

ص: 10

1. دلايل قرآن بر نبوّت پيامبر خدا

اشاره

به طور خلاصه، مى توان گفت: قرآن، شش برهان اساسى بر نبوّت خاتم انبيا صلى اللّه عليه وآله اقامه كرده است. اين براهين، عبارت اند از:

1/ 1. گواهى خدا

قرآن كريم، در شش آيه براى اثبات نبوّت محمّد صلى اللّه عليه وآله و صداقت او در ادّعاى پيامبرى، به گواهى خداوند متعال، استناد كرده است: در دو آيه، ضمن استدلال به گواهى خداوند به نبوّت او، اعلام مى دارد كه گواهى خدا براى اثبات رسالت وى، كافى است (1) و در چهار آيه، افزون بر اين، به پيامبر صلى اللّه عليه وآله دستور مى دهد كه به اين برهان، بر نبوّت خود، استناد نمايد. (2)

امّا چگونگى شهادت خداوند متعال بر نبوّت پيامبر خدا، در متن اين نوشتار خواهد آمد. (3) به طور اجمال، خداوند متعال از راه هاى ممكن، قولًا و عملًا نبوّت پيامبر صلى اللّه عليه وآله را تأييد كرده است.

1/ 2. پيشگويى انبياى پيشين

دومين دليل قرآن بر نبوّت خاتم انبيا(محمد صلى اللّه عليه وآله)، اين است كه موسى عليه السلام در تورات و عيسى عليه السلام در انجيل، بعثت ايشان را بشارت داده اند؛ بلكه همه كتاب هاى آسمانى به بعثت پيامبر خدا و نزول وحى بر او بشارت داده اند:

" وَ إِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ؛ (4) و [وصف] آن در كتاب هاى پيشينيان آمده است".

امام على عليه السلام طبق روايتى در توصيف بعثت پيامبر خدا مى فرمايد:

... إلى أن بَعَثَ اللّهُ مُحَمَّداً رَسولَ اللّهِ صلى اللّه عليه وآله لِاءنجازِ عِدَتِهِ وإتمامِ نُبُوَّتِهِ مَأخوذاً عَلَى


1- نساء: آيه 166، فتح: آيه 28.
2- اسراء: آيه 96، عنكبوت: آيه 52، احقاف: آيه 8، انعام: آيه 19.
3- ر. ك: ص 26 سخنى درباره گواهى دادن خدا بر نبوّت انبيا.
4- شعراء: آيه 196.

ص: 11

النَّبِيِّينَ ميثاقُهُ مَشهورَةً سِماتُهُ. (1)

... تا آن كه خداوند عز و جل محمّد، فرستاده خويش، را براى تحقّق وعده خود و تمام كردن جريان پيامبرى، برانگيخت و اين در حالى بود كه از پيامبران، عهد گرفته شده بود و نشانه هايش مشهود بود.

در روايتى ديگر از امير مؤمنان، ابن عبّاس و قتاده، درباره تبيين اين ميثاق آمده:

إنَّ اللّهَ أخَذَ الميثاقَ عَلَى الأنبِياءِ قَبلَ نَبِيِّنا أن يُخبِروا امَمَهُم بِمَبعَثِهِ ونَعتِهِ ويُبَشِّروهُم بِهِ ويَأمُروهُم بِتَصديقِهِ (2).

خداوند، از پيامبران پيش از پيامبر ما پيمان گرفته كه امّت هايشان را از بعثت و وصف ايشان، مطّلع سازند و آمدن او را بشارت دهند و مردم را وا دارند كه او را تصديق كنند.

قرائن فراوانى نيز حكايت مى كند كه شمارى از پيامبران، آمدن پيامبر خاتم را بشارت داده اند.

به هر حال، از نگاه قرآن، مشخّصات پيامبر خاتم به گونه اى روشن در كتب آسمانى آمده بود، تا آن جا كه اهل كتاب، ايشان را همانند پسران خود مى شناختند:

" الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَعْرِفُونَهُ كَما يَعْرِفُونَ أَبْناءَهُمْ وَ إِنَّ فَرِيقاً مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَ هُمْ يَعْلَمُونَ؛ (3) كسانى كه به ايشان كتاب [آسمانى] داده ايم، همان گونه كه پسران خود را مى شناسند، او(محمّد) را مى شناسند، و مسلماً گروهى از ايشان، حقيقت را نهفته مى دارند و خودشان [هم] مى دانند".

گفتنى است كه اگر در ادّعاى قرآن، مبنى بر بشارت كتب آسمانى بر نبوّت


1- نهج البلاغة: خطبه 1.
2- ر. ك: ص 28 ح 3.
3- بقرة: آيه 146.

ص: 12

پيامبر خدا و شناخت كامل اهل كتاب نسبت به ايشان در عصر نزول قرآن، كمترين ترديدى وجود داشت، دشمنان اسلام، براى مخالفت با اين آيين، قطعا آن را مطرح مى كردند. بنا بر اين، عدم ثبت مخالفتى روشن و مستند با اين ادّعاى صريح، با وجود انگيزه جدّى براى مخالفت، دليلى واضح بر صحّت اين ادّعاست.

افزون بر اين، در تورات و انجيل فعلى نيز با همه تحريفاتى كه در آنها صورت گرفته است، مطالبى قابل انطباق با خاتم انبيا(محمّد صلى اللّه عليه وآله)، وجود دارد. (1)

1/ 3. گواهى كسى كه علم كتاب، نزد اوست

سومين برهان قرآن بر رسالت خاتم انبيا، گواهى كسى است كه گواهى او همانند گواهى خداوند متعال، در محكمه عقل و وجدان، براى اثبات صداقت پيامبر خدا كافى است. قرآن، چنين فردى را با دو عنوان معرّفى كرده است: يكى" وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ؛ كسى كه علم كتاب نزد اوست":

" وَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلًا قُلْ كَفى بِاللَّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ؛ (2) و كسانى كه كافر شدند، مى گويند: تو فرستاده نيستى. بگو: كافى است خدا و آن كس كه نزد او علم كتاب است، ميان من و شما گواه باشد".

و عنوان ديگر:" شاهِدٌ مِنْهُ؛ گواهى از خويشان او":" أَ فَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَ يَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ وَ مِنْ قَبْلِهِ كِتابُ مُوسى إِماماً وَ رَحْمَةً؛ (3) آيا كسى كه از جانب پروردگارش بر حجّتى روشن است و شاهدى از [خويشان] او، پيرو آن است و پيش از وى [نيز] كتاب موسى، راهبر و مايه رحمت بوده است [دروغ


1- ر. ك: ص 32.
2- رعد: آيه 43.
3- هود: 17.

ص: 13

مى بافد]؟".

طبق رواياتى كه در منابع معتبر فريقين(شيعه و اهل سنّت) آمده، مقصود از(شاهِدٌ) و" وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ"، امير مؤمنان على بن ابى طالب عليه السلام است. (1) آرى، كسى كه با ويژگى هاى علمى، (2) اخلاقى (3) و عملىِ (4) آن امام آشنا باشد، مى داند كه او به گزاف سخن نمى گويد و چيزى جز حق، بر زبان جارى نمى سازد. از اين رو، گواهى امام على عليه السلام در كنار گواهى خداوند متعال، سند روشن نبوّت پيامبر خاتم است و پيروى شخصيت برجسته اى مانند على بن ابى طالب عليه السلام از پيامبر خدا، براى اثبات صداقت و رسالت او كافى است.

گفتنى است كه امير مؤمنان پس از پيامبر خدا، عالم ترينِ امّت به كتاب خدا و از بزرگ ترين مصاديق گواهان رسالت است. بنا بر اين، تطبيق آيه ياد شده به ايشان، با انطباق آن با ساير اهل بيت پيامبر خدا، منافاتى ندارد؛ بلكه هر كس حقيقتا با قرآن آشنا باشد، شاهد صداقت و رسالت آورنده آن است.

1/ 4. اطّلاع علماى بنى اسرائيل

چهارمين برهان قرآن، براى اثبات رسالت حضرت ختمى مرتبت، آگاهى علماى بنى اسرائيل از پيشگويى نزول قرآن بر ايشان است:

" وَ إِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ* أَ وَ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ آيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَماءُ بَنِي إِسْرائِيلَ؛ (5) و [وصفِ] آن در كتاب هاى پيشينيان آمده است. آيا براى آنان، اين خود، دليلى روشن نيست كه علماى بنى اسرائيل از آن اطّلاع دارند؟".


1- ر. ك: ص 51 و دانش نامه امير المؤمنين: بخش نهم/ فصل يكم: على از زبان قرآن/ آن كه دانش كتاب، نزد اوست.
2- ر. ك: دانش نامه امير المؤمنين: بخش يازدهم/ دانش هاى امام على عليه السلام.
3- ر. ك: دانش نامه امير المؤمنين: بخش دهم/ ويژگى هاى امام على عليه السلام/ فصل دوم: ويژگى هاى اخلاقى.
4- همان، فصل سوم: ويژگى هاى عملى.
5- شعراء: آيه 196 و 197.

ص: 14

اين آيه بدين معناست كه دانشمندان بنى اسرائيل، موضوع نبوّت پيامبر خاتم را كه در كتب انبياى گذشته ديده بودند، پيش از بعثت ايشان، براى مشركان بازگو كرده اند و چنان كه در آيه ديگر آمده، آنها را تهديد مى كردند كه با آمدن آن پيامبر، از آنها انتقام خواهند گرفت:

" وَ لَمَّا جاءَهُمْ كِتابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِما مَعَهُمْ وَ كانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جاءَهُمْ ما عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكافِرِينَ؛ (1) و هنگامى كه از جانب خداوند، كتابى كه مؤيّد آنچه نزد آنان است، برايشان آمد، و از ديرباز [در انتظارش] بر كسانى كه كافر شده بودند، پيروزى مى جستند؛ ولى همين كه آنچه [كه اوصافش] را مى شناختند، برايشان آمد، انكارش كردند. پس لعنت خدا بر كافران باد!".

و در آيه ديگرى آمده:

" وَ لَمَّا جاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِما مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ كِتابَ اللَّهِ وَراءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لا يَعْلَمُونَ؛ (2) و آن گاه كه فرستاده اى از جانب خداوند برايشان آمد- كه آنچه را با آنان بود، تصديق مى كرد، گروهى از اهل كتاب، كتاب خدا را پشت سر افكندند، چنان كه گويى [از آن هيچ] نمى دانند".

بديهى است در محيطى كه دانشمندان بنى اسرائيل در كنار مشركان حضور دارند، امكان ندارد قرآن به گزاف، چنين ادّعايى را داشته باشد؛ چرا كه از هر سو بانگ برخواهد خاست كه چنين ادّعايى صحيح نيست، و اين خود، نشان مى دهد كه اين موضوع، در محيط نزول آيات به قدرى روشن بوده كه جاى انكار نداشته است.

افزون بر علم و آگاهى علماى يهود و نصارا از بعثت پيامبر خدا، پيش از آن، عدّه


1- بقره: آيه 89.
2- بقره: آيه 101.

ص: 15

فراوانى از آنان در عصر پيامبر خدا ايمان آوردند و به اين كه او همان پيامبرى است كه كتاب هاى آسمانى گذشته نويد آمدنش را داده بودند، اعتراف كردند. (1)

1/ 5. گواهى علم

از نگاه قرآن و حديث، علم، با ايمان به توحيد و نبوّت، پيوندى ناگسستنى دارد و عالمِ حقيقى، كسى است كه صداقت و رسالت خاتم انبيا را تصديق مى كند:

" وَ يَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَ يَهْدِي إِلى صِراطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ؛ (2) و كسانى كه از دانش بهره يافته اند، مى دانند آنچه از جانب پروردگارت به سوى تو نازل شده، حقّ است و به راه آن عزيزِ ستوده [صفات] راهبرى مى كند".

و بر اين پايه، از پيامبر خدا روايت شده است:

العِلمُ حَياةُ الإسلامِ وعِمادُ الإيمانِ. (3)

علم، مايه حيات اسلام و استوارى ايمان است.

و امّا اين كه كدام علم، حيات اسلام و عماد ايمان است، در متن كتاب، تبيين خواهد شد. (4)

1/ 6. داورى خداوند متعال

روش قرآن براى اثبات نبوّت پيامبر خدا در گام اوّل، تكيه بر دليل و برهان است و اگر طرف مقابل، در برابر دلايل روشن، لجاجت كرد و تسليم حق نشد، در گام دوم، دعوت به مباهله، يعنى نفرين كردن دو نفر به يكديگر براى اثبات ادّعاست، بدين سان كه آنان، درباره مسئله مورد اختلاف، در يك جا جمع شوند و به درگاه خدا تضرّع كنند و از او بخواهند كه دروغگو را رسوا سازد و مجازات نمايد. اين اقدام، در


1- ر. ك: ص 55:" اطلاع علماى بنى اسرائيل و ايمان آوردن شمارى از دانايان اهل كتاب".
2- سبأ: آيه 6.
3- ر. ك: ص 58 ح 24.
4- ر. ك: ص 63:" پژوهشى درباره گواهى دادن دانش بر پيامبرى محمد".

ص: 16

واقع، به داورى خواندن خداوند متعال در مورد تصديق و يا تكذيب هر يك از آنان در ادّعاى خويش است.

خداوند متعال به پيامبر خود دستور مى دهد براى اثبات صداقت خود در گفتگو با نصاراى نجران، بدين ترتيب، آنان را دعوت به مباهله كند:

" فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُمْ وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكاذِبِينَ؛ (1) پس هر كه در اين [باره] پس از دانشى كه تو را [حاصل] آمده، با تو محاجه كند، بگو:" بياييد پسرانمان و پسرانتان، و زنانمان و زنانتان، و ما خويشان نزديكمان و شما خويشان نزديك خود را فرا خوانيم، سپس مباهله كنيم و لعنت خدا را بر دروغگويان قرار دهيم".

بى ترديد، دعوت به مباهله به گونه اى كه در اين آيه آمده است، حكايت از صداقت مدّعى نبوّت دارد؛ زيرا كسى كه به صحّت ادّعاى خود يقين نداشته باشد، امكان ندارد از مخالفان خود دعوت كند كه: بياييد خداوند را به داورى بخوانيم تا دروغگو را رسوا سازد و شما در همان مجلس دعا، نتيجه داورى خداوند و مجازات دروغگو را خواهيد ديد! بديهى است كه ورود به اين ميدان بدون اطمينان به نتيجه آن، معقول نيست؛ زيرا اگر دعاى مدّعى به اجابت نرسد و مخالف، مجازات نشود، مدّعى رسوا خواهد شد. از اين رو، پيشنهاد مباهله به مسيحيان، صرف نظر از نتايج آن، بى ترديد، حاكى از صدق پيامبر خدا در دعوى رسالت است.

پس از ارائه پيشنهاد مباهله توسّط پيامبر خدا، نمايندگان مسيحيان نجران براى پاسخ دادن به اين پيشنهاد، از ايشان مهلت خواستند تا با بزرگان خود، مشورت كنند. نتيجه مشاوره آنان، نكته اى بود مهم كه از نظر روان شناسى، حاكى از صدق و يا كذب مدّعى نبوّت است. لذا تصميم گرفتند كه در مجلس مباهله حاضر شوند و ببينند كه


1- آل عمران: آيه 61.

ص: 17

همراهان پيامبر صلى اللّه عليه وآله براى مباهله كيستند و او چه كسانى را در معرض مجازات الهى قرار مى دهد. آنان با خود گفتند:

إن باهَلَنا بِقَومِهِ باهَلناهُ؛ فاءنَّهُ لَيسَ بِنَبِيٍ، وإن باهَلَنَا بِأهلِ بَيتِهِ خاصَّةً فَلا نُباهِلُهُ؛ فَإِنَّهُ لا يَقدِم عَلى أهلِ بَيتِهِ إلّا وهُوَ صادِقٌ. (1)

اگر به همراه قوم خويش به مباهله با ما آمد، پيامبر نيست و با او مباهله مى كنيم؛ امّا اگر تنها خانواده اش را به مباهله با ما آورد، با او مباهله نخواهيم كرد؛ چرا كه كسى خانواده اش را [براى مباهله] همراه نمى آورد، مگر آن كه راستگو باشد.

طبق قرار قبلى به ميعادگاه رفتند. ناگاه ديدند كه پيامبر خدا همراه با دخترش فاطمه عليهاالسلام و دامادش على عليه السلام و دو نواده كوچك خود(حسن و حسين عليهماالسلام) براى مباهله حاضر شده است. آنان با ديدن اين صحنه حاكى از صداقت پيامبر خدا، سخت به وحشت افتادند و از مباهله خوددارى كردند و به مصالحه و رعايت شرايط ذمّه تن دادند. (2)

2. فلسفه بعثت پيامبر خدا

اشاره

پس از شناخت پيامبر خدا، مهم ترين مسئله در زمينه معرفت شخصيت پيامبر اعظم، آشنايى با فلسفه (3) بعثت اوست.

فلسفه بعثت پيامبر خاتم، در اساس، با فلسفه بعثت پيامبران تفاوتى ندارد. تنها تفاوت اين است كه او برنامه ساير پيامبران را تكميل كرده و بدين جهت، نبوّت به او ختم گرديده است. (4)

با عنايت به اين نكته، مى توان فلسفه بعثت از نگاه قرآن را در دو عنوان كه حاكى


1- ر. ك: ص 66 ح 27.
2- ر. ك: ص 67.
3- فلسفه در اين جا، به معناى" چرايى" و" حكمت" است.
4- ر. ك: فصل دوم: حكمت پيامبرى.

ص: 18

از يك واقعيت اند، خلاصه كرد كه عبارت اند از:

2/ 1. دعوت به خدا

دعوت به خدا، جامع ترين فلسفه بعثت همه انبياى الهى است، اين دعوت، در واقع، همان دعوت به پيمودن راه خدا، و عمل كردن بر اساس دين اسلام، يعنى برنامه تكامل انسان است كه ضامن تأمين حيات مادّى و معنوى اوست. از اين رو، تعبيرهايى مانند:" قُلْ هذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللَّهِ عَلى بَصِيرَةٍ أَنَا وَ مَنِ اتَّبَعَنِي (1)؛ بگو اين است راه من، كه من و هر كس پيروى ام كرد با بينايى به سوى خدا دعوت مى كنيم" و" ادْعُ إِلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَ الْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ؛ (2) با حكمت و اندرز نيكو به راه پروردگارت دعوت كن" و" اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَ لِلرَّسُولِ إِذا دَعاكُمْ لِما يُحْيِيكُمْ؛ (3) دعوت خدا و پيامبر را اجابت كنيد، هنگامى كه شما را به سوى چيزى مى خواند كه شما را حيات مى بخشد" و امثال آنها در مورد فلسفه بعثت، اشاره به يك واقعيت از زاويه هاى گوناگون است.

به تعبير ديگر، فلسفه بعثت همه انبياى الهى، و سرآمد آنان، پيامبر خاتم، اين است كه مردم را با راه رسيدن به كمال مطلق، آشنا كنند تا آنان با پيمودن اين راه، ضمن تأمين نيازهاى مادّى و معنوى خود، به لقاء اللّه كه مقصد نهايى حركت تكاملى انسان است دست يابند. لذا مهم ترين و جامع ترين فلسفه بعثت، همانا دعوت به خداوند متعال است.

2/ 2. تكامل انسان

در جهان بينى الهى، فلسفه وحى و نبوّت، بر سه اصل اساسى استوار است:

اصل اوّل اين كه فلسفه آفرينش انسان، تكامل اوست؛ اصل دوم اين كه راهنماى تكامل، در متن وجود انسان نيست؛ اصل سوم اين كه تنها آفريدگار جهان، مى تواند برنامه تكامل انسان را ارائه


1- يوسف: آيه 108.
2- نحل: آيه 125.
3- انفال: آيه 24.

ص: 19

نمايد؛ زيرا تنها اوست كه استعدادها و نيازهاى انسان را كاملًا مى شناسد و با همه دقايق برنامه هاى تكامل انسان، آشناست، و از سوى ديگر، نيازى به انسان ندارد تا چيزى كه به سود اوست، از او دريغ دارد. (1)

بنا بر اين، براى اين كه انسان بتواند به فلسفه آفرينش خود برسد، حكمت بالغه الهى ايجاب مى كند كه راهنمايى براى ارائه برنامه تكامل انسان اعزام نمايد؛ زيرا در غير اين صورت، تكامل انسان ممكن نخواهد بود و اين، به معناى بى هدف بودن آفرينش خواهد بود. به سخن ديگر، انكار وحى و بعثت انبيا، مساوى است با انكار توحيد. از اين رو، قرآن تصريح مى فرمايد كه:

" وَ ما قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قالُوا ما أَنْزَلَ اللَّهُ عَلى بَشَرٍ مِنْ شَيْ ءٍ؛ (2) و آن گاه كه [يهوديان] گفتند: خداوند، چيزى بر بشرى نازل نكرده، بزرگى خدا را چنان كه بايد، نشناختند".

بر اين پايه، در يك جمله مى توان گفت: فلسفه بعثت انبيا، تكامل انسان و پاسخگويى به نيازهاى مادّى و معنوى اوست. (3)

ساير امورى كه در تبيين حكمت بعثت انبيا در قرآن بدانها اشاره شده است(مانند: رفع اختلاف، رهايى انسان از زنجيرهاى درونى و بيرونى، خارج ساختن انسان از تاريكى جهل، آموختن كتاب و حكمت، منوّر ساختن جهان به نور علم، رشد اخلاقى جامعه و تأمين عدالت اجتماعى)، در واقع، فروع اجابت دعوت خدا، و جزئيات اجراى برنامه الهى تكامل انسان، از جانب انبياى الهى(به عنوان نخستين مجريان آن) است. (4)

اما فلسفه بعثت، در مورد كسانى كه دعوت خدا و انبياى الهى را اجابت نكنند، اتمام حجّت است. (5)


1- براى آشنايى بيشتر با اين اصول، ر. ك: فلسفه وحى و نبوّت، محمّد محمّدى رى شهرى.
2- انعام، آيه: 91.
3- ر. ك: ص 77 تكامل.
4- ر. ك: ص 73 فصل دوم: حكمت پيامبرى.
5- ر. ك: ص 105: اتمام حجت.

ص: 20

ص: 21

فصل يكم دلايل پيامبرى

1/ 1 گواهى دادن خداوند به پيامبرى محمّد

قرآن

" ليكن خدا به [حقّانيت] آنچه بر تو نازل كرده است، گواهى مى دهد. [او] آن را به علم خويش نازل كرده است، و فرشتگان [نيز] گواهى مى دهند؛ و كافى است كه خدا گواه باشد".

" اوست كسى كه پيامبر خود را به [قصد] هدايت، با آيين درست، روانه ساخت، تا آن را بر تمام اديان، پيروز گردانَد؛ و گواه بودن خدا كفايت مى كند".

" بگو: ميان من و شما، گواه بودن خدا كافى است؛ چرا كه او همواره به [حال] بندگانش آگاه بيناست".

" بگو: كافى است خداوند، ميان من و شما شاهد باشد. آنچه را كه در آسمان ها و زمين است، مى داند. آنان كه به باطل گرويده و خدا را انكار كرده اند، همان زيانكاران اند".

" يا مى گويند: اين [كتاب] را بربافته است. بگو: اگر آن را بربافته باشم؛ در برابر خدا، اختيار چيزى براى من نداريد. او آگاه تر است به آنچه [با طعنه] در آن فرومى رويد. گواه بودن او ميان من و شما، بس است؛

ص: 22

ص: 23

و اوست آمرزندؤ مهربان".

" بگو: گواهى چه كسى از همه برتر است؟ بگو: خداوند، ميان من و شما گواه است. اين قرآن به من وحى شده تا به وسيلؤ آن، شما و هر كس را [كه اين پيام به او] برسد، هشدار دهم. آيا واقعاً شما گواهى مى دهيد كه در جنب خدا، خدايان ديگرى است؟ بگو: من، گواهى نمى دهم. بگو: او تنها معبودى يگانه است، و بى ترديد، من از آنچه شريك [او] قرار مى دهيد، بيزارم".

حديث

1. امام باقر عليه السلام درباره آيه" بگو: گواهىِ چه كسى از همه برتر است ...": زمانى كه پيامبر خدا در مكّه تازه دعوت خود را آغاز كرده بود، مشركان مكّه گفتند: اى محمّد! آيا خدا فرستاده اى غير از تو پيدا نكرد كه او را بفرستد؟! ما هيچ كس را نمى يابيم كه گفته هاى تو را تصديق كند. از يهود و نصارا درباره تو پرسيديم؛ امّا آنها گفتند كه در كتاب هاى آنها از تو ياد نشده است. بنا بر اين، كسى را بياور كه گواهى دهد تو فرستاده خدا هستى! پيامبر خدا فرمود:"" خداوند، گواه ميان من و شماست ..."".

2. المناقب، ابن شهرآشوب: مردم مكّه نزد پيامبر صلى اللّه عليه وآله آمدند و گفتند: آيا خدا، هيچ فرستاده اى غير از تو پيدا نكرد؟! ما احدى را نمى بينيم كه گفته هاى تو را تصديق كند. از يهود و نصارا درباره تو پرسيديم، گفتند در كتاب هاى آنان، از تو نامى بُرده نشده است. پس، كسى را به ما نشان بده كه گواهى دهد تو، آن گونه كه مى گويى، فرستاده خدا هستى.

پس، اين آيه نازل شد:" بگو: گواهى چه كسى از همه برتر است؟ بگو: خداوند، گواه ميان من و شماست ...".

ص: 24

ص: 25

نيز اهل مكّه گفتند: عجبا! آيا خداوند متعال، فرستاده اى جز يتيم ابوطالب پيدا نكرد كه به سوى مردم بفرستد؟! پس اين آيه نازل شد:" الف. لام. راء. اينها آيات كتاب حكيم است. آيا براى مردم، شگفت آور است كه بر مردى از آنان وحى نموديم كه مردم را بترسان ...".

ص: 26

سخنى درباره گواهى دادن خدا بر نبوّت انبيا

گواهى دادن خداى متعال به نبوّت انبيا به دو طريق، قابل تصوّر است: گفتارى و رفتارى.

گواهى گفتارى به دو شكل مى تواند باشد:

1. وحى و الهام. خداوند متعال مى تواند پيامبر بودن يك نفر را براى مردم اعلام كند و به واسطه وحى و الهام بر نبوّت او گواهى دهد. منتها كمك گرفتن از اين طريقه، زمانى ميسّر است كه استعداد دريافت وحى و الهام در مردم فراهم باشد.

به عبارت ديگر، اشكال از طرف فرستنده نيست؛ بلكه از جانب گيرنده است؛ زيرا هرگاه گيرنده(يعنى مردم) توانايى دريافت كلام خدا را داشته باشند، امكان دارد كه خداوند متعال، حقانيت نبوّت پيامبرش را مستقيماً به آنان ابلاغ كند.

از قرآن كريم استفاده مى شود كه خداوند متعال، اين روش را درباره نبوّت بعضى پيامبران به كار برده است. از جمله نسبت به نبوّت عيسى عليه السلام با حواريان، آن جا كه مى فرمايد:" وَ إِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَ بِرَسُولِي قالُوا آمَنَّا وَ اشْهَدْ بِأَنَّنا مُسْلِمُونَ؛ و آن گاه كه به حواريان وحى كردم كه به من و فرستاده من، ايمان بياوريد و آنان گفتند: ايمان آورديم و تو گواه باش كه ما تسليم شدگانيم". (1)

2. معجزه گفتارى. طريقه اوّل(يعنى وحى و الهام) اختصاص به كسانى دارد كه حجاب هاى معرفت قلبى را دريده باشند و امكان ارتباط قلبى با مبدأ، به قصد رسيدن به حقايق معرفت، برايشان فراهم باشد.

امّا طريقه دوم، يك راه عمومى و همگانى است؛ يعنى، عموم مردم كه توانايى


1- مائده: آيه 111.

ص: 27

شناخت قلبى را ندارند، مى توانند از اين طريقه كمك بگيرند.

اين طريق، عبارت از اين است كه خداى متعال، به واسطه سخنى كه خود معجزه است، به نبوّت پيامبر خود گواهى مى دهد، يعنى عموم مردم به روشنى مى فهمند كه اين سخن، سخن بشر نيست وانسان، هر اندازه هم مدارج علم و فرهنگ و ادب را پيموده باشد، باز نمى تواند چنان سخنى بگويد.

و امّا گواهى رفتارى نيز مى تواند به دو شكل باشد:

1. معجزه. يعنى كارى كه نشان دهد مدّعى نبوّت با خداى متعال، ارتباط دارد. به همين دليل است كه قرآن كريم، از اين كار به" آيه" و" بيّنه" تعبير مى كند؛ مانند افكندن عصا و تبديل آن به اژدها و زنده كردن مُردگان.

بر اين اساس، هرگاه كسى كه مدّعى نبوّت است، معجزه اى بياورد، آن معجزه، گواهى عملى از جانب خداى متعال بر حقانيّت ادّعاى اوست.

2. تقرير. اگر فرض كنيم فردى خودش را براى مردم، نماينده فلان شخص مشهور معرّفى نمايد و در حضور آن شخص مشهور، براى مردم، سخنانى ايراد كند و مدّعى شود كه از جانب آن شخص است و آن شخص، آزادانه و بدون آن كه عذرى داشته باشد، سكوت اختيار كند، اين سكوت و خاموشى، تقرير يا شهادتى عملى از جانب آن شخصيت بر صدقِ نيابت مدّعى و درستى سخنان او به شمار مى آيد.

با توجّه به آنچه گذشت، چنان كه شخصى خودش را فرستاده خدا معرّفى كند و نبوّت خود را، به نحوى از انحا، در محضر پديد آورنده جهان، مطرح سازد و نبوّت او را نه تنها توده مردم، بلكه حتّى اهل علم بپذيرند و خداى متعال، ادّعاى او را در برابر مردم به طريقى روشن باطل نسازد، چنين سكوتى، شهادت عملى و تقرير و تأييدى است بر درستى و حقانيّت ادّعاى او.

خداوند متعال، چه راهى براى گواهى دادن به پيامبرى پيامبر اسلام به كار گرفت؟

اكنون كه مفهوم گواهى دادن خداى متعال روشن شد، لازم است ببينيم كه خداوند متعال براى تصديق و تأييد نبوّت پيامبر اسلام، كدام يك از راه هاى پيش گفته را به كار گرفته است.

با ملاحظه سيره پيامبر اسلام، معلوم مى شود كه خداى متعال، درستى و حقانيّت نبوّت آن بزرگوار را به هر چهار طريق ياد شده، تأييد كرده و به واسطه اين راه ها بر پيامبرى او گواهى داده است.

ص: 28

ص: 29

1/ 2 گواهى دادن پيامبران

قرآن

" و [وصفِ] آن در كتاب هاى پيشينيان آمده است".

" و هنگامى را كه عيسى پسر مريم گفت:" اى فرزندان اسرائيل، من، فرستادؤ خدا به سوى شما هستم. تورات را كه پيش از من بوده، تصديق مى كنم و به فرستاده اى كه پس از من مى آيد و نام او احمد است، بشارتگرم". پس وقتى براى آنان دلايل روشن آورد، گفتند: اين، سحرى آشكار است و چه كسى ستمگرتر از آن كس است كه با وجود آن كه به سوى اسلام فراخوانده مى شود، بر خدا دروغ مى بندد؟ و خدا مردم ستمگر را راه نمى نمايد".

" همانان كه از اين فرستاده، پيامبر درس نخوانده- كه [نام] او را نزد خود، در تورات و انجيل نوشته مى يابند- پيروى مى كنند".

ر. ك: بقره: آيه 89، 101، 129، 146، آل عمران: آيه 81 و 82.

حديث

3. امام باقر عليه السلام: تورات، وقتى بر موسى عليه السلام نازل شد، به [نبوّت] محمّد صلى اللّه عليه وآله بشارت داد .... پيامبران، همواره به [نبوت] محمّد، بشارت مى داده اند، تا اين كه خداوندِ خجسته و والا، عيسى مسيح عليه السلام را برانگيخت و او هم به [نبوت] محمّد، بشارت داد و آن، همين گفته خداوند است:" مى يابند او را"؛ يعنى يهود و نصارا" نوشته شده"؛ يعنى صفت محمّد را" در پيش خودشان"؛ يعنى" در تورات و انجيل كه آنان را به معروف، امر و از منكر، نهى مى كند" و اين، همان فرموده خداوند عز و جل است كه از قول عيسى خبر مى دهد:" و بشارت دهنده به پيامبرى كه پس از من مى آيد و نامش احمد است".

4. امام على عليه السلام: خداوند، از پيامبران پيش از پيامبر ما پيمان گرفته كه امّت هايشان را از بعثت و وصف او مطّلع سازند و آمدن او را بشارت دهند و مردم را وا دارند كه او را تصديق كنند.

5. الطبقات الكبرى به نقل از محمّد بن كعب: خداوند به يعقوب عليه السلام وحى كرد:" من، از نسل تو شاهان و پيامبرانى برخواهم انگيخت تا آن گاه كه پيامبرِ مكّى را

ص: 30

ص: 31

مبعوث كنم كه امّت او، معبد بيت المقدّس را مى سازند و او، خاتمِ پيامبران و نامش احمد است.

6. پيامبر خدا صلى اللّه عليه وآله در پاسخ به سؤال از آغاز كار ايشان(اين كه از چه زمان پيامبر بوده است؟): [من همان] دعاى ابراهيم عليه السلام و بشارت عيسى عليه السلام [هستم] و مادرم [هنگام تولّد من] ديد نورى از او بيرون مى آيد و بر اثر آن، كاخ هاى شام، نمايان شد.

7. الطبقات الكبرى به نقل از شعبى: در كتاب ابراهيم عليه السلام آمده است:" از فرزندان تو، قوم ها و قوم ها پديد خواهند آمد، تا آن گاه كه پيامبر امّى، كه خاتم پيامبران است، برانگيخته شود.

8. الطبقات الكبرى به نقل از عبدالحميد بن جعفر، از پدرش: زبير بن باطا، كه عالم ترين فرد يهود بود، مى گفت: من به كتابى دسترس پيدا كردم كه پدرم، آن را از من پنهان نگه مى داشت. در آن كتاب، از پيامبرى به نام" احمد" ياد شده بود كه در سرزمين قرظ [بنى قريظه] ظهور مى كند و خصوصياتش چنين و چنان است. زبير، بعد از مرگ پدرش و زمانى كه پيامبر صلى اللّه عليه وآله هنوز مبعوث نشده بود، اين مطلب را بارها بازگو مى كرد؛ امّا همين كه شنيد پيامبر صلى اللّه عليه وآله در مكّه ظهور كرده است، مطالب آن كتاب را پاك كرد و موضوعِ پيامبر را كتمان نمود و گفت: اين شخص، آن پيامبر نيست.

9. امام على عليه السلام در بعثت پيامبر صلى اللّه عليه وآله: تا اين كه خداى سبحان، محمّد را به عنوان فرستاده خدا برانگيخت، در حالى كه از پيامبران درباره او پيمان گرفته بود، نشانه هايش شناخته شده و تولّدش فرخنده بود. اهل زمين در آن روز، داراى آيين هاى گوناگون و خواهش هاى پراكنده و دسته جات متشتّت بودند. كسانى بودند كه خداوند را شبيه مخلوق مى دانستند. يا از نام او منحرف بودند و يا در پىِ غير او بودند. خداوند به وسيله او آنها را از گم راهى هدايت كرد و از نادانى نجاتشان داد. سپس خداوند سبحان، لقاى محمّد صلى اللّه عليه وآله را براى خود روا ديد و براى او آن را پسنديد كه در نزد خود داشت و از سراى دنيا، او را بزرگ و عزيز داشت و دوستدارِ ديدار او شد تا سختى بلايا را نبيند و او را بزرگوارانه برگرفت و قبضِ روح كرد.

ص: 32

ص: 33

10. التوحيد در مناظره امام رضا عليه السلام با پيروان اديان و عقايد مختلف: رأس الجالوت گفت: چگونه نبوّت محمّد را ثابت مى كنى؟

امام رضا عليه السلام فرمود:" موسى بن عمران و عيسى بن مريم و داوود عليهم السلام، جانشينان خداوند عز و جل در روى زمين، به نبوّت او شهادت داده اند".

رأس الجالوت گفت: ثابت كن كه موسى بن عمران، چنين چيزى گفته است.

امام رضا عليه السلام فرمود:" اى يهودى! مى دانى كه موسى عليه السلام به بنى اسرائيل سفارش كرد و فرمود:" در آينده، پيامبرى از برادران شما خواهد آمد. او را تصديق كنيد و به سخنانش گوش دهيد". اگر از خويشاوندى اسرائيل با اسماعيل و نسبى كه از جانب ابراهيم عليه السلام با يكديگر دارند، اطّلاع دارى، آيا فرزندان اسرائيل، برادرانى غير از فرزندان اسماعيل داشته اند؟".

رأس الجالوت گفت: اين، سخن موسى است و ما آن را رد نمى كنيم.

امام رضا عليه السلام فرمود:" آيا از برادران بنى اسرائيل، پيامبرى غير از محمّد صلى اللّه عليه وآله براى شما آمده است؟".

گفت: نه.

امام رضا عليه السلام فرمود:" نه اين است كه چنين مطلبى در ميان شما حقيقت دارد؟".

گفت: چرا؛ اما دوست دارم آن را از تورات براى من بيان كنى.

امام رضا عليه السلام فرمود:" آيا انكار مى كنى كه تورات به شما مى گويد: نور، از جانب طور سينا آمد و از كوه ساعير، براى مردم پرتو افكند و از كوه فاران، براى ما آشكار شد؟".

رأس الجالوت گفت: اين جملات را مى دانم؛ امّا تفسير آنها را نمى دانم.

امام رضا عليه السلام فرمود:" من به تو مى گويم. امّا اين كه مى گويد: نور از جانب طور سينا آمد، مقصود از آن نور، وحى خداى تبارك و تعالى است كه خداوند، در كوه طور سينا بر موسى عليه السلام نازل فرمود، و اين كه مى گويد: در كوه ساعير براى مردم پرتو افكند، مقصود، همان كوهى است كه وقتى عيسى بن مريم عليه السلام روى آن بود،

ص: 34

ص: 35

خداوند عز و جل به او وحى فرستاد، و اين كه مى گويد: از كوه فاران براى ما آشكار شد، مقصود، كوهى است از كوه هاى مكّه كه ميان آن كوه و مكّه، يكى دو روز راه است.

به گفته خود تو و يارانت، شعياى نبى، در تورات گفته است: دو سواره ديدم كه زمين براى آنها درخشيد: يكى سوار بر الاغى بود و ديگرى، سوار بر اشترى. آن الاغ سوار كيست و آن اشترسوار، چه كسى؟".

رأس الجالوت گفت: نمى دانم. تو مرا از آن دو آگاه كن.

فرمود:" آن الاغ سوار، عيسى عليه السلام است و آن اشتر سوار، محمّد صلى اللّه عليه وآله است. آيا منكر چنين چيزى در توارت هستى؟".

گفت: نه. انكارش نمى كنم.

امام رضا عليه السلام سپس فرمود:" آيا حيقوقِ نبى را مى شناسى؟".

گفت: آرى. كاملًا مى شناسمش.

فرمود:" او گفته و كتاب شما نيز گوياى آن است كه خداى متعال، از كوه فاران، بيان را آورد و آسمان ها از ذِكر تسبيح احمد و امّت او پُر شد. او سواران خود را در دريا به حركت در مى آورَد، همچنان كه در خشكى نيز. بعد از ويرانى بيت المقدّس، كتاب جديدى(مقصودش قرآن است) مى آورد. آيا اين را مى پذيرى و به آن ايمان دارى؟".

رأس الجالوت گفت: البته اين را حيقوق نبى، گفته است و ما گفته او را انكار نمى كنيم.

امام رضا عليه السلام فرمود:" داوود عليه السلام نيز در زبور خود، كه تو آن را مى خوانى، گفته است:" خدايا! بعد از دوره فترت، آن برپا دارنده سنّت را بفرست". آيا غير از محمّد صلى اللّه عليه وآله پيامبرى مى شناسى كه بعد از دوره فترت، سنّت را برپا داشته باشد؟".

رأس الجالوت گفت: اين، گفته داوود است و ما آن را قبول داريم و انكارش نمى كنيم؛ ليكن مقصود از او، عيسى عليه السلام است و روزگار او، همان دوره فترت است.

امام رضا عليه السلام فرمود:" پس خبر ندارى كه عيسى عليه السلام با سنّت مخالفت نكرد؛

ص: 36

ص: 37

بلكه تا زمانى كه خداوند او را به سوى خود بالا برد، با سنّت تورات، موافق بود. در انجيل نوشته شده است: پسر آن زن پاك دامن مى رود و پس از او فارقليطا مى آيد و او، بارهاى گران را سَبُك مى كند و هر چيزى را براى شما روشن مى سازد و به حقّانيت من، گواهى مى دهد، همچنان كه من به آمدن او گواهى دادم. من براى شما امثال(نمودها) آوردم و او براى شما تأويل(حقيقت) مى آورد. آيا به اين كه در انجيل آمده، ايمان دارى؟".

رأس الجالوت گفت: آرى. انكارش نمى كنم.

11. الطبقات الكبرى به نقل از كعب: صفات پيامبر صلى اللّه عليه وآله در تورات، چنين است:" محمّد، بنده برگزيده من است؛ نه تندخوست و نه خشن و نه در كوچه و بازار، هياهو به راه مى اندازد. بدى را با بدى پاسخ نمى دهد؛ بلكه مى بخشد و گذشت مى كند. زادگاهش مكّه، هجرتگاهش مدينه و فرمان روايى اش در شام است".

12. الطبقات الكبرى به نقل از ابو نَملَه: يهود بنى قريظه، نام پيامبر خدا را در كتاب هاى خود مى خواندند و به كودكان خود، آموزش مى دادند كه نام و نشان او چيست و به نزد ما هجرت مى كند؛ امّا چون پيامبر خدا ظهور كرد، حسادت ورزيدند و حق كشى كردند و گفتند: اين شخص؛ آن پيامبر نيست.

13. الطبقات الكبرى به نقل از محمّد بن جعفر بن زبير و محمّد بن عمارة بن غزيّه: هنگامى كه نمايندگان نَجران به حضور پيامبر آمدند، ابو حارث بن علقمة بن ربيعه نيز در ميان آنان بود. او عالمِ دينى و رئيس و اسقف و پيشوا و صاحب مدارس آنان بود و در ميان ايشان، قدر و منزلتى داشت. اتّفاقا استر ابو حارث، او را به زمين زد. برادرش گفت: سرنگون باد آن مرد! و مقصودش پيامبر خدا بود.

ابو حارث گفت: خودت سرنگون شوى! مردى را كه از پيامبران است، دشنام مى دهى؟! او كسى است كه عيسى بشارت آمدنش را داده و نامش در تورات آمده است. برادرش گفت: پس، چه چيز مانع تو از پذيرفتن دين او مى شود؟

گفت: اين قوم، ما را مهترى داده اند و گرامى داشته اند و ما را بر خود، سالار ساخته اند و از هر چيز، جز مخالفت با او سر باز مى زنند.

ص: 38

داستان مسلمان شدن يك عالم مسيحى
اشاره

نويسنده كتاب أنيس الأعلام، كه يكى از روحانيان مسيحى بوده است، در آغاز اين كتاب، با عنوان" سرگذشت پُرآشوب"، داستانِ مسلمان شدن خود را چنين تعريف مى كند:

مؤلّف اين كتاب و پدرانش، جد اندر جد، از قِسّيسان بزرگ نصارا بوده اند و ولادتش در كليسا كَندىِ (1) اروميّه واقع گرديده است و پيش از مسلمان شدن، در نزد قِسّيسان بزرگ و علما و معلّمان نصارا تحصيل نموده كه از آن جمله اند: رآبّىْ يوحنّاىْ بكير و قسّيسْ يوحنّاى جان و رآبّى عاژ و غير ايشان از معلّمان فرقه پروتستان و امّا از معلّمان فرقه كاتوليك: رآبّى تالو و قسّيس كوركز و غير ايشان از معلّمان و تاركان دنيا كه در دوازده سالگى از تحصيل علم تورات و انجيل و ساير علوم نصرانيّت فارغ التّحصيل شده، از لحاظ علمى به مرتبه قسّيسيت رسيدم و در اواخر ايّام تحصيل، بعد از دوازده سالگى، خواستم عقايد ملل و مذاهب مختلف نصارا را تحصيل نموده باشم. بعد از تجسّس بسيار و زحمات فوق العاده و مسافرت هاى بسيار، خدمت يكى از قسّيسان بزرگ(بلكه مَطران والامقام) از فرقه كاتوليك رسيدم كه بسيار صاحب قدر و منزلت و شأن و مرتبت بود و در مراتب علم و زهد و تقوا در ميان اهل ملّت خود، اشتهار تمام داشت و فرقه كاتوليك از دور و نزديك، از ملوك و سلاطين و


1- نام روستايى است در آذربايجان غربى. تفصيل آن را در سر آغاز كتاب فارسى أنيس الأعلام فى نصرة الإسلام، مطالعه فرماييد.

ص: 39

اعيان و اشراف و رعيّت، سؤالات دينى خود را از او مى نمودند و به مصاحبت سؤالات، هداياى نفيس بسيار از نقد و جنس، براى قسّيس يادشده ارسال مى داشتند و در تبرّك از او و قبولى هدايايشان توسّط او رغبت مى كردند و از اين جهت، تشرّف مى نمودند. من، اصول و عقايد ملل و مذاهب مختلف نصرانيّت و احكام فروع ايشان را از محضر او استفاده مى نمودم و غير از حقير، شاگردان بسيار ديگر نيز داشت. هر روز در مجلس درس او نزديك به چهار صد و يا پانصد نفر حضور به هم مى رسانيدند و از دختران كليسا كه تاركِ دنيا بودند و نذر عدم تزويج نموده و در كليسا معتكف بودند نيز جَمعيّت كثيرى در مجلس درس، ازدحام مى نمودند كه اينها را به اصطلاح نصارا" ربّانتا" مى گويند.

ليكن از ميان جميع تلامذه، با اين حقير، الفت و محبّت مخصوصى داشتند و مفاتيح مسكن و خزاين مأكل و مشرب خود را به حقير سپرده بودند و استثنا نكرده بود، مگر مفتاح خانه كوچكى را كه به منزله صندوق خانه بود و حقير، خيال مى نمودم كه آن جا خزانه اموال قسّيس است و از اين جهت، با خود مى گفتم: قسّيس، از اهل دنياست و پيش خود مى گفتم: ترك الدنيا للدنيا، (1) واظهار زهدش به جهت تحصيل زخاريف و زينت هاى ظاهرى دنياست. پس مدّتى در ملازمت قسّيس به نحو مذكور، مشغول تحصيل عقايد مختلفه ملل و مذاهب نصارا بوديم تا اين كه سنّ حقير به هفده و هجده رسيد.

در اين بين، روزى قسّيس را عارضه اى روى داد و مريض شد و از مجلس درس، تخلّف نمود. به حقير گفت: اى فرزند روحانى! تلامذه را بگوى كه من، امروز، حالت تدريس ندارم.

فارْقَليطا

حقير از نزد قِسّيس، بيرون آمدم و ديدم تلامذه، مذاكره مسائل علوم مى نمايند.


1- به خاطر رسيدن به دنيا، چشم از دنيا پوشيده است.

ص: 40

بالمآل، صحبت ايشان منتهى شد به معنى لفظ" فارْقَليطا" در سريانى و" پيركلوطوس" در يونانى كه يوحنّا، صاحب انجيل چهارم، آمدن او را در باب 14 و 15 و 16 از جناب عيسى عليه السلام نقل نموده است كه آن جناب فرمودند:" بعد از من، فارقليطا خواهد آمد".

پس گفتگوى ايشان در اين باب، بزرگ شد و جدال ايشان به طول انجاميد. صداها بلند و خشن شد و هر كسى در اين باب، رأى على حده داشت و بدون تحصيل فايده از اين مسئله، منصرف گرديده، متفرّق گشتند. پس حقير نيز نزد قسّيس مراجعت نمودم. قسّيس گفت: اى فرزند روحانى! امروز در غيبت من، چه مباحثه و گفتگو مى داشتند. حقير، اختلاف قوم را در معناى لفظ فارقليطا از براى او تقرير و بيان نمودم و اقوال هر يك از تلامذه را در اين باب، شرح دادم. از من پرسيد كه: قول شما در اين باب چه بود؟ حقير گفتم: مختار فلان مفسّر و قاضى را اختيار كردم. قسّيس گفت: تقصير نكرده اى؛ ليكن حقّ واقع، خلاف همه اين اقوال است؛ زيرا كه معنا و تفسير اين اسم شريف را در اين زمان به نحو حقيقت، نمى دانند، مگر راسخان در علم، و از آنها نيز اندك! پس حقير، خود را به قدم هاى شيخ مدرّس انداخته و گفتم: اى پدر روحانى! تو از همه كس بهتر مى دانى كه اين حقير از بدايت عمر تاكنون، در تحصيل علم، كمال انقطاع و سعى را دارم و كمال تعصّب و تديّن را در نصرانيّت دارم و بجز در اوقات صلات و وعظ، تعطيلى از تحصيل و مطالعه ندارم. پس چه مى شود اگر شما احسانى نماييد و معنى اين اسم شريف را بيان فرماييد؟

شيخ مدرّس، به شدّت گريست. بعد گفت: اى فرزند روحانى! واللّه تو اعزّ ناسى در نزد من و من، هيچ چيز را از شما مضايقه ندارم و اگر چه در تحصيل معناى اين اسم شريف، فايده بزرگى است؛ وليكن به مجرّد انتشار معناى اين اسم، متابعان مسيح، من و تو را خواهند كُشت، مگر اين كه عهد نمايى در حال حيات و ممات من، اين معنا را اظهار نكنى، يعنى اسم مرا نبرى؛ زيرا كه موجب صدمه كلّى است، در حال حيات از براى من، و بعد از مَمات، از براى اقارب و تابعان من، و دور نيست كه

ص: 41

اگر بدانند اين معنا از من بروز كرده است، قبر مرا بشكافند و مرا آتش بزنند.

پس اين حقير، قسم ياد نمودم كه واللّه العلىّ العظيم، به خداى قاهر، غالب، مُهلك، مُدرِك، مُنتقم، و به حقّ انجيل و عيسى و مريم و به حقّ تمامى انبيا و صلحا و به حقّ جميع كتاب هاى مُنزَله از جانب خدا و به حقّ قدّيسين و قدّيسات، من، هرگز افشاى راز شما نخواهم كرد، نه در حال حيات و نه بعد از ممات. پس از اطمينان، گفت: اى فرزند روحانى! اين اسم از اسماى مباركه پيغمبر مسلمين است؛ يعنى به معنى احمد و محمّد است. (1) پس مفتاح آن خانه كوچك سابق الذكر را به من داد و


1- بشارت هاى بسيارى از ظهور پيامبر اسلام در كتاب هاى عهدين(تورات و انجيل) بوده است و به تصريح قرآن مجيد، موسى و عيسى عليهماالسلام در تورات و انجيل، از آمدن او خبر داده اند و حتّى نام او هم تصريح شده است:" عيسى پسر مريم گفت: اى بنى اسرائيل! من فرستاده خدا به سوى شما هستم. به توراتى كه پيش از من آمده، گواهى مى دهم و از آمدن پيامبرى كه بعد از من خواهد آمد، بشارت مى دهم و اسم او احمد است"(صف: آيه 6) و" و آنان كه از فرستاده ما پيامبر امّى پيروى مى كنند و او را در تورات و انجيل، نوشته مى بينند"(اعراف: آيه 157). ايمان آوردن يهوديان و نصرانيان بى شمار در زمان خود پيامبر اسلام و بعد از رحلتش، دليل روشنى است كه درصدر اسلام از اين بشارت ها در كتاب هاى عهدين، بسيار بوده است؛ وگرنه كافى بود كه يهود و نصارا به پيامبر اسلام بگويند: تو مى گويى موسى و عيسى به آمدن من، بشارت داده اند، حال آن كه چنين مطلبى در تورات و انجيل به چشم نمى خورد. در عوض، اعتراف كرده، دسته دسته اسلام آوردند، در حالى كه ديگران بعدها آن را تغيير داده اند و كتاب هاى آسمانى عهدين را دست خورده و تحريف يافته كرده و" سخنان را از موقعيت خود، تغيير مى دهند"(سوره مائده: آيه 16). از اين رو، انجيل و تورات كنونى، آن ارزش آسمانى خود را از دست داده اند و مسلمانان به چشم كتاب آسمانى به آنها نگاه نمى كنند و آنها را دليل و حجّت نمى دانند؛ امّا بدان جهت كه معلوم شود با وجود تغييرات و تحريفات، باز هم جامعه كليسا نتوانسته بشارت هاى ظهور اسلام را به طور كلّى از كتاب هاى عهدين حذف كند، به بيان شواهد زير مى پردازيم: انّى هُمزِمِلىِ عَمُو خُوْن كَتْ لِكْسِلَوْخُوْن يِوْن اينَ هَوْ پارقَليطا رُو خارِقُدْسَ هَوْبِتْ شادِرْبَبِّى بِشَمّى هَوْبِتْ مَلِپْ لُوخُونْ كُلْ مِنْدِىْ وَهَوْبِتْ مَتْخِرَوخُونْ كُلْ مِنْدِى دِمرِوْنِ الوَخُونْ(انجيل يوحنّا 14: 25 تا 27).

ص: 42

ص: 43

ص: 44

گفت: درِ فلان صندوق را باز كن و فلان و فلان كتاب را نزد من بياور.

حقير، چنين كردم و كتاب ها را نزد ايشان آوردم. اين دو كتاب به خطّ يونانى و سُريانى، قبل از ظهور حضرت ختمى مرتبت، با قلم بر پوست نوشته شده بود و در كتابين مذكورين، لفظ" فارقليطا" را به معناى احمد و محمّد، ترجمه نموده بودند!

ص: 45

بعد گفت: اى فرزند روحانى! بدان كه علما و مفسّرين و مترجمين مسيحيّه، قبل از ظهور حضرت محمّد صلى اللّه عليه وآله اختلافى نداشتند كه به معناى احمد و محمّد است. بعد از ظهور آن جناب، قسّيسين و خلفا، تمامى تفاسير و كتب لغت و ترجمه ها را از براى بقاى رياست خود و تحصيل اموال و جلب منفعت دنيويّه، و عناد و حسد و ساير اغراض نفسانيّه، تحريف و خراب نمودند و معنى ديگر از براى اين اسم شريف، اختراع نمودند كه آن معنى، اصلًا و قطعا مقصودِ صاحب انجيل نبوده و نيست. از سبك و ترتيب آياتى كه در اين انجيل موجوده حاليّه است، اين معنا در كمال سهولت و آسانى معلوم مى گردد كه وكالت و شفاعت و تعزّى و تسلّى، منظور صاحب انجيل شريف نبوده و روحِ نازل در يوم الدار»

نيز منظور نبوده؛ زيرا كه جناب عيسى عليه السلام آمدن فارقليطا را مشروط و مقيّد مى نمايد به رفتن خود و مى فرمايد: تا من نروم، فارقليطا نخواهد آمد؛ (1) زيرا كه اجتماع دو نبى مستقل صاحب شريعت عامّه در زمان واحد، جايز نيست! به خلاف روح نازل در يوم الدار كه مقصود از آن، روح القُدُس است كه او با بودن جناب عيسى و حواريّون، از براى آن جناب و حواريّون، نازل شده بود.

مگر فراموش كرده قول صاحب انجيل اوّل (2) را در باب سوم از انجيل خود كه


1- انجيل يوحنّا باب 16: 7.
2- مقصود از انجيل اول، همان انجيل متّى است كه در باب سوم، داستان تعميد دادن يحيى عليه السلام تمام يهوديه و فريسيان و صدوقيان را نقل مى كند و در آخر آيه 16 تعميد عيسى عليه السلام را بيان مى كند و در آيه 17 مى گويد:" امّا عيسى چون تعميد يافت، فورا از آب برآمد كه در ساعت، آسمان بر وى گشاده شد و روح خدا را ديد كه مثل كبوترى نزول كرده، بر وى مى آيد". امّا خود تعميد، يكى از آيين هاى هفتگانه مقدّس كليسا و از جمله فرايض بزرگ مسيحيت به شمار مى آيد، و آن، دو نوع غسل است: 1. تعميد اموات، 2. تعميد مقدّس، كه با تشريفات مخصوص از طرف كليسا با حضور كشيش بزرگ و خواندن ادعيه خاص با آبى كه به اسم" تثليث الوحده" مقدّس شده، درباره كسى كه مى خواهد وارد جامعه مسيحى بشود، انجام مى گيرد تا شخص تعميد يافته از نجاست و ناپاكى، طهارت يابد و در خاتمه مراسم، كليساى پروتستان مى گويد:" خداوند، گناهان تو را ببخشد!"؛ ولى كليساى كاتوليك مى گويد:" گناهان تو را بخشيدم". تعميد در عهد جديد، به مانند ختنه در عهد عتيق، نسبت شخص را با كليساى مسيح عليه السلام معيّن مى كند. بسيارى از مسيحيان معتقدند كه تعميد اطفال مؤمنان، واجب است و كاتوليك ها مى گويند: اگر طفلى قبل از تعميد بميرد، از سعادت اخروى محروم خواهد بود(تاريخ اصلاحات كليسا: ص 60) و اين عقيده با تصريح انجيل متّى درباره بچّه هاى تعميد نيافته، تضاد دارد:" بچّه هاى كوچك را بگذاريد و از آمدن نزد من(عيسى) ايشان را منع نكنيد؛ زيرا ملكوت آسمان، از مثل اينهاست"(انجيل متّى: باب 19، آيه 14). جمال الدين مسيحى در نزاعى مزگانى:(ص 47) مى گويد:" براى ورود به كليساى حقيقى، غسل تعميد كافى نيست؛ بلكه غسل روح القدس لازم است". نصرانى ها براى تعميد در آب رود اردن، ارزش بيشترى قائل اند، چون متّى مى گويد: يحيى، تعميد دهنده مسيح را در آن جا تعميد داد(انجيل متّى: 3: 15) علّامه يحيى نورى مى گويد: محقّقان عقيده دارند كه مسيحيان، اين سنت را از آيين هندو گرفته اند(اسلام و عقايد و آراء بشرى: ص 464).

ص: 46

مى گويد:" همان كه عيسى عليه السلام بعد از تعميد يافتن از يحياى تعميد دهنده، از نهر اردن بيرون آمد؛ روح القُدُس در صورت كبوتر بر آن جناب نازل شد"(متّى: باب 3، آيه 16). و همچنين با بودن خود جناب عيسى، روح از براى دوازده شاگرد (1) نازل شده بود، چنانچه صاحب انجيل اوّل درباب دهم از انجيل خود، تصريح نموده است كه جناب عيسى عليه السلام در هنگامى كه دوازده شاگرد را به بلاد اسرائيليه مى فرستاد، ايشان را بر اخراج ارواح پليده و شفا دادن هر مرضى و رنجى قوّت داد. (2) مقصود از اين قوّه، قوّه روحانى است، نه قوّه جسمانى؛ زيرا كه از قوّه جسمانى، اين كارها صورت نمى بندد و قوّه روحانى، عبارت از تأييد روح القُدُس است و در آيه 20 از باب مذكور، جناب عيسى، خطاب به دوازده شاگرد مى فرمايد:" زيرا گوينده شما نيستيد؛ بلكه روح پدر شما در شما گوياست" و مقصود از روح پدر شما، همان روح القُدُس است، و همچنين، صاحب انجيل سِيّم (3) تصريح مى نمايد در باب نهم از انجيل خود:" پ


1- شاگردان دوازده گانه عيسى عليه السلام به عقيده مسيحيان عبارت اند از: 1. شمعون، معروف به پطرس، 2. اندرياس، برادر شمعون، 3. يعقوب، پسر زبدى، 4. يوحنّا، برادر يعقوب، 5. فيليپس، 6. برتولما، 7. توما، 8. متّى، معروف به باجگير، 9. يعقوب پسر حلفى، 10. لبئى، معروف به تدى، 11. شمعون قانوى، 12. يهوداى اسخريوطى.
2- انجيل متّى: باب 10، آيه 1.
3- انجيل لوقا: باب 9، آيه 1.

ص: 47

سدوازده شاگرد خود را طلبيده، به ايشان، قدرت و اقتدار بر جميع ديوها و شفا دادن امراض، عطا فرمود".

و همچنين صاحب انجيل سوم در باب دهم گويد:" درباره آن هفتاد شاگردى كه جناب عيسى آنها را جفت جفت فرستاد، ايشان، مؤيَّد به روح القُدُس بودند" و در آيه 17 مى فرمايد:" آن هفتاد نفر با خرّمى برگشتند و گفتند: اى خداوند! ديوها هم به اسم تو اطاعت ما مى كنند".

پس نزول روح، مشروط به رفتن مسيح نبود. اگر منظور و مقصود از فارْقَليطا روح القدس بود، اين كلام از جناب مسيح، غلط و فضول و لغو خواهد بود. شأن مرد حكيم نيست كه به كلام لغو و فضول، تكلّم نمايد تا چه رسد به نبىّ صاحب الشأن و رفيع المنزله، مانند: جناب عيسى. پس منظور و مقصودى از لفظ فارقليطا نيست، مگر احمد و محمّد، و معنى اين لفظ نيز همين است و بس.

حقير گفتم: شما در باب دين نصارا چه مى گوييد؟

گفت: اى فرزند روحانى! دين نصارا منسوخ است، به سبب ظهور شرع شريف حضرت محمّد صلى اللّه عليه وآله. و اين لفظ را سه مرتبه تكرار نمود. من گفتم: در اين زمان، طريقه نجات و صراط مستقيم مؤدّى الى اللّه كدام است؟

گفت: طريقه نجات و صراط مستقيم مؤدّى الى اللّه، منحصر است در متابعت محمّد صلى اللّه عليه وآله! گفتم: آيا متابعين آن جناب، از اهل نجات اند؟

گفت: آرى واللّه، آرى واللّه، آرى واللّه!

اسلام را نمى پذيريد؟!

پس گفتم: مانع شما از دخول در دين اسلام و متابعتِ سيّد الأنام، چه چيز است؟ و حال آن كه شما فضيلت دين اسلام را مى دانيد و متابعت حضرت ختمى مرتبت را طريقة النجاة والصراط المستقيم المؤدّى إلى اللّه مى خوانيد.

ص: 48

گفت: اى فرزند روحانى من! بر حقيقت دين اسلام و فضيلت آن، برخوردار نگرديدم، مگر بعد از كِبَر سن و اواخر عمر و البته در باطن، من مسلمانم؛ وليكن به حسب ظاهر، نمى توانم اين رياست و بزرگى را ترك نمايم. عزّت و اقتدار مرا در ميان نصارا مى بينى. اگر فى الجمله، ميلى از من به دين اسلام بفهمند، مرا خواهند كُشت و بر فرض اين كه از دست ايشان، فرارا نجات يافتم، سلاطين مسيحيّت، مرا از سلاطين اسلام خواهند خواست. به عنوان اين كه خزاين كليسا در دست من بوده است و خيانتى در آنها كرده ام و يا چيزى از آنها بُرده ام و خورده ام و بخشيده ام. مشكل مى دانم كه سلاطين و بزرگان اسلام، از من نگهدارى كنند و بعد از همه اينها فرضا رفتم ميان اهل اسلام و گفتم: من مسلمانم، خواهند گفت: خوشا به حالت! جان خود را از آتش جهنّم نجات داده اى. بر ما منّت مگذار؛ زيرا كه به دخول در دين حق و مذهب هُدا، خود را از عذاب خدا خلاص نموده اى! اى فرزند روحانى!" خوشا به حالت" از براى من، نان و آب نخواهد بود.

پس اين پيرمرد در ميان مسلمانان كه عالم به لغت ايشان نيز نيست، در كمال فقر و پريشانى و مسكنت و فلاكت و بدگذرانى، عيش خواهد نمود. حقّ مرا نخواهند شناخت و حرمت مرا نگاه نخواهند داشت و از گرسنگى در ميان ايشان، خواهم مُرد و در خرابه ها و ويرانه ها رَخت از دنيا خواهم بُرد! خيلى كسانى را به چشم خود ديده ام كه رفته اند و داخل دين اسلام گرديده اند و اهل اسلام از ايشان، نگاهدارى نكرده، مرتد گشته و از دين اسلام، دو باره به دين خود، مراجعت كرده اند و خَسِرَ الدنيا والآخره شده اند! من هم از همين مى ترسم كه طاقت شدايد و مصائب دنيا را نداشته باشم. آن وقت، نه دنيا دارم و نه آخرت! و من بحمدللّه در باطن از متابعان محمّد صلى اللّه عليه وآله هستم.

پس، شيخ مدرّس، گريه كردند و حقير هم گريستم. بعد از گريه بسيار گفتم: اى پدر روحانى! آيا مرا امر مى كنى كه داخل دين اسلام بشوم؟

گفت: اگر آخرت و نجات مى خواهى، البته بايد دين حق را قبول نمايى و چون

ص: 49

جوانى، دور نيست كه خدا اسباب دنيويّه را هم از براى تو فراهم آورد و از گرسنگى نميرى و من، هميشه تو را دعا مى كنم در روز قيامت، شاهد من باشى كه من، در باطن، مسلمان و از تابعان خير الأنامم و اغلب قسّيسين، در باطن، حالت مرا دارند، مانند منِ بدبخت، نمى توانند ظاهرا دست از رياست دنيويّه بردارند؛ و الّا هيچ شك و شبهه نيست در اين كه امروز در روى زمين، دين اسلام، دين خداست.

چون اين حقير دو كتاب سابق الذّكر را ديدم و اين تقريرات را از شيخ مدرّس شنيدم، نور هدايت و محبّت حضرت خاتم الأنبيا صلى اللّه عليه وآله به طورى بر من غالب و قاهر گرديد كه دنيا و ما فيها در نظر من، مانند جيفه مُردار گرديد. محبّت رياست پنج روزه دنيا و اقارب و وطن، پاپيچم نشد، از همه قطع نظر نموده، همان ساعت، شيخ مدرّس را وداع كردم. شيخ مدرّس، به التماس، مبلغى به عنوان هديه به من بخشيدند كه مخارج سفر من باشد. مبلغ مزبور را از شيخ، قبول كرده، عازم سفر آخرت گرديدم.

پذيرش اسلام

چيزى همراه نياوردم، مگر دو سه جلد كتاب. هر چه داشتم از كتاب خانه و غيره، همه را ترك نموده، بعد از زحمات بسيار، نيمه شبى وارد بلده اروميّه (1). شدم در همان شب، رفتم درب خانه حسن آقاى مجتهد مرحوم مغفور. بعد از اين كه مستحضر شدند كه مسلمان آمده ام، از ملاقات حقير، خيلى مسرور و خوش حال گرديدند و از حضور ايشان، خواهش نمودم كه كلمه طيّبه و ضروريّات دين اسلام را به من القا و تعليم نمايند و همه را به حقير، القا و تعليم نمودند و به خطّ سريانى نوشتم كه فراموشم نشود و هم مستدعى شدم كه اسلام مرا به كسى اظهار ننمايند كه مبادا اقارب و مسيحييّن بشنوند و مرا اذيّت كنند و يا اين كه وسواس نمايند. بعد، شبانه به حمّام رفته، غسل توبه از شرك و كفر نمودم. بعد از بيرون آمدن از حمّام، مجدّدا كلمه اسلام را بر زبان جارى نموده، ظاهرا و باطنا، داخل دين حق گرديدم. (2)


1- شهرى در شمال غربى ايران، در مركز استان آذربايجان غربى.
2- أنيس الأعلام: ج 1 ص 6 20.

ص: 50

ص: 51

1/ 3 گواهى دادنِ دارنده علم كتاب

قرآن

" و كسانى كه كافر شدند، مى گويند:" تو فرستاده نيستى". بگو:" كافى است كه خدا و آن كس كه نزد او علم كتاب است، ميان من و شما گواه باشند"".

" آيا كسى كه از جانب پروردگارش، بر حجّتى روشن است و شاهدى از [خويشانِ] او، پيرو آن است و پيش از وى [نيز] كتاب موسى راهبر و مايؤ رحمت بوده است [، دروغ مى بافد]؟! آنان [كه در جستجوى حقيقت اند] به آن مى گروند، و هر كس از گروه هاى [مخالف] به آن كفر ورزد، آتشْ وعده گاه اوست. پس در آن ترديد مكن كه آن حق است [و] از جانب پروردگارت [آمده است]؛ ولى بيشتر مردم باور نمى كنند".

حديث

14. پيامبر خدا صلى اللّه عليه وآله:" آيا كسى از جانب پروردگارش بر حجّتى روشن است" من هستم." و شاهدى از [خويشان] او، پيرو آن است" على است.

15. امام على عليه السلام درباره آيه" آيا كسى كه از جانب پروردگارش، بر حجّتى روشن است و شاهدى از [خويشانِ] او، پيرو اوست": پيامبر خدا همان كسى است كه از جانب پروردگارش بر حجّتى روشن است، و من همان شاهد او هستم و از [خويشانِ] او.

16. امام رضا عليه السلام به نقل از پدرانش عليهم السلام: امير مؤمنان در روز جمعه اى كه بر منبر خطبه مى خواند، فرمود:" سوگند به آن كه دانه را شكافت و انسان را آفريد، هيچ مرد قريشى نبود كه به سنّ بلوغ رسيده باشد، مگر اين كه آيه اى از كتاب خداوند عز و جل درباره او نازل شد و من آن مرد و آن آيه را مى شناسم".

مردى برخاست و عرض كرد: اى امير مؤمنان! آيه اى كه درباره تو نازل شده، كدام است؟

ص: 52

ص: 53

امير مؤمنان فرمود:" حال كه پرسيدى، گوش كن و لازم نيست كه در اين باره، از شخص ديگرى هم بپرسى. آيا سوره هود را خوانده اى؟".

عرض كرد: آرى، اى امير مؤمنان! فرمود:" پس شنيده اى كه خداوند عز و جل مى فرمايد:" آيا كسى از جانب پروردگارش بر حجّتى روشن است و شاهدى از [خويشان] او پيرو آن است"؟".

عرض كرد: آرى.

فرمود:" آن كسى كه از جانب پروردگارش بيّنه اى دارد، محمّد صلى اللّه عليه وآله پيامبر خداست و آن شاهد خودى اى كه به دنبال او مى رود، على بن ابى طالب است. من آن شاهدم و من از او هستم".

17. الإحتجاج: مردى به امير مؤمنان گفت: از بهترين فضيلت خود، براى من بگو.

فرمود:" همان چيزى كه خداوند در كتابش نازل فرموده است".

مرد پرسيد: چه چيز درباره تو نازل شده است؟

فرمود:" آيه" آيا كسى از جانب پروردگارش بر حجتى روشن است و شاهدى از [خويشان] او پيرو آن است". من هستم آن شاهدى كه از [خاندان] پيامبر خدا است".

18. بصائر الدرجات به نقل از اصبغ بن نباته: امير مؤمنان فرمود:" اگر كرسى قضاوت برايم نهاده شود و من بر آن بنشينم، هر آينه ميان پيروان تورات، بر اساس تورات داورى خواهم كرد و ميان پيروان انجيل، مطابق انجيل آنها و ميان پيروان زبور، بر پايه زبورشان و ميان پيروان فرقان، مطابق فرقانشان داورى خواهم كرد؛ داورى اى كه به درگاه خداوند بالا رود و بدرخشد. به خدا قسم، هيچ آيه اى از كتاب خدا در شب يا روز نازل نشد، مگر اين كه مى دانم درباره چه كسى نازل شده است و هيچ فرد قريشى نبود كه به سنّ بلوغ رسيده باشد، مگر اين كه آيه اى از كتاب خدا درباره او نازل شده كه او را به سوى بهشت يا دوزخ سوق مى دهد".

مردى برخاست و گفت: اى اميرمؤمنان! چه آيه اى درباره تو نازل شده است؟

حضرت به او فرمود: مگر نشنيده اى كه خداوند مى فرمايد:" آيا كسى از جانب پروردگارش بر حجّتى روشن است و شاهدى از [خويشان] او، پيرو آن است"؟ آن كه از جانب پروردگارش بيّنه دارد، رسول خداست، و من شاهد او در اين باره هستم و به دنبال او حركت مى كنم".

ص: 54

ص: 55

19. كشف اليقين به نقل از عبّاد بن عبد اللّه اسدى: شنيدم كه امير مؤمنان بر منبر مى فرمود:" هيچ مردى از قريش نيست، مگر اين كه يك يا دو آيه درباره او نازل شده است".

مردى(ابن كوّاء) كه پايين پاى منبر نشسته بود، گفت: درباره خود تو، چه نازل شده است؟

امام عليه السلام خشمگين شد و فرمود:" بدان كه اگر در حضور مردم از من نمى پرسيدى، جوابت را نمى دادم. واى برتو! آيا سوره هود را مى خوانى [كه مى فرمايد:]" آيا كسى كه از جانب پروردگارش بر حجّتى روشن است و شاهدى از [خويشان] او، پيرو آن است ..."؟ پيامبر خدا" داراى بيّنه" است و من" شاهد خودى" او هستم. (1)

20. امام باقر عليه السلام: آن كسى كه از جانب پروردگارش بيّنه دارد، پيامبر خداست و آن كسى كه پيرو او و شاهدى از [خاندان] ايشان است، امير مؤمنان است و سپس يكايك اوصياى او.

21. بحار الأنوار به نقل از عبد اللّه بن عطاء: من با امام باقر عليه السلام در مسجد النبى نشسته بودم كه ديدم پسر عبد اللّه بن سلّام، در گوشه اى نشسته است. به امام باقر عليه السلام عرض كردم: مى گويند كه پدر اين مرد، همان كسى است كه علم كتاب نزد اوست.

امام فرمود:" نه؛ بلكه آن كس، امير مؤمنان على بن ابى طالب عليه السلام است كه اين آيه درباره او نازل شده است:" آيا كسى كه از جانب پروردگارش بر حجّتى روشن است و شاهدى از [خويشان] او، پيرو آن است ...". پيامبر صلى اللّه عليه وآله از جانب پروردگارش بيّنه اى داشت و امير مؤمنان على بن ابى طالب، شاهدى از جانب او بود".

1/ 4 اطلاع علماى بنى اسرائيل و ايمان آوردن شمارى از دانايان اهل كتاب

قرآن

" و [وصفِ] آن در كتاب هاى پيشينيان آمده است. آيا براى آنان، اين خود دليلى روشن نيست كه علماى بنى اسرائيل، از آن اطّلاع دارند؟".


1- مجلسى رحمه اللّه در ذيل اين حديث، مى گويد: ابن بطريق در المستدرك گفته است: حافظ ابونعيم، به سند خود از عبّاد و نيز ابو مريم و همچنين صبّاح بن يحيى و عبد اللّه بن عبد القدّوس از اعمش و او از منهال بن عمر، نظير اين روايت را نقل كرده اند.

ص: 56

ص: 57

" و هنگامى كه از جانب خداوند كتابى مؤيّد آنچه نزد آنان است، برايشان آمد، و از ديرباز [در انتظارش] بر كسانى كه كافر شده بودند، پيروزى مى جستند؛ ولى همين كه آنچه [كه اوصافش را] مى شناختند برايشان آمد، انكارش كردند. پس لعنت خدا بر كافران باد".

" و چون آنچه را به سوى اين پيامبر نازل شده، بشنوند، مى بينى بر اثر آن حقيقتى كه شناخته اند، اشك از چشم هايشان سرازير مى شود. مى گويند: پروردگارا! ما ايمان آورده ايم، پس ما را در زمرؤ گواهان بنويس. و براى ما، چه [عذرى] است كه به خدا و آنچه از حق به ما رسيده، ايمان نياوريم و حال آن كه چشم داريم كه پروردگارمان ما را با گروه شايستگان [به بهشت] درآورد؟".

" بگو:" به من خبر دهيد، اگر اين [قرآن] از نزد خدا باشد و شما بدان كافر شده باشيد و شاهدى از فرزندان اسرائيل به مشابهت آن [با تورات]، گواهى داده و ايمان آورده باشد و شما تكبّر نموده باشيد [آيا باز هم شما ستمكار نيستيد؟]. البتّه خدا قوم ستمگر را هدايت نمى كند"".

حديث

22. تفسير القمّى درباره آيه" كسانى كه به ايشان، كتاب [آسمانى] داديم، او(محمّد) را مى شناسند؛ همان گونه كه پسران خود را مى شناسند ...": عمر بن خطّاب به عبداللّه بن سلّام گفت: آيا شما در كتاب خود، محمّد را مى شناسيد؟

گفت: آرى، به خدا قسم، هرگاه در ميان شما باشد، او را از طريق صفاتى كه خداوند از او برايمان بيان داشته است، مى شناسيم؛ همان گونه كه هر يك از ما هر گاه فرزند خود را در ميان ديگر كودكان ببيند، مى شناسد. سوگند به آن كه ابن سلّام به او سوگند مى خورد، من اين محمّد را بهتر از فرزندم مى شناسم.

23. الطبقات الكبرى به نقل از ابن عبّاس: قريش، نضر بن حارث بن علقمه و عُقبة بن ابى معيط و چند نفر ديگر را نزد يهوديان يثرب فرستادند و به آنها گفتند: از آنها درباره محمّد سؤال كنيد.

آن عدّه به مدينه وارد شدند و گفتند: ما به خاطر موضوعى كه در ميان ما رخ داده است، نزد شما آمده ايم. جوانى يتيم و حقير، سخن بزرگى مى گويد و به خيال خودش، فرستاده رحمان است، در حالى كه ما رحمانى جز رحمانِ يمامه نمى شناسيم.

ص: 58

ص: 59

يهوديان گفتند: اوصاف او را براى ما بگوييد.

فرستادگان قريش، اوصاف پيامبر را براى آنان بيان كردند. يهوديان گفتند: از ميان شما چه كسانى پيرو او شده اند؟

جواب دادند: فرومايگان ما.

يكى از عالمان يهود، خنديد و گفت: اين همان پيامبرى است كه صفاتش را مى دانيم و مى دانيم كه قومش دشمن ترينِ مردم با او هستند.

1/ 5 گواهى دادن دانش و دانشمند

قرآن

" و كسانى كه از دانش بهره يافته اند، مى دانند كه آنچه از جانب پروردگارت به سوى تو نازل شده، حق است و به راه آن عزيزِ ستوده، راهبرى مى كند.".

" و تا آنان كه دانش يافته اند، بدانند كه اين [قرآن]، حق است [و] از جانب پروردگار توست و بدان ايمان آورند و دل هايشان براى او خاضع گردد. و به راستى خداوند، كسانى را كه ايمان آورده اند، به سوى راهى راست راهبر است".

" و تو هيچ كتابى را پيش از اين نمى خواندى و با دست [راست] خود، [كتابى] نمى نوشتى، و گر نه، باطلْ انديشان قطعاً به شك مى افتادند".

" و همين گونه، روحى از امر خودمان به سوى تو وحى كرديم. تو نمى دانستى كتاب چيست و نه ايمان [كدام است]؛ ولى آن را نورى گردانيديم كه هر كه از بندگان خود را بخواهيم، به وسيلؤ آن، راه مى نماييم، و به راستى كه تو به خوبى به راه راست هدايت مى كنى".

حديث

24. پيامبر خدا صلى اللّه عليه وآله: دانش، جان اسلام و پشتوانه ايمان است.

ص: 60

ص: 61

25. امام على عليه السلام: ايمان و دانش، دو برادر همزادند و دو رفيق جدا ناشدنى هستند.

26. امام رضا عليه السلام در گفتگوهايش با پيروان ديگر اديان، درباره اثبات پيامبرىِ محمّد صلى اللّه عليه وآله: يكى از نشانه هاى پيامبرىِ او، آن است كه وى يتيمى تنگ دست و چوپانى مزدبگير بود؛ هيچ كتابى را نياموخته بود و با هيچ آموزگارى رفت و آمد نداشت. آن گاه، قرآن را آورد كه داستان هاى پيامبران و گزارش هاى مربوط به آنان، كلمه به كلمه در آن هست و نيز گزارش درگذشتگان و آيندگان تا روز قيامت.

ص: 62

ص: 63

پژوهشى درباره گواهى دادنِ دانش، بر پيامبرى محمّد
اشاره

آيات و روايات بيان شده، بر اين مطلب دلالت دارند كه نبوّت پيامبر اسلام، يك پديده علمى است كه با معيارهاى عقلى همخوانى دارد و رابطه ميان علم و ايمان، اساساً پيوندى ناگسستنى است. درباره مفهوم همبستگى ميان علم و ايمان، لازم است به نكات زير توجّه شود:

1. علم از ديدگاه كتاب و سنّت، به معناى بصيرت و بينش علمى است.

2. بصيرتِ علمى، عبارت از احساس و نور و بينشى است كه كليه دانش ها و دريافت هاى انسانى را رهبرى مى كند؛ يعنى علم و معرفت را در راه تكامل فرد و جامعه انسانى قرار مى دهد. به ديگر سخن، بصيرتِ علمى، همان جوهره و روحِ دانش است.

3. اسلام براى تمام شاخه هاى معرفت، احترام و ارزش قائل است، به شرط آن كه با بصيرتِ علمى توأم باشند و هدفِ رشد و تكامل انسانيّت را دنبال كنند.

4. دانشِ تهى از بصيرتِ علمى، به انحطاط و سقوط انسان مى انجامد؛ خواه علم توحيد و خداشناسى باشد و خواه ساير علوم. حتى مى توان گفت كه علم بدون بصيرتِ علمى، علم نيست؛ چرا كه مزيّت و شناسه علم را كه همان رشد و تكامل انسان باشد، از دست مى دهد.

5. علم، به طور كلّى، وقتى با بصيرتِ علمى همراه باشد، همان علم توحيد و خداشناسى است. از همين رو، قرآن كريم معتقد است كه علم، عموماً ترس و خشيت از خدا را در پى دارد:

ص: 64

" إِنَّما يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ؛ (1) در حقيقت، بندگان دانشمند خدا از او مى ترسند".

از اين آيه، دو مفهوم به دست مى آيد:

الف) مقصود از علم، بصيرتِ علمى است به همان معنايى كه توضيح داديم؛ زيرا هر علمى حتى علم توحيد اگر روح و جوهره علم را در خود نداشته باشد، باعث خشيت نمى شود.

ب) رابطه ميان علم و ايمان، رابطه اى ناگسستنى است؛ به اين معنا كه امكان ندارد انسان جهان را چنان كه هست، ببيند، امّا دستِ قدرت خدا و صُنع او را نبيند.

از همين جاست كه قرآن كريم دارندگان علم را در رديف فرشتگان، به عنوان گواه بر يگانگىِ آفريننده عالم، قرار مى دهد و مى فرمايد:

" شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ وَ الْمَلائِكَةُ وَ أُولُوا الْعِلْمِ؛ (2) خداوند، فرشتگان و دانشمندان گواهى مى دهند كه معبودى جز او نيست".

6. علم، به مفهوم پيش گفته، فقط با ايمان به توحيد و يگانگىِ خدا توأم نيست؛ بلكه با ايمان به نبوّت نيز همراه است؛ زيرا همان گونه كه محال است انسان جهان را ببيند و كارش به ايمان به خدا نينجامد، همچنين امكان ندارد كه انسان اين جهان و سازنده آن را ببيند و جايگاه او را در هستى بشناسد و با اين حال، به رسالت خداوندى، كه [بشر را] به حكمت آفرينش رهبرى مى كند، ايمان نياورد:

" وَ ما قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قالُوا ما أَنْزَلَ اللَّهُ عَلى بَشَرٍ مِنْ شَيْ ءٍ؛ (3) و آن گاه كه [يهوديان] گفتند:" خدا چيزى بر بشر نازل نكرده"، بزرگىِ خدا را چنان كه بايد، نشناختند".

گفتنى است كه در بحث نبوّت عامّه، اثبات شده كه نفى نبوّت، مساوى با نفى توحيد است.


1- فاطر: آيه 28.
2- آل عمران: آيه 18.
3- انعام: آيه 91.

ص: 65

7. علم، به مفهوم پيش گفته، تنها با ايمان به توحيد و نبوّت عامّه توأم نيست؛ بلكه با ايمان به نبوّت خاصّه نيز همراه است؛ يعنى وقتى انسان به بصيرتِ علمى دست يابد و در پرتو نور معرفت و از طريق ملاحظه آثارِ وجود، خدا را مشاهده كند، بر اساس همان بصيرتِ علمى و در پرتو همان معرفت و از طريق ملاحظه آثار نبوّت، به راحتى مى تواند فرستادگان حقيقىِ خدا را بشناسد. منتها، اين رؤيت و بينش، گاهى به مرتبه اى از قوّت مى رسد كه انسان، با بينش قلبىِ خود، نور نبوّت را در شخص رسول مشاهده مى كند، چنان كه امام على عليه السلام در پيامبر خدا صلى اللّه عليه وآله مشاهده كرد؛ آن جا كه مى فرمايد:

أرى نورَ الوَحي وَالرِّسالَةِ، وأشَمُّ ريحَ النُّبُوَّةِ. (1)

من نور وحى و رسالت را مى بينم و شميم نبوّت را مى بويم.

چنين معرفتى را معرفت قلبى و كشف و شهود باطنى مى گويند.

گاهى هم، رؤيت و بينش به اين مرتبه ترقّى نمى كند؛ بلكه انسان با بينش عقلى، آثار و نشانه هاى نبوّت را در شخص فرستاده الهى ملاحظه مى كند. چنين معرفتى را معرفت و شناخت عقلى مى نامند.

اين هر دو نوع معرفت، از ديدگاه قرآنى، شناخت علمى هستند و به بصيرت علمى نسبت داده مى شوند.

معرفت قلبىِ نبى، از ديدگاه غزالى

غزالى معتقد است كه بهترين و قطعى ترين راه شناخت پيامبران، شناخت قلبى و كشف و شهود باطنى است. (2) واقعيت هم همين است؛ زيرا كسى كه با بصيرت قلبىِ خويش مى بيند و از طريقه اى آسمانى، نبوّت محمّد صلى اللّه عليه وآله را ملاحظه مى كند، علاوه بر بى نياز بودن از هر گونه دليلى براى اثبات نبوّت وى، به بالاترين درجات معرفت و بصيرت نيز ارتقا مى يابد.


1- نهج البلاغة، خطبه 192.
2- المُنقذ من الضلال، غزالى، ص 104، 106.

ص: 66

ص: 67

1/ 6 مُباهله

قرآن

" پس هر كه در اين [باره] پس از دانشى كه تو را [حاصل] آمده با تو محاجّه كرد، بگو:" بياييد پسرانمان و پسرانتان، و زنانمان و زنانتان، و ما خويشان نزديك و شما خويشان نزديك خود را فرا خوانيم؛ سپس مباهله كنيم و لعنت خدا را بر دروغگويان قرار دهيم"".

حديث

27. تفسير القمّى پس از ذكر آيه مباهله: پيامبر صلى اللّه عليه وآله فرمود:" با من مباهله كنيد. اگر صادق بودم، پس نفرين بر شما، و اگر دروغگو بودم، بر من لعنت فرود آيد".

آنان گفتند: انصاف روا داشتى.

پس با هم قرار مباهله گذاشتند. هنگامى كه آنان به خانه هايشان بازگشتند، بزرگان آنان، سيد و عاقب و اهتم گفتند: اگر مباهله با قوم او باشد، ما حاضر به مباهله هستيم؛ چرا كه [معلوم مى شود] او پيامبر نيست. اما اگر قرار مباهله تنها با خاندان او باشد، با او مباهله نمى كنيم؛ چرا كه او خاندانش را پيش نمى فرستد، مگر در صورتى كه در ادّعايش صادق باشد.

فردا كه شد، پيش پيامبر خدا آمدند، در حالى كه امير مؤمنان على و فاطمه و حسن و حسين كه درودهاى خداوند بر آنان باد نيز همراه پيامبر بودند. نصارا پرسيدند: اينان كيان اند؟

به آنها گفته شد: اين، پسر عمو و وصى و داماد او، على بن ابى طالب است و اين، دختر او فاطمه است و اين دو، پسران او، حسن و حسين هستند.

پس آنان خاندان پيامبر را شناختند و به پيامبر گفتند: ما رضايت داديم. از مباهله گذشت كن.

پس پيامبر صلى اللّه عليه وآله با آنها بر پرداخت جزيه مصالحه كرد و آنان باز گشتند.

28. الأمالى، طوسى به نقل از عبدالرحمان بن كثير، از امام صادق عليه السلام، از پدرش، از جدّش، از امام حسن عليه السلام، در بيان آيه شريف:" نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ ...": پيامبر صلى اللّه عليه وآله خارج شد، در حالى كه از انْفُس(جان ها)، پدرم با او بود و از فرزندان،

ص: 68

ص: 69

من و برادرم بوديم و از زنان از ميان همه مردمان، مادرم فاطمه بود. ما خاندان او و گوشت و خون و جان اوييم. ما از او هستيم و او از ماست.

29. دلائل النبوّة از جابر: عاقب و طيّب، نزد پيامبر آمدند. پيامبر صلى اللّه عليه وآله، آن دو را به اسلام فرا خواند. گفتند: اى محمّد! ما پيش از تو اسلام آورده ايم! پيامبر صلى اللّه عليه وآله فرمود:" دروغ مى گوييد و اگر بخواهيد، به شما مى گويم كه چه چيزْ شما را از مسلمان بودن مانع مى شود".

گفتند: آگاهمان كن.

پيامبر صلى اللّه عليه وآله فرمود:" دوست داشتن صليب و مى گسارى و خوردن گوشت خوك".

پيامبر صلى اللّه عليه وآله آن دو را به نفرين كردن فرا خواند و آن دو براى صبح زودِ روز بعد، قرار گذاشتند. پيامبر صلى اللّه عليه وآله صبح زود به راه افتاد و دست على و فاطمه و حسن و حسين عليهم السلام را گرفت و در پىِ آن دو فرستاد كه بيايند؛ ولى آن دو از آمدن خوددارى ورزيدند و به حقّانيت پيامبر خدا اعتراف كردند. پيامبر صلى اللّه عليه وآله فرمود:" سوگند به آن كه مرا به حق بر انگيخت، اگر [آنچه گفتند] انجام مى دادند، اين درّه بر ايشان آتش مى بارانْد".

اين آيه در حقّ آنها نازل شد:" بگو: بياييد تا فرا خوانيم، ما فرزندان خود را و شما فرزندان خود را، ما زنان خود را و شما زنان خود را، ما جان هاى خود را و شما جان هاى خود را".

شَعبى از قول جابر مى گويد: مقصود از" أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَكُمْ" پيامبر خدا و على عليه السلام، و مقصود از" أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ" حسن و حسين عليهماالسلام و مقصود از" نِساءَنا وَ نِساءَكُمْ" فاطمه عليهاالسلاماست.

30. الكشّاف: روايت شده است هنگامى كه پيامبر صلى اللّه عليه وآله آنها را به مُباهله فرا خواند، آنها گفتند: باشد تا باز گرديم و بينديشيم.

چون با يكديگر خلوت كردند، به عاقب كه انديشمند ايشان بود گفتند: اى عبد المسيح! چه مى گويى؟

او گفت: اى گروه مسيحيان! به خدا سوگند، دانسته ايد كه محمّد، پيامبرى فرستاده شده است و كلامِ فصلِ خدايى را به همراه آورده است. به خدا سوگند، هرگز قومى با پيامبرى مباهله نمى كند، مگر آن كه بزرگشان نزيَد و خُردشان نرويد و جان نگيرد. اگر شما چنين كنيد، هر آينه نابود مى شويد. پس اگر شما چيزى را جز انس با دينتان و بر پا داشتن رسوم كنونىِ خود نمى پذيريد، با اين مرد، صلح كنيد و به سوى سرزمين هايتان بازگرديد.

ص: 70

ص: 71

پس پيامبر صلى اللّه عليه وآله بيامد، در حالى كه حسين عليه السلام را در آغوش گرفته بود و دست حسن عليه السلام را در دست داشت و فاطمه عليهاالسلام پشت سر او و على عليه السلام پشت سر فاطمه، در حركت بودند. پيامبر صلى اللّه عليه وآله فرمود:" هرگاه من دعا كردم، شما آمين بگوييد".

اسقف نجران گفت: اى گروه مسيحيان! من چهره هايى را مى بينم كه اگر خدا به سبب آنها بخواهد كوهى را از جايش بَر كَنَد، چنين كند. با آنها مباهله(هم نفرينى) نكنيد كه نابود مى شويد و ديگر تا روز رستاخيز، هيچ مسيحى اى بر زمين باقى نخواهد ماند.

آنها گفتند: اى ابو القاسم! ما صلاح را در آن ديديم كه با تو مباهله نكنيم و تو را بر دينَت پايدار بداريم و خود بر دينمان ثابت بمانيم.

پيامبر صلى اللّه عليه وآله فرمود:" اگر از مباهله خوددارى مى كنيد، پس اسلام بياوريد تا آنچه براى مسلمانان است، براى شما و هر چه بر ايشان است، بر شما نيز باشد".

آنها از پذيرشِ اين نيز دريغ ورزيدند. پيامبر صلى اللّه عليه وآله فرمود:" پس ما با شما نبرد مى كنيم".

آنها گفتند: ما را توان جنگ با تازيان نيست؛ ولى با شما مصالحه مى كنيم كه اگر با ما نجنگيد و ما را نهراسانيد و از دينمان بازمان نداريد، سالانه دو هزار جامه فاخر به شما بدهيم هزار در ماه صفر و هزار در ماه رجب، به همراه سى جوشن عادى(منسوب به قوم عاد) كه در آن آهن به كار زده شده باشد.

پيامبر با اين شرط، با آنها مصالحه كرد و فرمود:" سوگند به آن كه جان من در يد قدرت اوست، نابودى بر سر مردم نجران آويخته شده بود و اگر به مُباهله مى پرداختند، به ميمون و خوك، تبديل مى شدند و اين وادى، بر آنها آتش بر مى افروخت و خداوند، نَجْران و مردم آن را چنان ريشه كن مى كرد كه ديگر حتّى پرنده اى بر درخت نمى مانْد، و بر نصارا سالى نمى گذشت، مگر آن كه همه آنها از ميان مى رفتند ..." ....

خداوند،" ابناء" و" نساء" را بر" انفُس"، مقدّم داشته است تا والايىِ جايگاه ايشان و نزديكىِ پايگاهشان گوشزد شود و اعلان گردد كه آنها بر جان ها مقدّم هستند و همه جان ها فداى ايشان باد و در اين تقديم، نيرومندترين دليل بر فضيلت اصحاب كسا نهفته است.

ص: 72

ص: 73

فصل دوم حكمت پيامبرى

2/ 1 دعوت به خدا

قرآن

" اى پيامبر! ما تو را [به سِمَتِ] گواه و بشارتگر و هشداردهنده فرستاديم، و دعوت كننده به سوى خدا به فرمان او، و چراغى تابناك".

" بگو:" اين است راه من، كه من و هر كس(پيروى ام) كرد، با بينايى، به سوى خدا دعوت مى كنيم، و منزّه است خدا، و من از مشركان نيستم"".

" با حكمت و اندرز نيكو، به راه پروردگارت فراخوان و با آنان به [شيوه اى] كه نيكوتر است، مجادله كن. در حقيقت، پروردگار تو به [حال] كسى كه از راه او منحرف شده، داناتر، و او به [حال] راه يافتگان [نيز] داناتر است".

" اى كسانى كه ايمان آورده ايد! چون خدا و پيامبر، شما را به چيزى فرا خواندند كه به شما حيات مى بخشد،

ص: 74

ص: 75

آنان را اجابت كنيد، و بدانيد كه خدا ميان آدمى و دلش حايل مى گردد، و هم در نزد او محشور خواهيد شد".

" اى قوم ما! دعوت كنندؤ خدا را پاسخ [مثبت] دهيد و به او ايمان آوريد تا [خدا] برخى از گناهانتان را بر شما ببخشايد و از عذابى پُردرد، پناهتان دهد. و كسى كه دعوت كنندؤ خدا را اجابت نكند، در زمينْ درمانده كننده [ى خدا] نيست و در برابر او دوستانى ندارد. آنان در گم راهىِ آشكارى اند".

حديث

31. پيامبر خدا صلى اللّه عليه وآله در بيان علّت ناميده شدنش به داعى(دعوتگر): و امّا داعى، بدان سبب است كه من مردم را به دين پروردگارم عز و جل دعوت مى كنم.

32. امام على عليه السلام: خدا رحمت كند انسانى را كه حُكم(فرمان حكيمانه اى) را شنيد و پذيرا شد، و به راه راست فرا خوانده شد و [بدان] نزديك گشت، و كمربند راه نمايى را گرفت و رهايى يافت.

33. امام على عليه السلام: [پيامبر صلى اللّه عليه وآله] چشمِ دلِ شخص خردمند است كه با آن، پايان كار خويش را مى بيند و نشيب و فراز آن را مى شناسد. دعوت كننده اى است كه فرا مى خواند و سرپرستى است كه سرپرستى مى كند. پس دعوتگر را اجابت نماييد و از سرپرست، پيروى كنيد.

34. امام على عليه السلام: منزّهى تو، اى كه آفريدگار و معبودى! تو براى آن كه آفريدگانت از آزمايش تو سربلند به در آيند، سرايى [به نام آخرت] آفريدى و در آن، خوان گسترده اى از آشاميدنى و خوردنى و همسران و خدمتكاران و كاخ ها و نهرها و كشتزارها و ميوه ها قرار دادى. آن گاه، دعوت كننده اى فرستادى كه به سوى اين سرا فرا خوانَد؛ اما مردم نه دعوت كننده را اجابت كردند و نه به آنچه آنان را ترغيب كردى، رغبت ورزيدند و نه به آنچه تشويقشان كردى، اشتياق نشان

ص: 76

ص: 77

دادند؛ بلكه به لاشه اى روى آوردند كه با خوردن آن، رسوا گشتند و در دوست داشتن آن، هم داستان شدند.

2/ 2 تكامل

قرآن

" و آن گاه كه [يهوديان] گفتند:" خدا چيزى بر بشرى نازل نكرده"، بزرگىِ خدا را چنان كه بايد، نشناختند".

حديث

35. امام صادق عليه السلام در پاسخ به زنديقى كه پرسيد: پيامبران را از چه راهى ثابت مى كنى؟: چون ثابت كرديم كه ما را آفريدگار و سازنده اى است برتر از ما و از همه آنچه آفريده، و آن سازنده حكيم و متعال است، به طورى كه ممكن نيست آفريدگانش او را ببينند يا لمسش كنند و در نتيجه، بتوانند با يكديگر ارتباط مستقيم و بى واسطه برقرار سازند و با هم بحث و محاجّه كنند، [از اين راه] ثابت مى شود كه آفريدگار، در ميان خلق خود، سفيران و فرستادگانى دارد كه سخنان او را براى آفريدگان و بندگانش بيان مى كنند و آنان را به مصالح و منافعشان و عوامل ماندگارى و نابودى شان رهنمون مى شوند. بنا بر اين، ثابت مى شود كه در ميان آفريدگان، كسانى هستند كه از جانب خداى حكيم و دانا، امر و نهى مى كنند و سخنگوى او هستند كه بشكوه و ستوده است و اينان همان پيامبران عليهم السلام و برگزيده هاى او از ميان خلقش هستند؛ حكيمانى كه به حكمت تربيت شده اند و به حكمت مبعوث گشته اند و با آن كه در خلقت و ساختمان بدنى، مانند ديگر مردم اند، احوالشان به كلّى با آنان متفاوت است و از جانب خداى حكيم دانا، با حكمتْ تأييد شده اند.

36. امام رضا عليه السلام درباره علّت لزوم شناخت و تصديق پيامبران و اطاعت و پيروى

ص: 78

ص: 79

از ايشان: چون مردم، خود از چنان طبيعت و توانى برخوردار نيستند كه مصالحشان را كاملًا درك كنند و از طرفى، سازنده هستى نيز والاتر از آن است كه ديده شود، و ضعف و ناتوانىِ بندگان از ادراك او نيز كاملًا روشن است، پس ناچار بايد ميان خدا و مردم فرستاده اى معصوم باشد كه اوامر و نواهى و آموزش هاى او را به آنان برساند و به آنچه منافعشان را تأمين و زيان هايشان را دفع مى كند، آگاهشان سازد؛ چرا كه در وجودشان وسيله اى نيست كه بتوانند با آن، آنچه را بدان نياز دارند و سود و زيانشان را بشناسند.

اگر شناخت پيامبر و اطاعت از او، بر مردم واجب نبود، آمدن پيامبر براى آنان حاصلى نداشت و مشكلى را حل نمى كرد و فرستادن او، كارى بيهوده و ناسودمند بود و اين كار، از موجود حكيمى كه همه چيز را با حساب و كتاب و متقن آفريده، به دور است.

2/ 3 از بين بردن اختلاف

قرآن

" مردم، امّتى يگانه بودند. پس خداوند، پيامبران را نويدآور و بيم دهنده بر انگيخت، و با آنان كتاب [خود] را به حق فرو فرستاد تا ميان مردم در آنچه با هم اختلاف داشتند، داورى كند. و جز كسانى كه آن [كتاب] به آنان داده شد پس از آن كه دلايل روشن براى آنان آمد به خاطر ستم [و حسدى] كه ميانشان بود، [هيچ كس] در آن اختلاف نكرد. پس خداوند، آنان را كه ايمان آورده بودند، به توفيق خويش، به حقيقت آنچه در آن اختلاف داشتند، هدايت كرد. و خدا هر كه را بخواهد، به راه راست هدايت مى كند".

" و همگى به ريسمان خدا چنگ زنيد و پراكنده نشويد و نعمت خدا را بر خود ياد كنيد؛ آن گاه كه دشمنان [يكديگر] بوديد، پس ميان دل هاى شما الفت انداخت تا به لطف او برادران هم شديد؛ و بر كنار پرتگاه آتش بوديد كه شما را از آن رهانيد. اين گونه، خداوند نشانه هاى خود را براى شما روشن مى كند، باشد كه

ص: 80

ص: 81

شما راه يابيد".

" و ما [اين] كتاب را بر تو نازل نكرديم، مگر براى اين كه آنچه را در آن اختلاف كرده اند، براى آنان توضيح دهى، و [آن] براى مردمى كه ايمان مى آورند، رهنمود و رحمتى است".

حديث

37. امام على عليه السلام: بنگريد به نعمت هايى كه خداوند عطايشان فرمود؛ آن گاه كه پيامبرى به سوى آنان فرستاد و فرمان بردارى ايشان را به آيين خود پيوند داد و ايشان را بر گرد دعوت خويش، همدل و هم داستان ساخت؛ [بنگريد كه] چگونه اين نعمت، بال كرامت خويش را بر سرِ آنان گسترْد و نهرهاى نعمت هايش را برايشان روان ساخت و اين آيين، با فوايد و حاصل هاى بركت خويش، آنان را در بر گرفت و در نعمت آن غرق شدند!

2/ 4 آزادى

قرآن

" و از [دوشِ] آنان، قيد و بندهايى را كه بر ايشان بوده است، بر مى دارد".

" و در حقيقت، در ميان هر امّتى فرستاده اى بر انگيختيم كه [بگويد:]" خدا را بپرستيد و از طاغوت [فريبگر] بپرهيزيد". پس، از ميان ايشان كسى است كه خدا [او را] هدايت كرده، و از ميان ايشان كسى است كه گم راهى بر او سزاوار است. بنا بر اين، در زمين بگرديد و ببينيد فرجام تكذيب كنندگان چگونه بوده است".

" و [لى] آنان كه خود را از طاغوت به دور مى دارند تا مبادا او را بپرستند و به سوى خدا بازگشته اند، آنان را مژده باد! پس بشارت ده به آن بندگانِ من".

ر. ك: انبياء: آيه 25.

حديث

38. پيامبر خدا صلى اللّه عليه وآله در نامه خود به مردم نجران: به نام خداى ابراهيم و اسحاق

ص: 82

ص: 83

و يعقوب، از محمّد فرستاده خدا، به اسقف نجران و مردم نجران؛ اگر اسلام آوريد، هم صدا باشما اللّه، همان خداى ابراهيم و اسحاق و يعقوب را سپاس و ستايش مى گويم. امّا بعد، من شما را از بندگىِ بندگان، به بندگىِ خدا فرا مى خوانم و از ولايت بندگان به ولايت خدا، دعوتتان مى كنم.

39. پيامبر خدا صلى اللّه عليه وآله: خداوند مرا بر انگيخت تا با همه شاهان دنيا بجنگم و پادشاهى را به سوى شما بكشانم. پس مرا در آنچه شما را به سوى آن فرا مى خوانم، اجابت كنيد تا بدان وسيله، فرمان رواى عرب شويد و غير عرب فرمانبر شما شوند، و شهريارانى در بهشت گرديد.

40. پيامبر خدا صلى اللّه عليه وآله هنگامى كه در آغاز دعوت، خويشان نزديك خود را جمع كرد و آيت نبوّت را برايشان بيان فرمود: اى پسران عبد المطّلب! خداوند مرا به سوى همه مردم عموماً، و به سوى شما خصوصاً فرستاده است؛ زيرا خداوند عز و جل فرموده:" و خويشان نزديكت را بيم ده". من شما را به دو كلمه فرا مى خوانم كه گفتنش آسان است؛ امّا در ترازوى اعمال، گران و ارزشمند. شما با اين دو كلمه، بر عرب و عجم حاكم مى شويد و ملّت ها فرمان بردار شما مى شوند و به واسطه اين دو كلمه، به بهشت مى رويد و از آتش مى رهيد. اين دو كلمه، عبارت اند از: شهادت دادن به اين كه هيچ خدايى جز اللّه نيست و به اين كه من فرستاده خدا هستم.

41. الطبقات الكبرى: هنگامى كه قريش مشاهده كردند اسلام جاى خود را باز كرده و مسلمانان پيرامون كعبه مى نشينند، گيج و درمانده شدند و از اين رو، نزد ابو طالب رفتند ... گفتند: بفرست محمّد بيايد تا به او پيشنهاد منصفانه اى بدهيم.

ابوطالب در پىِ پيامبر صلى اللّه عليه وآله فرستاد و او آمد. ابوطالب گفت: اى برادر زاده من! اينها عموهاى تو و بزرگان قومت هستند و مى خواهند به تو پيشنهاد منصفانه اى بدهند.

پيامبر صلى اللّه عليه وآله فرمود:" بگوييد. مى شنوم".

گفتند: ما را با خدايانمان بگذار، و ما هم تو را با خدايت مى گذاريم.

ابوطالب گفت: پيشنهاد منصفانه اى است؛ از آنها بپذير.

پيامبر صلى اللّه عليه وآله فرمود:" اگر من اين پيشنهاد شما را بپذيرم، آيا شما يك كلمه از من مى پذيريد كه اگر آن را بگوييد، بر عرب فرمان روا شويد و غير عرب، فرمانبر و تسليم شما شوند؟".

ص: 84

ص: 85

ابوجهل گفت: بى گمان، اين، كلمه اى پُرسود است. آرى، به روح پدرت سوگند كه آن كلمه و ده تا مثل آن را هم مى گوييم! فرمود:" بگوييد: هيچ خدايى جز اللّه نيست".

اما آن جماعت، از اين كلمه ناراحت و رميده شدند و با عصبانيت برخاستند و رفتند.

42. الطبقات الكبرى: پيامبر صلى اللّه عليه وآله در آغاز نبوّت خود، سه سال در مكّه مخفيانه دعوت مى كرد و سپس در سال چهارم، دعوتش را علنى ساخت و به مدّت ده سال، مردم را به اسلام دعوت كرد ... تا جايى كه به سراغ تك تك قبايل و منزلگاه هاى آنان مى رفت و مى فرمود:" اى مردم! بگوييد: هيچ خدايى جز اللّه نيست، تا رستگار شويد و به وسيله اين كلمه، بر عرب ها حاكم گرديد و عجم ها در برابرتان تسليم شوند. و اگر ايمان آوريد، شهريارانى در بهشت خواهيد بود".

امّا ابولهب پشت سر ايشان حركت مى كرد و مى گفت: به حرفش گوش نكنيد. او فردى از دين برگشته و دروغگوست.

43. امام على عليه السلام: خداوند، محمّد صلى اللّه عليه وآله را به حق بر انگيخت تا بندگانش را از عبادت بت ها، به سوى عبادت خود بيرون كشانَد و از طاعت شيطان، به طاعت خويش در آورَدْ؛ با قرآنى كه آن را آشكار نمود و استوار ساخت تا بندگان، در آن هنگام كه پروردگارشان را نمى شناختند، بشناسندش و به وجود او كه انكارش مى كردند، اعتراف كنند و هستىِ او را كه باور نمى كردند، اثبات نمايند.

44. امام على عليه السلام: خداوند عز و جل محمّد صلى اللّه عليه وآله را به حق بر انگيخت تا بندگانِ خود را از عبادت بندگانش به بندگىِ خويش، از تعهّدات بندگانش به تعهّدات خود، از طاعت بندگانش به طاعت خود، و از ولايت بندگانش به ولايت خود بكشانَد.

45. امام باقر عليه السلام در نامه خود به يكى از خلفاى اموى: و از آن جمله است فرو گذاشتن جهاد، كه خداوند عز و جل آن را بر اعمال [ديگر] برترى داده است ... در اين باره، با آنان شرط كرده كه حدود را حفظ كنند و قدم اوّلِ آن، دعوت به طاعت خدا به جاى طاعت بندگان است و به عبادت خدا به جاى عبادت بندگان و به حاكميت خدا به جاى حاكميت بندگان.

ر. ك: ص 99(زنده كردن همه ارزش ها).

ص: 86

ص: 87

سخنى درباره آزادى در مكتب انبيا
اشاره

آزادى، يكى از نيازهايى است كه انسان با تمام وجود، احتياج به آن را احساس مى كند. اين اصل، هر چند از يك بُعد، با اصل عدالت در ارتباط است؛ ولى از بُعد ديگر كه زير بناى بُعد اوّل است اصلى است جداگانه كه حتى عدالت اجتماعى نيز بدون آن تحقّق نمى يابد. به هر حال، اين نياز اساسىِ انسان، در مكتب انبيا به طور دقيق، مورد توجّه است و به آن پاسخ مثبت داده مى شود.

قرآن با تعبير جالبى درباره رسالت پيامبر اسلام مى فرمايد:

" وَ يَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَ الْأَغْلالَ الَّتِي كانَتْ عَلَيْهِمْ؛ (1) و بارهاى سنگين و زنجيرهايى را كه بر [گردن] آنها بود، بر مى دارد".

بندهاى اسارت

دو نوع زنجير است كه آزادى را از انسان سلب مى كند و استعدادهاى شگفت و نيروهاى عظيمى را كه در وجود بشر نهفته شده، به بند مى كشد و نه تنها مانع تلاش و حركت به سوى كمال مى گردد، بلكه انسان را به سوى انحطاط و پستى و سقوط گرايش مى دهد. اين دو نوع زنجير، يكى داخلى و ديگرى خارجى است.

زنجيرهاى داخلى، عبارت اند از: هوس ها و تمايلات مهارْ نشده كه از درون،


1- اعراف: آيه 157.

ص: 88

اراده انسان را به بند مى كشند و اين" مرغِ باغِ ملكوت" را در زندان تمايلات حيوانى، بازداشت مى كنند و در نتيجه، گردنش را براى پذيرش زنجيرهاى خارجى، آماده مى سازند.

بى جهت نيست كه استثمارگران، براى فاسد كردن و به بند كشيدن توده ها، ابتدا از زنجيرهاى داخلى استفاده مى كنند و با آماده ساختن مراكز و وسائل هوسرانى هاى افراطى و تبليغ و ترويج آنها، در مرحله اوّل، شخصيت و آزادىِ درونى را از انسان سلب مى كنند، كه در اين صورت، سلب آزادى هاى بيرونى بسى آسان است، بلكه گاه مى شود كه انسان در عين اسارت داخلى و خارجى، احساس كمال آزادى مى كند! درست است كه مردم فرانسه همگى، فرد فرد،" آزاد" ند كه" وركور" را بشناسند و برگزينند يا غير" وركور" را؛ ولى از اين آزادى، كسانى استفاده مى كنند و كسانى آزادى را" به سود خود گرايش مى دهند" كه قوى ترند، حتى رأى مى سازند؛ رأى آزاد مى سازند! رأى ساختن، همه اش به شكل معروفى كه مى شناسيم، نيست ... در خود غرب چنين نمى كنند ... آنها رأى قلّابى را نيمه شب ها، پنهانى در صندوق هاى" أخذ رأى" نمى اندازند؛ رأى قلّابى را، شب و روز، آشكار، اما سخت عالمانه و ماهرانه، در صندوق هاى" خلق رأى" يعنى مغزها و دل ها مى افكنند؛ بى آن كه صاحب صندوق، از آن آگاه شود، و از اين جا ليبراليسم و دموكراسىِ واقعى و عملى آغاز مى شود. يعنى پس از آن، اين فرد حقيقتا آزاد است كه به هر كس كه" دلش خواست"، به هر كسى كه در مغزش بدو مى انديشد و در حافظه اش او را مى شناسد و در اعتقادش به او معتقد و مؤمن شده است و زندگىِ او و فضايل او و امتيازات شخصيت او را به دقّت مى داند، رأى بدهد .... و بدين طريق، همان كسانى كه واقعا در مغزهاى مردم شناخته بوده اند و در دل هايشان جا داشته اند، در مجلس هاى ملّى جا مى گيرند، و اين" تقلّب طبيعى و قانونى" است! گاه نزديك انتخابات مى بينيم [كه] ناگهان صدها مقاله، ده ها كتاب، فيلم، تآتر، هزاران گونه تبليغ هاى مستقيم و غير مستقيم [را] با لحن ها و رنگ ها و

ص: 89

جلوه هاى متنوّع و جالب و مختلف، از نوشتن شرح حال گرفته تا چاپ عكس و اسم بر روى ران ها و پستان ها و ديگر نقاط حسّاسِ انتخاباتى و دموكراتيك(!) مانكن ها و رقّاصه ها و هنرْ پيشه هاى بسيار معروف و محبوب، در سينماها و دانسينگ ها و حتى پياده روهاى خيابان ها و گردشگاه ها و باغ ملّى ها درباره يكى از كانديداهاى رياست جمهورى، از در و ديوار، همه جا و به هر وسيله، بر سر و روى مردم مى ريزد .... بى شك، اين پول است، اين قدرت است كه با استخدام تمام استعدادها و امكانات هنرى و ادبى و اجتماعى ... رأى مى سازد. آرى، آزادند در" دادنِ رأى"؛ اما برده اند در" ساختن رأى"؛ زيرا رأيش را با پول در مغزش جا داده اند و سپس آزادش گذاشته اند تا به هر كه خواست، رأى دهد. (1)

در مكتب انبياى الهى، براى ساختن انسان آزاد و جامعه آزاد و پاسخ مثبت دادن به نياز آزادى، در موازاتِ رها كردن انسان از زنجيرهاى بيرونى و بردگىِ طاغوت ها، سعى مى شود كه انسان از زنجيرهاى درونى وبردگىِ غرايز حيوانى نيز آزاد گردد؛ بلكه از آن جهت كه حرّيت و آزادىِ درونى، جنبه بنيادى نسبت به آزادىِ بيرونى دارد، بيشتر به آن اهمّيت داده شده، تا آن جا كه جهاد براى تأمين آزادىِ درونى،" جهاد اكبر"، و جهاد براى تأمين آزادىِ بيرونى،" جهاد اصغر" ناميده شده است.

امام على عليه السلام در مورد بندها و زنجيرهايى كه از درون، آزادىِ انسان را سلب مى كند، چنين مى فرمايد:

لا يَسْتَرِقَنَّكَ الطَّمَعُ وقَد جَعَلَكَ اللّهُ حُرّا. (2)

طمع، بند بردگى بر تو ننهد، [چرا] كه خداوند، تو را آزاد آفريده است.

لَيسَ مَنِ ابتاعَ نَفسَهُ فَأعتَقَها، كَمَن باعَ نَفسَهُ فَاوبَقَها. (3)

كسى كه خود را خريد و آزاد كرد، مانند كسى نيست كه خود را فروخت و نابود ساخت.


1- امّت و امامت: ص 189 193.
2- غرر الحكم: ح 10317.
3- بحار الأنوار: ج 77 ص 419.

ص: 90

مَن تَرَكَ الشَّهَواتِ كانَ حُرّا. (1)

كسى كه شهواتِ خود را ترك كند، آزاد است.

آزادىِ انديشه

پيامبران الهى، با شكستن اين زنجيرها، انديشه انسان را آزاد مى سازند و گنجينه عقل هايى را كه در لجنزار شهوات دفن شده، استخراج مى كنند. از اين رو، امام على عليه السلام درباره فلسفه بعثت انبيا فرمود:

و يُثيروا لَهُم دَفائِنَ العُقولِ. (2)

[انبيا آمدند] تا گنجينه هاى عقول بشر را استخراج كنند.

تا عقل انسان، گرفتار شهوت است و تا انديشه، در بند هوس، اسير است و تا مشعل فروزان فكر، در زير حجاب هاى خودْپرستى و خودْمحورى پنهان است، انديشه و علمْ كمترين نقشى در رهايى و تكامل انسان نخواهند داشت. در اين باره، از امير مؤمنان عليه السلام روايت شده كه مى فرمايد:

حَرامٌ عَلى كُلِّ عَقلٍ مَغلُولٍ بِالشَّهوَةِ أن يَنتَفِعَ بِالحِكْمَةِ. (3)

بر هر عقلى كه در زنجير شهوت است، حرام است كه از حكمت سود برد.

اين حرمت، حرمت تكوينى است. يعنى همان طور كه جسم بيمار از غذاى لذيذ، لذّت نمى برد و غذاهاى خوب و مقوّى، تنها در صورتى جسم انسان را تقويت مى كنند كه نخست، بيمارىِ جسم معالجه شود، روح و جان انسان نيز امكان ندارد از حكمت كه غذاى روح است، استفاده كند، مگر اين كه بيمارى هاى آن درمان شوند.

با درمان بيمارى هاى روح و شكستن زنجيرهاى انديشه و برخاستن حجاب هاى


1- همان: ص 91 ح 98.
2- نهج البلاغة: خطبه 1.
3- غرر الحكم: ح 4902.

ص: 91

فكر، چراغ فروزان عقلْ ظاهر مى شود و راه پيشرفت انسان را روشن و هموار مى گرداند. به گفته اميرمؤمنان على عليه السلام:

مَن غَلَبَ شَهوَتَهُ ظَهَرَ عَقلُهُ. (1)

كسى كه بر شهوت خود غلبه كند، عقلش آشكار مى شود.

در اين باره، قرآن كريم، نظام حكومت انبيا را چنين ترسيم مى كند:

" اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ؛ (2) خداوند، سرپرست و مربّىِ كسانى است كه ايمان آورده اند و [در پرتو برنامه انبيا] آنها را از تاريكى ها به سوى روشنايى خارج مى كند".

در نظام هاى طاغوتى، مسئله بر عكس است؛ يعنى در اين نظام ها برنامه طورى تنظيم شده كه اميال و هوس هاى حيوانى، بر انسان چيره شوند تا اين تمايلات، سرپوشى بر بينش و انديشه او گردند و در نتيجه، حقيقتْ پشت پرده بماند؛ زيرا اين نظام ها تحت هر اسم و به هر شكلى كه باشند، اعم از: كمونيستى، ليبراليستى و سلطنتى از جهل مردم تغذيه مى كنند و آگاهىِ عمومى، عامل نابودىِ آنهاست. به گفته قرآن كريم:

" وَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِياؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُماتِ؛ (3) آنها كه كافرند، طاغوت، سرپرست آنهاست و آنها را از نور به سمت تاريكى ها خارج مى سازد".


1- غرر الحكم: ح 7953.
2- بقره: آيه 257.
3- بقره: آيه 257.

ص: 92

ص: 93

2/ 5 نور و هدايت

قرآن

" خدا هر كه را از خشنودىِ او پيروى كند، به وسيلؤ آن [كتاب]، به راه هاى سلامت رهنمون مى شود و به توفيق خويش، آنان را از تاريكى ها به سوى روشنايى بيرون مى برد و به راهى راست، هدايتشان مى كند".

" و در حقيقت، موسى را با آيات خود فرستاديم [و به او فرموديم] كه: قوم خود را از تاريكى ها به سوى روشنايى بيرون آور، و روزهاى خدا را به آنان يادآورى كن، كه قطعاً در اين [يادآورى]، براى هر شكيباىِ سپاس گزارى عبرت هاست".

" الف، لام، راء. [اين،] كتابى است كه آن را به سوى تو فرود آورديم تا مردم را به اذن پروردگارشان، از تاريكى ها به سوى روشنايى بيرون آورى؛ به سوى راهِ آن شكستْ ناپذيرِ ستوده".

حديث

46. امام على عليه السلام در وصف پيامبر صلى اللّه عليه وآله: خداوند، او را از شجره پيامبران و چراغدان(جايگاه) روشنايى و بلنداى پيشانى(خاندانى بلندپايه و شريف) و ناف مكّه و چراغ هاى تاريكى و چشمه هاى حكمت، برگزيد.

47. امام على عليه السلام در وصف اسلام: در آن، بهاران نعمت هاست و چراغ هاى زُداينده تاريكى ها. دَرِ خوبى ها جز با كليدهاى آن باز نشود، و تاريكى ها جز با چراغ هاى آن زدوده نگردد.

ص: 94

ص: 95

2/ 6 آموزش دادن كتاب و حكمت

قرآن

" اوست آن كس كه در ميان بى سوادان، فرستاده اى را از خودشان بر انگيخت تا آيات او را بر آنان بخوانَد و پاكشان گردانَد و كتاب و حكمت را بديشان بياموزد، و [آنان] قطعاً پيش از آن، در گم راهىِ آشكارى بودند".

" پروردگارا! در ميان آنان، فرستاده اى از خودشان بر انگيز تا آيات تو را بر آنان بخوانَد و كتاب و حكمت را به آنان بياموزد و پاكيزه شان كند؛ زيرا تو خود، شكست ناپذيرِ حكيمى".

ر. ك: بقره: آيه 151، آل عمران: آيه 164.

حديث

48. امام على عليه السلام: فرستادگان خود را به سوى جنّ و انس فرستاد تا پرده اين جهان را براى آنان كنار زنند و آنها را از بدى هايش برحذر دارند و برايشان از دنيا مَثَل ها بزنند و ايشان را به عيب هاى آن، بينا گردانند و آنچه را كه مايه عبرت است از دگرگونىِ احوال، همچون تنْ درستى ها و بيمارى هاى دنيا، و حلال و حرام آن و آنچه خداوند از بهشت ودوزخ و عزّت و خوارى، براى فرمان برداران و نافرمانان از خود، فراهم آورده است، به گوش آنان بخوانند.

49. امام كاظم عليه السلام: خداوند، پيامبران و فرستادگان خود را به سوى بندگانش نفرستاد، مگر براى اين كه بصيرت الهى را دريافت كنند. پس آن بنده اى كه بهتر [دعوتِ حق را] اجابت كند، معرفتش به خدا، بهتر است و آن كه به امر خدا داناتر باشد، خردش نيكوتر است و خردمندترينِ بندگان، بلندپايه ترينِ آنان در دنيا و آخرت است.

ص: 96

ص: 97

2/ 7 تزكيه اخلاق

قرآن

" اوست آن كس كه در ميان بى سوادان، فرستاده اى از خودشان بر انگيخت تا آيات او را بر آنان بخوانَد و پاكشان گردانَد".

" ... تا ... كتاب و حكمت را به آنان بياموزد و پاكيزه شان كند؛ زيرا تو خود، شكست ناپذيرِ حكيمى".

حديث

50. پيامبر خدا صلى اللّه عليه وآله: من با خوى هاى والا و نيكو، برانگيخته شده ام.

51. پيامبر خدا صلى اللّه عليه وآله: من در حقيقت، بر انگيخته شده ام تا صفات عاليه انسانى را كامل سازم.

52. پيامبر خدا صلى اللّه عليه وآله: من در حقيقت، براى اين بر انگيخته شده ام كه خوى هاى نيكو را به كمال رسانم.

53. پيامبر خدا صلى اللّه عليه وآله: من براى اين مبعوث شده ام كه خوى هاى شايسته را كامل گردانم.

54. پيامبر خدا صلى اللّه عليه وآله: خداى متعال، مرا براى كامل كردن فضايل اخلاق و به كمال رساندن كارهاى نيكو، بر انگيخته است.

ص: 98

ص: 99

2/ 8 اهتمام مردم به برقرارى عدالت

قرآن

" به راستى، [ما] پيامبران خود را با دلايل آشكار، روانه كرديم و با آنها كتاب و ترازو را فرود آورديم تا مردم به انصاف برخيزند، و آهن را كه در آن، براى مردم خطرى سخت و سودهايى است پديد آورديم، تا خدا معلوم بدارد كه چه كسى در نهان، او و پيامبرانش را يارى مى كند. آرى، خدا نيرومندِ شكستْ ناپذير است".

حديث

55. امام على عليه السلام در وصف خداوند سبحان: خدايى است كه در وعده اش راستگوست و از ستم بر بندگانش به دور، و در ميان آفريدگانش به داد و انصاف رفتار مى كند و در حكم خود، با ايشان عدالت مى ورزد.

56. امام على عليه السلام در وصف اهل ذكر: به عدل، فرمان مى دهند و خود به آن عمل مى كنند و از زشتكارى، باز مى دارند و خود از آن باز مى ايستند.

2/ 9 زنده كردن همه ارزش ها

قرآن

" همانان كه از اين فرستاده، پيامبرِ درسْ نخوانده- كه [نام] او را نزد خود، در تورات و انجيل نوشته مى يابند- پيروى مى كنند؛ [همان پيامبرى كه] آنان را به كار پسنديده فرمان مى دهد، و از كار ناپسند باز مى دارد، و براى آنان چيزهاى پاكيزه را حلال و چيزهاى ناپاك را بر ايشان حرام مى گردانَد، و از [دوشِ] آنان، قيد و بندهايى را كه بر ايشان بوده است، بر مى دارد. پس كسانى كه به او ايمان آوردند و بزرگش

ص: 100

ص: 101

داشتند و يارى اش كردند و در پىِ نورى رفتند كه با او نازل شده است، آنان همان رستگاران اند".

حديث

57. امام رضا عليه السلام: در انجيل نوشته شده است:" پسر آن زن پاك دامن مى رود و پس از او،" فارقليطا" مى آيد و او بارهاى گران را سبك مى كند و هر چيزى را براى شما روشن مى سازد و به حقّانيت من گواهى مى دهد، همچنان كه من به آمدنِ او گواهى دادم. من براى شما امثال [نمودها] آوردم و او براى شما تأويل [حقيقت] مى آورَد".

تفسير

علّامه طباطبايى در تفسير آيه" همانان كه از اين فرستاده، پيامبرِ درس ناخوانده، پيروى مى كنند ..." مى فرمايد:" راغب در مفردات مى گويد:

" اصْر" [در ادامه آيه] به معناى بستن و نگهداشتن چيزى به زور است. گفته مى شود:" أصرتُه فهو مأصور"، و مأصَر و مأصِر به فتح و كسر صاد به معناى بازداشتگاه كشتى است. خداى متعال فرموده است:" و قيد و بندهايى را كه بر ايشان بوده است، از آنها بر مى دارد"؛ يعنى امورى را بر مى دارد كه مردم را از كارهاى نيك و رسيدن به ثواب ها و پاداش ها باز مى دارند و دست و پا گير آنها هستند. نيز به همين معناست آيه" وَ لا تَحْمِلْ عَلَيْنا إِصْراً". بعضى گفته اند:" اصر" به معناى بارگران است؛ اما حقيقت آن، همان است كه گفتم.

" اغلال" جمع" غُلّ" است، به معناى آنچه با آن بسته شود(طوقى آهنين كه برگردن يا دست بندند) ....

ياد كردن از پيامبر صلى اللّه عليه وآله با سه وصف" رسول" و" نبىّ" و" امّى" كه در هيچ آيه ديگرى جز همين آيه و آيه بعد، با اين سه صفت يك جا ذكر نشده در كنار جمله بعد كه مى فرمايد:" [پيامبرى] كه [نام] او را نزد خود در تورات و انجيل نوشته مى يابند" نشان مى دهد كه در تورات و انجيل، از پيامبر خدا با اين اوصاف سه گانه ياد شده بوده است.

اگر غرض از توصيف پيامبر با اين سه وصف، معرّفى كردن وى به صفاتى نبود كه در تورات و انجيل براى آن بزرگوار ياد شده و يهوديان و مسيحيانْ او را با اين اوصاف مى شناخته اند، بى گمان، در آوردن اين سه صفت(رسول و نبىّ و امّى) بويژه صفت سوم، نكته روشنى نبود.

ص: 102

ص: 103

نيز ظاهر آيه شريفه دلالت يا اشعار بر اين دارد كه جمله" آنان را به كار پسنديده فرمان مى دهد و از كار ناپسند باز مى دارد" تا آخرِ امور پنجگانه اى كه خداوند در اين آيه، پيامبر صلى اللّه عليه وآله را با آنها وصف كرده، از جمله نشانه هاى پيامبر خداست كه در آن دو كتاب(تورات و انجيل)، ذكر شده اند. با اين حال، اين اوصاف از ويژگى هاى پيامبر صلى اللّه عليه وآله و آيين پرشكوه او هستند؛ زيرا درست است كه امّت هاى درست كار به وظيفه امر به معروف و نهى از منكر عمل مى كرده اند و دليل آن هم، اين سخن خداى متعال است درباره اهل كتاب كه:

" لَيْسُوا سَواءً مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ أُمَّةٌ قائِمَةٌ يَتْلُونَ آياتِ اللَّهِ آناءَ اللَّيْلِ وَ هُمْ يَسْجُدُونَ* يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ وَ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ يَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَ يُسارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ وَ أُولئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ؛ (1) آنان يكسان و همسان نيستند. از اهل كتاب، گروهى درستْ كردارند ... به نيكى فرمان مى دهند و از ناشايستى باز مى دارند و به نيكوكارى مى شتابند، و اينان از شايستگان اند".

همچنين روا شمردن پاكيزه ها و حرام كردن چيزهاى ناپاك، در مجموع، از جمله فطرياتى است كه همه اديان الهى بر آن هم داستان اند و خداى متعال هم فرموده:

" قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبادِهِ وَ الطَّيِّباتِ مِنَ الرِّزْقِ؛ (2) بگو: چه كسى زينت الهى را كه براى بندگانش پديد آورده و رزق پاكيزه او را حرام كرده است".

نيز برداشتن قيد و بندها، گرچه از امورى است كه اجمالًا در شريعت عيسى عليه السلام وجود داشته است و گواه آن، نقل قولى است كه خداوند در قرآن كريم از آن حضرت كرده و مى فرمايد:

" وَ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْراةِ وَ لِأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ؛ (3) همچنين گواهى دهنده بر [صدق] تورات هستم كه پيش روى من است و [بر انگيخته شده ام] تا بعضى از آنچه بر شما حرام بوده است، حلال كنم".

و اين سخن عيسى عليه السلام خطاب به بنى اسرائيل نيز، مُشعر به همين نكته است:


1- آل عمران: آيه 113 و 114.
2- اعراف: آيه 32.
3- آل عمران: آيه 50.

ص: 104

ص: 105

" قَدْ جِئْتُكُمْ بِالْحِكْمَةِ وَ لِأُبَيِّنَ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ؛ (1) به راستى، براى شما حكمت آورده ام، و براى شما بعضى از امورى را كه در آن اختلاف نظر داريد، روشن مى سازم".

آرى، با همه اين احوال، هيچ شكّاكى شك ندارد كه دينى كه محمّد صلى اللّه عليه وآله با كتابى از جانب خدا آورد، كه كتاب هاى آسمانىِ پيش از خود را تصديق و تأييد مى كند يعنى دين اسلام، تنها دينى است كه روح زندگى را به طور كامل در كالبد امر به معروف و نهى از منكر دميد و آن را از حدّ يك دعوت صِرف و خالى، به درجه جهاد مالى و جانى در راه خدا رسانْد و آن، تنها دينى است كه همه شئؤن و اعمال مربوط به زندگىِ انسان را در نظر گرفت و سپس آنها را به پاك و ناپاك تقسيم كرد و پاك ها را حلال و ناپاك ها را حرام شمرد. هيچ شريعت آسمانى و قانون اجتماعىِ ديگرى، به لحاظ تفصيل قوانين تشريعى، به پاى اين دين نمى رسد. اسلام، تنها دينى است كه همه احكام دشوارى را كه براى اهل كتاب، بويژه يهود، وضع شده بود و تمام مقرّراتى را كه دانشمندان آنها و احبار و رهبانشان از پيش خود به وجود آورده بودند، لغو و نسخ كرد". (2)

2/ 10 اتمام حجّت

قرآن

" پيامبرانى كه بشارتگر و هشداردهنده بودند، تا براى مردم، پس از [فرستادنِ] پيامبران، در مقابل خدا [بهانه و] حجّتى نباشد، و خدا توانا و حكيم است".

" و اگر نبود كه وقتى به [سزاى] پيش فرستِ دست هايشان، مصيبتى به ايشان برسد، بگويند:" پروردگارا! چرا پيام آورى به سوى ما نفرستادى تا از احكام تو پيروى كنيم و از مؤمنان باشيم؟" [، قطعاً در كيفر آنان شتاب مى كرديم]".

" و گفتند:" چرا از جانب پروردگارش معجزه اى براى ما نمى آورَد؟". آيا دليل روشنِ آنچه در صحيفه هاى پيشين است، براى آنان نيامده است؟!".

حديث

58. پيامبر خدا صلى اللّه عليه وآله: [خداوند،] فرستادگان را به سوى مردم فرستاد تا بر آفريدگانش،


1- زخرف: آيه 63.
2- الميزان فى تفسير القرآن: ج 1 ص 5774.

ص: 106

ص: 107

حجّتِ رسا داشته باشد و فرستادگانش به سوى آنان، گواه بر ايشان باشند، و پيامبرانِ بشارتگر و بيم دهنده را در ميان مردم بر انگيخت تا اگر هلاك مى شوند، از روى دليل باشد و اگر به حيات [سعادتمندانه] دست مى يابند، آن هم از روى دليل باشد، و براى اين كه بندگان، آنچه را درباره پروردگارشان نمى دانستند، بدانند و ربوبيت او را كه منكرش بودند بشناسند و الوهيتش را كه براى آن شريك قائل بودند يگانه دانند.

59. امام على عليه السلام: و گواهى مى دهم كه محمّد صلى اللّه عليه وآله، بنده خدا و فرستاده اوست كه او را براى اجراى فرمان خويش و رساندن حجّت و دليلش، و ابلاغ بيم و وعيدش فرستاده است.

60. امام على عليه السلام: خداوند فرستادگانش را با وحى خويش كه به آنان اختصاص داد، فرستاد و ايشان را حجّت خويش بر خلق خود قرار داد تا [مردم] بهانه نياورند كه بيم داده نشده اند. پس مردمان را با زبانِ راست، به راه حق فرا خوانَد.

61. امام صادق عليه السلام در پاسخ به سؤال از حكمت نبوّت: براى اين كه بعد از پيامبران، ديگر حجّت و بهانه اى براى مردم در برابر خدا باقى نمانَد و نگويند:" كسى نيامد كه ما را نويد و بيم دهد" و براى اين كه خدا بر مردم حجّت داشته باشد. آيا نمى شنوى كه خداوند عز و جل به نقل از نگهبانان دوزخ و حجّت آورىِ آنان در برابر دوزخيان به وجود پيامبران و فرستادگان، مى فرمايد:" آيا براى شما بيم دهنده اى نيامد؟! گويند: چرا، بيم دهنده اى به سوى ما آمد؛ و [لى] تكذيب كرديم و گفتيم: خدا چيزى فرو نفرستاده است ...".

ص: 108

ص: 109

فصل سوم پايان پيامبرى

قرآن

" محمّد پدر هيچ يك از مردان شما نيست؛ ولى فرستادؤ خدا و خاتَم پيامبران است. و خدا همواره بر هر چيزى داناست".

حديث

62. پيامبر خدا صلى اللّه عليه وآله: نخستينِ پيامبران [الهى]، آدم است و آخرينشان محمّد.

63. پيامبر خدا صلى اللّه عليه وآله: حكايت من در ميان پيامبران، حكايت مردى است كه خانه اى ساخته و آن را خوب و كامل و زيبا درست كرده باشد و فقط جاى يك خشت را در آن باقى گذاشته باشد؛ مردم، دور آن خانه مى چرخند و از آن خوششان مى آيد و مى گويند: كاش جاى همين يك خشت هم تكميل مى شد. آرى، من در ميان پيامبران، جاى آن خشت هستم.

ص: 110

ص: 111

64. پيامبر خدا صلى اللّه عليه وآله: من فاتح (1) و خاتم مبعوث شدم.

65. پيامبر خدا صلى اللّه عليه وآله: به زودى، در ميان امّت من سى دروغگو پيدا خواهند شد كه همگى ادّعاى پيامبرى مى كنند، درحالى كه من خاتم پيامبران هستم و بعد از من، هيچ پيامبرى نيست.

66. پيامبر خدا صلى اللّه عليه وآله: اى مردم! بعد از من، پيامبرى نيست و پس از سنّت(قانونِ) من، سنّتى وجود ندارد. پس هر كه ادّعاى نبوّت كند، ادّعا و بدعت او در آتش خواهد بود.

67. پيامبر خدا صلى اللّه عليه وآله: من عاقِب هستم؛ يعنى كسى كه پس از او پيامبرى نيست.

68. پيامبر خدا صلى اللّه عليه وآله: من خاتم انبيا هستم.

69. امام على عليه السلام درباره بعثت پيامبر صلى اللّه عليه وآله: تا اين كه خداوند سبحان، محمّد را به عنوان پيامبر خدا صلى اللّه عليه وآله فرستاد تا وعده خويش را به انجام رسانَد و [سلسله] نبوّتش را كامل گردانَد.

70. امام على عليه السلام در وصف پيامبر صلى اللّه عليه وآله: امين وحىِ اوست و خاتم فرستادگانش و نويدْ دهنده رحمتش و ترساننده از خشم و عذابش.

71. امام صادق عليه السلام: خداوند كه يادش بزرگ باد با پيامبر شما، به پيامبران خاتمه داد. بنا بر اين، بعد از او هرگز پيامبرى بر انگيخته نخواهد شد، و [نيز] با كتاب شما به همه كتاب ها [ى آسمانى] پايان بخشيد. پس، بعد از كتاب شما هرگز كتابى نازل نخواهد شد.


1- فاتح، يكى از نام هاى پيامبر خداست و از آن رو بدين نام خوانده شده است كه درهاى ايمان را گشود و خداوند، او را در ميان خلق خود، حاكم و داور قرار داد و دانش هاى ناگشوده بر وى را گشود(مجمع البحرين: مادّه" فتح"). م.

ص: 112

ص: 113

72. امام صادق عليه السلام: تا اين كه محمّد صلى اللّه عليه وآله آمد و قرآن و شريعت و طريقت خود را آورد. پس حلالِ [دين] او، تا روز قيامت حلال است و حرامِ [دين] او، تا روز قيامت حرام.

73. صحيح مسلم به نقل از سعيد بن مُسَيَّب، از عامر بن سعد بن ابى وقّاص، از پدرش: پيامبر خدا به على عليه السلام فرمود:" تو براى من، به منزله هارون براى موسى هستى، جز آن كه پس از من، پيامبرى نيست".

ر. ك: دانش نامه امير المؤمنين: بخش سوم/ كوشش هاى پيامبر براى رهبرى على پس از خود/ فصل چهارم/ احاديث منزلت.

ص: 114

تحليلى درباره حكمت ختم نبوّت

سخن درباره حكمت ختم نبوّت، بسيار است؛ ولى آنچه در اين جا به طور اجمال مى توان بدان اشاره كرد، اين است كه فلسفه بعثت انبياى الهى، ارائه برنامه تكامل جامعه بشر است. اين برنامه، بايد به تدريج به مردم ابلاغ شود؛ زيرا جامعه در طول تاريخ، همانند كودكى است كه در دامن تعليم و تربيت انبياى الهى پرورش مى يابد، لذا برنامه انبيا در دوران هاى مختلف زندگىِ اين كودك، بايد متناسب با مزاج و استعداد او باشد و بر اين اساس، در چهار مقطع از مقاطع تاريخِ پيش از اسلام، شكل اجرايىِ برنامه انبيا تغيير كرده و اين تغييرات، توسّط چهارتن از پيامبران بزرگ الهى كه صاحب كتاب و شريعت بوده اند و آنان را پيامبران تشريع مى ناميم به جامعه بشر ابلاغ گرديده است. اين پيامبران عبارت اند از: نوح، ابراهيم، موسى و عيسى عليهم السلام.

ساير پيامبران الهى، مبلّغ شريعت پيامبران تشريع بوده اند، و رهبرىِ الهى به وسيله آنان تداوم يافت، تا هنگامى كه مزاج جامعه براى دريافت آخرين پيام هاى الهى، آمادگى پيدا كرد، و در اين هنگام بود كه آخرين و كامل ترين برنامه هاى تكامل انسان، در مجموعه اى به نام قرآن، به وسيله خاتم انبيا به بشر ابلاغ شد و با ابلاغ اين پيام، سلسله پيامبران پايان يافت.

پيامبر خدا در روايتى اين تحليل را ضمن يك مَثَل ساده بيان فرموده:

مَثَلي فِي النَّبيِّينَ كَمَثَلِ رَجُلٍ بَنى دارا فَأحسَنَها وأكمَلَها وجَمَّلَها وتَرَكَ مِنها مَوضِعَ لَبِنَةٍ لَمْ يَضَعها، فَجَعَلَ النَّاسُ يَطوفونَ بِالبِناءِ ويَعجَبونَ مِنهُ ويَقولونَ: لَو تَمَّ مَوضِعُ

ص: 115

تِلكَ اللَّبِنَةِ! وأنا فِي النَّبِيِّينَ بِموضِعِ تِلكَ اللَّبِنَةِ. (1)

حكايت من در ميان پيامبران، حكايت مردى است كه خانه اى ساخته و آن را خوب و كامل و زيبا درست كرده باشد و فقط جاى يك خشت را در آن باقى گذاشته باشد؛ مردم، دور آن خانه مى چرخند و از آن خوششان مى آيد و مى گويند: كاش جاى همين يك خشت هم تكميل مى شد. آرى، من در ميان پيامبران، جاى آن خشت هستم.

بر پايه اين مَثَل، خداوند متعال با فرستادن پيامبران، مى خواست ساختمانى معنوى در جهان بنا كند براى پرورش انسان كامل، كه بدون آن، جهان نمى توانست جز حيوان پرورش دهد. با اين كه معمار اين ساختمان، خداوند متعال بوده، ساختن آن قرن ها طول كشيده است؛ چرا كه اجزاى آن و زمينه ساختش مى بايست در طول قرن ها فراهم گردد. نخستين خشت نورانىِ اين بناى معنوى، حضرت آدم و واپسينِ آنها حضرت خاتم الأنبيا است. با بعثت حضرت خاتم، پرورشگاه جامعه انسانى از هر جهت تكميل شد و تا پايان جهان، برنامه هاى اين پرورشگاه، براى تكامل مادّى و معنوى همه انسان ها كافى است و بدين سان، نبوّت پايان يافت.

اما پس از پايان يافتن نبوّت به وسيله خاتم پيامبران صلى اللّه عليه وآله، امامت و هدايت امّت، به وسيله اهل بيت ايشان ادامه يافت، چنان كه قرآن مى فرمايد:

" إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ؛ (2) [اى پيامبر!] تو فقط هشداردهنده اى، و براى هر قومى راهبرى است".

در احاديث فريقين تصريح شده»

كه مقصود از" هادى"، اميرمؤمنان على عليه السلام است: چنان كه در تاريخ دمشق آمده:

لَمّا نَزَلَت:" إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ ..."، قالَ النَّبِيُّ: أنَا المُنذِرُ وعَلِيٌّ الهادي. (3)

چون آيه(تو فقط هشدار دهنده اى) نازل شد، پيامبر صلى اللّه عليه وآله فرمود: من هشدار دهنده ام و على، راهبر.


1- ر. ك: ص 106 ح 63.
2- رعد: آيه 7.
3- دانش نامه امير المؤمنين: ح 3125.

ص: 116

و پس از امام على عليه السلام، امامت در خاندان آن حضرت ادامه يافت، چنان كه از پيامبر خدا روايت شده است:

أنَا المُنذِرُ، وعَلِيٌّ الهادي، وكُلُّ إمامٍ هادٍ لِلقَرنِ الَّذي هُوَ فيهِ. (1)

من هشدار دهنده ام و على، راهبر و هر امامى راهبر نسل معاصر خويش است.

و در روايتى ديگر، از امام باقر عليه السلام آمده است:

رَسولُ اللّهِ المُنذِرُ، وعَلِيٌّ الهادي، أمَا وَاللّهِ ما ذَهَبَ مِنّا و ما زالَت فينا إلَى السّاعَةِ. (2)

پيامبر خدا، بيم دهنده است و على هدايتگر. بدانيد كه به خداوند سوگند، [امامت] از خاندان ما بيرون نرفته است و تا قيامت در ميان ماست.

اين حقيقت، در حديث متواتر ثقلين نيز كه صدورش قطعى است مورد تأكيد قرار گرفته است (3) و بدين سان، امامت و رهبرىِ الهىِ خاندان نبوّت، تا مدّتى قريب به سه قرن ادامه يافت؛ اما پس از وفات امام حسن عسكرى عليه السلام، حكمت الهى ايجاب مى كرد كه امامِ پس از او كه پدر معنوىِ امّت اسلامى است از ديده ها پنهان گردد و جامعه اسلامى را به دار الأيتام معنوىِ فقها و علما واگذارد، چنان كه از امام عسكرى عليه السلام روايت شده است كه فرمود:

حدّثني أبي، عن آبائه، عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله: أشَدُّ مِن يُتمِ اليَتيمِ الَّذِي انقَطَعَ مِن امِّهِ وأبيهِ، يُتمُ يَتيمٍ انقَطَعَ عَن إمامِهِ ولا يَقدِرُ عَلَى الوُصولِ إلَيهِ ولا يَدري كَيفَ حُكمُهُ فيما يُبتَلى بِهِ مِن شَرائِعِ دينِهِ، ألا فَمَن كانَ مِن شيعَتِنا عالِماً بِعُلُومِنا، وهذَا الجاهِلُ بِشَريعَتِهِ المُنقَطِعُ عَن مُشاهَدَتِنا يَتيمٌ في حِجرِهِ، ألا فَمَن هَداهُ وأرشَدَهُ وعَلَّمَهُ شَريعَتَنا كانَ مَعَنا فِي الرَّفيقِ الأعلى. (4)

پدرم از پدرانش از پيامبر خدا برايم روايت كرد كه: بسيار بدتر از يتيمى كه پدر و مادرش را از دست داده، يتيمى است كه از امام خود دور افتاده و توان دستيابى به


1- دانش نامه امير المؤمنين: بخش سوم/ فصل هشتم/ احاديث هدايت.
2- دانش نامه امير المؤمنين: بخش سوم/ فصل هشتم/ احاديث هدايت.
3- ر. ك: امام مهدى از نگاه حديث ثقلين، محمّد محمّدى رى شهرى.
4- الاحتجاج: ج 1 ص 7.

ص: 117

او را ندارد و در مسايل شرعىِ خود كه به آنها نياز دارد، تكليفش را نمى داند. بدانيد كه چنين شخصى كه احكامش را نمى داند و از ديدن ما محروم است يتيمى است كه در دامن كسى جاى دارد كه عالم به علوم ما باشد. هلا! كه هر كس چنين يتيمى را ارشاد نمايد و هدايتش كند و شريعت ما را به او آموزش دهد، در بالاترين منزلگاه، همراه ماست.

يكى از حكمت هاى غيبت امام عصر(عج)، اين است كه مردم جهان، انواع حكومت هاى مدّعىِ عدالت و آزادى و حقوق بشر را بيازمايند و با تجربه دريابند كه جز رهبرىِ رهبران الهى، نمى تواند عدالت را در جهان برقرار سازد، و امّت اسلامى نيز دريابد كه تنها در اختيار داشتنِ كامل ترين برنامه هاى تكامل، براى رسيدن به جامعه موعود و مطلوب اسلامى كافى نيست؛ بلكه در كنار آن، امامت خاندان رسالت نيز ضرورى است. امام صادق عليه السلام در حديثى، به اين حكمت اشاره مى فرمايد:

ما يَكونُ هذَا الأمرُ حَتّى لا يَبقى صِنفٌ مِنَ النّاسِ إِلّا وقَد وُلّوا مِنَ النّاسِ حَتّى لا يَقولَ قائِلٌ: إنّا لَو وُلّينا، لَعَدَلنا! ثُمَّ يَقومَ القائِمُ بِالحَقِّ وَالعَدلِ. (1)

غيبت، همچنان ادامه دارد تا جايى كه هيچ گروهى از مردم نمانند مگر اين كه به حكومت برسند، تا كسى نمانَد كه بگويد:" اگر ما حاكم مى شديم، به داد حكومت مى كرديم". آن گاه، قائم به حق و داد بر مى خيزد.

پس از فراهم شدن زمينه سياسى و اجتماعىِ حكومت جهانى اسلام، تنها ذخيره الهى، براى اقامه عدل در جهان ظاهر مى گردد و با ظهور وى، وعده الهى مبنى بر فراگير شدن اسلام در جهان كه در قرآن سه بار تكرار شده است تحقّق خواهد يافت:

" هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَ دِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ؛ (2)* او كسى است كه پيامبرش را با هدايت و دين درست، فرستاد تا آن را بر هر چه دين است، پيروز گردانَد؛ هر چند مشركان خوش نداشته باشند".


1- الغيبة، نعمانى: ص 274 ح 53.
2- توبه: آيه 33، فتح: آيه 28، صف: آيه 9.

ص: 118

ص: 119

فصل چهارم رسالت جهانى محمّد

4/ 1 رسالت همگانى ايشان

قرآن

" بگو:" گواهىِ چه كسى از همه برتر است؟". بگو:" خدا ميان من و شما گواه است. و اين قرآن به من وحى شده تا به وسيلؤ آن، شما و هر كس را [كه اين پيام به او] برسد، هشدار دهم. آيا واقعاً شما گواهى مى دهيد كه در جنب خدا، خدايان ديگرى هم هست؟". بگو:" من گواهى نمى دهم". بگو:" او تنها، معبودى يگانه است، و بى ترديد، من از آنچه شريك [او] قرار مى دهيد، بيزارم"".

" و ما تو را جز [به سِمَتِ] بشارتگر و هشداردهنده براى تمام مردم، نفرستاديم؛ ليكن بيشتر مردم نمى دانند".

" بگو:" اى مردم! من فرستاده خدا به سوى همؤ شما هستم، همان [خدايى] كه فرمان روايىِ آسمان ها و زمين، از آنِ اوست. هيچ معبودى جز او نيست؛ كه زنده مى كند و مى ميراند. پس به خدا و فرستادؤ او- كه پيامبرِ درسْ نخوانده اى است كه به خدا و كلمات او ايمان دارد- بگرويد و او را پيروى كنيد؛ اميد كه هدايت شويد"".

ص: 120

ص: 121

" و تو را جز رحمتى براى جهانيان، نفرستاديم".

" او كسى است كه پيامبرش را با هدايت و دين درست، فرستاد تا آن را بر هر چه دين است، پيروز گردانَد؛ هر چند مشركان خوش نداشته باشند".

حديث

74. تاريخ بغداد: پيامبر خدا صلى اللّه عليه وآله فرمود:" هر كه قرآن به او رسد، چنان است كه من به وسيله آن، با وى رو در رو سخن گفته باشم".

ايشان سپس اين آيه را برخواند:" و اين قرآن، به من وحى شده تا به وسيله آن، شما و هر كس را [كه اين قرآن] به او رسد، هشدار دهم".

75. پيامبر خدا صلى اللّه عليه وآله: من پيامبرِ كسانى هستم كه با من به سر مى برند و كسانى كه بعد از من به دنيا مى آيند.

76. پيامبر خدا صلى اللّه عليه وآله: من به سوى همه مردم فرستاده شده ام و سلسله پيامبران، به من ختم شده است.

77. پيامبر خدا صلى اللّه عليه وآله: پيش از من، هر پيامبرى با زبان قوم خود به سوى امّتش فرستاده شد؛ ولى خداوند مرا با زبان عربى، به سوى همه انسان ها از سياه و سفيد، فرستاده است.

78. پيامبر خدا صلى اللّه عليه وآله: پنج چيز به من داده شده كه به هيچ يك از پيامبرانِ پيش از من، داده نشده است: من به سوى سياه و سفيد و سرخ فرستاده شده ام ....

79. امام صادق عليه السلام: خداوند تبارك و تعالى، شرايع نوح و ابراهيم و موسى و عيسى عليهم السلام را به محمّد صلى اللّه عليه وآله داد ... و او را به سوى همه سفيد و سياه و جِن و انس فرستاد.

ص: 122

ص: 123

4/ 2 نامه ايشان به نجاشى

80. الطبقات الكبرى: هنگامى كه پيامبر صلى اللّه عليه وآله در ذى حجّه سال ششم، از صلح حديبيه بر گشت، سفيرانى نزد پادشاهان فرستاد و براى آنان نامه نوشت و به اسلام دعوتشان كرد. به ايشان گفته شد: اى رسول خدا! پادشاهان، نامه بدون مُهر را نمى خوانند.

پس پيامبر صلى اللّه عليه وآله در همان روز، يك انگشتر نقره اىِ نگينْ سرْ خود را تهيّه كرد كه نقش آن، سه كلمه" محمّد رسول اللّه" بود و نامه ها را با آن مُهر زد. شش سفير، در يك روز [از مدينه] بيرون رفتند و اين در ماه محرّم سال هفتم بود. هر يك از آن فرستادگان، به زبان همان مردمى سخن مى گفتند كه پيامبر خدا او را به سوى آنان فرستاده بود.

نخستين سفيرى كه پيامبر خدا اعزام كرد، عمرو بن اميه ضَمرى بود كه او را با دو نامه، به سوى نجاشى روانه كرد. در يكى از آن دو نامه، نجاشى را به اسلام دعوت كرده بود و برايش آياتى از قرآن نوشته بود. نجاشى، نامه پيامبر خدا را گرفت و بر ديدگان خود نهاد و براى ابراز تواضع، از تخت فرود آمد و روى زمين نشست. وى اسلام آورد و شهادتين بر زبان راند و گفت: اگر مى توانستم به حضورش بيايم، حتما مى آمدم.

و آن گاه، نامه اى حاكى از اجابت حق و تصديق و اسلام آوردن خود به دست جعفر بن ابى طالب و سر فرود آوردن در برابر خداوند پروردگار جهانيان، به پيامبر خدا نوشت.

در نامه دوم، پيامبر خدا به نجاشى فرموده بود كه امّ حبيبه، دختر ابوسفيان بن حرب، را به عقد ايشان در آورَد. امّ حبيبه همراه شوهر خود، عبيد اللّه بن جَحش اسدى، به حبشه مهاجرت كرده بود؛ ولى عبيد اللّه در حبشه مسيحى شد و همان جا در گذشت. پيامبر صلى اللّه عليه وآله همچنين در آن نامه، به نجاشى فرموده بود تا وسيله بازگشت اصحابش را كه در حبشه بودند، فراهم سازد و آنان را روانه كند. نجاشى طبق دستور،

ص: 124

ص: 125

امّ حبيبه دختر ابوسفيان را به عقد ازدواج پيامبر خدا در آورد و چهار صد دينار مهريه برايش تعيين كرد و وسايل بازگشت ياران پيامبر صلى اللّه عليه وآله را نيز فراهم ساخت و آنان را به وسيله دو كشتى، همراه عمرو بن اميّه ضمرى روانه كرد. آن گاه، جعبه اى از عاج خواست و هر دو نامه پيامبر صلى اللّه عليه وآله را در آن نهاد و گفت: تا زمانى كه اين دو نامه در حبشه باشد، اين كشور همواره در خير و بركت خواهد بود.

4/ 3 نامه ايشان به پادشاه روم

81. پيامبر خدا صلى اللّه عليه وآله در نامه اى به امپراتور روم: بسم اللّه الرحمن الرحيم. از محمّد پيامبر خدا و بنده و فرستاده او، به هِرَقْل، بزرگ روم. درود بر كسى كه راه هدايت را بپويد! اما بعد، من تو را به اسلام فرا مى خوانم. اسلام بياور تا در سلامت بمانى. مسلمان شو تا خداوند، اجر تو را دو برابر دهد. اگر نپذيرى، گناه رعيت بر عهده توست." اى اهل كتاب! بياييد بر سرسخنى بِايستيم كه ميان ما و شما يكسان است: جز خدا را نپرستيم و چيزى را شريك او نگردانيم و هريك از ما، ديگرى را به جاى خداوند، خدايگان نگيرد. پس اگر روى گرداندند، بگوييد: گواه باشيد كه ما مسلمانيم".

82. الطبقات الكبرى: پيامبر خدا، دِحية بن خليفه كلبى را كه يكى از آن شش سفير بود به سوى قيصر روانه كرد تا او را به اسلام دعوت كند. ايشان نامه اى همراه دحيه كرد و به او فرمود كه آن نامه را به فرماندار بُصرا دهد تا او آن را تسليم قيصر كند. فرماندار بُصرا، نامه را به قيصر داد. در آن روز، قيصر در حِمْص به سر مى برد و نذر كرده بود كه اگر روم بر ايران پيروز شود، پياده و با پاى برهنه، از قسطنطنيه به ايليا(بيت المقدس) برود. قيصر، نامه را خواند و به بزرگان روم كه همراه او درصومعه اش در حِمْص بودند گفت: اى بزرگان روم! آيا مى خواهيد به رستگارى و هدايت برسيد و پادشاهىِ شما استوار بماند و از فرمان عيسى بن مريم پيروى كرده باشيد؟

روميان گفتند: پادشاها! چه بايد كرد؟

ص: 126

ص: 127

قيصر گفت: از اين پيامبر عرب، پيروى كنيد.

آنان همچون گورخرها رميدند و هياهو به راه انداختند و صليب ها را بر افراشتند. هرقل چون اين واكنش را از آنان ديد، از اسلام آوردنشان نوميد گشت و نسبت به جان و حكومت خود، احساس خطر كرد. لذا آنان را آرام ساخت و گفت: در حقيقت، اين سخن را گفتم تا اندازه پايدارىِ شما را در دينتان بيازمايم، و ديدم چنانيد كه من مى خواهم.

در اين هنگام، آنان در برابر قيصر به خاك افتادند.

83. صحيح مسلم به نقل از ابوسفيان: ... زمانى كه در شام بودم، نامه اى از پيامبر خدا، براى هرقل آورده شد .... هرقل گفت: آيا از قوم اين مردى كه مى گويد پيامبر است، كسى در اين جا هست؟

گفتند: آرى.

من و چند نفر از قريش، احضار شديم. وقتى بر هرقل وارد شديم، او ما را در برابر خود نشانْد و همراهانم را پشت سرم نشاندند .... آن گاه، به مترجم خود گفت: از او بپرس كه حسب و نسب وى(پيامبر)، در ميان شما چگونه است؟

من گفتم: او در ميان ما، از حسب و نسب برخوردار است.

پرسيد: آيا از پدران او، كسى پادشاه بوده است؟

من گفتم: نه. پرسيد: آيا پيش از آن كه ادّعاى نبوّت كند، او را به دروغگويى متّهم مى كرديد؟

من گفتم: نه. پرسيد: چه كسانى از او پيروى مى كنند؛ اشراف يا مردمان فرودست؟

گفتم: مردمان فرودست.

پرسيد: آيا روز به روز، بر تعداد آنها افزوده مى شود يا كاسته مى گردد؟

گفتم: نه، بلكه افزوده مى شود.

پرسيد: آيا پيش آمده است كه فردى از آنها، پس از پذيرفتن دين او، به علّت خشم و نارضايى از وى، دينش را ترك كند؟

گفتم: نه. پرسيد: وضعيت جنگ شما با او چگونه بوده است؟

گفتم: بين ما و او، جنگ هاى سختى در مى گرفت و او از ما مى كشت و ما هم از او مى كشتيم.

ص: 128

ص: 129

پرسيد: آيا خيانت و پيمان شكنى مى كند؟

گفتم: نه. در اين مدّتى كه ما با او بوده ايم، چنين كارى را از وى مشاهده نكرده ايم ....

پرسيد: آيا پيش از او، كسى چنين ادّعايى كرده است؟

گفتم: نه ....

هرقل گفت: اگر آنچه درباره او مى گويى، حقيقت داشته باشد، بى گمان او پيامبر است. من مى دانستم كه او ظهور خواهد كرد؛ اما گمان نمى كردم كه از شما باشد. اگر برايم امكان داشت، دوست داشتم ديدارش كنم و اگر نزد وى بودم، پاهايش را مى شستم. پادشاهىِ او، به آنچه زيرپاى من است، خواهد رسيد.

هرقل سپس نامه پيامبر خدا را خواست و آن را بدين شرح خواند:" بسم اللّه الرحمن الرحيم. از محمّد پيامبر خدا، به هرقل، بزرگِ روم. درود بر كسى كه از راه راست پيروى كند. اما بعد، من تو را به اسلام فرا مى خوانم. مسلمان شو تا به سلامت(در امان) بمانى. اسلام بياور تا خداوند، به تو دو برابر مزد دهد و اگر نپذيرى، گناه رعيّت به گردن توست." اى اهل كتاب! بياييد بر سر سخنى بايستيم كه ميان ما و شما يكسان است، و آن اين كه: جز خدا را نپرستيم و چيزى را شريك او نگردانيم ..."".

وقتى نامه را به پايان برد، سر و صدا بلند شد و همهمه در همه جا پيچيد. او دستور داد ما را از حضور او بيرون بردند. وقتى بيرون رفتيم، به همراهانم گفتم: كار پسر ابو كَبْشه(پيامبر) بالا گرفت.

4/ 4 نامه ايشان به پادشاه ايران، كسرا

84. الطبقات الكبرى: پيامبر صلى اللّه عليه وآله عبد اللّه بن حذافه سهمى را كه يكى از آن شش سفير بود براى دعوت خسرو به اسلام، همراه نامه اى نزد او روانه كرد. عبداللّه مى گويد: نامه پيامبر خدا را تسليم خسرو كردم. چون نامه را براى او خواندند، آن را گرفت و پاره كرد. وقتى اين خبر به پيامبر صلى اللّه عليه وآله رسيد، فرمود:" پروردگارا! پادشاهىِ او را پاره كن".

ص: 130

ص: 131

خسرو در نامه اى به باذان، كارگزار خود در يمن، دستور داد: دو مرد چابك سوار را نزد اين مرد در حجاز بفرست تا خبرى از او براى من بياورند.

باذان پيشكار خود و يك نفر ديگر را با نامه اى فرستاد. آن دو وارد مدينه شدند و نامه باذان را به پيامبر صلى اللّه عليه وآله دادند. پيامبر خدا لبخندى زد و آن دو را كه به خود مى لرزيدند، به اسلام دعوت كرد و فرمود:" امروز برويد و فردا پيش من بياييد تا آنچه را كه لازم است، به شما بگويم".

روز بعد، آن دو نزد پيامبر خدا آمدند و پيامبر به آنان فرمود:" به ارباب خود بگوييد كه خداوندِ من، ديشب، هفت ساعت از شب گذشته، خدايگان او، خسرو، را كشت". آن شب، شب سه شنبه دهم جمادى اوّل سال هفتم هجرت بود." و [بگوييد كه:]) خداى متعال، پسر خسرو، شيرويه، را بر وى چيره گردانيد و او خسرو را به قتل رسانْد".

آن دو فرستاده، با اين خبر نزد باذان برگشتند و باذان و تمام ايرانيانى كه در يمن بودند، مسلمان شدند.

85. تاريخ الطبري به نقل از يزيد بن حبيب: پيامبر خدا عبداللّه بن حذافة بن قيس بن عَدىّ بن سعد بن سهم را به نزد خسرو، پور هرمز، پادشاه ايران، فرستاد و به او نوشت:" بسم اللّه الرحمن الرحيم. از محمّد فرستاده خدا، به خسرو، پادشاهِ فارس. درود بر كسى كه از راه راست، پيروى كند و به خدا و فرستاده او ايمان آورَد ...! من تو را به دعوت خداوند عز و جل فرا مى خوانم؛ زيرا من فرستاده خدا به سوى همه مردم هستم تا آن را كه زنده است، هشدار دهم و سخن حق، براى كافران معلوم شود. پس اسلام بياور تا در سلامت بمانى و اگر امتناع ورزى، گناه مجوسيان به گردن توست".

86. المناقب، ابن شهرآشوب به نقل از ابن مهدى مامطيرى در المجالس خود: پيامبر خدا صلى اللّه عليه وآله به خسرو نوشت:" از محمّد پيامبر خدا، به خسرو پور هرمز. اما بعد، اسلام بياور تا در سلامت بمانى. در غير اين صورت، به خدا و پيامبر او اعلام جنگ كن. درود بر كسى كه راه هدايت پويد!".

وقتى نامه به خسرو رسيد، با بى اعتنايى، آن را پاره كرد وگفت: اين كيست كه مرا به دين خود فرا مى خواند و نام خودش را پيش از نام من مى آورد؟!

ص: 132

ص: 133

او مشتى خاك براى پيامبر خدا فرستاد. پيامبر صلى اللّه عليه وآله فرمود:" خداوند، پادشاهىِ او را از هم بدَرَد، چنان كه نامه مرا پاره كرد. بدانيد كه [شما مسلمانان] به زودى، سلطنت او را متلاشى خواهيد كرد. او براى من، مشتى خاك فرستاده است. بدانيد كه به زودى، خاك او را تصرّف خواهيد كرد".

87. الخرائج و الجرائح: خسرو به فيروز ديلمى كه از بقاياى ياران سيف بن ذى يَزَن بود نوشت: اين بنده اى راكه نام خودش را پيش از نام من مى آورَد و گستاخانه مرا به دينى غير از دين خودم دعوت مى كند، نزد من روانه كن.

فيروز نزد پيامبر صلى اللّه عليه وآله آمد و گفت: خداوندِ من، مرا دستور داده كه تو را نزد او برم.

پيامبر صلى اللّه عليه وآله فرمود:" خداوندِ من، مرا خبر داد كه خداوندِ تو ديشب كشته شد".

در اين هنگام، خبر رسيد كه فرزند او شيرويه، در آن شب بر وى حمله برده و او را كشته است. پس فيروز و همراهانش، اسلام آوردند. زمانى كه كذّاب عبسى سر برداشت، پيامبر صلى اللّه عليه وآله فيروز را براى كشتن او فرستاد. او از بام بالا رفت و گردنش را پيچاند و او را كشت.

4/ 5 نامه ايشان به بزرگ قبطيان، مقوقس

88. الطبقات الكبرى: پيامبر خدا حاطب بن ابى بلتعه لَخمى را كه يكى ديگر از آن شش سفير بود همراه نامه اى براى دعوت به اسلام، پيش مُقَوقِس، فرمان رواى اسكندريه و سالار قِبْطيان، فرستاد. حاطب، نامه را به مقوقس داد. مقوقس آن را خواند و با حاطب به خوشى سخن گفت، و نامه را در جعبه اى از عاج قرار داد و سرش را مُهر كرد و آن را به كنيز خود سپرد، و به پيامبر صلى اللّه عليه وآله نوشت: من مى دانستم كه هنوز يك پيامبر باقى مانده است؛ اما گمان مى كردم كه او در شام ظهور خواهد كرد. فرستاده تو را گرامى داشتم و اكنون دو كنيز كه در ميان قبطيان، منزلت والايى دارند، برايت مى فرستم و جامه اى و استرى كه بر آن سوار شوى، پيشكش تو مى كنم.

او چيز ديگرى ننوشت و مسلمان هم نشد. پيامبر خدا هديه مقوقس را

ص: 134

ص: 135

پذيرفت و دو كنيز را كه يكى ماريه، مادر ابراهيم پسر پيامبر خدا، بود و ديگرى خواهرش سيرين قبول كرد و نيز استرى را كه فرستاده بود؛ استرى سپيد كه در آن روز، در ميان عرب ها چنان استرى وجود نداشت و آن همان دُلْدُل بود. پيامبر خدا فرمود:" اين ناپاك، به پادشاهىِ خود بخل ورزيد، حال آن كه پادشاهىِ او دوامى نخواهد يافت".

حاطب مى گويد: مقوقس از من با احترام پذيرايى مى كرد و بر درگاه خود، مرا كمتر معطّل مى نهاد و من بيش از پنج روز، نزد وى اقامت نكردم.

4/ 6 نامه ايشان به حارث بن ابى شمر غنايى

89. الطبقات الكبرى: پيامبر خدا، شجاع بن وهب اسدى را كه يكى ديگر از آن شش سفير بود همراه نامه اى براى دعوت به اسلام، نزد حارث بن شمرغسّانى روانه كرد. شجاع مى گويد: پيش حارث رفتم كه در غوطه دمشق بود. او سرگرم فراهم آوردن وسايل پذيرايى و استقبال از قيصر بود كه مى خواست از حمص به ايليا بيايد. من دو يا سه روز، بر درگاهش منتظر ماندم. سپس به حاجب او گفتم: من فرستاده پيامبر خدا به سوى حارث هستم.

او گفت: تا فلان روز كه بيرون بيايد، به او دسترس نخواهى داشت.

حاجب او كه اهل روم و نامش مرى بود، از من درباره پيامبر خدا سؤالاتى مى كرد و من از ويژگى هاى پيامبر خدا و آيينى كه به آن دعوت مى كند، برايش مى گفتم. او چندان تحت تأثير قرار مى گرفت كه مى گريست و مى گفت: من انجيل را خوانده ام و اكنون خصوصيّت اين پيامبر را عيناً مى يابم. من به او ايمان آوردم و تصديقش مى كنم؛ اما مى ترسم حارث مرا بكشد.

مرى مرا گرامى مى داشت و با گرمى، از من پذيرايى مى كرد. روزى حارث از اندرون بيرون آمد و جلوس كرد و تاج بر سر نهاد و آن گاه، به من اجازه ورود داد. من نامه پيامبر خدا را تسليم او كردم. او نامه را خواند، سپس آن را پرت كرد و گفت: چه كسى مى تواند پادشاهىِ مرا از من بگيرد؟! من به سراغ او خواهم رفت. اگر در يمن هم باشد، نزدش مى روم. مردم را جمع كنيد!

ص: 136

ص: 137

او مرتّبا امر و نهى مى كرد تا آن كه برخاست و دستور داد اسب ها را نعل ببندند. آن گاه گفت: آنچه را كه مى بينى، به سالار خود خبر بده.

نامه اى نيز براى قيصر نوشت و موضوعِ آمدن من و تصميمى را كه گرفته بود، به اطّلاع او رساند. قيصر در جواب او نوشت: به سوى او(پيامبر) حركت مكن و از اين كار درگذر، و به ايليا نزد من بيا.

چون پاسخ نامه حارث از قيصر رسيد، مرا خواست و گفت: چه وقت مى خواهى پيش سالار خود برگردى؟

گفتم: فردا.

حارث دستور داد صد مثقال طلا به من دادند. مرى خودش را به من رسانيد و دستور داد مقدارى خرجى و يك جامه به من دادند و گفت: سلام مرا به پيامبر خدا برسان.

من خدمت پيامبر خدا آمدم و موضوع را به اطّلاع ايشان رساندم. ايشان فرمود:" پادشاهى اش نابود باد!".

همچنين سلام مرى و حرف هايى را كه زده بود، به پيامبر صلى اللّه عليه وآله ابلاغ كردم و او فرمود:" راست گفته است".

حارث بن ابى شمر، در سال فتح مكّه در گذشت.

4/ 7 نامه ايشان به هوذة بن على حنفى

90. الطبقات الكبرى: پيامبر خدا، سليط بن عمرو عامرى را كه او نيز يكى از آن شش نفر بود همراه نامه اى براى دعوت به اسلام، نزد هوذة بن على حنفى فرستاد. سليط بر او وارد شد. هوذه او را ميهمان كرد و به وى بخشش كرد و نامه پيامبر صلى اللّه عليه وآله را خواند؛ ولى به سليط جواب صريحى نداد و به پيامبر صلى اللّه عليه وآله نوشت: آنچه بدان دعوت مى كنى، بسيار نيكو و زيباست. من شاعر و خطيبِ قوم خود هستم و عرب ها به موقعيت من احترام مى گذارند. پس براى من، فرماندهىِ منطقه اى را تعيين كن تا از تو پيروى كنم.

وى به سليط پاداشى داد و جامه هايى از پارچه هاى هَجَر، بر وى پوشانيد. سليط همه آنها را خدمت پيامبر آورد و گفته هاى او را به اطّلاع ايشان رساند. پيامبر نامه هوذه را خواند و فرمود:" اگر به اندازه غوره خرمايى، زمين از من بخواهد، به او نخواهم داد. خودش و هر آنچه دارد، نابود باد!". چون پيامبر از فتح مكّه برگشت، جبرئيل عليه السلام خبر مرگ هوذه را به ايشان داد.

ص: 138

ص: 139

4/ 8 نامه ايشان به راهزنان كوه تهامه

91. پيامبر خدا صلى اللّه عليه وآله در نامه اى به گروهى [راهزن] كه در كوه تهامه جمع شده بودند و كاروانيان كنانه و مزينه و حَكَم و قاره و شمارى از بردگان آنان را تاراج كرده بودند و پس از پيروزى پيامبر خدا صلى اللّه عليه وآله، نمايندگانى به حضور وى فرستاده بودند: بسم اللّه الرحمن الرحيم. اين، نامه اى است از محمّدِ پيامبر، فرستاده خدا، به بندگان آزاده شده خداوند، كه: اگر ايمان بياورند و نماز بگزارند و زكات بپردازند، بردگان ايشان همگى آزادند و مولاى ايشان محمّد است. و هر كس از ايشان كه از قبيله اى است، به آن قبيله برگردانده نمى شود و اگر خونى به گردن دارند يا مالى گرفته اند، از خود ايشان است(بخشيده مى شوند) و اگرطلبى از مردم دارند، بايد به ايشان برگردانده شود و هيچ ستم و ظلمى به ايشان نخواهد شد و در پناه خدا و در پناه محمّد هستند. والسلام عليكم!

ص: 140

ص: 141

فصل پنجم ويژگى هاى پيامبر

5/ 1 ويژگى هاى خانوادگى ايشان

الف داشتن بهترين خانواده
قرآن

" خدا فقط مى خواهد آلودگى را از شما خاندان [پيامبر] بزدايد و شما را پاك و پاكيزه گرداند".

حديث

92. پيامبر خدا صلى اللّه عليه وآله: من، محمّد بن عبد اللّه بن عبد المطّلب هستم. خداى متعال، آفريدگان را بيافريد و مرا در [ميان] بهترين آنان، قرار داد. آن گاه آنان را به دو گروه تقسيم كرد و [باز] مرا در بهترين گروه آنان جاى داد. سپس آنان را قبيله قبيله كرد و مرا در بهترين قبيله آنان قرار داد. آن گاه آنان را به خاندان ها تقسيم كرد و مرا در بهترين خاندان جاى داد. پس من از بهترينِ خاندان ها و پاك ترينِ شما هستم.

ص: 142

ص: 143

93. امام على عليه السلام در توصيف پيامبران: آنان را در برترين امانتگاه به وديعه نهاد و در بهترين قرارگاه جايشان داد ... تا آن كه كرامت خداوند سبحانه و تعالى به محمّد صلى اللّه عليه وآله رسيد. پس او را از برترين رويشگاه و از ارجمندترين كِشتگاه، بيرون آورد؛ از شجره اى كه پيامبرانِ خود را از آن آشكار نمود و امناى خويش را از آن برگزيد. خانواده اش، بهترين خانواده و دودمانش، بهترين دودمان و شجره اش، بهترين شجره است. اين شجره در حرم [الهى] روييد و در [كشتزار] كَرَم و بزرگوارى باليد. شاخه هايش بلند است و ميوه هايش دستْ نيافتنى.

94. امام على عليه السلام: دودمان او(پيامبر صلى اللّه عليه وآله)، بهترين دودمان است و شجره اش، بهترين شجره؛ [شجره اى كه] شاخه هايش راست است و ميوه هايش آويخته. زادگاهش مكّه است و هجرتش به طَيْبه بود. در آن جا آوازه اش بلند شد و صداى [دعوت] او به همه جا كشيده شد.

95. امام على عليه السلام: گواهى مى دهم كه محمّد، بنده و فرستاده خدا و مهترِ بندگانِ اوست. خداوند، آن گاه كه خَلق را به دو گروه تقسيم كرد، او را در بهترين گروه آن قرار داد.

ب يتيم بودن
قرآن

" مگر نه اين كه تو را يتيم يافت، پس پناه داد؟".

حديث

96. امام باقر يا امام صادق عليهماالسلام درباره آيه" آيا تو را يتيم نيافت و پناه داد؟":" يتيم"، به معناى كسى است كه مانند ندارد. به همين دليل، دُردانه را" يتيمه" مى گويند؛ چون نظير ندارد.

97. امام باقر و امام صادق عليهماالسلام درباره آيه" آيا تو را يتيم نيافت و پناه داد؟": يعنى مردم را

ص: 144

ص: 145

به سوى تو كشاند(آنان را متوجّه ارزش تو كرد).

98. امام رضا عليه السلام: خداوند عز و جل به پيامبرش محمّد صلى اللّه عليه وآله فرمود:" آيا تو را يتيم نيافت و پناه داد؟". مى فرمايد: مگر نه اين كه تو را دُردانه يافت و مردم را به سوى تو كشاند.

99. مجمع البيان: زمانى كه پيامبر خدا در شكم مادرش بود و يا اندك زمانى پس از ولادت او، پدر بزرگوارش درگذشت و دو ساله بود كه مادرش از دنيا رفت و در هشت سالگى، جدّ خود را از دست داد.

100. علل الشرائع به نقل از ابن عبّاس، در پاسخ به سؤال از آيه" آيا تو را يتيم نيافت و پناه داد؟": در حقيقت، پيامبر خدا از آن رو" يتيم" ناميده شد كه در پهنه زمين، هيچ كس، از اوّلين و آخرين، نظير او نبود. لذا خداوند عز و جل با برشمردن نعمت هاى خود، بر او منّت نهاده، مى فرمايد:" مگر نه اين كه تو را يتيم يافت"؛ يعنى يگانه و بى مانند،" پس، پناه داد؟"؛ يعنى مردم را به سوى تو كشانيد و فضيلت و ارزش تو را به ايشان شناساند و آنها تو را شناختند.

ج فقر
قرآن

" و تو را تنگ دست يافت و بى نياز گردانيد؟".

حديث

101. پيامبر خدا صلى اللّه عليه وآله: فقر، افتخار من است.

102. امام على عليه السلام در توصيف پيامبران: آنان جماعتى مستضعف بودند و خداوند، ايشان را با گرسنگى آزمود و با مشقّت، امتحانشان فرمود ...؛ امّا خداوند سبحان، فرستادگان خود را صاحبان اراده هاى نيرومند قرار داد و از نظر حالات

ص: 146

ص: 147

ظاهرى، ضعيف و فقير، امّا توأم با قناعتى كه دل ها و چشم ها را پُر از بى نيازى مى كرد و همراه با نيازمندى و فقرى كه چشم ها و گوش ها را از ناراحتى، لبريز مى ساخت.

103. المناقب، ابن شهرآشوب: پيامبر صلى اللّه عليه وآله ويژگى هاى مردمان پايين دست را داشت؛ ويژگى هايى كه اگر بخشى از آنها در شخصى باشد، كارش پريشان مى شود. ايشان يتيم و فقير و ناتوان و تنها و غريب بود. نه حصارى داشت و نه شوكتى، و دشمن بسيار داشت. با همه اين احوال، منزلتى والا و جايگاهى بلند يافت و اين خود، دليل بر نبوّت او شد. صحرانشين خَشِن، هر گاه چهره بزرگوارانه ايشان را مى ديد، مى گفت: به خدا سوگند كه اين، چهره آدم دروغگو نيست. در سختى هاى زمانِ تحت تعقيب، استوار، و در دشوارى ها به گاه جنگ و غارتگرى هاى دشمن، شكيبا بود. به دنيا بى اعتنا و به آخرت، مشتاق بود. بنا بر اين، فرمان روايىِ او پا برجا گشت.

5/ 2 ويژگى هاى نام ايشان

قرآن

" محمّد، پيامبر خداست".

" و هنگامى را [ياد كن] كه عيسى پسر مريم گفت:" اى فرزندان اسرائيل! من فرستادؤ خدا به سوى شما هستم. تورات را كه پيش از من بوده، تصديق مى كنم و به فرستاده اى كه پس از من مى آيد و نام او احمد است، بشارتگرم". پس وقتى براى آنان دلايل روشن آورد، گفتند: اين، سِحرى آشكار است".

ص: 148

ص: 149

حديث

104. پيامبر خدا صلى اللّه عليه وآله: من، محمّد(ستوده شده در زمين) هستم. من، احمد(ستوده شده در آسمان) هستم. من، ماحى(از ميان برنده) هستم كه به واسطه من، كفرْ نابود مى شود. من، حاشر هستم كه مردم به دنبال من محشور [و جمع] مى شوند. من،" عاقب" هستم و عاقب، كسى است كه بعد از او پيامبرى نباشد.

105. پيامبر خدا صلى اللّه عليه وآله: من شبيه ترينِ مردم به آدم هستم، و ابراهيم در قيافه و اخلاق، شبيه ترينِ مردم به من بود. خداوند، از فراز عرش خود، ده نام بر من نهاد و اوصاف مرا بيان كرد و به زبان هر پيامبرى كه به سوى قومش فرستاد، بشارتِ آمدن مرا داد و نام مرا در تورات آورد و معرّفى كرد و نامم را در ميان پيروان تورات و انجيل پراكند و كتاب خود را به من آموخت و در آسمان خود، بلندمرتبه ام گردانيد و از اسماى خود، برايم نامى مشتق ساخت. مرا محمّد ناميد و او نامش محمود است و مرا در ميان بهترين نسل از امّتم مبعوث فرمود. در تورات نام مرا" احَيد" (1) گذاشت. پس به واسطه توحيد، بدن هاى امّت مرا بر آتش حرام گردانيد. در انجيل مرا" احمد" ناميد. پس من در آسمان، محمودم(ستوده ام) و امّت مرا ستايش كنندگان قرار داد. در زبور نام مرا" ماحى(محو كننده)" گذاشت؛ زيرا خداوند عز و جلبه وسيله من، بت پرستى را از روى زمين، محو كرد. در قرآن نام مرا" محمّد" ناميد. پس، من در ميان همه [اهل] قيامت، به هنگام داورى، ستوده هستم. هيچ كس غير از من، شفاعت نمى كند. در قيامت، مرا" حاشر" ناميد؛ چرا كه مردم در پيش پاى من، محشور مى شوند. مرا" مُوقِف" ناميد؛ زيرا مردم را در پيشگاه خداوند عز و جل متوقّف مى كنم. مرا" عاقب" ناميد؛ زيرا من پس از همه پيامبران، قرار دارم و پس از من، پيامبرى نخواهد آمد. مرا رسولِ رحمت و رسولِ توبه و رسولِ حماسه هاى جنگى و" مقتفى" قرار داد؛ زيرا در


1- علامه محمدباقر مجلسى، از شرح الشفا نقل مى كند كه پيامبر خدا فرمود:" احيد(بازدارنده) ناميده شدم، بدان جهت كه امّتم را از آتش دوزخ، باز مى دارم و آنها را به كنار مى كشم"(بحار الأنوار: ج 16 ص 93).

ص: 150

ص: 151

قفاى همه پيامبران آمده ام. من مقيم و كامل و جامع هستم. پروردگارم بر من منّت نهاد و به من فرمود:" اى محمّد! درود خدا بر تو! من هر پيامبرى را با زبان امّتش به سوى آنها فرستادم؛ امّا تو را به سوى همه خلق خود، از سفيد و سياه، فرستادم و در وحشت، چنان يارى ات كردم كه هيچ كس را بِدان يارى نكردم. غنيمت را براى تو حلال شمردم، در صورتى كه پيش از تو براى هيچ كس، حلال نبوده است. به تو و امّت تو، گنجى از گنج هاى عرش خود عطا كردم: فاتحة الكتاب و آيات پايانى سوره بقره را. براى تو و امّت تو، همه زمين را سجده گاه و خاك آن را پاك و پاك كننده قرار دادم. به تو و امّت تو، تكبير(اللّه اكبر) عطا كردم و نام تو را قرين نام خود ساختم، به گونه اى كه هيچ فردى از امّت تو مرا ياد نمى كند، مگر اين كه در كنار نام من، از تو نيز نام مى برد. پس، خوشا به حال تو و امّت تو، اى محمّد!".

106. پيامبر خدا صلى اللّه عليه وآله در پاسخ به سؤال مردى يهودى از علّت نام گذارى ايشان به محمّد، احمد، ابو القاسم، بشير، نذير و داعى: امّا محمّد، از آن روست كه من در زمين، ستوده ام. امّا احمد، از آن روست كه من در آسمان، ستوده ام. امّا ابو القاسم، از آن روست كه خداوند عز و جل در روز قيامت، قسمت آتش را جدا مى كند و هر كه(از اوّلين و آخرينِ انسان ها) به من كافر شده باشد، جايش در آتش است، و قسمت بهشت را جدا مى سازد و هر كه به من ايمان آورده و به نبوّت من اقرار كرده باشد، جايش در بهشت است. امّا داعى، از آن روست كه من مردم را به دين پروردگارم عز و جل دعوت مى كنم. امّا نذير، از آن روست كه هر كس نافرمانى ام كند، او را به آتشْ بيم مى دهم، و امّا بشير، از آن روست كه هر كس اطاعتم كند، او را به بهشت بشارت مى دهم.

107. مسند ابن حنبل به نقل از حذيفه: در يكى از كوچه هاى مدينه از پيامبر خدا شنيدم كه مى فرمود:" من محمّد و احمد و حاشر (1) و مُقَفّى (2) و پيامبر رحمت هستم".


1- حاشر، در اين جا يعنى اين كه مردم بر دين او محشور مى شوند(النهاية: ج 4 ص 25).
2- مقفّى در اينجا يعنى پيامبرى كه در پى همه پيامبران آمده و پيامبر ديگرى پس از او نمى آيد(النهاية: ج 4 ص 94)

ص: 152

ص: 153

5/ 3 ويژگى هاى اخلاقى ايشان

الف خوش خويى
قرآن

" و راستى كه تو را خويى والاست!".

حديث

108. امام صادق عليه السلام: اخلاق پيامبر خدا، [تجسّمِ] اين سخن خداوند عز و جل بود:" عفو را پيشه كن و به نيكى، فرمان بده و از جاهلان، روى گردان".

109. امام صادق عليه السلام: از جمله خطاب هايى كه خداوند متعال به پيامبرش صلى اللّه عليه وآله نمود، اين بود كه فرمود:" اى محمّد!" همانا تو بر خُلقى عظيم هستى"، يعنى بخشندگى و خوش خويى.

110. پيامبر خدا صلى اللّه عليه وآله: شبيه ترينِ شما به من، خوش خوترينِ شماست.

111. صحيح البخارى به نقل از انَس: پيامبر خدا صلى اللّه عليه وآله، نيك خوترينِ مردمان بود.

ص: 154

ص: 155

112. مسند ابن حنبل به نقل از عايشه، در پاسخ به اين سؤال كه اخلاق پيامبر صلى اللّه عليه وآله در محيط خانه چگونه بود؟: خوش خوترينِ مردمان بود. نه دشنام مى داد و نه بد زبانى مى كرد و نه در كوچه و بازار، هياهو به راه مى انداخت و نه بدى را با بدى جبران مى كرد؛ بلكه مى بخشيد و گذشت مى كرد.

113. سنن الترمذى به نقل از عبد اللّه بن حارث: هيچ كس را نديدم كه به اندازه پيامبر خدا لبخند بر لب داشته باشد.

114. مسند اسحاق بن راهويه به نقل از عايشه: پيامبر خدا، نرم خوترين و بزرگوارترينِ مردم بود. او نيز مردى چون مردان شما بود، با اين تفاوت كه همواره خنده و تبسّم بر لب داشت.

ب امانتدارى
قرآن

" در آن جا [هم] مُطاع [و هم] امين است".

حديث

115. پيامبر خدا صلى اللّه عليه وآله: هان! به خدا سوگند كه من در آسمان، امين هستم و در زمين نيز امينم.

116. السيرة النبويّة، ابن هشام: پيش از آن كه به پيامبر خدا وحى نازل شود، قريش به ايشان" امين" مى گفتند.

ص: 156

ص: 157

117. السيرة النبويّة، ابن هشام در بحث از ساختن كعبه پيش از بعثت: قبايل قريش، براى ساختن كعبه، سنگ جمع كردند و هر قبيله اى جداگانه جمع آورى مى كرد. آنها پايه هاى كعبه را بالا بردند تا به جايگاه ركن يعنى حجر الأسود رسيد. در اين هنگام، با يكديگر بحثشان شد و هر قبيله اى مى خواست خود، حجر الأسود را در جايش قرار دهد، نه ديگرى ....

آنها در مسجد جمع شدند و به مشورت پرداختند و هر يك، ديگرى را به انصاف دعوت كرد. بعضى از راويان گفته اند: ابو اميّة بن مغيرة بن عبداللّه بن عمر بن مخزوم كه در آن سال، مسن ترين فرد قريش بود گفت: اى گروه قريش! بياييد اوّلين كسى را كه از درِ اين مسجد وارد شد، داور ميان خود قرار دهيد.

قريش موافقت كردند. نخستين كسى كه بر آنان وارد شد، پيامبر خدا بود. وقتى قريش او را ديدند، گفتند: اين مرد، امين است، ما [داورى اش را] قبول داريم. او محمّد است.

چون پيامبر صلى اللّه عليه وآله به آنها رسيد، موضوع را به اطّلاع ايشان رساندند. پيامبر خدا فرمود:" پارچه اى برايم بياوريد".

پارچه را آوردند. پيامبر صلى اللّه عليه وآله حجر الأسود را برداشت و با دست خود، آن را روى پارچه گذاشت و سپس فرمود:" هر قبيله اى، گوشه اى از پارچه را بگيرد و همگى آن را بلند كنيد".

قريش اين كار را كردند و وقتى به محلّ نصب رسيد، پيامبر آن را با دست خود برداشت و در جايگاهش قرار داد و آن گاه، روى آن را ساخت.

118. السيرة النبويّة، ابن هشام: خديجه دختر خُوَيلِد، بانويى تاجر و بزرگ زاده و ثروتمند بود. مردم را براى تجارت با اموال خود، استخدام مى كرد و در قبال كارشان مقدار معيّنى از سود حاصل از تجارت را به ايشان مى داد. قريش مردمى تجارتْ پيشه بودند. وقتى خبر راستگويى و امانتدارى و خُلق و خوهاى پسنديده پيامبر صلى اللّه عليه وآله به گوش خديجه رسيد، كسى را نزد ايشان فرستاد و پيشنهاد كرد با اموالى از او، براى تجارت به شام برود.

119. الطبقات الكبرى: در اوصاف پيامبر صلى اللّه عليه وآله: او مردى بود كه از همه قوم خود جوان مردتر، نيك خوتر، خوش برخوردتر، همسايه دارتر، بردبارتر، امانتدارتر، راستگوتر، و از

ص: 158

ص: 159

بد زبانى و آزارْ رسانى، به دورتر بود. هرگز ديده نشد كه با كسى كشمكش و مجادله كند. خداوند، اخلاق و خصال پسنديده را در وجود ايشان جمع كرده بود تا جايى كه قومش او را" امين" ناميدند و در مكّه، غالبا با لقب امين از ايشان ياد مى شد.

ج راستگويى

120. پيامبر خدا صلى اللّه عليه وآله: اى مردم! بلدِ راه، به كسان خود دروغ نمى گويد. و من اگر هم دروغگو بودم، [دست كم] به شما دروغ نمى گفتم. به خداوندى كه هيچ خدايى جز او نيست، من فرستاده به حقّ خدا به سوى شما خصوصا و به سوى همه مردم عموما هستم. به خدا قسم، همان گونه كه مى خوابيد، مى ميريد و همان گونه كه بيدار مى شويد، بر انگيخته خواهيد شد و مطابق كردارتان حسابرسى خواهيد شد. در برابر نيكى، پاداش نيك خواهيد يافت و در برابر بدى، كيفر بد خواهيد چشيد. بهشتِ جاويدان در كار است و دوزخِ هميشگى.

121. پيامبر خدا صلى اللّه عليه وآله: همانا بهترين سخن، راست ترينِ آن است.

122. الطبقات الكبرى: چون آيه" و خويشان نزديكت را هشدار ده" نازل شد، پيامبر صلى اللّه عليه وآله بالاى كوه صفا رفت و بانگ زد:" اى قريشيان!".

قريش گفتند: اين، محمّد است كه از فراز صفا فرياد مى زند.

پس همگى جمع شدند و به آن جا رفتند و گفتند: چه شده است، اى محمّد؟

فرمود:" اگر من به شما بگويم كه در پشت اين كوه، گروهى سواره هستند، آيا حرف مرا باور مى كنيد؟".

گفتند: آرى، تو در ميان ما، متّهم و بدنام نيستى، و هرگز دروغى از تو نشنيده ايم.

فرمود:" اينك، من شما را از عذابى سخت بيم مى دهم. اى فرزندان عبدالمطّلب! اى فرزندان عبد مناف! اى فرزندان زهره! به همين ترتيب، همه خاندان ها و تيره هاى قريش را نام برد خداوند به من فرمان داده است كه به خويشان نزديكم اعلام خطر كنم، و من نمى توانم هيچ سودى را در دنيا و هيچ بهره اى را در آخرت، براى شما تضمين كنم، مگر اين كه بگوييد: لا اله الّا اللّه [و ايمان بياوريد]".

ص: 160

ص: 161

در اين هنگام، ابولهب گفت: هلاكت باد تو را! براى همين ما را جمع كردى؟! در اين هنگام، خداوند تبارك و تعالى سوره" تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ وَ تَبَّ ..." را نازل فرمود.

123. الطبقات الكبرى به نقل از عايشه: نزد پيامبر خدا، هيچ خصلتى منفورتر از دروغ نبود و هرگاه مطّلع مى شد كه يكى از اصحابش دروغى گفته است، به او بى اعتنايى مى كرد، تا آن كه مى فهميد توبه كرده است.

124. سنن ابن ماجة به نقل از عبد اللّه بن سلّام: هنگامى كه پيامبر صلى اللّه عليه وآله به مدينه آمد، مردم براى ديدن وى مى شتافتند و كسى مى گفت: پيامبر خدا وارد شد.

من هم با مردم رفتم تا ايشان را ببينم. وقتى چهره پيامبر خدا را ديدم، متوجّه شدم كه چهره او چهره يك فرد دروغگو نيست. نخستين سخنى كه از پيامبر شنيدم، اين بود كه مى فرمود:" اى مردم! به يكديگر سلام گوييد و مردم را اطعام كنيد و صله رحم به جا آوريد و شب هنگام كه مردم خفته اند، نماز بگزاريد؛ تا به سلامت وارد بهشت شويد".

د- دادگرى
قرآن

" بنا بر اين، به دعوت بپرداز و همان گونه كه مأمورى، ايستادگى كن، و هوس هاى آنان را پيروى مكن و بگو:" به هر كتابى كه خدا نازل كرده است، ايمان آوردم و مأمور شدم كه ميان شما عدالت كنم. خدا پروردگار ما و پروردگار شماست. اعمال ما، از آنِ ما و اعمال شما، از آنِ شماست. ميان ما و شما خصومتى نيست؛ خدا ميانِ ما را جمع مى كند و فرجامْ به سوى اوست".

حديث

125. امام على عليه السلام: فردى يهودى، از پيامبر خدا چند دينار طلبكار بود. هنگامى كه آنها را

ص: 162

ص: 163

مطالبه كرد، پيامبر صلى اللّه عليه وآله به او فرمود:" اى مرد يهودى! فعلًا چيزى ندارم كه به تو بدهم".

او گفت: اى محمّد! رهايت نمى كنم تا طلبم را بپردازى.

پيامبر خدا فرمود:" پس من هم با تو مى نشينم".

آن قدر در كنار او نشست كه در همان جا نماز ظهر و عصر و مغرب و عشا و صبح را خواند. اصحاب پيامبر خدا، آن مرد را تهديد مى كردند. پيامبر صلى اللّه عليه وآله به آنان نگاه كرد و فرمود:" با او چه مى كنيد؟!".

عرض كردند: اى پيامبر خدا! يك نفر يهودى، شما را باز بدارد؟! فرمود:" پروردگارم عز و جل مرا مبعوث نكرده است كه به معاهد و غير معاهد ستم كنم".

چون روز بالا آمد، مرد يهودى گفت: گواهى مى دهم كه هيچ خدايى جز اللّه نيست و گواهى مى دهم كه محمّد، بنده و فرستاده اوست. نصف مالم را در راه خدا مى دهم. به خدا قسم، اين كار را با تو نكردم، مگر براى اين كه اوصافى را كه از تو در تورات آمده است، امتحان كنم. من اوصاف تو را در تورات چنين خوانده ام كه: محمّد بن عبد اللّه، زادگاهش مكّه است و هجرتگاهش طَيْبَه؛ نه تندخوست و نه خشن و نه داد و بيداد به راه مى اندازد و نه زبانش را به فحش و ناسزا مى آلايد. اكنون من گواهى مى دهم كه هيچ خدايى جز اللّه نيست و تو پيامبر خدا هستى. اينك اموال من، در اختيار شماست و هرگونه كه خداوند دستور داده، درباره آن حكم فرما.

آن مرد يهودى، مال و ثروت فراوانى داشت.

بستر پيامبر خدا كه درود خدا بر او باد يك عبا بود و بالش او پوستى پُر شده از الياف درخت خرما. يك شب، آن را براى پيامبر دولا كردم. صبح كه شد، پيامبر فرمود:" اين بستر، ديشب مرا از نماز، باز داشت".

آن گاه، دستور داد كه يك لا شود.

126. امام صادق عليه السلام: پيامبر خدا، نگاه هاى خود را ميان اصحابش تقسيم مى كرد و به اين و آن، يكسان مى نگريست.

ص: 164

ص: 165

ه- شجاعت

127. امام على عليه السلام: در جنگ بدر، ما به پيامبر صلى اللّه عليه وآله پناه مى برديم و او از همه ما به دشمن نزديك تر بود و در آن روز، از همه ما شجاعت بيشترى نشان داد.

128. امام على عليه السلام: وقتى جنگ شدّت مى گرفت و دو سپاه به جان هم مى افتادند، ما خود را در پناه پيامبر خدا قرار مى داديم و هيچ كس به دشمن نزديك تر از ايشان نبود.

129. امام على عليه السلام: وقتى آتش جنگ شعله ور مى شد و دو سپاه درگير مى شدند، ما خود را در نزديكىِ پيامبر خدا قرار مى داديم؛ زيرا هيچ يك از ما، به دشمن نزديك تر از پيامبر نبود.

130. امام صادق عليه السلام: چون آيه" تنها، مسئولِ وظيفه خود هستى" نازل شد، شجاع ترينِ مردم، كسى به حساب مى آمد كه در پناه پيامبر خدا [با دشمن] مى جنگيد.

131. السيرة النبويّة به نقل از بَراء بن عازب: هرگاه جنگ بالا مى گرفت، ما خود را در پناه پيامبر خدا قرار مى داديم و شجاع، كسى بود كه جرئت مى كرد با او هم رديف شود.

132. صحيح مسلم به نقل از انَس: پيامبر خدا، زيباترين و بخشنده ترين و شجاع ترينِ مردم بود. شبى، مردم مدينه صدايى شنيدند و دچار وحشت شدند. عدّه اى از مردم، به طرف صدا حركت كردند. پيامبر صلى اللّه عليه وآله كه پيش تر از آنها به طرف صدا رفته بود، وقتى سوار بر اسب برهنه ابو طلحه و شمشير به دوش بر مى گشت، آن عدّه را ديد و فرمود:" نترسيد، نترسيد".

ص: 166

ص: 167

و- مهربانى
قرآن

" قطعاً، براى شما پيامبرى از خودتان آمد كه بر او دشوار است شما در رنج بيفتيد، به [هدايتِ] شما حريص، و نسبت به مؤمنان، دلسوز و مهربان است".

" پس به [بركتِ] رحمت الهى، با آنان نرم خو [و پُر مِهر] شدى، و اگر تندخو و سخت دل بودى، قطعاً از پيرامون تو پراكنده مى شدند. پس، از آنان درگذر و برايشان آمرزش بخواه، و در كار [ها] با آنان مشورت كن، و هرگاه تصميم گرفتى، بر خدا توكّل كن؛ زيرا خداوند، توكّل كنندگان را دوست مى دارد".

حديث

133. مكارم الأخلاق به نقل از انَس: اخلاق پيامبر خدا چنين بود كه هرگاه يكى از اصحابِ خود را سه روز نمى ديد، جوياى حالش مى شد. اگر به مسافرت رفته بود، برايش دعا مى كرد و اگر در شهر بود، به ديدنش مى رفت و اگر بيمار بود، از او عيادت مى كرد.

ز بردبارى

134. صحيح البخارى به نقل از انَس: من با پيامبر خدا راه مى رفتم و ايشان بُردى نجرانى، با حاشيه اى زبر و درشت، بر تن داشت. باديه نشينى از راه رسيد و رداى ايشان را محكم كشيد. من به گردن پيامبر صلى اللّه عليه وآله نگاه كردم و ديدم كه حاشيه ردا، از شدّت كشيدن، روى گردن ايشان رد انداخته است. آن باديه نشين، سپس گفت: اى محمّد! دستور بده از مال خدا كه نزد توست، به من بدهند.

پيامبر صلى اللّه عليه وآله به طرف او برگشت و خنده اى كرد و سپس دستور داد به او چيزى عطا كنند.

ح حيا

135. صحيح مسلم به نقل از ابوسعيد خُدرى: پيامبر خدا، با حياتر از دخترانِ

ص: 168

ص: 169

پرده نشين بود.

136. صحيح البخارى به نقل از ابوسعيد خُدرى: پيامبر خدا از يك دختر پرده نشين، باحياتر بود و هرگاه چيزى را مى ديد كه از آن خوشش نمى آمد، از چهره او مى فهميديم.

137. مكارم الأخلاق به نقل از ابوسعيد خُدرى: پيامبر صلى اللّه عليه وآله چندان باشرم و حيا بود كه هيچ چيز از او خواسته نمى شد، مگر اين كه آن را عطا مى كرد.

ط فروتنى

138. پيامبر خدا صلى اللّه عليه وآله: خداوند متعال، به من وحى فرمود كه:" فروتن باشيد، تا هيچ كس به ديگرى فخر نفروشد و كسى به كسى تعدّى نكند".

139. المعجم الكبير به نقل از ابن عمر: شنيدم كه پيامبر خدا مى فرمود:" در حالى كه جبرئيل عليه السلام نزد من بود، فرشته اى از آسمان بر من فرود آمد. اين فرشته كه بر هيچ پيامبرى پيش از من، فرود نيامده و بعد از من نيز بر احدى فرود نخواهد آمد، اسرافيل بود. او گفت:" سلام بر تو، اى محمّد! من فرستاده پروردگارت به سوى تو هستم. به من فرمان داده است تا تو را مخيّر سازم كه اگر خواهى، پيامبرى و بندگى را برگزين و اگر خواهى، پيامبرى و پادشاهى را".

من به جبرئيل عليه السلام نگاه كردم، او به من اشاره كرد كه فروتنى كن. پس من گفتم: پيامبرى و بندگى را انتخاب كردم".

140. الطبقات الكبرى به نقل از يحيى بن ابى كثير: پيامبر خدا فرمود:" من همان گونه غذا مى خورم كه بندگان مى خورند، و همان طور مى نشينم كه بندگان مى نشينند؛ زيرا من، بنده اى بيش نيستم".

پيامبر صلى اللّه عليه وآله همواره دو زانو مى نشست.

ص: 170

ص: 171

141. امام صادق عليه السلام: پيامبر صلى اللّه عليه وآله از زمانى كه خداوند عز و جلاو را بر انگيخت، در حال تكيه دادن غذا نخورد، و خوش نداشت كه مانند پادشاهان باشد؛ امّا ما نمى توانيم اين كار را بكنيم.

142. كنز العمّال به نقل از ابو امامه: [روزى] پيامبر صلى اللّه عليه وآله به طرف بقيع رهسپار شد. اصحاب نيز در پىِ او، به راه افتادند. پيامبر ايستاد و به آنها دستور داد جلو بروند و آن گاه، خود در پىِ آنها حركت كرد. علّت را پرسيدند، فرمود:" من صداى كفش هاى شما را شنيدم و ترسيدم چيزى از تكبّر، در وجودم راه يابد". (1)

ى توكّل

143. امام صادق عليه السلام: در جنگ ذات الرقّاع، پيامبر خدا در كنار درّه اى، زير درختى توقّف كرد. در همين هنگام، سيلى آمد و ميان ايشان و يارانش فاصله انداخت. مردى از مشركان، كه متوجّه شد ياران پيامبر خدا از او دور افتاده اند و منتظرِ بند آمدن سيل هستند. به هم رزمان خود گفت: من محمّد را مى كشم. آمد و به روى پيامبر خدا شمشير كشيد و گفت: اى محمّد! كيست كه تو را از دست من نجات دهد؟

پيامبر فرمود:" همان كسى كه پروردگار من و توست".

در اين هنگام، جبرئيل عليه السلام آن مرد را از اسبش پرت كرد و او به پشت، روى زمين افتاد. پيامبر صلى اللّه عليه وآله برخاست و شمشير را برداشت، روى سينه او نشست و فرمود:" اى غورث! كيست كه تو را از دست من نجات دهد؟".

عرض كرد: بخشندگى و آقايىِ تو اى محمّد! پيامبر صلى اللّه عليه وآله او را رها كرد. مرد از جا برخاست، در حالى كه مى گفت: به خدا قسم كه تو، از من بهتر و بزرگوارترى.


1- گفتنى است كه آنچه در اين احاديث به عنوان نشانه هاى فروتنى آمده، يك قاعده كلّى نيست تا نشانگر نبودن كبر در وجود شخص باشد؛ بلكه در اشخاص و اعصار و موارد مختلف، فرق مى كند، چنان كه گفته اند:" عدّه اى از مردم هستند كه به قصد فروتنى، پشمينه مى پوشند؛ اما دل هايشان آكنده از خودپسندى و كبر است". پس بايد دقّت شود.

ص: 172

ص: 173

144. صحيح مسلم به نقل از جابر بن عبد اللّه: با پيامبر خدا براى شركت در جنگى، به طرف نجد حركت كرديم. پيامبر صلى اللّه عليه وآله در دشتى پر از درختان خاردار، به ما رسيد و زير درختى پياده شد و شمشيرش را به يكى از شاخه هاى آن آويخت. مسلمانان براى پناه گرفتن در سايه درختان، در دشت پراكنده شدند. پيامبر صلى اللّه عليه وآله فرمود:" من خوابيده بودم كه مردى آمد و شمشير را برداشت. از خواب كه بيدار شدم، او بالاى سرم ايستاده بود. همين قدر فهميدم كه شمشير، در دست هاى او مى درخشد. آن مرد به من گفت: كيست كه تو را از دست من برهاند؟ گفتم: خدا. دوباره گفت: كيست كه تو را از دست من برهاند؟ من گفتم: خدا. آن مرد، شمشير را غلاف كرد و او همين است كه نشسته".

امّا پيامبر خدا متعرّض آن مرد نشد.

ك شكيبايى

145. پيامبر خدا صلى اللّه عليه وآله: هيچ كس به اندازه اى كه من در راه خدا آزار ديده ام، آزار نديده است.

146. پيامبر خدا صلى اللّه عليه وآله: هيچ كس به اندازه من، آزار و اذيّت نديده است.

147. پيامبر خدا صلى اللّه عليه وآله: هيچ كس به اندازه من، در راه خدا آزار نديده و هيچ كس به اندازه من، در راه خدا ترسانده و تهديد نشده است. سه شبانه روز بر من گذشت، در حالى كه من و بلال [حبشى]، غذايى كه موجود زنده اى مى خورد، براى خوردن نداشتيم، مگر آن مقدارى كه اگر زير بغل بلال مى گذاشتى، ناپديد مى شد.

148. الطبقات الكبرى به نقل از اسماعيل بن عيّاش: پيامبر خدا در برابر گناهان

ص: 174

ص: 175

(خطاهاى) مردم، از همه شكيباتر بود.

149. المصنَّف، ابن ابى شيبه به نقل از طارق محاربى: در بازار ذوالمجاز، در حالى كه سرگرم فروش كالايى بودم، پيامبر خدا را ديدم كه جُبّه اى قرمز رنگ پوشيده بود و در حال عبور، با صداى بلند مى گفت:" اى مردم! بگوييد كه هيچ خدايى جز اللّه نيست، تا رستگار شويد".

مردى از پىِ او سنگ مى انداخت و قوزك ها و پشت پاشنه هاى پاى ايشان را خونى كرده بود و مى گفت: اى مردم! به حرفش گوش ندهيد، او دروغگوست.

پرسيدم: اين كيست؟

گفتند: جوانى است از طايفه عبد المطّلب.

پرسيدم: اين مرد كه در پىِ او مى رود و سنگ مى زند، كيست؟

گفتند: اين، عمويش عبد العُزّى(ابولهب) است.

150. تاريخ دمشق به نقل از منيب: در زمان جاهليّت [كه هنوز اسلام، فراگير نشده بود]، پيامبر خدا را ديدم كه مى فرمود:" اى مردم! بگوييد كه هيچ خدايى جز اللّه نيست، تا رستگار شويد".

اما بعضى به صورت او آب دهان مى انداختند و بعضى بر رويش خاك مى پاشيدند و بعضى دشنامش مى دادند. در اين هنگام، دختركى قدح آبى آورد و پيامبر صلى اللّه عليه وآله صورت و دست هاى خود را شست و فرمود:" دختركم! صبور باش و براى مغلوبيّت و خوارىِ پدرت، اندوهگين مباش".

من پرسيدم: اين دخترك كيست؟

گفتند: زينب است؛ دختر پيامبر خدا كه دختركى نوجوان بود.

151. صحيح البخارى به نقل از ابن مسعود: انگار پيامبر خدا را مى بينم كه داستان پيامبرى از پيامبران را به نمايش مى گذارد كه قومش او را زدند و خونين كردند و او خون را از چهره اش پاك مى كرد و مى گفت:" بار خدايا! قوم مرا بيامرز؛ زيرا آنان نادان اند".

ص: 176

ص: 177

ل بى رغبتى به دنيا

152. پيامبر خدا صلى اللّه عليه وآله در حالى كه روى بوريايى دراز كشيده بود و چون آن بوريا، بر پهلوى حضرت رد انداخته بود، به ايشان عرض كردند: كاش بسترى تهيه كنيد!: مرا چه به دنيا؟! حكايت من و دنيا، حكايت سواره اى است كه در يك روز گرم تابستانى، به راهى رود و ساعتى از روز را زير سايه درختى بيارمد، و سپس حركت كند و برود.

153. صحيح مسلم به نقل از عمر: خدمت پيامر خدا رسيدم. ايشان روى حصيرى دراز كشيده بود. من هم نشستم. جز يك ازار، چيز ديگرى بر تن نداشت و هنگامى كه آن را بالا زد، ديدم كه حصير بر پهلويش رد انداخته است. نگاهى به انبارى پيامبر خدا انداختم و با چشم خود ديدم كه در گوشه اى از اتاق، تنها مشتى جو به اندازه يك صاع بود و مقدارى برگ درخت سَلَم [براى دبّاغى كردن پوست]. يك پوست دبّاغى شده هم آويزان بود. اشك از چشمانم سرازير شد. پيامبر خدا فرمود:" چرا گريه مى كنى، پسر خَطّاب؟".

عرض كردم: اى پيامبر خدا! چرا گريه نكنم، وقتى مى بينم كه اين حصير، بر پهلوى شما رد انداخته و اين هم خزانه شماست كه مى بينم، در حالى كه كسرا و قيصر، در باغ هاى پر از ميوه و جويبار زندگى مى كنند. شما كه پيامبر و برگزيده خدا هستى، وضع خزانه تان چنين است؟! پيامبر فرمود:" اى پسر خَطّاب! آيا نمى پسندى كه آخرت، از آنِ ما باشد و دنيا از آنِ ايشان؟!".

154. مكارم الأخلاق: ابن خولى، ظرفى از شير و عسل براى پيامبر صلى اللّه عليه وآله آورد. پيامبر صلى اللّه عليه وآله از خوردن آن امتناع ورزيد و فرمود:" دو نوشيدنى در يك وعده، و دو ظرف در يك ظرف؟! من [خوردنِ] اين را حرام نمى دانم؛ اما خوش ندارم كه فخر بفروشم و فردا [ى قيامت] به خاطر چيزهاى زيادىِ دنيا حسابرسى شوم.

ص: 178

ص: 179

من فروتنى را دوست دارم؛ زيرا هر كه براى خدا فروتنى كند، خداوند، او را رفعت مى بخشد".

155. الطبقات الكبرى به نقل از يزيد بن قُسيط: مقدارى حريره بادام براى پيامبر صلى اللّه عليه وآله آوردند و آن را در برابر ايشان نهادند. پيامبر خدا فرمود:" اين چيست؟".

عرض كردند: حريره بادام.

فرمود:" آن را از جلو من برداريد. اين، نوشيدنىِ نازپروردگان(اشراف) است".

156. الطبقات الكبرى به نقل از ابو صخر: براى پيامبر صلى اللّه عليه وآله حريره بادام آوردند. ايشان فرمود:" آن را ببريد. اين، نوشيدنىِ نازپروردگان است".

م خشمگين نشدن براى خويش

157. امام على عليه السلام در وصف پيامبر صلى اللّه عليه وآله: براى ستمى كه بر خودش مى رفت، انتقام نمى گرفت، مگر آن گاه كه حرمت هاى خداوند هتك مى شد. در اين هنگام، براى خداى تبارك و تعالى خشم مى گرفت.

158. امام حسن عليه السلام: از دايى خود، هند بن ابى هاله (1) تميمى كه وصف شناس بود درباره اوصاف پيامبر خدا پرسيدم، گفت: ... دنيا و امور مربوط به آن، او را به خشم نمى آورْد و هرگاه حق، مورد بى حرمتى قرار مى گرفت، ملاحظه احدى را نمى كرد، و هيچ چيز جلو خشم او را نمى گرفت تا اين كه انتقام حق را مى گرفت. هرگز به خاطر خودش، خشمگين نمى شد و از كسى انتقام نمى گرفت.

159. امام صادق عليه السلام: در جنگ احُد، مسلمانان از اطراف پيامبر خدا پراكنده شدند و پيامبر به شدّت خشمگين شد.

ايشان وقتى به خشم مى آمد، قطرات عرق مانند دانه هاى مرواريد، از پيشانى اش مى چكيد.


1- هند، فرزند خديجه عليهاالسلام از ابو هاله بود كه نزد پيامبر صلى اللّه عليه وآله رشد يافت و در جنگ بدر(و به قولى، در جنگ احد) شركت كرد. وى در بيان اوصاف جسمى و اخلاقى و اعمال و رفتار پيامبر خدا، بسيار مهارت داشت.

ص: 180

ص: 181

160. صحيح مسلم: پيامبر خدا هيچ گاه، نه چيزى را با دست خود زد و نه زنى را و نه خدمتكارى را، مگر هنگامى كه در راه خدا مى جنگيد. هرگز براى امور شخصى، از كسى انتقامجويى نكرد، مگر در مواردى كه محارم الهى هتك مى شد كه در اين صورت، براى خداوند عز و جل انتقام مى گرفت.

161. صحيح البخارى به نقل از عايشه: پيامبر خدا هرگز به خاطر خودش انتقام نگرفت، مگر آن گاه كه به خدا بى حرمتى مى شد؛ در اين صورت، براى خدا انتقام مى گرفت.

162. بحار الأنوار به نقل از عايشه: پيامبر خدا هرگاه از خديجه عليهاالسلام ياد مى كرد، از تعريف و تمجيد او و طلب مغفرت براى وى، خسته نمى شد. يك روز از او ياد كرد و من حسودى كردم و گفتم: خداوند، عوض آن پيرزن را به تو داده است! ديدم پيامبر خدا به شدّت خشمگين شد. من از گفته خود پشيمان شدم و گفتم: خدايا! اگر خشم رسولت را برطرف سازى، ديگر تا زنده هستم، از خديجه به بدى ياد نخواهم كرد.

چون پيامبر خدا حالت مرا ديد، فرمود:" چگونه اين حرف را زدى؟! به خدا قسم، خديجه زمانى به من ايمان آورد كه همه مردم، به من كافر بودند. زمانى كه همه مردم مرا از خود مى راندند، او مرا پناه داد و زمانى كه همه مردم مرا تكذيب مى كردند، او مرا تصديق كرد و زمانى كه شما از فرزند محروم بوديد، خداوند از من به او فرزند روزى كرد".

پيامبر تا يك ماه، شب و روز از خديجه برايم تعريف مى كرد [يا اين جملات را برايم تكرار مى كرد].

5/ 4 ويژگى هاى سياسىِ ايشان

الف توجّه ويژه به جوانان
اشاره

163. پيامبر خدا صلى اللّه عليه وآله: شما را به نيكى با جوانان، سفارش مى كنم؛ زيرا نرم ترينْ دل ها را

ص: 182

ص: 183

دارند. به راستى كه خداوند، مرا بشارت دهنده و هشداردهنده برانگيخت. جوانان، با من پيمان بستند و پيران، با من به مخالفت برخاستند. [آن گاه، اين آيه را خواند]:" و عمر آنان به درازا كشيد، و دل هايشان سخت گرديد".

يك جوان، نخستين نماينده پيامبر

164. قبل از مهاجرت پيامبر اسلام به مدينه، روزى دو نفر از بزرگان مدينه به نام هاى اسعد بن زُراره و ذَكوان عبد قيس به مكّه آمدند و در شرايط بسيار سختى به حضور پيامبر خدا شرفياب شدند و پس از شنيدن بيانات كوتاه و نافذ ايشان، اسلام آوردند. سپس به ايشان گفتند: اى پيامبر خدا! مردى را همراه ما بفرست تا به ما قرآن بياموزد و مردم را به آيين تو دعوت كند.

اين، نخستين بار بود كه شهر بزرگ و پُر اختلاف مدينه، از پيامبر خدا درخواست نماينده مى كرد و اوّلين بارى بود كه پيشواى بزرگ اسلام، تصميم مى گرفت به خارج از مكّه، نماينده رسمى بفرستد. بديهى است فردى كه انتخاب مى شد، بايد از هر جهت، شايستگى هاى لازم را براى اين مأموريت حسّاس، مى داشت.

پيامبر خدا، از ميان همه مسلمانان آن روز، مصعب بن عُمَير جوان را به نمايندگى خود برگزيد.

پيامبر خدا به مُصعب بن عُمَير كه جوانى كم سال و از حافظان و قاريان قرآن بود و بسيارى از قرآن را آموخته بود دستور داد با اسعد، عازم مدينه شود.

اين جوان با ايمان و پُرشور و با تدبير، مأموريت خود را به خوبى انجام داد. طولى نكشيد كه همه اقشار مدينه، بخصوص نسل جوان، دعوت او را پذيرفتند

ص: 184

ص: 185

و مسلمان شدند و نخستين نماز جمعه در مدينه به امامت او اقامه گرديد و:

او نخستين كسى بود كه در مدينه نماز جمعه برگزار كرد و اسَيد بن حُضَير و سعد بن مُعاذ، به دست او مسلمان شدند و همين براى او، افتخار و نشانى بزرگ در اسلام است.

165. بحار الأنوار: مصعب، بر اسعد بن زُراره وارد شد و هر روز، از خانه بيرون مى رفت و در اطراف مجالس خزرجيان مى چرخيد و آنان را به اسلام فرا مى خواند و جوانان، دعوت او را اجابت مى كردند.

جوانى بيست و يك ساله، نخستين فرماندار مكّه

166. پس از فتح مكّه، طولى نكشيد كه جنگ حُنين پيش آمد و به ناچار، پيامبر خدا و سربازانش بايد از مكّه خارج شده، به سوى جبهه جنگ مى رفتند. بنا بر اين، براى اداره امور آن شهر كه به تازگى از دست مشركان خارج شده بود، بايد فرماندار لايق و باتدبيرى تعيين مى شد كه به امور شهر مكّه كه مركز جزيرة العرب و مورد توجّه عموم قبايل و اقشار مختلف مردم بود رسيدگى كند و علاوه بر اين، از بى نظمى هايى كه ممكن است دشمنان به وجود آورند، جلوگيرى نمايد.

پيامبر خدا، در ميان همه ياران، جوان 21 ساله اى را به نام" عَتّاب بن اسيد"، براى اين مسئوليت بزرگ، برگزيد و براى وى، فرمان صادر كرد. در اين باره، آمده است:

پيامبر خدا، عَتّاب بن اسيد را در 21 سالگى به فرماندارى مكّه گماشت و دستور داد با مردم، نماز جماعت بخواند و او، نخستين فرماندهى است كه پس از فتح مكّه در آن جا، نماز جماعت به جاى آورد.

پيامبر خدا، پس از صدور فرمان حكومت مكّه براى عَتّاب، درباره اهمّيت

ص: 186

ص: 187

اين مسئوليت، خطاب به او فرمود:

اى عَتّاب! مى دانى تو را بر چه كسانى گماشتم؟ تو را بر مردمان [شهر] خداى عز و جل گماشتم، و اگر براى آنان بهتر از تو سراغ داشتم، او را بر ايشان مى گماشتم.

بديهى است كه انتصاب جوانى 21 ساله به فرماندارى مكّه، موجب رنجش خاطر و آزردگى بزرگان مكّه مى شد. پيامبر خدا، براى پيشگيرى از اعتراض آنان، در پايانِ نامه مفصّلى خطاب به مردم مكّه نوشت:

كسى در نافرمانى از او به كمى سنّش استدلال نكند؛ زيرا مسن تر، شايسته تر نيست، بلكه شايسته تر، بزرگ تر است.

عَتّاب بن اسيد، تا آخر عمر پيامبر اسلام، فرماندار مكّه بود و در طول دوران مأموريت، به خوبى از عهده اين مسئوليت بزرگ برآمد.

جوانى هجده ساله، فرمانده نبرد با روميان

167. پيامبر خدا، در روزهاى آخر زندگى خود، مسلمانان را براى جنگ با كشور نيرومند روم، بسيج كرد. تمام افسران ارشد، فرماندهان سپاه اسلام، و بزرگان مهاجران و انصار، در اين لشكر عظيم، گِرد آمده بودند. براى فرماندهى چنين سپاهى، بى ترديد، بايد لايق ترين افسران انتخاب مى شد. پيامبر اسلام، اسامة بن زيد را كه جوانى هجده ساله بود، طلبيد و فرماندهى لشكر را به او واگذار كرد. اين اقدام پيامبر صلى اللّه عليه وآله، براى بسيارى از اصحاب بزرگ او، خصوصاً در شرايط سياسى آن روزها، قابل قبول نبود و لذا زبان به اعتراض گشودند كه: اين جوان را بر مهاجران سابقه دار مى گمارد!

ص: 188

ص: 189

پيامبر خدا، در حالى كه از اين سخن به خشم آمده بود، بَر فراز منبر قرار گرفت و بعد از حمد و ثناى الهى فرمود:

همانا مردم به فرماندهى اسامه، زخمِ زبان زدند. آنان، پيش از اين نيز نسبت به فرماندهى پدر اسامه، چنين كرده بودند، در حالى كه آن دو، شايسته فرماندهى بودند و اسامه، از دوست داشتنى ترين فرماندهان(/ خاندان ها) (1) در نزد من است. شما را نسبت به اسامه، به نيكى سفارش مى كنم.

ب سپر بلا كردنِ خود و خانواده اش

168. امام على عليه السلام در نامه خود به معاويه: هرگاه جنگ، بالا مى گرفت و مردم از ترس، واپس مى رفتند، پيامبر صلى اللّه عليه وآله اعضاى خاندانش را پيش مى انداخت و به وسيله آنها، ياران خود را از سوزش شمشيرها و نيزه ها حفظ مى كرد. از همين رو بود كه عبيدة بن حارث، در جنگ بدر كشته شد و حمزه، در جنگ احد و جعفر، در جنگ موته.

ج مقدّم داشتن مردم بر خود و خانواده اش

169. امام باقر عليه السلام به محمّد بن مسلم: اى محمّد! آيا فكر مى كنى پيامبر خدا، از زمانى كه خداوند او را برانگيخت، تا وقتى كه جانش را گرفت، سه روز پياپى از نان گندم سير خورد؟! نه، به خدا قسم! وى از زمانى كه خداوند او را برانگيخت، تا وقتى كه جانش را گرفت، هيچ گاه، سه روزِ پياپى از نان گندم سير نخورد.

هان! من نمى گويم كه چيزى پيدا نمى كرد [تا بخورد]. او گاهى به يك نفر، صد شتر جايزه مى داد. پس اگر مى خواست بخورد، مى توانست.

170. سنن الترمذى به نقل از ابن عبّاس: پيامبر صلى اللّه عليه وآله شب هاى پياپى، با خانواده اش گرسنه مى خوابيد و شامى براى خوردن نمى يافتند. نان آنها، بيشتر جو بود.

171. الطبقات الكبرى به نقل از ابن عبّاس: به خدا قسم، چه شب ها بر خاندان


1- فرماندهان(/ خاندان ها)"، ترجمه واژه" آل" در متن عربى است و اين واژه، اسم است و تمييز براى" أحَبّ"، و در تمام نسخه هاى چاپى تحقيق شده الطبقات الكبرى نيز به همين گونه(آلًا) ضبط شده است؛ ليكن برخى احتمال مى دهند كه اين كلمه، حرف تنبيه" ألا" باشد كه بر سر فعل" فاوصيكم" آمده است. بدين ترتيب، ترجمه چنين خواهد شد:" ... و اسامه، از دوست داشتنى ترينِ مردمان در نزد من است. آگاه باشيد كه شما را ...".

ص: 190

ص: 191

محمّد صلى اللّه عليه وآله مى گذشت كه شامى براى خوردن نمى يافتند.

172. فتح البارى به نقل از عايشه: پيامبر خدا هيچ گاه، سه روزِ پياپى سير غذا نخورد. اگر مى خواستيم، مى توانستيم سير شويم؛ اما او ايثار مى كرد.

173. المَحَجّة البيضاء به نقل از عايشه: پيامبر خدا تا لحظه اى كه از دنيا رفت، هرگز سه روزِ پياپى سير غذا نخورد. البته اگر مى خواستيم، مى توانستيم سير شويم؛ اما ديگران را بر خود مقدّم مى داشتيم.

174. سنن ابن ماجة به نقل از عايشه: تا زمانى كه پيامبر خدا زنده بود، خاندان محمّد صلى اللّه عليه وآله هرگز دو روزِ پياپى، از نان جو، سير نخوردند.

175. الطبقات الكبرى به نقل از عايشه: تا زمانى كه پيامبر خدا زنده بود، خانواده محمّد صلى اللّه عليه وآله هيچ گاه سه روزِ پياپى، صبحانه و شام را از نان جو، سير نخوردند.

176. الترغيب والترهيب به نقل از انس بن مالك: فاطمه عليه السلام تكّه اى نان جو به پيامبر صلى اللّه عليه وآله داد. پيامبر به او فرمود:" اين، اوّلين غذايى است كه پدرت، بعد از سه روز مى خورد".

177. المصنَّف، ابن ابى شيبه به نقل از حسن (1): پيامبر صلى اللّه عليه وآله از اموال خود، به مردم كمك مى كرد، تا جايى كه [بر اثر تنگ دست شدن،] ازار خود را با پوست، وصله مى كرد. تا زمانى كه به رحمت خدا پيوست، هيچ گاه نشد كه سه روزِ متوالى، هم صبحانه بخورد و هم شام.


1- حسن، در اين حديث، ممكن است حسن بَصرى يا امام حسن عليه السلام باشد.

ص: 192

ص: 193

د دورى از فريبكارى

178. المناقب، ابن شهرآشوب: هنگامى كه پيامبر صلى اللّه عليه وآله دعوت خود را به قبايل عرضه مى كرد، نزد بنى كلاب آمد. آنها گفتند: ما به اين شرط با تو بيعت مى كنيم كه بعد از تو، كار [خلافت] به ما منتقل شود.

پيامبر صلى اللّه عليه وآله فرمود:" كار، دست خداست. اگر او خواست، به شما خواهد رسيد و اگر نخواست، به ديگرى واگذار خواهد شد".

بنى كلاب رفتند و بيعت نكردند و گفتند: ما در راه تو، شمشير نمى زنيم كه بعدا ديگران را بر ما حكومت دهى! 179. المناقب، ابن شهرآشوب: همان كسى كه خواست پيامبر صلى اللّه عليه وآله را غافلگير كند و بكشد، به ايشان گفت: اى محمّد! اگر مسلمان شوم، چه به من مى رسد؟

پيامبر خدا فرمود:" در سود و زيانِ اسلام، شريك خواهى بود".

گفت: مرا والىِ بعد از خودت قرار مى دهى؟

فرمود:" اين سِمَت، نه از آنِ تو خواهد بود و نه از آنِ قوم و قبيله تو؛ امّا دهنه هاى اسب ها [فرماندهىِ سواران] را به تو مى سپارم تا در راه خدا بجنگى".

180. تفسير القمّى: آيه" و از اين كه هشدار دهنده اى از خودشان برايشان آمده، در شگفت اند"، در مكّه نازل شد. وقتى پيامبر صلى اللّه عليه وآله دعوت خود را در مكّه آشكار ساخت، قريش نزد ابوطالب رفتند و گفتند: اى ابوطالب! برادرزاده تو، ما را نابخرد مى خوانَد و به خدايانمان بد مى گويد و جوانانمان را فاسد و گم راه مى سازد و اتّحاد ما را از هم مى پاشد. اگر نادارى، او را وامى دارد كه چنين سخنانى را مطرح كند، ما حاضريم برايش پولى جمع كنيم كه ثروتمندترين مرد قريش شود، و او را فرمان رواى خود قرار مى دهيم.

ابوطالب اين سخن قريش را به اطّلاع پيامبر صلى اللّه عليه وآله رسانيد، ايشان فرمود:" اگر خورشيد را در دست راست من بگذارند و ماه را در دست چپم، چنين چيزى را نمى خواهم؛ بلكه يك كلمه به من بدهند تا به وسيله آن، بر عرب ها پادشاهى كنند و غير عرب ها در برابرشان سر فرود آورند و شهريارانِ بهشت باشند".

ابوطالب اين سخن را به اطلاع قريش رسانيد. آنها گفتند: حاضريم ده كلمه به او بگوييم.

پيامبر صلى اللّه عليه وآله به آنان فرمود:" گواهى دهيد كه هيچ خدايى جز اللّه نيست، و من فرستاده خدا هستم".

ص: 194

ص: 195

آنان گفتند: ما سيصد و شصت خدا را بگذاريم و يك خدا را بپرستيم؟! در اين هنگام، خداوند عز و جل اين آيه را فرو فرستاد:" و از اين كه هشدار دهنده اى از خودشان، برايشان آمده، در شگفت اند و كافران گفتند: اين، جادوگرى دروغگوست ... و اين [سخن] جز دروغ بافى، هيچ نيست".

ه حمايت از مستضعفان
قرآن

" و با كسانى كه پروردگارشان را صبح و شام مى خوانند [و] خشنودىِ او را مى خواهند، شكيبايى پيشه كن، و دو ديده ات را از آنان برمگير كه زيور زندگىِ دنيا را بخواهى، و از آن كس كه قلبش را از ياد خود غافل ساخته ايم و از هوسِ خود پيروى كرده و [اساسِ] كارش بر زياده روى است، اطاعت مكن".

" و كسانى را كه پروردگار خود را بامدادان و شامگاهان مى خوانند- در حالى كه خشنودىِ او را مى خواهند- مران. از حساب آنان، چيزى بر عهدؤ تو نيست، و از حساب تو [نيز] چيزى بر عهدؤ آنان نيست، تا ايشان را برانى و از ستمكاران باشى". (1)

حديث

181. پيامبر خدا صلى اللّه عليه وآله: مرا در ميان ضعيفان بجوييد؛ زيرا شما به واسطه مردمان ضعيف است كه روزى مى خوريد و يارى مى شويد.

182. پيامبر خدا صلى اللّه عليه وآله: آيا شما را از بدترينِ بندگان خدا آگاه نسازم؟ درشت خوى متكبّر. آيا شما را از بهترينِ بندگان خدا آگاه نسازم؟ ناتوان مستضعف.

183. المعجم الكبير به نقل از امية بن خالد: پيامبر صلى اللّه عليه وآله به كمك مسلمانانِ پابرهنه و بينوا، فتح مى كرد و پيروز مى شد.


1- سبب نزول اين آيه، آن است كه در مدينه، گروهى فقير بودند كه" اصحاب صُفّه" خوانده مى شدند و پيامبر شخصا جوياى حالشان مى شد و با آنان روابط نزديك داشت، با آنان نشست و برخاست مى كرد و مأنوس بود. ثروتمندان و نازپروردگان، بر اين كار پيامبر خدا خرده مى گرفتند و به وى سفارش مى كردند كه آنان را از خود برانَد .... روزى پيامبر صلى اللّه عليه وآله تنگاتنگِ يكى از همين يارانش ايستاده بود و با او سخن مى گفت. در اين حال، يكى از انصار به ايشان عرض كرد:" اينان را از خود بران". پس خداوند، اين آيه را فرو فرستاد.

ص: 196

ص: 197

184. امام على عليه السلام: پيامبر خدا فرمود:" بدانيد كه هر كس مسلمان فقيرى را ناچيز شمارَد، حقّ خدا را ناچيز شمرده است و خداوند در روز قيامت، او را ناچيز مى گردانَد مگر اين كه توبه كند".

و نيز فرمود:" هر كس مسلمان فقيرى را گرامى بدارد، روز قيامت، در حالى خدا را ديدار مى كند كه از او راضى است".

185. امام صادق عليه السلام: مردى نزد پيامبر خدا آمد. ديد جامه ايشان كهنه و فرسوده است. پس دوازده درهم به ايشان تقديم كرد. پيامبر صلى اللّه عليه وآله فرمود:" اى على! اين درهم ها را بگير و با آنها برايم لباسى بخر تا بپوشم".

امير مؤمنان مى فرمايد: من به بازار رفتم و پيراهنى به دوازده درهم خريدم و خدمت پيامبر صلى اللّه عليه وآله آوردم. ايشان نگاهى به آن كرد و فرمود:" اى على! اگر پيراهن ديگرى باشد، بيشتر دوست دارم. فكر مى كنى صاحبش آن را پس بگيرد؟".

گفتم: نمى دانم.

فرمود:" برو ببين".

من نزد فروشنده پيراهن رفتم و گفتم: پيامبر خدا اين را نمى پسندد و پيراهن ديگرى مى خواهد. پس اين را از ما پس بگير.

فروشنده، درهم ها را به من برگرداند و من آنها را خدمت پيامبر صلى اللّه عليه وآله آوردم. ايشان به بازار آمد تا پيراهنى بخرد. در بين راه، كنيزكى را ديد كه كنارى نشسته است و مى گريد. پيامبر صلى اللّه عليه وآله به او فرمود:" چه شده است؟".

دخترك گفت: اى پيامبر خدا! خانواده ام به من چهار درهم دادند تا برايشان چيزى بخرم؛ اما آن درهم ها گم شده اند و من جرئت نمى كنم پيش آنها برگردم.

پيامبر خدا چهار درهم به او داد و فرمود:" پيش خانواده ات برگرد".

سپس پيامبر خدا به بازار رفت و پيراهنى به چهار درهم خريد و آن را پوشيد و خداوند عز و جل را سپاس گفت و از بازار، بيرون آمد. سپس مردى را ديد كه برهنه است و مى گويد: هر كه مرا بپوشاند، خداوند از جامه هاى بهشت بر او بپوشاند! پيامبر صلى اللّه عليه وآله پيراهنى را كه خريده بود، از تن در آورد و به آن نيازمند، پوشاند. سپس به بازار برگشت و با چهار درهمِ باقى مانده، پيراهن ديگرى خريد و آن را پوشيد و خدا را سپاس گفت و به سوى خانه اش برگشت. ناگاه ديد كه همان كنيزك، سر راه نشسته است و مى گريد. به او فرمود:" چرا پيش خانواده ات نمى روى؟".

گفت: اى پيامبر خدا! من دير كرده ام و مى ترسم مرا بزنند.

پيامبر صلى اللّه عليه وآله فرمود:" جلو بيفت و راه خانه تان را به من نشان بده".

ص: 198

ص: 199

و رفت تا به درِ خانه آنها رسيد و ايستاد و فرمود:" سلام بر شما اى اهل خانه!".

اما جوابى نيامد. پيامبر خدا دوباره سلام داد. باز هم جواب ندادند و پيامبر صلى اللّه عليه وآله بار ديگر سلام داد. اين بار، اهل خانه جواب دادند: سلام و رحمت و بركات خدا، بر شما اى پيامبر خدا! پيامبر صلى اللّه عليه وآله به آنان فرمود:" چرا بار اوّل و دوم، جواب سلام مرا نداديد؟".

گفتند: اى پيامبر خدا! سلامِ شما را شنيديم؛ ولى دوست داشتيم آن را بيشتر بگوييد.

پيامبر صلى اللّه عليه وآله فرمود:" اين كنيزك، در آمدن به خانه دير كرده است. او را اذيّت نكنيد".

گفتند: اى پيامبر خدا! او را به ميمنت قدوم شما، آزاد كرديم.

پيامبر صلى اللّه عليه وآله فرمود:" خدا را سپاس! با بركت تر از اين دوازده درهم، نديده بودم. خداوند با آنها دو برهنه را پوشانيد و يك انسان را آزاد كرد".

و رويارويى با مستكبران

186. امام صادق عليه السلام: مردى ثروتمند، با لباسى فاخر، خدمت پيامبر خدا رسيد و در محضر ايشان نشست. مرد تنگ دستى نيز، با لباسى مندرس، وارد شد و در كنار مرد ثروتمند نشست. مرد ثروتمند، لباسش را از زير پايش جمع و جور كرد. پيامبر خدا فرمود:" ترسيدى كه از نادارىِ او، چيزى به تو سرايت كند؟".

عرض كرد: خير.

فرمود:" پس ترسيدى كه از ثروتمندىِ تو، چيزى عايد او شود؟".

عرض كرد: خير.

فرمود:" پس ترسيدى كه او لباس تو را كثيف كند؟".

عرض كرد: خير.

فرمود:" پس چه باعث شد كه تو چنين كنى؟".

عرض كرد: اى پيامبر خدا! من همراهى دارم كه برايم هر كارِ! زشتى را زيبا جلوه مى دهد و هر كارِ! خوبى را بد مى نماياند. من نيمى از دارايى ام را براى اين [مرد تنگ دست] قرار دادم.

پيامبر صلى اللّه عليه وآله به مرد تنگ دست فرمود:" آيا مى پذيرى؟".

عرض كرد: خير.

مرد ثروتمند به او گفت: چرا نمى پذيرى؟

جواب داد: مى ترسم بر من همان رود كه بر تو رفته است.

187. السيرة النبوية، ابن هشام به نقل از وليد بن مغيره: وليد بن مغيره گفت: آيا بر محمّد،

ص: 200

ص: 201

وحى نازل مى شود و من در حالى كه بزرگ و سرور قريش هستم، وانهاده شده ام؟! ابومسعود عمرو بن عمير ثقفى، سرور ثقيف، هم وا نهاده شده است؟! ما، بزرگان اين دو شهريم.

بنا بر آنچه به من رسيده است، در پىِ اين سخن، خداوند چنين نازل كرد:" و گفتند:" چرا اين قرآن، بر مردى بزرگ از اهالى دو شهر، نازل نشده است؟!" تا آن جا كه مى فرمايد:" از آنچه مى اندوزند".

188. السيرة النبوية، ابن هشام به نقل از ابن اسحاق: اخنس بن شريق بن عمرو بن وهب ثقفى، هم پيمان بنى زهره، از اشراف قبيله و از كسانى بود كه نفوذ كلمه داشت. به پيامبر خدا آسيب مى رساند و جواب ايشان را مى داد. پس خداوند درباره اش چنين فرو فرستاد:" از هر سوگندخورنده فرومايه، فرمان مبر كه عيبجوست و براى خبرچينى گام برمى دارد" تا اين جاى سخن خداوند كه فرمود:" زنا زاده(زنيم)" و نفرمود" پَست تبار(ذنيم)" به خاطر وجود عيبى در نسب او؛ زيرا خداوند، كسى را به نسبش عيب نمى گيرد؛ ولى با چنين بيانى، صفت او را بيان كرده تا شناخته شود. زنيم، يعنى: فرزندْ خوانده قبيله.

189. السيرة النبوية، ابن هشام به نقل از ابن اسحاق: هر گاه پيامبر خدا در مجلسى، مردم را به خداوند متعال فرا مى خواند و در آن، قرآن تلاوت مى كرد و قريش را از آنچه بر امّت هاى پيشين رفته، هشدار مى داد و از آن مجلس برمى خواست، نضر بن حارث بن علقمة بن كلدة بن عبد مناف بن عبد الدار بن قُصَى، در آن مجلس، به جاى پيامبر صلى اللّه عليه وآله مى نشست و براى مردم، قصّه رستم پهلوان و اسفنديار و پادشاهان فارس را بازگو مى كرد و آن گاه مى گفت: به خداوند سوگند، محمّد بهتر از من حكايت نمى كند و حكايت او، جز افسانه هاى پيشينيان نيست. آنها را براى خود نوشته، همان طور كه من آنها را نوشته ام.

پس خداوند، درباره او اين آيات را فرو فرستاد:" و گفتند: افسانه هاى پيشينيان است كه آنها را براى خود نوشته و صبح و شام، بر او املا مى شود. بگو: آن را كسى نازل كرده كه رازِ نهان ها را در آسمان ها و زمين مى داند، و هموست كه همواره آمرزنده مهربان است". و نيز درباره او فرو فرستاد:" هر گاه، آيات ما بر او تلاوت شد، گفت: افسانه هاى پيشينيان است.". و نيز درباره او نازل كرد:" واى بر هر دروغزنِ گناه پيشه اى كه آيات خدا را كه بر او خوانده مى شود، مى شنود و باز به حال تكبّر چنان كه گويى آن را نشنيده است سماجت مى ورزد. پس او را از عذابى پُر درد، خبر ده".

190. السيرة النبوية، ابن هشام به نقل از ابن اسحاق: بنا بر آنچه به من رسيده، روزى

ص: 202

ص: 203

پيامبر خدا با وليد بن مغيره در مسجد نشسته بود. نضر بن حارث وارد شد تا با آنها در مجلس بنشيند. در آن مجلس، تعدادى از مردان قريش نيز حضور داشتند. پيامبر خدا، سخن گفت و نضر بن حارث به ايشان اعتراض كرد. پيامبر صلى اللّه عليه وآله با او سخن گفت تا او را خاموش كرد و آن گاه، بر او و ديگر حاضران، اين آيات را خواند:" در حقيقت، شما و آنچه غير از خدا مى پرستيد، هيزم دوزخيد. شما در آن وارد خواهيد شد. اگر اينها خدايانى [واقعى] بودند، در آن وارد نمى شدند، و حال آن كه جملگى، در آن ماندگارند. براى آنها در آن جا، ناله اى زار است و در آن جا [چيزى] نمى شنوند".

191. السيرة النبوية، ابن هشام به نقل از ابن اسحاق: هرگاه اميه بن خلف بن وَهْب بن حذافة بن جمح، وقتى پيامبر را مى ديد، ايشان را به سخره و ريشخند مى گرفت. پس خداوند درباره اش فرو فرستاد:" واى بر هر بدگوىِ عيبجويى، كه مالى گرد آورْد و بر شمرْدش. پندارد كه مالش او را جاويد كرده است؛ ولى نه! قطعا در آتشِ خردكننده، فرو افكنده خواهد شد. و تو چه دانى كه آتشِ خردكننده چيست؟ آتشِ افروخته خدا [يى] است. آتشى كه به دل ها مى رسد. در ستون هايى دراز، آنان را در ميان فرا مى گيرد".

به گفته ابن هشام،" هُمَزَه" به معناى كسى است كه آشكارا از كسى بدگويى كند و براى [تحقير] او چشمك بزند و علامت بدهد.

ز نزديك كردن دل ها

192. فتح البارى به نقل از ابو سالم، از ابو ذر: پيامبر خدا به من فرمود:" جُعَيل را چگونه مى بينى؟".

گفتم: مانند ديگر مردمِ همتاى خويش است؛ يعنى مهاجران.

فرمود:" فلانى را چگونه مى بينى؟".

گفتم: بزرگى از بزرگان مردم است.

فرمود:" جُعيل، از يك دنيا همانند او، بهتر است!".

ص: 204

ص: 205

گفتم: اين فلان، چنين وضعى [در نظر شما] دارد و شما با او چنان [با سخاوت و احترام] رفتار مى كنيد؟! فرمود:" او رئيس قوم خود است و من از طريق [دلجويىِ] او، از قومش دلجويى مى كنم".

5/ 5 ويژگى هاى عبادىِ ايشان

الف فراوانىِ عبادت
قرآن

" طه. قرآن را بر تو نازل نكرديم تا به رنج افتى".

حديث

193. امام على عليه السلام: از وقتى آيه" اى جامه به خويشتن فرو پيچيده! به پا خيز شب را مگر اندكى" بر پيامبر خدا نازل شد، ايشان تمام شب را به عبادت مى پرداخت، تا جايى كه پاهايش ورم كرد، به طورى كه [موقع نماز خواندن] يك پايش را بلند مى كرد و يكى را روى زمين مى گذاشت. پس جبرئيل عليه السلام بر آن حضرت فرود آمد و گفت:" طه"؛ يعنى هر دو پايت را بر زمين بگذار، اى محمّد!" ما قرآن را بر تو نازل نكرديم كه به رنج افتى". نيز اين آيه را نازل كرد:" پس آنچه از قرآن ميسّر است، تلاوت كنيد".

194. امام باقر عليه السلام: پيامبر صلى اللّه عليه وآله در شب نوبتىِ عايشه، نزد او بود. او به پيامبر صلى اللّه عليه وآله عرض كرد: اى پيامبر خدا! چرا خودت را به رنج مى اندازى، حال آن كه خداوند، گناهان گذشته و آينده تو را آمرزيده است؟

فرمود:" اى عايشه! آيا بنده اى سپاس گزار نباشم؟!".

ص: 206

ص: 207

195. امام صادق عليه السلام: پيامبر صلى اللّه عليه وآله در شب نوبتىِ امّ سلمه، در خانه او بود. امّ سلمه متوجّه شد كه پيامبر صلى اللّه عليه وآله در بستر نيست و از اين بابت، بنا به خصلت زنان، دچار شكّ و بددلى شد. لذا برخاست و در اطراف خانه، به جستجوى ايشان پرداخت. ناگاه، ديد كه پيامبر خدا در گوشه اى از اتاق، ايستاده و دست هايش را به طرف آسمان برداشته است و گريه مى كند و مى گويد:" بار خدايا! خوبى هايى را كه ارزانى ام داشته اى، هرگز از من باز مگير ... بار خدايا! هرگز مرا [به اندازه] چشم بر هم زدنى، به خودم وا مگذار".

امّ سلمه برگشت و شروع به گريستن كرد، تا جايى كه از شنيدن صداى گريه او، پيامبر خدا برگشت و به او فرمود:" اى امّ سلمه! چرا گريه مى كنى؟".

عرض كرد: پدر و مادرم به فدايت، اى رسول خدا! چرا گريه نكنم، در حالى كه شما با آن مقامى كه نزد خدا دارى و خداوند، همه گناهانِ قبل و بعد تو را آمرزيده است [اين گونه اى] ...؟!

پيامبر صلى اللّه عليه وآله فرمود:" اى امّ سلمه! چه چيز مرا در امان مى دارد؟ خداوند، يونس بن متّى را يك چشم برهم زدن، به خودش واگذاشت و در نتيجه، آن شد كه شد".

196. الأمالى، طوسى به نقل از بكر بن عبد اللّه: عمر بن خطاب، بر پيامبر صلى اللّه عليه وآله وارد شد و ديد كه ايشان سخت بيمار يا گفت: تبدار است. عمر گفت: اى پيامبر خدا! چه قدر ناخوشْ احوال هستيد؟

پيامبر صلى اللّه عليه وآله فرمود:" با اين حال، ديشب سى سوره را و از جمله، هفت سوره بلند (1) را قرائت كردم".

عمر عرض كرد: اى پيامبر خدا! با آن كه خداوند، گناهان گذشته و آينده شما را آمرزيده است، اين چنين خود را به زحمت مى اندازى؟! فرمود:" اى عمر! آيا بنده اى سپاس گزار نباشم؟!".

197. المناقب، ابن شهرآشوب به نقل از طاووس فقيه: در حِجر، (2) امام زين العابدين عليه السلام را ديدم كه نماز مى خوانَد و چنين دعا مى كند:" بنده ات در درگاه توست. اسيرت در آستان توست. بينوايت در آستان توست. گدايت در آستان توست و از چيزى به تو شكوه مى كند كه بر تو پوشيده نيست".

و در روايتى آمده است [كه افزود]:" مرا از درگاه خود مران".

فاطمه، دختر امير مؤمنان، نزد جابر بن عبداللّه رفت و گفت: اى صحابىِ پيامبر خدا! ما به گردن شما حقّ و حقوقى داريم، و يكى از حقوق ما به گردن شما،


1- سبع طِوال يا هفت سوره بلند، عبارت اند از: بقره، آل عمران، نساء، مائده، انعام، اعراف و توبه.
2- حِجر اسماعيل عليه السلام، جايى است در مسجد الحرام، پشت ديوار كعبه.

ص: 208

ص: 209

اين است كه اگر ديديد يكى از ما از شدّت عبادت، خودش را از بين مى برد، خدا را به ياد او آوريد و از وى بخواهيد كه به جانش رحم كند. اينك على بن حسين، اين يادگار پدرش حسين، بينى اش [از كثرت سجده] مجروح شده و پيشانى و زانوها و كف دست هايش سوراخ گشته اند. او خودش را در عبادت ذوب كرده است.

جابر به درِ خانه امام زين العابدين عليه السلام آمد و اجازه ورود خواست و چون وارد شد، ايشان را در محرابش چنان ديد كه عبادت، او را فرسوده است. امام عليه السلام برخاست و با بزرگوارى، حال او را پرسيد و سپس جابر را در كنار خود نشانيد. جابر رو به ايشان كرد و گفت: اى فرزند پيامبر خدا! مگر نمى دانى كه خداوند، بهشت را در حقيقت، براى شما و دوستداران شما خلق كرده و دوزخ را براى دشمنان و مخالفان شما آفريده است؟ پس اين چه رنج و مشقّتى است كه به خودتان مى دهيد؟

امام زين العابدين عليه السلام به او فرمود:" اى صحابىِ پيامبر خدا! مگر نمى دانى كه جدّم پيامبر خدا، با آن كه خداوند گناهان گذشته و آينده او را بخشيده بود، از سختكوشى در عبادت خدا باز نَايستاد و پدر و مادرم فدايش باد چندان عبادت كرد كه ساق و كف پاهايش ورم كرد و وقتى به ايشان گفته شد:" با آن كه خداوند، گناهان گذشته و آينده تو را آمرزيده است، باز اين چنين عبادت مى كنى؟!" فرمود:" آيا بنده اى سپاس گزار نباشم؟!"".

جابر كه ديد هيچ حرفى در ايشان اثر نمى گذارد، عرض كرد: اى فرزند پيامبر خدا! بر جان خودت رحم كن؛ زيرا شما از خاندانى هستى كه مردم، با واسطه قرار دادن آنان در درگاه الهى، از خداوند مى خواهند كه بلا را دفع كند و رنج و محنت ها را برطرف سازد و آسمان را [از خراب شدن بر سر آنها] نگه دارد.

امام زين العابدين فرمود:" اى جابر! من همچنان به روش پدرانم ادامه خواهم داد و به آنان اقتدا خواهم كرد تا آن كه به ديدارشان بشتابم".

در اين هنگام، جابر رو به حضّار كرد و گفت: در ميان فرزندان پيامبران، كسى مانند على بن حسين ديده نشده است، مگر يوسف بن يعقوب. به خدا قسم كه فرزندان و ذرّيّه على بن حسين، برتر از فرزندان و ذرّيّه يوسف هستند.

ب مداومت در كار

198. الطبقات الكبرى به نقل از سعيد مَقْبُرى: پيامبر خدا هر گاه، كارى انجام مى داد، بر آن مداومت مى ورزيد و اين طور نبود كه آن را يك بار انجام دهد و يك بار انجام ندهد.

ص: 210

ص: 211

199. الترغيب والترهيب به نقل از عايشه: پيامبر خدا بوريايى داشت كه شب، آن را دولا مى كرد و رويش نماز مى خواند، و روز، آن را پهن مى كرد و روى آن مى نشست. مردم نيز به نزد پيامبر صلى اللّه عليه وآله مى آمدند و با نماز ايشان، نماز مى گزاردند، تا جايى كه تعدادشان زياد شد. پس پيامبر خدا رو به آنها كرد و فرمود:" اى مردم! در حدّى كه تاب و توان داريد، عمل كنيد؛ زيرا خداوند عز و جل خسته نمى شود، مگر اين كه شما خسته شويد. محبوب ترين عمل در نزد خداوند، عملى است كه ادامه دار باشد؛ گرچه اندك باشد".

در روايتى ديگر آمده است: خاندان محمّد، هر گاه عملى را انجام مى دادند، آن را پايدار و استوار مى ساختند.

200. سنن الترمذى به نقل از ابو صالح: از عايشه و امّ سلمه، پرسيدند كه محبوب ترين عمل در نزد پيامبر صلى اللّه عليه وآله چه بود؟

آن دو گفتند: عملى كه بر آن، مداومت مى شد؛ گرچه اندك مى بود.

ج شدّت علاقه به نماز

201. پيامبر خدا صلى اللّه عليه وآله: مَثَل نماز، مَثَل ستون خيمه است؛ اگر ستون محكم باشد، طناب ها و ميخ ها و چادر، كارآيى دارند؛ امّا اگر ستون بشكند، نه طنابى به كار مى آيد و نه ميخى و نه چادرى.

202. امام باقر عليه السلام: نماز، ستون دين است. مَثَل آن، مَثَل تيرك خيمه است كه اگر تيرك محكم باشد، ميخ ها و طناب ها محكم مى مانند و اگر تيرك كج شود و بشكند، نه ميخى استوار مى ماند و نه طنابى.

د نهايت خُشوع در نماز

203. فلاح السائل: پيامبر صلى اللّه عليه وآله هرگاه به نماز مى ايستاد، از ترس خداوند متعال، رنگ چهره اش مى پريد.

ص: 212

ص: 213

204. فلاح السائل: پيامبر صلى اللّه عليه وآله هرگاه به نماز مى ايستاد، [از فرط آرامش،] مانند جامه اى بود كه به كنارى افتاده باشد.

ه سيره ايشان در روزه

205. امام صادق عليه السلام: پيامبر خدا در ابتداى بعثت، گاه چندان [پشت سر هم] روزه مى گرفت كه گفته مى شد: ديگر روزه را ترك نخواهد كرد! و گاه [چندان] روزه را ترك مى كرد كه گفته مى شد: ديگر روزه نخواهد گرفت. سپس اين روش را ترك كرد و يك روز در ميان، روزه مى گرفت و اين، روزه داوود عليه السلام بود. بعد از چندى، اين را نيز واگذاشت و سه روز اوّلِ هر ماه را روزه مى گرفت. سپس از اين روش نيز دست كشيد و از هر ده روز، يك روز، روزه مى گرفت: پنج شنبه اوّل و آخر ماه و چهارشنبه ميان ماه، و تا زمانى كه از دنيا رفت، به اين سنّت ادامه داد.

و در حال نشسته و ايستاده، به ياد خدا بودن

206. المناقب، ابن شهرآشوب: پيامبر خدا برنمى خاست و نمى نشست، مگر با ذكر و ياد خدا.

207. امام صادق عليه السلام: پيامبر خدا هرگاه از مجلسى بر مى خاست، اگر چه زمانى كوتاه در آن جا نشسته بود، 25 مرتبه از خدا آمرزش مى طلبيد.

5/ 6 سخنى جامع درباره ويژگى هاى ايشان

208. امام حسن عليه السلام: از دايى ام هند بن ابى هاله كه توصيفگر پيامبر صلى اللّه عليه وآله بود درباره شمايل پيامبر خدا پرسيدم. وى گفت:" پيامبر خدا، ستبر و با ابّهت بود. چهره اش مانند ماه شب چهارده مى درخشيد، با قدّى بلندتر از افراد متوسّط القامه، و كوتاه تر از افراد لاغر و بلند قامت. سرى بزرگ داشت و موهاى وى، نه خيلى مجعّد بود و نه كاملًا

ص: 214

ص: 215

صاف و نرم. اگر قسمتِ بافته موهايش باز مى شد، فرق باز مى كرد، وگرنه، آن را به حال خود مى گذاشت و در هر حال، هنگامى كه موى خود را بلند مى كرد، بلندىِ مو از لاله گوشش تجاوز نمى كرد. رنگش درخشان بود، پيشانى اش پهن بود و ابروانى كشيده و كمانى داشت. ابروانش در عين كشيده بودن، كامل و پُرمو بود؛ ولى پيوسته نبود. هرگاه عصبانى مى شد، رگِ ميان ابروهايش متورّم مى شد. بينىِ او باريك بود و در وسط، كمى برجستگى داشت. نورانيّتى داشت كه هميشه وى را در برگرفته بود، به گونه اى كه اگر كسى در او تأمّل نداشت، متكبّرش مى انگاشت.

محاسن او كوتاه و پُرپشت بود، و گونه هايش هموار و كم گوشت. دهانش بزرگ و دندان هايشان سفيد و برّاق بودند. رشته مويى نازك، از گردن يا سينه تا ناف داشت. گردن او، گويى تُنگى نقره فام بود. خلقتى همگون داشت، بدنش فربه بود و در عين حال، سينه و شكمش در يك سطح بودند. شانه هايى پهن و عضلانى، و بدنى سفيد و نورانى داشت. از زير گردنِ او تا ناف، رشته مويى نازك، مثل يك خط، قرار داشت. پايين سينه و شكم وى و ديگر قسمت ها، عارى از مو بود و در مقابل، ساعد، شانه ها و بالاى سينه اش پُرمو بود. ساق دستشان كشيده، كف دستش درشت و دست ها و پاهايش زِبر بود. دست و پاهايش متناسب و استخوان هايش صاف و بدون كجى بود.

كف پاهايش كاملًا گود بود. قسمت قوزك پايش به پايين، خيلى پُر گوشت نبود و آب از روى پايش رد مى شد. وقتى به حركت در مى آمد، با قدرت، قدم بر مى داشت. در حال حركت، كمى متمايل حركت مى كرد. با وقار و سريع راه مى رفت، گويا در سرازيرى به سمت پايين در حركت است. هنگامى كه به چپ و راست رو مى كرد، با تمام بدن به آن سو رو مى كرد. چشمانش به زير افتاده بود و نگاهش به زمين، طولانى تر از نگاهش به آسمان بود. معمولًا خيره خيره، نگاه نمى كرد و به هر كس مى رسيد، سلام مى كرد".

به هند گفتم: گفتار وى را برايم توصيف كن.

هند گفت:" پيامبر صلى اللّه عليه وآله پيوسته اندوه [بابت انجام دادن وظيفه] داشت و هميشه در فكر بود. آسايش نداشت و در جايى كه نياز نبود، سخن نمى گفت. گفتارش سنجيده و كامل بود. نه زياد سخن مى گفت و نه كم. كلامش متين بود. زشت و سَبُك، صحبت نمى كرد. نعمت و محبّت ديگران، هر چند كم، در نظرش بزرگ بود و چيزى از آن را مذمّت نمى كرد. از طعم غذا، نه تعريف مى كرد و نه اظهار ناراحتى. دنيا، او را عصبانى نمى كرد و وقتى پاى حق در ميان بود، كسى وى را نمى شناخت و چيزى رد مقابل غضبش تاب مقاومت نداشت، تا اين كه حق را پيروز گردانَد. براى اشاره

ص: 216

ص: 217

كردن، با تمامِ دست اشاره مى كرد و در هنگام تعجّب، دست خود را بر مى گردانْد و در هنگام صحبت، دست راست را به دست چپ، نزديك مى كرد و با شست راست خود، به كف دست چپ مى زد. در هنگام غضب، چهره خود را با ناراحتى، بر مى گردانْد و در هنگام خوش حالى، چشم به زير مى انداخت. خنده اش بيشتر تبسّم بود. بسيار زيبا لبخند مى زد و در هنگام خنده، دندان هاى سفيدش هويدا مى شد".

اين حديث را مدّتى از حسين عليه السلام پنهان داشتم. سپس آن را به او گفتم و پى بردم كه قبل از من، از دايى ام هند، سؤال كرده است. نيز متوجّه شدم كه او از پدر خويش، درباره رفتار اندرون و بيرون و نشستن و شمايل پيامبر خدا سؤال كرده و چيزى را نپرسيده باقى نگذاشته بود.

حسين عليه السلام گفت: از پدرم درباره زندگى داخلىِ پيامبر خدا، سؤال كردم. پدرم فرمود:" ورود ايشان به هر خانه اى، به خاطر اجازه اى كه [از همسران و كسان خود] داشت، در اختيار خودش بود. و هر گاه به خانه مى رفت، وقت خود را سه قسمت مى كرد: يك قسمت براى خداوند تبارك و تعالى، يك قسمت براى خانواده، و يك قسمت نيز براى خود. سپس، قسمت خود را بين خود و مردم، تقسيم مى كرد و اوّل، خواص وارد مى شدند و پس از آن، ساير مردم، و چيزى از وقت خود را از مردم دريغ نمى فرمود و در مورد قسمت امّت، روش او اين گونه بود كه اهل فضل را با اجازه دادن به آنها به اندازه فضلشان در دين، بر ديگران ترجيح مى داد.

بعضى از آنان، يك حاجت داشتند، بعضى دو حاجت و بعضى بيشتر. پس به آنها مى پرداخت و آنان را نيز به آنچه باعث اصلاحشان و اصلاح امّت بود(از جمله با جويا شدن از احوالشان و نيز گفتن مطالب لازم)، مشغول مى كرد و مى فرمود:" افرادِ حاضر، به افرادِ غايب، ابلاغ كنند و هر كس به من دسترس ندارد، حاجتش را به من برسانيد؛ زيرا هر كس نيازِ نيازمندى را كه خود قادر نيست نيازش را به حاكم برساند، در نزد حاكم مطرح نمايد، خداوند، او را در قيامت، ثابت قدم خواهد فرمود".

در نزد وى، فقط همين مطالب مطرح مى شد و از هيچ كس چيزى جز اينها قبول نمى فرمود. همچون پيشاهنگانِ جستجوگر، وارد مى شدند و با دست پُر، دين شناس و قادر به هدايت ديگران، خارج مى شدند".

[حسين عليه السلام] گفت: درباره رفتار بيرونىِ پيامبر خدا و اين كه در بيرون، چه مى كرد، از پدرم سؤال كردم.

پدرم فرمود:" پيامبر خدا، زبان خود را [از سخن گفتن،] جز در موارد نياز، حفظ مى كرد. در ميان مردم، تحبيبِ قلوب مى كرد و آنان را از خود نمى رانْد. كريم [و بزرگِ] هر قومى را گرامى مى داشت و رئيس آنان قرار مى داد. از مردم، دورى مى جُست و خود را از [اعمال و رفتار غفلت آورِ] آنان به دور نگه مى داشت، بدون اين كه خوش رويىِ خود را از آنان دريغ كند. از ياران خود، سراغ مى گرفت و تفقّد

ص: 218

ص: 219

مى فرمود و از مردم، در مورد مسائلى كه بين خود آنان بود، سؤال مى كرد. بدون افراط و تفريط، نيكى را مى ستود و تأييد مى كرد، و بدى را تقبيح مى كرد و بى ارزش مى شمرد. ميانه رو بود. كارهاى متناقض انجام نمى داد. هيچ گاه غفلت نمى كرد تا مبادا مردم، غفلت كنند يا خسته شوند. در حق، كوتاهى نمى كرد و از آن، تجاوز هم نمى كرد. اطرافيان ايشان، از بهترين مسلمانانِ نيكوكار بودند، و برتر و بالاتر از همه نزد وى، آن كسى بود كه خيرش به همه مى رسيد، و هركس نسبت به ديگران بهتر همدردى و كمك مى كرد، نزد وى، مقام و منزلتى بزرگ تر داشت".

[حسين عليه السلام] گفت: در مورد نشست و برخاست ايشان، سؤال كردم.

[پدرم] فرمود:" در نشستن و برخاستن، همواره به ذكر مشغول بود. در اماكن [عمومى]، توقّف نمى كرد و از اين كار، نهى مى فرمود. هر وقت به مجلسى وارد مى شد، در آخرِ مجلس مى نشست و همواره به اين كار، دستور مى داد. با همنشينان خود، يكسان برخورد مى فرمود تا كسى گمان نبرد كه ديگرى، نزد وى گرامى تر است. هر كس با ايشان همنشين مى شد، در مقابل او آن قدر صبر مى كرد كه اوّل، خود او بلند شود و مجلس را ترك كند. هر كس از ايشان حاجتى مى خواست، يا با دست پُر برمى گشت و يا در پاسخ، گفتارى نرم و ملايم، دريافت مى كرد. حُسن خُلق او، شامل حال همه بود. براى مردم، همچون پدرى مهربان بود. در مورد حق، همه در مقابل ايشان، يكسان بودند. مجلس وى، مجلس بُردبارى و حيا و صداقت و امانت بود و صدا در آن جا بلند نمى شد و از كسى هتكِ حرمت نمى گرديد و لغزش كسى بازگو نمى شد. همه، با هم هماهنگ بودند و از روى تقوا با هم رفتار مى نمودند. برابر و نسبت به هم، فروتن بودند، افرادِ بزرگ تر را احترام مى كردند و به كودكان، مهربانى مى نمودند و افراد حاجتمند را بر خود، ترجيح داده، افراد غريب را پناه مى دادند".

پرسيدم: رفتارش با همنشينان خود، چگونه بود؟

[امير مؤمنان] فرمود:" پيوسته، خوش رو و ملايم و خوش برخورد بود. سختگير و خشن، داد و فريادكن و بد زبان نبود. عيبجويى نمى كرد. خيلى شوخى نمى كرد، و از كسى خيلى تعريف نمى نمود. در مقابل آنچه دوست نمى داشت، خود را به غفلت مى زد و به روى خود نمى آورد. كسى از وى نااميد نمى شد و آرزومندانش، محروم نمى شدند. سه كار را كنار گذاشته بود: جدال و ستيزه جويى، زياده گويى، و سخن گفتنِ بيهوده. و سه كار را در مورد مردم انجام نمى داد: كسى را نكوهش و سرزنش نمى كرد، لغزش ها و مسائل پنهانىِ افراد را پيجويى نمى كرد، و در موردى تكلّم مى فرمود كه اميد ثواب داشت. وقتى صحبت مى كرد، همه ساكت بودند، چنان كه گويى پرنده اى بر روى سر آنها نشسته است، و هرگاه سكوت مى نمود، ديگران صحبت مى كردند. در حضور ايشان، مجال سخن گفتن را از يكديگر نمى گرفتند. اگر كسى در حضور ايشان صحبت مى كرد، ايشان سكوت مى كرد تا

ص: 220

ص: 221

سخنِ او تمام شود. به هرچه ديگران را مى خندانيد، مى خنديد، و از هر چيز كه ديگران تعجّب مى كردند، اظهار تعجّب مى كرد. در مقابل افراد غريب كه در گفتار و درخواست، رفتار درستى نداشتند صبر مى كرد، و حتّى ياران ايشان، به دنبال چنين افرادى مى گشتند. ايشان مى فرمود:" وقتى حاجتمندى را ديديد كه در پىِ برآوردن نياز خويش است، به او كمك كنيد" و مدح و تمجيد را جز از مؤمن صادق، نمى پذيرفت و كلام كسى را قطع نمى كرد، مگر زمانى كه [ناروا شده،] از حد مى گذشت كه در اين صورت، كلامش را يا با نهى كردن و يا برخاستن از مجلس، قطع مى كرد".

حسين عليه السلام گفت: درباره سكوت پيامبر خدا نيز سؤال كردم.

پدرم فرمود:" سكوت وى، بر پايه چهار [اصل] استوار بود: بردبارى، حَذَر(احتياط)، سنجش و تفكّر. و امّا سنجش، در يكسان نگاه كردن به مردم و يكسان گوش دادن به سخن هاى آنان بود، و تفكّر وى، در امور باقى و امور فانى بود. بردبارى را در عين شكيبايى و صبر دارا بود. چيزى او را عصبانى نمى كرد و از كوره به در نمى بُرد.

در چهار مورد، با دقّت و احتياط، رفتار مى كرد: انجام دادن كارهاى نيك، تا ديگران به او تأسّى كنند؛ ترك كارهاى زشت، تا ديگران نيز ترك كنند؛ كوشش و دقّت نظر در اصلاح امّت خويش؛ و اقدام به كارى كه براى همه، خير دنيا و آخرت داشت".

209. امام صادق عليه السلام: پيامبر خدااز آن هنگام كه خداوند عز و جلاو را به پيامبرى برانگيخت، تا آن هنگام كه او را به سوى خود برگرفت، براى فروتنى در پيشگاه الهى، هرگز لميده چيزى نخورد و در هيچ مجلسى، دو زانوى خود را در برابر همنشينش نشان نداد و هيچ گاه، با مردى دست نداد كه دستش را از دست او بكشد تا آن كه آن مرد، دست خود را [عقب] كشد و هرگز كار كسى را با بدى، جبران نكرد. خداوند تبارك و تعالى به او فرموده است:" [سخن] بدِ آنان را به هرچه نيكوتر است، پاسخ گوى" و او نيز چنين كرد و هرگز گدايى را پس نزد. اگر چيزى نزدش بود، مى بخشيد و گرنه، مى فرمود:" خدا بدو بدهد!".

پيامبر صلى اللّه عليه وآله هرگز به حساب خداوند عز و جل چيزى را نبخشيد، مگر آن كه خداوند، آن را اجازه داد و اگر بهشت را هم [به حساب خدا به كسى مى بخشيد]، خداوند عز و جل آن را اجازه مى داد.

210. السنن الكبرى به نقل از خارجة بن زيد: گروهى بر پدرم زيد بن ثابت وارد شدند

ص: 222

ص: 223

و گفتند: براى ما، درباره بخشى از اخلاق پيامبر صلى اللّه عليه وآله سخن بگو.

او گفت: من همسايه او بودم. هرگاه وحى نازل مى شد، دنبال من مى فرستاد و من نزد او مى آمدم و وحى را مى نگاشتم. هرگاه ياد دنيا در ميان بود، او هم با ما ياد دنيا مى كرد و هرگاه ياد آخرت در ميان بود، او هم با ما ياد آخرت مى كرد و هرگاه از خوراك، سخن به ميان مى آورديم، او هم با ما سخن از آن به ميان مى آورد. آيا مى خواهيد همه آنها را برايتان بگويم؟ 211. السنن الكبرى به نقل از ابو امامه، سهل بن حنيف انصارى، از يكى از اصحاب پيامبر صلى اللّه عليه وآله: پيامبر خدا مسلمانان مسكين و ضعيف را كه بيمار بودند، عيادت مى فرمود و جنازه شان را تشييع مى كرد و هيچ كس جز او، بر آنها نماز نمى خواند. زنى درمانده از اهالىِ عوالى، بيمارى اش طولانى شد و پيامبر خدا از همسايگانى كه به ديدار او مى رفتند، حال آن زن را جويا مى شد و به آنان فرمان داد كه اگر آن زن از دنيا رفت، به خاكش نسپرند تا اين كه خود ايشان بر او نماز بگزارد. شبى، آن زن درگذشت و او را با جنازه ها [يا گفت: به مكان جنازه ها] به مسجد پيامبر خدا آوردند تا پيامبر صلى اللّه عليه وآله آن گونه كه از ايشان خواسته بود بر او نماز بگزارد؛ امّا ديدند پيامبر صلى اللّه عليه وآله پس از نماز عشا خوابيده است و خوش نداشتند كه پيامبر را از خواب بيدار كنند. لذا خود، بر او نماز گزاردند و او را بردند. چون صبح شد، پيامبر صلى اللّه عليه وآله از همسايگان آن زن كه نزد پيامبر بودند، حال آن زن را جويا شد و آنها خبر مرگ او را به پيامبر صلى اللّه عليه وآله دادند و گفتند كه نخواستند پيامبر صلى اللّه عليه وآله را براى او بيدار كنند. پيامبر صلى اللّه عليه وآله به آنها فرمود:" چرا چنين كرديد؟ راه بيفتيد".

آنها با پيامبر صلى اللّه عليه وآله به راه افتادند تا به گور او رسيدند و چنان كه براى نماز ميّت مى ايستند، پشت سر پيامبر صلى اللّه عليه وآله به صف ايستادند و پيامبر صلى اللّه عليه وآله بر آن زن نماز گزارد.

212. حلية الأولياء به نقل از ا نَس: پيامبر خدا مهربان ترين فرد با مردم بود. به خدا سوگند، ابايى نداشت كه در بامدادى سرد، براى برده اى يا كنيزى يا كودكى، آب بياورد تا آن

ص: 224

ص: 225

شخص دست و رويش را بشويد. هيچ طالبى، از او چيزى طلب نكرد، مگر اين كه به سخنان او گوش مى داد و از نزد وى نمى رفت، تا آن كه او پيامبر را ترك كند. هيچ كس دست به طرف پيامبر صلى اللّه عليه وآله دراز نمى كرد، مگر آن كه آن را مى گرفت و دستش را از دست او نمى كشيد تا وقتى كه وى دستش را [عقب] بكشد.

213. المناقب، ابن شهرآشوب: پيامبر خدا پيش از آن كه مبعوث شود، بيست خصلت از خصلت هاى پيامبران را دارا بود كه اگر فردى يكى از آنها را داشته باشد، دليل بر عظمت اوست، چه رسد به كسى كه همه آنها را دارا باشد! وى پيامبرى امين، راستگو، ماهر، با اصالت، شريف، والا مقام، سخنور، خردمند، با فضيلت، عبادتْ پيشه، بى اعتنا به دنيا، سخاوتمند، دلير و جنگاور، قانع، فروتن، بردبار، مهربان، غيرتمند، صبور، سازگار و نرمخو بود و با هيچ منجّم و كاهن و پيشگويى درنياميخت.

214. الطبقات الكبرى به نقل از كعب الأحبار، در پاسخ پرسشى درباره اوصاف پيامبر صلى اللّه عليه وآله در تورات: او را چنين مى يابيم:" محمّد پسر عبد اللّه ... نه بد زبان است، و نه در كوچه و بازار، هياهو به راه مى اندازد و بدى را با بدى پاسخ نمى دهد؛ بلكه مى بخشد و گذشت مى كند".

215. الطبقات الكبرى به نقل از كعب الأحبار: ما در تورات، چنين مى خوانيم:" محمّد پيامبرِ برگزيده، نه تندخوست و نه خشن و نه اهل جار و جنجال. در كوچه و بازار، بدى را با بدى جواب نمى دهد؛ بلكه مى بخشد و گذشت مى كند".

216. الطبقات الكبرى به نقل از حسن (1): گروهى از اصحاب پيامبر صلى اللّه عليه وآله جمع شدند و گفتند: چه خوب است كسى را پيشِ همسران پيامبر خدا بفرستيم و از نحوه رفتار او در خانه اش، سؤال كنيم تا شايد آن را سرمشق خود قرار دهيم.

آنان كسى را پيش يكايك همسران پيامبر فرستادند و آن فرستاده، [از همه آنان] يك پاسخ آورد: شما از اخلاق پيامبرتان مى پرسيد. اخلاق او، [همان دستورهاى] قرآن است. پيامبر خدا شب ها را نماز مى خوانَد و مى خوابد و روزه مى گيرد و روزه مى گشايد و با همسر خود، هم بستر مى شود.


1- حسن در اين جا، ممكن است حسن بصرى يا امام حسن عليه السلام باشد.

ص: 226

ص: 227

فصل ششم محمّد از زبان محمّد

217. پيامبر خدا صلى اللّه عليه وآله: من، تربيت شده خدا هستم و على، تربيت شده من است.

218. پيامبر خدا صلى اللّه عليه وآله: اى مردم! من در حقيقت، رحمتى اهدايى [از جانب خدا] هستم.

219. پيامبر خدا صلى اللّه عليه وآله: من، اجابت دعاى پدرم ابراهيم هستم كه هنگام ساختن پايه هاى كعبه گفت:" اى پروردگار ما! در ميان آنان، پيامبرى از خودشان بر انگيز ...".

220. پيامبر خدا صلى اللّه عليه وآله: من، اجابت همان دعاى پدرم ابراهيم هستم، و آخرين كسى كه به ظهورِ من بشارت داد، عيسى بن مريم بود.

221. پيامبر خدا صلى اللّه عليه وآله: من، پشت و پناه مسلمانان هستم.

ص: 228

ص: 229

222. پيامبر خدا صلى اللّه عليه وآله: خودستايى نيست؛ من، سرورِ فرزندانِ آدم هستم.

223. پيامبر خدا صلى اللّه عليه وآله: قصدم فخر فروشى نيست. من در روز قيامت، سرور فرزندان آدم هستم.

224. پيامبر خدا صلى اللّه عليه وآله: من نخستين كسى هستم كه زمين، بر او شكافته مى شود(از گور برمى خيزد).

225. پيامبر خدا صلى اللّه عليه وآله: زمانى كه مردم بر انگيخته شوند، من نخستين كسى هستم كه [از گور] بيرون مى آيد و آن گاه كه به پيشگاه خدا در آيند، من خطيب آنان هستم و هرگاه نوميد شوند، من نويد دهنده ايشانم.

226. پيامبر خدا صلى اللّه عليه وآله: در روز قيامت، من بيش از همه پيامبران، پيرو دارم.

227. پيامبر خدا صلى اللّه عليه وآله: خودستايى نيست؛ من جلودار پيامبرانم. خودستايى نيست؛ من خاتم پيامبرانم. خودستايى نيست؛ من نخستين شفاعت كننده و نخستين كسى هستم كه شفاعتش پذيرفته مى شود.

228. پيامبر خدا صلى اللّه عليه وآله: من، نخستين كسى هستم كه دَرِ بهشت را مى كوبد.

229. پيامبر خدا صلى اللّه عليه وآله: نخستين كسى كه روز قيامت، بر خداى عزيز جبّار وارد مى شود، من هستم و كتاب او و اهل بيت من، و سپس امّتم. آن گاه، از آنان مى پرسم:" با كتاب خدا و اهل بيت من، چه كرديد؟".

ص: 230

ص: 231

230. پيامبر خدا صلى اللّه عليه وآله: من، نزديك ترينِ مردم به پسر مريم هستم. پيامبران، فرزندان يك پدر و چند مادرند. (1)

231. پيامبر خدا صلى اللّه عليه وآله: من، در دنيا و آخرت، نزديك ترينِ مردم به عيسى بن مريم هستم. ميان من و او، پيامبرى وجود ندارد. پيامبران، برادرانى از يك پدر و چند مادر هستند؛ مادرانشان گوناگون است و دينشان يكى است. ميان من و عيسى بن مريم، پيامبرى نيست.

232. پيامبر خدا صلى اللّه عليه وآله: من محمّد و احمد هستم. من پيامبر رحمت هستم. من پيامبر حماسه هستم. من مُقَفّى (2) و حاشِر (3) هستم و با [شعار] جهاد بر انگيخته شده ام، نه براى كشت و كار.

233. پيامبر خدا صلى اللّه عليه وآله: من فصيح ترينِ شما هستم. من از قريشم و زبانم زبان [قبيله] بنى سعد بن بكر است.

234. پيامبر خدا صلى اللّه عليه وآله: من، خدا پَرواترينِ شما و آگاه ترينتان به قوانين پروردگارم هستم.

235. پيامبر خدا صلى اللّه عليه وآله: باتقواترين و خداشناس ترينِ شما، من هستم.

236. پيامبر خدا صلى اللّه عليه وآله: مرا با چهار چيز، برترى داده اند: زمين، براى امّتم مسجد و پاك كننده قرار داده شده است و هر كس از امّت من كه بخواهد نماز بگزارد و آبى نيابد و زمينى داشته باشد، زمين برايش مسجد و پاك كننده است؛ من با ترس [در دل دشمنْ] يارى داده شده ام، به گونه اى كه در برابرم، دشمن تا مسير يك ماه راه را شكست مى خورَد و فرارى مى شود؛ غنائم براى امّتم حلال شده اند؛ و پيامبر همه مردم هستم.


1- جمهور عالمان، در معناى اين حديث گفته اند: يعنى اصل ايمانشان يكى است، ولى شريعتشان متفاوت است؛ زيرا همه آنان، در اصل توحيدْ هم داستان اند.
2- مقفّى در اين جا يعنى پيامبرى كه در پى همه پيامبران آمده و پيامبر ديگرى پس از او نمى آيد(النهاية فى غريب الحديث: ج 4 ص 94).
3- حاشر، در اين جا يعنى كسى كه مردم بر دين او محشور مى شوند(النهاية: ج 4 ص 25).

ص: 232

ص: 233

237. پيامبر خدا صلى اللّه عليه وآله: به من، چهار برترى بر ديگر پيامبران داده شده است: من به سوى همه مردم فرستاده شده ام؛ همه زمين، براى من و امّت من، سجده گاه و پاك كننده قرار داده شده است ...؛ به وسيله رعب و وحشت [دشمن] يارى شده ام كه از مسافت يك ماه راه، خداوند در دل دشمنان من رعب مى افكند؛ و غنائم براى ما حلال شده است.

238. پيامبر خدا صلى اللّه عليه وآله: پروردگارم بر منّت گذاشت و به من فرمود:" اى محمّد! ... من تو را با ايجاد رُعبى [در دل دشمنْ] پيروز كردم كه احدى را با آن به پيروزى نرساندم".

239. پيامبر خدا صلى اللّه عليه وآله: پنج چيز به من داده شده كه پيش از من، به احدى داده نشده است: زمين براى من سجده گاه و پاك كننده قرار داده شد؛ با رعب و وحشت، يارى داده شدم؛ غنيمت براى من حلال گرديد؛ سخنان فراگير(قرآن) به من داده شد؛ و شفاعت به من عطا گرديد.

240. پيامبر خدا صلى اللّه عليه وآله درباره برترىِ خود بر ابراهيم عليه السلام: اگر ابراهيم عليه السلام خليل خدا بود، من محمّد، حبيب او هستم.

241. پيامبر خدا صلى اللّه عليه وآله: هان! به خدا قسم كه من در آسمان، امين هستم و در زمين نيز، امينم.

242. پيامبر خدا صلى اللّه عليه وآله: خداوند، هيچ مخلوقى نيافريد كه نزد او از من برتر و گرامى تر باشد.

243. پيامبر خدا صلى اللّه عليه وآله: من، نخستين كسى بودم كه به پروردگارم ايمان آوردم و نخستين كسى بودم كه جواب دادم. آن گاه كه خداوند از پيامبران پيمان گرفت و آنها را

ص: 234

ص: 235

بر خودشان گواه ساخت [و گفت] كه:" آيا من پروردگار شما نيستم؟!". من نخستين پيامبرى بودم كه گفتم: چرا.

244. پيامبر خدا صلى اللّه عليه وآله: من نخستينِ مردم در آفرينش هستم و آخرينِ آنان در برانگيخته شدن [به پيامبرى].

245. پيامبر خدا صلى اللّه عليه وآله: پنج چيز به من داده شده كه به هيچ يك از پيامبرانِ پيش از من، داده نشده است: به سوى [همگان، از] سفيد و سياه و سرخ فرستاده شده ام؛ زمين براى من، پاك كننده و سجده گاه قرار داده شده؛ با رعب و وحشت، يارى داده شده ام؛ غنائم براى من حلال شده، در حالى كه پيش از من، براى هيچ كس(يا: هيچ پيامبرى) حلال نبوده؛ و سخنان جامع، به من عطا شده است.

246. پيامبر خدا صلى اللّه عليه وآله: خداوند بر من منّت نهاد و فرمود:" يا محمّد درود خدا بر تو باد ... تو را با رعب و وحشت، يارى دادم، در حالى كه هيچ كس را با آن يارى ندادم.

247. پيامبر خدا صلى اللّه عليه وآله: به من، سخنان جامع داده شده و كلام، برايم كاملًا مختصر شده است.

248. امام على عليه السلام: به پيامبر صلى اللّه عليه وآله گفته شد: آيا هرگز بُتى را پرستيده اى؟

فرمود:" نه".

گفتند: آيا هرگز شراب نوشيده اى؟

فرمود:" نه. همواره مى دانستم كه آنچه مردم انجام مى دهند، كفر است، در حالى كه هنوز نمى دانستم كتاب و ايمان چيست".

249. امام رضا عليه السلام در پاسخ به سؤال از اين سخن پيامبر صلى اللّه عليه وآله كه: من فرزند دو ذبيح(قربانى) هستم: مقصود، اسماعيل بن ابراهيم خليل و عبد اللّه بن عبد المطّلب است.

ص: 236

ص: 237

فصل هفتم محمّد از زبان على

250. امام على عليه السلام: خداوند، انسانى بهتر از محمّد صلى اللّه عليه وآله نيافريده است.

251. امام على عليه السلام: جز اين نيست كه من، بنده اى از بندگان محمّد صلى اللّه عليه وآله هستم.

252. امام على عليه السلام وقتى كه در مسجد كوفه، حمايلِ شمشيرش را به خود پيچيده بود و مردى درباره خصوصيات [جسمى] پيامبر صلى اللّه عليه وآله سؤال كرد: پيامبر خدا رخسارى سفيد و گلگون داشت و چشمانى سياه و درشت، و موهايى صاف و نرم، و ريشى انبوه و گونه هايى كم گوشت و استخوانى، و گيسوانى كه تا نرمه گوشش مى رسيد، و گردنى چون جام سيمين. از زير گلو تا نافش، خطّ باريكى از مو، چون نى رسته بود و جز آن، مويى بر سينه و شكمش وجود نداشت. دست و پايش درشت و استخوانى بود. هرگاه راه مى رفت، مثل اين بود كه از سرازيرى فرود مى آيد و به هنگام برخاستن، چابك و سريع بود. وقتى به طرفى برمى گشت، با تمام بدنش برمى گشت. دانه هاى عرق، بر چهره اش چون مرواريد بود. عرق بدنش، خوش بوتر از مُشك تند بود. نه كوتاه قامت بود و نه بلند، نه ناتوان بود و نه پست. كسى را چون او نديده ام، نه پيش از او و نه پس از او.

253. امام على عليه السلام: از زمانى كه پيامبر صلى اللّه عليه وآله از شير گرفته شد، خداوند، بزرگ ترين فرشته از فرشتگان خود را همدم او گردانيد و آن فرشته، او را شب و روز در راه بزرگوارى ها و خوى هاى والاى انسانى حركت مى داد .... هر سال، در كوه حِرا اقامت مى كرد و من او را مى ديدم و كسى جز من، او را نمى ديد. آن روزها، [اهل] هيچ خانه اى به اسلام درنيامده بود، مگر پيامبر صلى اللّه عليه وآله و خديجه عليهاالسلام و من سومينِ آنان بودم. نور وحى و رسالت را مى ديدم و رايحه نبوّت را مى بوييدم.

ص: 238

ص: 239

هنگامى كه وحى بر ايشان نازل شد، من فرياد شيطان را شنيدم و عرض كردم: اى پيامبر خدا! اين چه فريادى است؟

فرمود:" اين، شيطان است كه از پرستيده شدنش مأيوس شده است. آنچه من مى شنوم، تو هم مى شنوى و هر چه من مى بينم، تو هم مى بينى، جز اين كه تو پيامبر نيستى، بلكه تو وزير و دستيارى، و تو در راه خير و صلاح هستى".

من با ايشان بودم كه سران قريش آمدند و گفتند: اى محمّد! تو ادّعاى بزرگى مى كنى كه پدران تو و هيچ يك از خاندانت، چنين ادّعايى نكرده است. اينك، ما از تو كارى مى خواهيم كه اگر آن را انجام دهى و به ما نشانش دهى، مى فهميم كه تو پيامبر و فرستاده [ى خدا] هستى، و اگر نتوانستى انجام دهى، مى فهميم كه تو جادوگرى دروغگو هستى.

پيامبر صلى اللّه عليه وآله فرمود:" چه مى خواهيد؟" گفتند: از اين درخت بخواه تا از ريشه كنده شود و در برابرِ تو بايستد.

پيامبر صلى اللّه عليه وآله فرمود:" البته خداوند، بر هر كارى تواناست. اگر خداوند، اين كار را براى شما انجام دهد، آيا ايمان مى آوريد و به حقيقت گواهى مى دهيد؟".

گفتند: آرى.

پيامبر فرمود:" من آنچه شما تقاضا مى كنيد، به شما نشان مى دهم؛ اما مى دانم كه به راه خير، باز نمى آييد. در ميان شما كسانى هستند كه به چاه [بَدر] افكنده خواهند شد و كسانى هستند كه [بر ضدّ من] دسته ها به راه خواهند انداخت [و نبرد احزاب را به پا خواهند كرد]".

پيامبر صلى اللّه عليه وآله سپس فرمود:" اى درخت! اگر به خدا و روز واپسين ايمان دارى و مى دانى كه من فرستاده خدا هستم. به اذن خداوند، از ريشه كنده شو و در برابر من بايست!".

سوگند به خدايى كه او را به حق برانگيخت، آن درخت، از ريشه كنده شد و در حالى كه همهمه اى سخت داشت و صدايى چون صداى برهم خوردنِ بال هاى پرندگان از آن به گوش مى رسيد، جلو آمد و بالْ بالْ زنان، در برابر پيامبر خدا ايستاد و شاخه بلند خود را بر سر پيامبر خدا و يكى از شاخه هايش را روى شانه من كه در طرف راست ايشان بودم انداخت. اما چون آن جماعت، اين صحنه را ديدند، سركشانه و گردنْ فرازانه، گفتند: دستور بده تا نيمى از آن، پيش تو آيد و نيم ديگرش، در جاى خويش بماند.

پيامبر خدا به درخت چنين فرمانى داد. پس نيمه اى از درخت، به نحوى بسيار شگفت آور و با سر و صدايى شديدتر، به طرف پيامبر رفت، به طورى كه نزديك بود

ص: 240

ص: 241

بر وى بپيچد. باز هم، از روى كفر و سركشى، گفتند: دستور بده تا اين نيمه درخت، به طرف نيمه ديگرش برگردد و مثل اوّل شود.

پيامبر صلى اللّه عليه وآله دستور داد و آن نيمه درخت برگشت. من گفتم: لا اله الا اللّه. اى پيامبر خدا! من، نخستين ايمانْ آورنده به تو هستم و نخستين كسى هستم كه اعتراف مى كند آنچه اين درخت، به فرمان خداوند متعال انجام داد، براى اعتراف به نبوّت تو و بزرگداشت و ارج نهادن سخن تو انجام داد.

اما آن جماعت، يك پارچه گفتند: [نه] بلكه او جادوگرى دروغگوست؛ جادوگرى شگفت و تردست است. آيا كسى جز او [و مقصودشان من بودم] تو را در كارَت تصديق مى كند؟

من از گروهى هستم كه در راه خدا، از سرزنش هيچ سرزنشگرى باك ندارند، سيمايشان سيماى راستان است، و گفتارشان گفتار نيكوكاران، آبادكنندگان شب اند و نشانه هاى [هدايت در] روز. به ريسمان قرآن چنگ آويخته اند، سنّت هاى خدا و سنّت هاى پيامبر او را زنده نگه مى دارند، نه تكبّر مى ورزند و نه سركشى، نه نادرستى و خيانت مى كنند و نه تباهى مى آفرينند، دل هايشان در بهشت است و بدن هايشان در كار و كوشش! 254. امام على عليه السلام: فرداى آن شبى كه پيامبر خدا به آسمان برده شد، من با او بودم و او در حِجْر [اسماعيل] نماز مى خواند. چون نمازش تمام شد و من نيز نمازم را به پايان بردم، آواز شديدى را شنيدم. عرض كردم: اى پيامبر خدا! اين چه صدايى است؟

فرمود:" مگر نمى دانى؟ اين، بانگ شيطان است كه چون فهميد ديشب به آسمان برده شده ام، از اين كه زين پس در روى اين زمين پرستش شود، نوميد گشت". (1)

255. امام على عليه السلام: من در مكّه با پيامبر صلى اللّه عليه وآله بودم و با هم، به يكى از نواحى شهر رفتيم. ايشان با هيچ كوه و كلوخ و درختى رو به رو نمى شد، مگر اين كه مى گفتند:" سلام بر تو اى پيامبر خدا!".

256. امام على عليه السلام: با پيامبر صلى اللّه عليه وآله به وادى [مكّه] رفتم. بر هيچ سنگ و درختى نمى گذشت،


1- ابن ابى الحديد، در ذيل اين حديث مى گويد: شبيه اين مطلب، از خود پيامبر صلى اللّه عليه وآله نيز روايت شده است. هنگامى كه هفتاد نفر از انصار، در شب عقبه با پيامبر بيعت كردند، در دلِ شب، صدايى بلند از عقبه شنيده شد كه مى گفت:" اى اهل مكّه! اين نكوهيده و از دينْ برگشتگانِ همدست او، براى جنگ با شما هم داستان شده اند". پيامبر خدا به انصار فرمود:" مى شنويد چه مى گويد؟ اين، شيطانِ عقبه است". او مى گويد: اما درباره آن درخت كه پيامبر صلى اللّه عليه وآله صدايش زد، احاديث بسيارى آمده است و علماى حديث، آن را در كتاب هاى خود آورده اند و متكلّمان نيز، اين موضوع را در شمار معجزات پيامبر صلى اللّه عليه وآله ذكر كرده اند. بيشتر محدّثان، اين خبر را به همان گونه اى كه در خطبه امير مؤمنان آمده است، روايت كرده اند و بعضى هم آن را به اختصار روايت مى كنند و مى گويند: پيامبر صلى اللّه عليه وآله، درختى را صدا زد و آن درخت، در حالى كه زمين را مى شكافت، پيش پيامبر خدا آمد.

ص: 242

ص: 243

مگر اين كه مى گفت:" سلام بر تو اى پيامبر خدا!" و من آن را مى شنيدم.

257. امام على عليه السلام: تا آن كه خداوند، محمّد صلى اللّه عليه وآله را به عنوان گواه و نويدْ دهنده و هشدار دهنده فرستاد. در كودكى، بهترينِ مردم بود و در ميان سالى، نجيب ترينِ خلايق. اخلاق و خصالش، پاك تر از همه پاكان بود و جود و كرمش، سرشارتر و مداوم تر از بخشندگان.

258. امام على عليه السلام: خداوند، او(پيامبر صلى اللّه عليه وآله) را از شجره پيامبران و از چراغدان روشنايى و از كاكُل بالايى [هستىِ] (1) و از ناف بطحا و از چراغ هاى روشنى بخشِ تاريكى و از چشمه هاى حكمت، برگزيد.

259. امام على عليه السلام در ياد كرد از پيامبر صلى اللّه عليه وآله: تا آن كه براى جوينده شعله [ى هدايت]، شعله اى برافروخت و براى ره گم كرده، آتشى به علامت روشن ساخت. پس او امين و مورد اعتماد توست و گواهِ تو در روز پاداش و برانگيخته نعمت تو و فرستاده به حقِّ تو، كه از روى رحمت و مهر فرستاده اى.

260. امام على عليه السلام در ياد كرد از پيامبر صلى اللّه عليه وآله: تا آن كه براى جوينده شعله [ى هدايت]، شعله را برافروخت و براى گم گشته، راه را روشن ساخت و دل هاى فرو رفته در فتنه ها و گناهان، به وسيله او هدايت شدند و او نشانه هاى روشنگر و احكام نورانى را برپا داشت.

261. امام على عليه السلام در وصف پيامبر صلى اللّه عليه وآله: مأموريتِ خود را آشكار ساخت و پيام هاى پروردگارش را ابلاغ كرد. پس خداوند، به وسيله او، ميان مردم صلح و آشتى برقرار نمود و راه ها را امن ساخت و از خونريزى ها جلوگيرى كرد و دل هاى كينه توز را به يكديگر الفت داد، تا آن گاه كه يقين(مرگ) به سراغش آمد.

262. امام على عليه السلام: هيچ دو كارى بر پيامبر خدا ارائه نشد، مگر آن كه سخت ترينِ آن دو را برگزيد.

263. امام على عليه السلام: خداوند، او را با نور روشنايى بخش و برهان آشكار و راه پيدا و كتاب راه نما برانگيخت. خاندانش بهترين خاندان است و شجره اش بهترين شجره


1- كنايه از خاندان مشهور و گران قدر.

ص: 244

ص: 245

و شاخه هايش راست و ميوه هايش آويزان. زادگاهش مكّه است و هجرتش به طَيْبه(مدينه).

264. امام على عليه السلام: تا آن كه كرامت خداوند سبحان به محمّد صلى اللّه عليه وآله رسيد. پس او را از برترين رويشگاه ها و ارجمندترين ريشه و تبارها بيرون آورد؛ از درختى كه پيامبرانش را از آن به وجود آورد و امناى خويش را از آن برگزيد ... راهش راست و معتدل است، و شيوه اش راه نمايى، و سخنش جدا كننده حق از باطل، و حُكمش بر اساس عدل و داد.

265. امام على عليه السلام: طبيبى بود كه با داروى خود، در ميان مردم مى گرديد. مرهم هايش را درست و آماده كرده و ابزار داغ كردنش را تافته بود و آنها را بر هر جا كه لازم بود، از دل هاى كور و گوش هاى كر و زبان هاى گنگ، مى گذاشت. با داروى خود، بيمارى هاى غفلت و سرگردانى را در كسانى درمان مى كرد كه از پرتوهاى حكمت، روشنايى برنگرفته بودند و با آتش زنه هاى دانش هاى درخشان، شعله اى برنيفروخته بودند، و همچون حيواناتِ چرنده و تخته سنگ هاى سخت بودند.

266. امام على عليه السلام: گواهى مى دهم كه محمّد، بنده و فرستاده خداست، به فرمانبرى از خدا فرا خوانْد و در راه دفاع از دين او، دشمنانش را مقهور ساخت، هم داستانى [دشمنان خدا] بر تكذيب و مخالفت با او و كوشش آنان براى خاموش ساختن نورش، او را از اين كار [كه دعوت به طاعت خدا و دفاع از دينش بود] باز نمى داشت.

267. امام على عليه السلام: خداوند سبحان، محمّد صلى اللّه عليه وآله را فرستاد تا به جهانيان هشدار دهد و گواه بر پيامبران باشد.

268. امام على عليه السلام: خداوند، او را براى دعوت به حق و گواه بودن بر مردمان فرستاد و او پيام هاى پروردگارش را، بدون كمترين سستى و كوتاهى، ابلاغ كرد و با دشمنان او، بدون نشان دادن كمترين ضعف و اظهار كوچك ترين بهانه اى، جهاد كرد. او پيشواى پرهيزگاران و ديده رهجويان بود.

269. امام على عليه السلام: [خداوند] او را با دلايل لازم(قانع كننده)، و با پيروزىِ آشكار و براى روشن ساختن راه، فرستاد و او پيام خداوند را آشكار و ابلاغ كرد و با راه نمايى كردن مردم، آنان را به راه راست كشاند.

ص: 246

ص: 247

270. امام على عليه السلام: او را با دليلى بسنده و اندرزى شفابخش و دعوتى جبران كننده فرستاد.

271. امام على عليه السلام: او را با نور و روشنايى فرستاد و در انتخاب و گزينش، او را مقدّم داشت. به واسطه او، گسستگى ها را به هم برآورد و چيره جو را شكست داد و مشكلات را آسان ساخت و ناهموارى ها را هموار كرد، تا جايى كه گم راهى را از راست و چپ دور گردانيد.

272. امام على عليه السلام: [خداوند] او را براى آشكار كردن فرمانِ خود و زنده ساختن يادش فرستاد، و او امانت [الهى] را گزارد و ره نموده رفت، و پرچم حق را در ميان ما باقى گذاشت.

273. امام على عليه السلام: گواهى مى دهم كه محمّد، بنده وفرستاده خداست. او را با دينِ شناخته شده و نشانه برگزيده(دست به دست شده) و كتاب نبشته و نور درخشان و روشنىِ تابان و فرمان آشكار فرستاد تا شبهات را بزدايد و با دلايل روشن، حجّت آورى كند و با آيات و نشانه ها هشدار دهد و از كيفرها و عبرت هاى گذشتگان بترساند، و اين در حالى بود كه مردم، گرفتار فتنه هايى بودند كه در آنها ريسمان دين از هم گسيخته بود.

274. امام على عليه السلام: شهرها در گم راهىِ تيره و تار، فرورفته بودند و جهل و نادانى، بر آنها چيره بود و خشونت و بربريّت، حاكميت داشت. مردم، حرام را حلال مى كردند و دانشمند را خوار و خفيف مى شمردند و بدون آيين الهى مى زيستند و با كفر و بى دينى مى مردند، پس به نور وجود او(پيامبر) روشن شدند.

275. امام على عليه السلام: او را در زمانى فرستاد كه نشانه هاى هدايت و راهيابى، از ميان رفته بود و راه هاى آشكار دين، ناپديد گشته بود. پس [پيامبر خدا] حق را آشكار نمود و مردم را ارشاد كرد.

276. امام على عليه السلام: خداوند، محمّد صلى اللّه عليه وآله را در حالى برانگيخت كه هيچ عربى كتابخوان نبود و ادّعاى نبوّت نمى كرد. پس او مردم را تا سرمنزل مقصود، سوق داد و آنان را به جايگاه نجات و رستگارى رسانيد.

ص: 248

ص: 249

277. امام على عليه السلام: اما بعد، خداوند سبحان، محمّد صلى اللّه عليه وآله را زمانى برانگيخت كه هيچ عربى، نه كتابى مى خواند و نه ادّعاى نبوّتى و نه ادّعاى وحى اى مى كرد. پس ايشان با كمك پيروان خويش، با مخالفانش پيكار كرد تا آنان را به سوى سر منزل نجات سوق دهد.

278. امام على عليه السلام: ... تا اين كه خداوند، محمّد را به رسالتْ مبعوث كرد ... و در آن روزگار، مردم روى زمين، آيين هاى پراكنده و خواست ها و اهداف(عقايد) گوناگون داشتند و راه هاى پراكنده را مى پيمودند. گروهى، خدا را به آفريدگانش تشبيه مى كردند و جماعتى، در نام او كجروى مى كردند و طايفه اى، خدايى جز او را نشان مى دادند. پس خداوند، آنان را به واسطه پيامبر، از گم راهى به درآورد و هدايت نمود.

279. امام على عليه السلام: بار خدايا! ... برترين درودها و پربارترين بركت هايت را بر محمّد، بنده و فرستاده خويش، قرار ده؛ همو كه ختم كننده نبوّت است و گشاينده درهاى بسته [ى سعادت و رحمت] و آشكار كننده حق با حق .... بار خدايا! در سايه [رحمت] خويش، جايى فراخ براى او بگشاى و از فضل خويش، او را خيرهاى مضاعف پاداش ده. بار خدايا! بنيان [شريعت] او را از بنيان پيشينيان، بالاتر ببَر و منزلت او را نزد خويش، گرامى دار و نور او را كامل گردان و پاداش پيامبرى اش را شهادتِ پذيرفته و گفتارِ پسنديده قرار ده كه گفتارش راست و درست و سخنش جدا كننده حق از باطل بود.

280. امام على عليه السلام در حالى كه مشغول غسل دادن و آماده كردن پيكر پيامبر صلى اللّه عليه وآله براى كفن و دفن بود: پدر و مادرم فداى تو اى پيامبر خدا! با مرگ تو، چيزى به پايان رسيد كه با مرگ كسى جز تو، به پايان نرسيد: نبوّت و خبر دادن و خبرهاى آسمان.

تو چنان در دل ها نشستى كه داغ تو، تسلّى بخش هر داغ ديگرى است و چندان در ميان مردم جا باز كردى كه همگان، در مصيبت تو ماتم گرفتند ...

پدر و مادرم فدايت باد! ما را در نزد پروردگارت ياد كن و به خاطرمان داشته باش.

درباره مركز

بسمه تعالی
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
با اموال و جان های خود، در راه خدا جهاد نمایید، این برای شما بهتر است اگر بدانید.
(توبه : 41)
چند سالی است كه مركز تحقيقات رايانه‌ای قائمیه موفق به توليد نرم‌افزارهای تلفن همراه، كتاب‌خانه‌های ديجيتالی و عرضه آن به صورت رایگان شده است. اين مركز كاملا مردمی بوده و با هدايا و نذورات و موقوفات و تخصيص سهم مبارك امام عليه السلام پشتيباني مي‌شود. براي خدمت رسانی بيشتر شما هم می توانيد در هر كجا كه هستيد به جمع افراد خیرانديش مركز بپيونديد.
آیا می‌دانید هر پولی لایق خرج شدن در راه اهلبیت علیهم السلام نیست؟
و هر شخصی این توفیق را نخواهد داشت؟
به شما تبریک میگوییم.
شماره کارت :
6104-3388-0008-7732
شماره حساب بانک ملت :
9586839652
شماره حساب شبا :
IR390120020000009586839652
به نام : ( موسسه تحقیقات رایانه ای قائمیه)
مبالغ هدیه خود را واریز نمایید.
آدرس دفتر مرکزی:
اصفهان -خیابان عبدالرزاق - بازارچه حاج محمد جعفر آباده ای - کوچه شهید محمد حسن توکلی -پلاک 129/34- طبقه اول
وب سایت: www.ghbook.ir
ایمیل: Info@ghbook.ir
تلفن دفتر مرکزی: 03134490125
دفتر تهران: 88318722 ـ 021
بازرگانی و فروش: 09132000109
امور کاربران: 09132000109